عنوان الموضوع : ღ♥ღ مـن التــــــراث العـــــربي ღ♥ღ جميلة
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات

( حكاية العلوية والمجوسي )
يروى عن بعض العلويين أنه كان نازلا ببلخ
من بلاد العجم –
وله زوجة علوية وله منها بنات ثلاث -
وكانوا في سعة ونعمة –
فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة والعوز-
فخرجت ببناتها الى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء –
واتفق خروجها في أيام الشتاء الباردة
فدخلت بعض المساجد المهجورة ومضت ليلتها
تحتال لبناتها في قوت ليلتهم -
فمرت بجَمعين :
جمع رجل مسلم وهو شيخ البلد
وجمع آخر فيه رجل مجوسي
فبدأت بالمسلم وشرحت له حالها
فقال لها : أقيمي عند البينة أنك علوية شريفة
أي يريد اثباتا لصدق قولها –
فقالت : أنا امرأة غريبةوما في البلدمن أحد يعرفني
فكيف أقيم البينة ؟
فأعرض عنها- فمضت منكسة القلب كاسفة البال
فتوجهت من فورها الى الجمع الآخر وفيهم المجوسي
فشرحت له حالها
فما أن أكملت قصتها حتى أرسل بعض نسائه
وأتوا بها وبناتها الى داره
فأطعمنهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر الثياب
وباتوا عند المجوسي في نعمة وكرامة
قال : ولما انتصف الليل..
رأى الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت
وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم
واذا بقصر من الزمردالأخضر
شرفاتهمن اللؤلؤ والياقوت –
فقال : يا رسول الله لمن هذا القصر ؟
قال رسول الله عليه السلام :
لرجل مسلم موحد
فقال : أنا رجل مسلم موحد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمله:
أقم عندي البينة أنك مسلم موحد
فبقي متحيرا كيف يقيم البينة عند رسول الله (ص)
أنه مسلم موحد فقال له رسول الله (ص) :
لما أتتك المرأة العلوية قلت لها :
أقيمي عندي البينة
فكذا أقم عندي البينة أنك مسلم موحد
فانتبه من نومه فزعا حزينا
على رده المرأة العلوية وبناتها
– فخرج يسأل عنها –
والتقى المجوسي في طريقه
فسأله عنها وعلم منه أنها وبناته باتت في داره
فقال له : أريد أن ترد المرأة العلوية وبناتها –
فقال المجوسي : ما الى ذلك من سبيل-
وقد لحقني من بركاتها ما لحقني
قال : خذ مني ألف دينا وسلمهن لي
فرفض المجوسي هذا العرض
وقال للمسلم : الذي تريده أنا أحق به منك
والقصر الذي رأيته في منامك أعده الله لي
فوالله ما نمت البارحة أنا وأهلي حتى أسلمنا جميعا
على يد العلوية
ورأيت في منامي مثل الذي رأيت في منامك
وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
العلوية وبناتها عندك ؟
قلت : نعم- قال : القصر لك ولأهل دارك
وأنت وأهل دارك من أهل الجنة
====================
الطفل الفيلسوف
يروى أن أبا زيد البسطاني قام يتهجد بالليل
فرأى طفله الصغير يقوم بجواره
فأشفق عليه لصغر سنه ولبرد الليل ومشقة السهر
فقال له : أرقد يا بني فأمامك ليال طوال
فقال له ولده : فما بالك أنت قد قمت ؟
قال : يا بني قد طـُلب مني أن أقوم له
فقال الغلام : أنا أحق منك بالسهر
فقال البسطاني : ولم وأنت طفل صغير
قال الطفل : يا أبت - إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار الحطب لتشعل كبارها
فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال
إن نحن أهملنا في طاعته
فانتفض أبو يزيد من خشية الله تعالى وقال :
قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك
فسبحان الله
كيف يفكر أطفالنا قديما وبم ؟؟
وبم يفكر أطفال اليوم !!
===================
( الصدق منجاة )
من المعروف أن الحجاج بن يوسف الثقفي
كان قوي البأس شديد البطش .. صارما في سياسته وحكمه
ولا يجرؤ أحد أن يواجهه بنقد أو حتى بردٍ على كلامه
وفي ذات يوم .. كان الحجاج يخطب الجمعة
فأطال خطبته
حتى ملّ المسلمون وضاق الوقت وكاد يدركهم العصر
فصاح من جانب المسجد شاب جريء ..
وقال في شجاعة :
أقصر أيها الأمير فإن الوقت لا ينتظرك .. والرب لا يعذرك
وكادت تفوتنا الصلاة
فاستشاط الحجاج غضبا .. واشتعل غيظا ..
وأمر بالقبض على الشاب وادخاله السجن
حتى ينظر في شأنه
فتخـوّف أهل الشاب على ولدهم من بطش الحجاج
فاجتهدوا حتى دخلوا على الحجاج وكلموه ورجوه
ألا يؤاخذ ولدهم .. وادعوا كذبا أن ولدهم مجنون
فقال الحجاج : ان أقر ابنكم بهذا خليت سبيله
فلما خرجوا من عند الحجاج .. احتالوا على السجان
حتى أحضر ولدهم فقالوا له : لا سبيل الى نجاتك من القتل
الا أن تتظاهر بالجنون أمام الأمير ..
فرفض الشاب وقال : معاذ الله أن أنكر نعمة الله علي
وكيف أتظاهر بمرض وقد عافاني الله منه ؟
فلما بلغ الحجاج قوله وهو مصــرّ على ألا يكذب
وألا يتظاهر بما ليس فيه عفا عنه وخلا سبيله
وهو يقول : ما أجمل الصدق في الرجال
فإنه عنوان يقين
===================
لا تسأل غير الله تعالى
دخل هشام بن عبد الملك الكعبة المشرفة ..
فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عم بن الخطاب رضي الله عنه
فقال هشام : يا سالم سلني حاجتك ؟
فقال سالم : إني أستحي من الله تعالى أن أسأل غيره في بيته
فلما خرج سالم .. خرج هشام بن عبد الملك في إثره
فقال له : الآن خرجت .. فسلني حاجة ؟
فقال سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟
فقال هشام : بل من حوائج الدنيا
فقال سالم : ما سألت من يملكها .. فكيف أسأل من لا يملكها ؟!
فالغنى في القلب لا في اليد .. فمن غنيت نفسه وقلبه عامر بالايمان غنيت يداه .. ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناه
====================
يروى عن بعض العلويين أنه كان نازلا ببلخ
من بلاد العجم –
وله زوجة علوية وله منها بنات ثلاث -
وكانوا في سعة ونعمة –
فمات الزوج وأصاب المرأة وبناتها بعده الفقر والقلة والعوز-
فخرجت ببناتها الى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء –
واتفق خروجها في أيام الشتاء الباردة
فدخلت بعض المساجد المهجورة ومضت ليلتها
تحتال لبناتها في قوت ليلتهم -
فمرت بجَمعين :
جمع رجل مسلم وهو شيخ البلد
وجمع آخر فيه رجل مجوسي
فبدأت بالمسلم وشرحت له حالها
فقال لها : أقيمي عند البينة أنك علوية شريفة
أي يريد اثباتا لصدق قولها –
فقالت : أنا امرأة غريبةوما في البلدمن أحد يعرفني
فكيف أقيم البينة ؟
فأعرض عنها- فمضت منكسة القلب كاسفة البال
فتوجهت من فورها الى الجمع الآخر وفيهم المجوسي
فشرحت له حالها
فما أن أكملت قصتها حتى أرسل بعض نسائه
وأتوا بها وبناتها الى داره
فأطعمنهن أطيب الطعام وألبسهن أفخر الثياب
وباتوا عند المجوسي في نعمة وكرامة
قال : ولما انتصف الليل..
رأى الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت
وقد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه وسلم
واذا بقصر من الزمردالأخضر
شرفاتهمن اللؤلؤ والياقوت –
فقال : يا رسول الله لمن هذا القصر ؟
قال رسول الله عليه السلام :
لرجل مسلم موحد
فقال : أنا رجل مسلم موحد
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمله:
أقم عندي البينة أنك مسلم موحد
فبقي متحيرا كيف يقيم البينة عند رسول الله (ص)
أنه مسلم موحد فقال له رسول الله (ص) :
لما أتتك المرأة العلوية قلت لها :
أقيمي عندي البينة
فكذا أقم عندي البينة أنك مسلم موحد
فانتبه من نومه فزعا حزينا
على رده المرأة العلوية وبناتها
– فخرج يسأل عنها –
والتقى المجوسي في طريقه
فسأله عنها وعلم منه أنها وبناته باتت في داره
فقال له : أريد أن ترد المرأة العلوية وبناتها –
فقال المجوسي : ما الى ذلك من سبيل-
وقد لحقني من بركاتها ما لحقني
قال : خذ مني ألف دينا وسلمهن لي
فرفض المجوسي هذا العرض
وقال للمسلم : الذي تريده أنا أحق به منك
والقصر الذي رأيته في منامك أعده الله لي
فوالله ما نمت البارحة أنا وأهلي حتى أسلمنا جميعا
على يد العلوية
ورأيت في منامي مثل الذي رأيت في منامك
وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
العلوية وبناتها عندك ؟
قلت : نعم- قال : القصر لك ولأهل دارك
وأنت وأهل دارك من أهل الجنة
====================
الطفل الفيلسوف
يروى أن أبا زيد البسطاني قام يتهجد بالليل
فرأى طفله الصغير يقوم بجواره
فأشفق عليه لصغر سنه ولبرد الليل ومشقة السهر
فقال له : أرقد يا بني فأمامك ليال طوال
فقال له ولده : فما بالك أنت قد قمت ؟
قال : يا بني قد طـُلب مني أن أقوم له
فقال الغلام : أنا أحق منك بالسهر
فقال البسطاني : ولم وأنت طفل صغير
قال الطفل : يا أبت - إني أرى أمي وهي توقد النار تبدأ بصغار الحطب لتشعل كبارها
فأخشى أن يبدأ الله بنا يوم القيامة قبل الرجال
إن نحن أهملنا في طاعته
فانتفض أبو يزيد من خشية الله تعالى وقال :
قم يا بني فأنت أولى بالله من أبيك
فسبحان الله
كيف يفكر أطفالنا قديما وبم ؟؟
وبم يفكر أطفال اليوم !!
===================
( الصدق منجاة )
من المعروف أن الحجاج بن يوسف الثقفي
كان قوي البأس شديد البطش .. صارما في سياسته وحكمه
ولا يجرؤ أحد أن يواجهه بنقد أو حتى بردٍ على كلامه
وفي ذات يوم .. كان الحجاج يخطب الجمعة
فأطال خطبته
حتى ملّ المسلمون وضاق الوقت وكاد يدركهم العصر
فصاح من جانب المسجد شاب جريء ..
وقال في شجاعة :
أقصر أيها الأمير فإن الوقت لا ينتظرك .. والرب لا يعذرك
وكادت تفوتنا الصلاة
فاستشاط الحجاج غضبا .. واشتعل غيظا ..
وأمر بالقبض على الشاب وادخاله السجن
حتى ينظر في شأنه
فتخـوّف أهل الشاب على ولدهم من بطش الحجاج
فاجتهدوا حتى دخلوا على الحجاج وكلموه ورجوه
ألا يؤاخذ ولدهم .. وادعوا كذبا أن ولدهم مجنون
فقال الحجاج : ان أقر ابنكم بهذا خليت سبيله
فلما خرجوا من عند الحجاج .. احتالوا على السجان
حتى أحضر ولدهم فقالوا له : لا سبيل الى نجاتك من القتل
الا أن تتظاهر بالجنون أمام الأمير ..
فرفض الشاب وقال : معاذ الله أن أنكر نعمة الله علي
وكيف أتظاهر بمرض وقد عافاني الله منه ؟
فلما بلغ الحجاج قوله وهو مصــرّ على ألا يكذب
وألا يتظاهر بما ليس فيه عفا عنه وخلا سبيله
وهو يقول : ما أجمل الصدق في الرجال
فإنه عنوان يقين
===================
لا تسأل غير الله تعالى
دخل هشام بن عبد الملك الكعبة المشرفة ..
فإذا هو بسالم بن عبد الله بن عم بن الخطاب رضي الله عنه
فقال هشام : يا سالم سلني حاجتك ؟
فقال سالم : إني أستحي من الله تعالى أن أسأل غيره في بيته
فلما خرج سالم .. خرج هشام بن عبد الملك في إثره
فقال له : الآن خرجت .. فسلني حاجة ؟
فقال سالم : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟
فقال هشام : بل من حوائج الدنيا
فقال سالم : ما سألت من يملكها .. فكيف أسأل من لا يملكها ؟!
فالغنى في القلب لا في اليد .. فمن غنيت نفسه وقلبه عامر بالايمان غنيت يداه .. ومن افتقر قلبه لم ينفعه غناه
====================
( دعوة الوالد على ولده بالشلل )
= عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال :
بينما نحن في الطواف
أيام كان والدي أميراً للمؤمنين
اذ سمعنا صوتا يناجي ربه ويقول :
يا من يجيب دعا المضطرفي الظلم** يا كاشف الكرب والبلوىمع السقم
قد بات وفدك حول البيت والحرم ** ونحن ندعو وعين الله لم تنم
هب لي بجودك ما أخطأت من جرم ** يا من أشار اليه الخلق في الكرم
إن كان عفوك لم يسبق لمجترم ** فمن يجود على العاصيـــن بالكرم
فقال علي لولده الحسين :
إمض خلف الرجل الذي كان يدعو هذا الدعاء
فعساك تدركه وتناديه
قال الحسين : فأسرعت في اثر الرجل
فاذا أنا برجل جميل الوجه نقي البدن
نظيف الثياب طيب الريح .. إلا أنه قد شل جانبه الأيمن
فقلت له : أجب أمير المؤمنين ؟
فحضر عند الخليفة
فسأله أمير المؤمنين علي :
من أنت وما قصتك ؟
فقال : اسمي منازل أما قصتي :
فكنت مشهورا في العرب باللهو والطرب
أركض خلف صبوتي ولا أفيق من غفلتي ..
ان تبت لم تقبل توبتي وان استقلت لم تقل عثرتي..
أديم العصيان في رجب وشعبان
وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الجهالة
وشقوة المعصية
وكان اذا ألح علي بالعتب ألححت علي بالضرب
نعم يا امير المؤمنين كنت أضرب والدي وأجهش بالبكاء
فقال له علي :
أكمل وماذا جرى وما الذي أشل جانبك الأيمن
قال الرجل : وذات يوم ألح أبي علي بالنصح فقمت وضربته
فقال لي : والله لأصومن ولا أفطر ولأصلين ولا أنام
فصام أسبوعا ثم ركب جملا وأتى يوم الحج الأكبر الى مكة وتعلق بأستار الكعبة ودعا علي باسمي قائلا :
يا من اليه أتى الحجاج من بعد **يرجون لطف عزيز واحد صمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي** فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بجود منك جانبه ** يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال : فوالذي رفع السماء
ما استتم كلامه حتى شل جانبي الأيمن
فظللت كالخشبة الملقاة بأرجاء البيت الحرام
وكان الناس يمرون عني ويقولون :
هذا الذي أجاب الله فيه دعوة أبيه
فقال علي: فما فعل أبوك ؟
قال : لما رضي عني سألته :
أن يدعو الله لي المواضع التي دعا علي فيها
فحملته على ناقة
وجددنا السير حتى وصلنا واد الأراك فنفر طائر من شجرة فنفرت الناقة فوقع عنهافمات في الطريق
فقال علي : ألا أعلمك دعوات
سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما دعا بها مهموم إلا فرج الله عنه همه
فقال : نعم .. قال الحسين :
فعلمه الدعاء فدعا به وخلص من مرضه
وغدا علينا سالما صحيحا
===============
كل يوم هو في شأن
حكــــايـــــــة :
( الذي فقد ماله وعياله في يوم واحد )
روي أن رجلا من قبيلة عبس
كان مشوه الوجه مكفوف البصر- رث الثياب
وفي يوم من الأيام جاء الى دار الخلافة
فرآه رجل هناك كان يعرف قصته
فلما دخل من الباب قام اليه وأخذ بيده
وأجلسه في مجلس قريبا من الخليفة
فتعجب الخليفة عبد الملك بن مروان من فعل ذلك الرجل
فأدرك الرجل ما في نفس الخليفة من سؤال
فقال : يا أمير المؤمنين ان لهذا الرجل العبسي قصة غريبة
فاسمح له أن يحكي لك عن قصته ؟
وكان الخليفة عبد الملك بن مروان ولوعا بعيون الأخبار
شغوفا بالحكايا
فسأل الرجل عن حاله وقال ما قصتك أيها العبسي ؟
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين – كنت من أغنى أهل المدينة
وكنت من أكثرهم مالا .. ومن أعزهم عيالا .. وأنعمهم بالا .. وكنت ذا حسب ونسب
فخرجت يوما بمالي وأهلي لأضرب في أرض الله تعالى
بقصد التجارة والربح رغبة بالثراء
وطمعا في السعة
فبينما أنا أغذ السير في طريقي الى الشام اذ أدركني الليل
فآويت الى واد بين جبلين لأبيت فيه مع أهلي وأولادي
فبينما نحن نائمون
اذ هبط علينا سيل شديد من أعلى الجبل
فلم أستيقظ من نومي إلا وقد غرق أهلي وأولادي
وجرف السيل الهائل مالي
ولم يبق من أولادي إلا اصغرهم وعمره سنوات
ولم يبق من بعيري سوى بعسر واحد
فقمت من فوري كالمجنون
وحملت الطفل على كتفي ورحت الى البعير لأنظر شأنه
فلما رآني قريبا منه ولى مدبرا
وضعت الطفل عن كتفي على ربوة قريبة
وعدوت خلف البعير لأرده
فركضني برجله في وجهي فهشم أنفي وكسر أسناني
فقمت خلفه مرة أخرى فاذ به يرفسني في وجهي
ويفقأ عيوني
فلم أستطع أن أواصل العدو خلفه
عدت حزينا أتلمس طفلي الصغير حيث وضعته
فلما دنوت منه وإذ به يصرخ ويصيح
وسمعت صوته يختنق في حلق ذئب
واذ به لقمة سائغة بفم ذئب جائع
ولم أدركه حتى أكله الذئب
ففي ليلة واحدة يا أمير المؤمنين
فقدت أهلي وسبعا من أولادي وبعيري ومالي
وأمسيت من أعز الناس وأغناهم
وأصبحت وأنا من أذلهم وأفقرهم وأضعفهم
فسبحان مغير الأحوال ومقلبها
==================
بنان الجمال والأسد
قال أبو علي الروذباري :
كان سبب دخولي مصر حكاية الشيخ بنان الجمال مع الأسد
وبنان هذا كان قد أمر ابن طولون بالمعروف
ولكن ابن طولون استكبر وأخذته العزة
وأنكر على رجل مثل بنان الحمال أن يعظه ويأمره بالمعروف
فقرر أن يعاقبه أشد عقاب ليعلمه الأدب
فأمر به أن يلقى بين يدي أسد جائع
فماذا حصل ؟
الآن فلندع الكاتب مصطفى صادق الرافعي
يروي قصة لقاء الأسد ببنان الجمال بقلمه على لسان الراوي :قال :
كنت حاضرا ذلك اليوم
فجيء بالأسد وكان جسيما ضاريا عارم الوحشية هرّاسا فرّاسا
يلوّح شـِدقه
من سعته كفتحة القبر
ينبيء أن جوفه مقبرة
ويظهر وجهه خارجا من لبدته
يهم أن ينقذف على من يراه فيأكله
وأجلسوا الشيخ في قاعة وأشرفوا عليه ينظرون
ثم فتحوا باب القفص – وهجهجوا بالأسد يزجرونه
فانطلق يزمجر ويزأر زئيرا تنشق منه المرائر
حتى يتوهم من يسمعه أنه الرعد وراء الصاعقة
ثم اجتمع الوحش في نفسه
واقشعر وتمطى كالمنجنيق يقذف الصخرة
فما بقي من أجل الشيخ بنان إلا طرفة عين
ورأينا الشيخ على ذلك ساكتا مطرقا لا ينظر الى الأسد
ولا يحفل له
وأقبل الأسد على الشيخ يحتك به ويلحظه
ويشمه كما يصنع الكلب مع صاحبه الذي يأنس به
وكأنه يعلن أن هذه ليست مصاولة بين الرجل التقي والأسد
ولكنها مبارزة بين ارادة ابن طولون وارادة الله عز وجل 0
قال : ونسي الشيخ نفسه
فكأن الأسد رآه ميت ولم يجد فيه أنا التي يأكلها
وانصرفنا عن النظر في السبع الى النظر في وجه الشيخ
فاذا هو ساهم مفكر
وتساءلنا بم يفكر الشيخ والأسد على وشك أن يلتهم لحمه ؟
فمِن قائل : انه الانصراف بعقله الى الموت
ومن قائل : انه الخوف أذهله عن نفسه
وثالث يقول :
انه سكون الفكرة لمنع الحركة عن الجسم فلا يضطرب 00
وانتهى المشهد
والكل يعجب مما جرى
فأبعد الأسد عن بنان الجمال فلم يلمس منه شعرة
على الرغم من جوعه
فأقعده ابن طولون وسأله :
لماذا لم يأكلك الأسد ولم يقترب منك ؟
وما الذي كان في قلبك ؟ وبم كنت تفكر ؟
فقال الشيخ بنان : لم يكن علي بأس من الموت
ولم أخف من صولة الأسد ولا من هجمته
ان ما كنت أفكر فيه فقط هو لعاب الأسد
– أهو طاهر أم نجس ؟؟
===============
الحمل الصغير يدعو على الإخشيد
كان أحد الشعراء في العصر الإخشيدي الملقب
ب ( الحمل الصغير ) .. يطوف على حماره ..
فرأى الناس محتشدين لرؤية موكب الإخشيد ..
فتوسـّط الجموع وصاح :
ما هذه الأشباح الواقفة والتماثيل العاكفة ..
سلطت عليهم قاصفة يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ؟
فقيل له : انه الإخشيد ينزل الى الصلاة
فقال الشاعر : هذا الأصلع البطين .. السمين البدين ..
قطع الله منه الوتين ولا سلك به ذات اليمين
أما كان يكفيه صاحب ولا صاحبان ؟
ولا حاجب ولا حاجبان
ولا تابع ولا تابعان ؟
لا قبل الله له صلاة ..ولا قرب له زكاة
وعمـّر ربي بجثته الفلاة .. آمين يا رب العالمين
وانصرف لحاله !!
=====================
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين (أبي شحمة )
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كنت ذات يوم في المسجد وعمر جالس والناس حوله
اذ أقبلت جارية فقالت :
ان ولدك أبا شحمة جرني الى حائط بني النجار
ونال مني ما ينال الرجل من المرأة فوضعت منه هذا الغلام فاحكم بحكم الله بيني وبينه
فأمر عمر مناديا فنادى فأقبل الناس يهرعون اليه
فقام عمر وقال :
لا تفرقوا حتى آتيكم – ثم خرج ثم قال لي أسرع معي –
فلم يزل حتى أتى منزله فدخل على أبي شحمة
وهو على الطعام فقال له :
كل فيوشك أن يكون آخر زادك من الدنيا فلقد رأيت الغلام
وقد تغير لونه وارتعد وسقطت اللقمة من يده
فقال له عمر :
هل دخلت حائط بني النجار فرأيت امرأة فواقعتها
قال : قد كان كذلك
وأنا تائب –فجره عمر الى المسجد فقال :
يا أبت لا تفضحني
وخذ السيف وقطعني اربا اربا
ثم جره الى بين يدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقال :
صدقت المرأة وأقر ولدي بما قالت
وكان لعمر مملوك يقال له أفلح
فقال يا أفلح خذ بني هذا اليك واضربه مئة سوط
ولا تقصر في ضربه
فقام أفلح ونزع ثياب ابن عمر وضج الناس بالبكاء والنحيب وجعل الغلام يشير الى أبيه :
يا أبي ارحمني – فقال عمر وهو يبكي :
وانما أفعل هذا كي يرحمك ربك ويرحمني
ثم قال : يا أفلح اضرب فضربه وهو يستغيث
وعمر يقول اضربه حتى بلغ سبعين
فقال يا أبت اسقني شربة ماء
فقال : ان كان ربك راضيا عنك يسقيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبدا
يا غلام اضربه –فضربه حتى بلغ ثمانين
فقال : ي أبت السلام عليك فقال :
وعليك السلام ان رأيت محمدا
فأقرئه مني السلام وقل له خلفت عمر يقرأ القرآن
ويقيم الحدود- يا أفلح أضربه –
فلما بلغ تسعين انقطع كلآمه وضعف
فرأيت أصحاب رسول الله قالوا يا عمر
أنظر ما بقي آخره الى يوم آخر
قال : كما لم يؤخر المعصية لم يؤخر العقوبة
وجاء الصريخ الى أمه – فجاءت باكية صارخة
وقالت يا عمر أحج بكل ضربة حجة تامة
وأتصدق بكذا وكذا درهما
فقال عمر : ان الحج والصدقة لا ينوبان عن الحد
اضرب يا أفلح – فضربه –
فلما كان آخر ضربة وقع الغلام ميتا
فصاح عمر وقال : يا بني محـّص الله عنك الخطايا
ثم جعل رأسه في حجره وجعل يبكي فاذا هو قد فارق الدنيا
قال ابن عباس :
فلم ير يوم أعظم منه
وضج الناس اليه بالبكاء والنحيب
فلما كان بعد أربعين يوما
أقبل علينا حذيفة بن اليمان صبح يوم الجمعة
فقال : اني رأيت رسول الله في المنام واذا الفتى معه
عليه حلتان خضراوان
فقال اقريء عمر مني السلام
وقل له هكذا أمرك الله ان تقرأ القرآن وتقيم الحدود
وقال الغلام : يا حذيفة أقرأ أبي مني السلام
وقل له طهرك الله كما طهرتني
= عن الحسين بن علي رضي الله عنهما قال :
بينما نحن في الطواف
أيام كان والدي أميراً للمؤمنين
اذ سمعنا صوتا يناجي ربه ويقول :
يا من يجيب دعا المضطرفي الظلم** يا كاشف الكرب والبلوىمع السقم
قد بات وفدك حول البيت والحرم ** ونحن ندعو وعين الله لم تنم
هب لي بجودك ما أخطأت من جرم ** يا من أشار اليه الخلق في الكرم
إن كان عفوك لم يسبق لمجترم ** فمن يجود على العاصيـــن بالكرم
فقال علي لولده الحسين :
إمض خلف الرجل الذي كان يدعو هذا الدعاء
فعساك تدركه وتناديه
قال الحسين : فأسرعت في اثر الرجل
فاذا أنا برجل جميل الوجه نقي البدن
نظيف الثياب طيب الريح .. إلا أنه قد شل جانبه الأيمن
فقلت له : أجب أمير المؤمنين ؟
فحضر عند الخليفة
فسأله أمير المؤمنين علي :
من أنت وما قصتك ؟
فقال : اسمي منازل أما قصتي :
فكنت مشهورا في العرب باللهو والطرب
أركض خلف صبوتي ولا أفيق من غفلتي ..
ان تبت لم تقبل توبتي وان استقلت لم تقل عثرتي..
أديم العصيان في رجب وشعبان
وكان لي والد شفيق رفيق يحذرني مصارع الجهالة
وشقوة المعصية
وكان اذا ألح علي بالعتب ألححت علي بالضرب
نعم يا امير المؤمنين كنت أضرب والدي وأجهش بالبكاء
فقال له علي :
أكمل وماذا جرى وما الذي أشل جانبك الأيمن
قال الرجل : وذات يوم ألح أبي علي بالنصح فقمت وضربته
فقال لي : والله لأصومن ولا أفطر ولأصلين ولا أنام
فصام أسبوعا ثم ركب جملا وأتى يوم الحج الأكبر الى مكة وتعلق بأستار الكعبة ودعا علي باسمي قائلا :
يا من اليه أتى الحجاج من بعد **يرجون لطف عزيز واحد صمد
هذا منازل لا يرتد عن عققي** فخذ بحقي يا رحمن من ولدي
وشل منه بجود منك جانبه ** يا من تقدس لم يولد ولم يلد
قال : فوالذي رفع السماء
ما استتم كلامه حتى شل جانبي الأيمن
فظللت كالخشبة الملقاة بأرجاء البيت الحرام
وكان الناس يمرون عني ويقولون :
هذا الذي أجاب الله فيه دعوة أبيه
فقال علي: فما فعل أبوك ؟
قال : لما رضي عني سألته :
أن يدعو الله لي المواضع التي دعا علي فيها
فحملته على ناقة
وجددنا السير حتى وصلنا واد الأراك فنفر طائر من شجرة فنفرت الناقة فوقع عنهافمات في الطريق
فقال علي : ألا أعلمك دعوات
سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما دعا بها مهموم إلا فرج الله عنه همه
فقال : نعم .. قال الحسين :
فعلمه الدعاء فدعا به وخلص من مرضه
وغدا علينا سالما صحيحا
===============
كل يوم هو في شأن
حكــــايـــــــة :
( الذي فقد ماله وعياله في يوم واحد )
روي أن رجلا من قبيلة عبس
كان مشوه الوجه مكفوف البصر- رث الثياب
وفي يوم من الأيام جاء الى دار الخلافة
فرآه رجل هناك كان يعرف قصته
فلما دخل من الباب قام اليه وأخذ بيده
وأجلسه في مجلس قريبا من الخليفة
فتعجب الخليفة عبد الملك بن مروان من فعل ذلك الرجل
فأدرك الرجل ما في نفس الخليفة من سؤال
فقال : يا أمير المؤمنين ان لهذا الرجل العبسي قصة غريبة
فاسمح له أن يحكي لك عن قصته ؟
وكان الخليفة عبد الملك بن مروان ولوعا بعيون الأخبار
شغوفا بالحكايا
فسأل الرجل عن حاله وقال ما قصتك أيها العبسي ؟
فقال الرجل : يا أمير المؤمنين – كنت من أغنى أهل المدينة
وكنت من أكثرهم مالا .. ومن أعزهم عيالا .. وأنعمهم بالا .. وكنت ذا حسب ونسب
فخرجت يوما بمالي وأهلي لأضرب في أرض الله تعالى
بقصد التجارة والربح رغبة بالثراء
وطمعا في السعة
فبينما أنا أغذ السير في طريقي الى الشام اذ أدركني الليل
فآويت الى واد بين جبلين لأبيت فيه مع أهلي وأولادي
فبينما نحن نائمون
اذ هبط علينا سيل شديد من أعلى الجبل
فلم أستيقظ من نومي إلا وقد غرق أهلي وأولادي
وجرف السيل الهائل مالي
ولم يبق من أولادي إلا اصغرهم وعمره سنوات
ولم يبق من بعيري سوى بعسر واحد
فقمت من فوري كالمجنون
وحملت الطفل على كتفي ورحت الى البعير لأنظر شأنه
فلما رآني قريبا منه ولى مدبرا
وضعت الطفل عن كتفي على ربوة قريبة
وعدوت خلف البعير لأرده
فركضني برجله في وجهي فهشم أنفي وكسر أسناني
فقمت خلفه مرة أخرى فاذ به يرفسني في وجهي
ويفقأ عيوني
فلم أستطع أن أواصل العدو خلفه
عدت حزينا أتلمس طفلي الصغير حيث وضعته
فلما دنوت منه وإذ به يصرخ ويصيح
وسمعت صوته يختنق في حلق ذئب
واذ به لقمة سائغة بفم ذئب جائع
ولم أدركه حتى أكله الذئب
ففي ليلة واحدة يا أمير المؤمنين
فقدت أهلي وسبعا من أولادي وبعيري ومالي
وأمسيت من أعز الناس وأغناهم
وأصبحت وأنا من أذلهم وأفقرهم وأضعفهم
فسبحان مغير الأحوال ومقلبها
==================
بنان الجمال والأسد
قال أبو علي الروذباري :
كان سبب دخولي مصر حكاية الشيخ بنان الجمال مع الأسد
وبنان هذا كان قد أمر ابن طولون بالمعروف
ولكن ابن طولون استكبر وأخذته العزة
وأنكر على رجل مثل بنان الحمال أن يعظه ويأمره بالمعروف
فقرر أن يعاقبه أشد عقاب ليعلمه الأدب
فأمر به أن يلقى بين يدي أسد جائع
فماذا حصل ؟
الآن فلندع الكاتب مصطفى صادق الرافعي
يروي قصة لقاء الأسد ببنان الجمال بقلمه على لسان الراوي :قال :
كنت حاضرا ذلك اليوم
فجيء بالأسد وكان جسيما ضاريا عارم الوحشية هرّاسا فرّاسا
يلوّح شـِدقه
من سعته كفتحة القبر
ينبيء أن جوفه مقبرة
ويظهر وجهه خارجا من لبدته
يهم أن ينقذف على من يراه فيأكله
وأجلسوا الشيخ في قاعة وأشرفوا عليه ينظرون
ثم فتحوا باب القفص – وهجهجوا بالأسد يزجرونه
فانطلق يزمجر ويزأر زئيرا تنشق منه المرائر
حتى يتوهم من يسمعه أنه الرعد وراء الصاعقة
ثم اجتمع الوحش في نفسه
واقشعر وتمطى كالمنجنيق يقذف الصخرة
فما بقي من أجل الشيخ بنان إلا طرفة عين
ورأينا الشيخ على ذلك ساكتا مطرقا لا ينظر الى الأسد
ولا يحفل له
وأقبل الأسد على الشيخ يحتك به ويلحظه
ويشمه كما يصنع الكلب مع صاحبه الذي يأنس به
وكأنه يعلن أن هذه ليست مصاولة بين الرجل التقي والأسد
ولكنها مبارزة بين ارادة ابن طولون وارادة الله عز وجل 0
قال : ونسي الشيخ نفسه
فكأن الأسد رآه ميت ولم يجد فيه أنا التي يأكلها
وانصرفنا عن النظر في السبع الى النظر في وجه الشيخ
فاذا هو ساهم مفكر
وتساءلنا بم يفكر الشيخ والأسد على وشك أن يلتهم لحمه ؟
فمِن قائل : انه الانصراف بعقله الى الموت
ومن قائل : انه الخوف أذهله عن نفسه
وثالث يقول :
انه سكون الفكرة لمنع الحركة عن الجسم فلا يضطرب 00
وانتهى المشهد
والكل يعجب مما جرى
فأبعد الأسد عن بنان الجمال فلم يلمس منه شعرة
على الرغم من جوعه
فأقعده ابن طولون وسأله :
لماذا لم يأكلك الأسد ولم يقترب منك ؟
وما الذي كان في قلبك ؟ وبم كنت تفكر ؟
فقال الشيخ بنان : لم يكن علي بأس من الموت
ولم أخف من صولة الأسد ولا من هجمته
ان ما كنت أفكر فيه فقط هو لعاب الأسد
– أهو طاهر أم نجس ؟؟
===============
الحمل الصغير يدعو على الإخشيد
كان أحد الشعراء في العصر الإخشيدي الملقب
ب ( الحمل الصغير ) .. يطوف على حماره ..
فرأى الناس محتشدين لرؤية موكب الإخشيد ..
فتوسـّط الجموع وصاح :
ما هذه الأشباح الواقفة والتماثيل العاكفة ..
سلطت عليهم قاصفة يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة ؟
فقيل له : انه الإخشيد ينزل الى الصلاة
فقال الشاعر : هذا الأصلع البطين .. السمين البدين ..
قطع الله منه الوتين ولا سلك به ذات اليمين
أما كان يكفيه صاحب ولا صاحبان ؟
ولا حاجب ولا حاجبان
ولا تابع ولا تابعان ؟
لا قبل الله له صلاة ..ولا قرب له زكاة
وعمـّر ربي بجثته الفلاة .. آمين يا رب العالمين
وانصرف لحاله !!
=====================
وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين (أبي شحمة )
عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
كنت ذات يوم في المسجد وعمر جالس والناس حوله
اذ أقبلت جارية فقالت :
ان ولدك أبا شحمة جرني الى حائط بني النجار
ونال مني ما ينال الرجل من المرأة فوضعت منه هذا الغلام فاحكم بحكم الله بيني وبينه
فأمر عمر مناديا فنادى فأقبل الناس يهرعون اليه
فقام عمر وقال :
لا تفرقوا حتى آتيكم – ثم خرج ثم قال لي أسرع معي –
فلم يزل حتى أتى منزله فدخل على أبي شحمة
وهو على الطعام فقال له :
كل فيوشك أن يكون آخر زادك من الدنيا فلقد رأيت الغلام
وقد تغير لونه وارتعد وسقطت اللقمة من يده
فقال له عمر :
هل دخلت حائط بني النجار فرأيت امرأة فواقعتها
قال : قد كان كذلك
وأنا تائب –فجره عمر الى المسجد فقال :
يا أبت لا تفضحني
وخذ السيف وقطعني اربا اربا
ثم جره الى بين يدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد وقال :
صدقت المرأة وأقر ولدي بما قالت
وكان لعمر مملوك يقال له أفلح
فقال يا أفلح خذ بني هذا اليك واضربه مئة سوط
ولا تقصر في ضربه
فقام أفلح ونزع ثياب ابن عمر وضج الناس بالبكاء والنحيب وجعل الغلام يشير الى أبيه :
يا أبي ارحمني – فقال عمر وهو يبكي :
وانما أفعل هذا كي يرحمك ربك ويرحمني
ثم قال : يا أفلح اضرب فضربه وهو يستغيث
وعمر يقول اضربه حتى بلغ سبعين
فقال يا أبت اسقني شربة ماء
فقال : ان كان ربك راضيا عنك يسقيك محمد صلى الله عليه وسلم شربة لا تظمأ بعدها أبدا
يا غلام اضربه –فضربه حتى بلغ ثمانين
فقال : ي أبت السلام عليك فقال :
وعليك السلام ان رأيت محمدا
فأقرئه مني السلام وقل له خلفت عمر يقرأ القرآن
ويقيم الحدود- يا أفلح أضربه –
فلما بلغ تسعين انقطع كلآمه وضعف
فرأيت أصحاب رسول الله قالوا يا عمر
أنظر ما بقي آخره الى يوم آخر
قال : كما لم يؤخر المعصية لم يؤخر العقوبة
وجاء الصريخ الى أمه – فجاءت باكية صارخة
وقالت يا عمر أحج بكل ضربة حجة تامة
وأتصدق بكذا وكذا درهما
فقال عمر : ان الحج والصدقة لا ينوبان عن الحد
اضرب يا أفلح – فضربه –
فلما كان آخر ضربة وقع الغلام ميتا
فصاح عمر وقال : يا بني محـّص الله عنك الخطايا
ثم جعل رأسه في حجره وجعل يبكي فاذا هو قد فارق الدنيا
قال ابن عباس :
فلم ير يوم أعظم منه
وضج الناس اليه بالبكاء والنحيب
فلما كان بعد أربعين يوما
أقبل علينا حذيفة بن اليمان صبح يوم الجمعة
فقال : اني رأيت رسول الله في المنام واذا الفتى معه
عليه حلتان خضراوان
فقال اقريء عمر مني السلام
وقل له هكذا أمرك الله ان تقرأ القرآن وتقيم الحدود
وقال الغلام : يا حذيفة أقرأ أبي مني السلام
وقل له طهرك الله كما طهرتني
==================
حكاية ( المرأة التي وعظت )
حكي عن ذي النون المصري – رحمه الله تعالى -
أنه قال :
خرجت مرة من المرات الى ناحية الأردن
من أرض الشام
فلما علوت الوادي فاذا أنا بسواد قد أقبل وهو يقول :
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
فلما قرب مني السواد اذ هو شخص
فتأملته فاذا هو امرأة عليها جبة صوف وخمار من صوف
وبيدها ركوة وبيدها الأخرى عكاز
فقالت لي غير فارعة مني : من أنت ؟
فقلت لها : رجل غريب
فقالت : يا هذا وهل يوجد مع الله غربة ؟
وهو مؤنس الغرباء ومعين الضعفاء
فاجعله أنيسك إذا استوحشت وهاديك إذا ضللت
وصاحبك إذا احتجت
قال ذو النون : فبكيت من كلامها فقالت : مم بكاؤك ؟
قلت لها : وقع دواؤك على دائي وأنا أرجو أن يكون سببا لشفائي
قالت : فان كنت صادقا في مقالتك فلم بكيت ؟
قلت لها : رحمك الله والصادق لا يبكي ؟
قالت : لا – قلت لها : لم لا يبكي الصادق ؟
قالت : لأن البكاء راحة للقلب وملجأ يلجأ اليه
وما كتم القلب أحر من الزفير والشهيق
وذلك ضعيف عند اوليائه
قال ذو النون : فبقيت والله متعجبا من قولها
فقالت لي : مالك ؟ قلت : أنا والله متعجب من قولك
قالت : وهل نسيت القرحة التي ذكرتها ؟
قال : قلت لها : رحمك الله ان رأيت أن تمني علي بالزيادة
فقالت : وما أفادك الحكيم في مقامك بين يديه من الفوائد
ما يستغني به عن طلب الزوائد ؟
قلت لها : رحمك الله ما أنا بمستغن عن طلب الزوائد
قالت : صدقت .. يا مسكين أحب مولاك واشتق اليه
فان له يوما يذيق فيه أولياءه كأسا لا يظمئون بعده أبدا
ثم علا شهيقها ثم قالت :
يا حبيب قلبي الى كم تخلفني في دار لا أجد فيها صادقا بريئا
من الدعاوي الكاذبة يسعدني البكاء على أيام حياتي
قال ذو النون : أودعتني هذه الكلمات ثم تركتني
وانحدرت في الوادي وهي تقول : اللهم اليك لا الى النار
حتى غاب شخصها عن بصري –
وانقطع صوتها عن سمعي ولم أرها منذ ذلك الحين
فكأنها كانت من أهل الجن
ثم قال: فوالله ما ذكرت كلامها قط إلا كدر على أحشائي
ونغـّص علي عيشي .. فلقد أدبتني بكلامها
فكلما همت نفسي بذنب تذكرت شهيقها
وكلما اقتربت من كلمة سوء استرجعت حديثها
فوالله ان حالي استقام مذ رأيتها
أريد وأنت تعلم ما مــرادي **وتعلــم ما تلجلج في فؤادي
فهب لي زلتي واغفر ذنوبي** وسامحني بها يوم التنادي
=======================
( حكاية الرجل الذي تزوج وآثر الاخرة على الدنيا )
روى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
كان رجل باليمن - وكان مشركا ليس له من الدنيا شيء
فسمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
فأقبل اليه وكان شابا
حتى قدم عليه فأسلم وقعد مع أهل الصفة
يطعم القبضة من العجوة والكسرة من الخبز والشعير
وكان لا يفارق مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى تعلم أربع سور من القرآن
فسمع النبي يقول : لا فاقة بعد القرآن ولا غنى بعد النار
فقال : يا رسول الله زوجني
قال: أعندك مال ؟ قال : عندي أربع سور من القرآن
ومن كان عنده الوحي وكلام الله فهو غني
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
صدقت فانطلق الى بني سلمة فأول جارية تستقبلك
فهي زوجتك .
فانطلق الشاب فاستقبلته جارية جميلة
فقال : يا جارية أي حي هذا ؟ قالت : بنو سلمة
قال الشاب : الله أكبر أنت امرأتي تعالي
قالت : ما أسفهك ؟! قال : لست بسفيه
ولكن أمرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : ان كان أمرك بذلك رسول الله عليه السلام
فسمعا وطاعة لله عز وجل ولرسوله
– ولكن حتى أسمع منه –
فانطلق الشاب والجارية ليأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا أبوها وأخوها-
فقالا : أين تذهبين ؟
فروت لهم ما فعل الشاب
فقالا سمعا وطاعة لله ولرسوله
فانطلقوا جميعا حتى دخلوا على رسول الله فتكلم والدها :
يا رسول الله زعم الشاب الغريب أنك أمرته بما صنع بابنتي
فقال النبي : نعم فزوجه ابنتك على اسم الله وبركته
قال : قد فعلت –
فزوجه الشيخ ابنته وأشهد النبي وأصحابه –
وجهزت الجارية وزفت الى الشاب
ووصف ابن عباس رضي الله عنهما
البيت والفرش الذي جهز له
ودخل الشاب على عروسه فلما نظر اليها
بادر الى مكان في مجلسه فصلى ركعتين شكرا لله لما رأى
وظل يصلي ويصلي حتى تمت له ثلآث ليال
فجاء الشيخ في اليوم الرابع فدخل على ابنته
فسألها عن زوجها وحالها معه
فقالت : لا أدري زوجي ما يعرف غيرالصلاة
فجاء الشيخ الى رسول الله فأخبره بذلك
فقال للشاب : ما منعك من أهلك
فقال : يا رسول الله تذكرت شأني
وكنت مشركا باليمن لم يكن لي مأوى إلا جحر كجحر الكلب
آوي اليه الليل
والنهار أتبع ظلال الشجر والحيطان حين أخرج من جحري
فهداني الله للاسلام وعلمني أربع سور من القرآن
فشرح الله صدري بها
فلما زوجتني هذه الجارية نظرت الى فراشها والى حسنها وجمالها
ونظرت الى هذه الحالة فتدبرت احدى سوري الأربع
فزهدني الله فيها وما عندها
فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
وأي سورة هي ؟ قال : الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
ثم بكى وبكى رسول الله وأصحابه
فلما هدأوا قال الشاب :
يا رسول الله خصني منك بدعوة
فقال : اللهم اغفر له الكثير واشكره على اليسير
وأغنه برحمتك
فلم تأت عليه جمعة حتى قيل للنبي :
ان الشاب قد مات
فقال النبي : لا اله إلا الله
اذا فرغتم من غسله أخبروني
فأخبروه – فقال : هنيئا لك بالجنة
ثم سأل زوجته هل نال منها شيئا
قالت : لا والذي بعثك بالحق نبيا ما نال مني شيئا
يناله الزوج من زوجه
=====================
( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه 00) سبأ 39
= بعد أن فرغ التاريخ من تسجيل ما سجل
من جسيم الأحداث وبالغ الخطوب التي انبثق عنها
النور الالهي
نور الاسلام على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ يضرب في الأرض يتنقل بين خيامها وأخبيتها وروابيها
وفيما هو في الطريق بين المدينة ومكة ذات يوم
اذ أبصر خباء على سفح الجبل نالت منه السنون
وأتاه كر الغداة ومر العشي
كان هذا الخباء لأعرابي مسلم اسمه ابو عامر
يأوي فيه مع زوجته أم حبيب
وكانا يعيشان عيشة أقرب الى العسر منها الى اليسر
وأدنى من الشدة منها الى اللين
لهما بعض غنيمات يعيشان ويقتاتان عليهما
راضيان قانعان بما قدر لهما من حظ في الحياة
ولم يكن لهما أبواب رزق غير هذه الغنيمات
وما يمكن أن يكون من معاملة بينهما وبين القوافل الرائحة والغادية
من بيع حمل مولود أو لبن محلوب أو صوف مجزور
فاذا أجدبت الأرض حولهما شدا رحالهما
وانتجعا مكانا آخر يرعيان فيه
وأقاما على ذلك أعواما قضيا فيه الشباب وجزءا من الشيخوخة
وفي ليلة فاجأتهما الدنيا بغدرها فأتت على ما شيتهما
ولم تنج من الآفة تلك سوى شاة نحيلة
كانا يشربان لبنها اذا أعوزتهما الحاجة وعز الطعام
وكان لا بد لأبي عامر أن يسعى في طلب رزقه
فغادر المكان الذي فيه زوجته أم حبيب يلتمس القوافل
دون أن يخبرها فقد تركها ترتاح من تعب النهار وسهر الليل
فصحت ولم تجده بقربها – وانتظرته ولم يعد
وفي منتصف النهار مر بها ثلآثة رجال
فسألتهم عن زوجها لكنهم لم يعرفوا عنه شيئا
وسألوها عن قافلة كانت قد مرت بالمكان فأخبرتهم
أن القافلة مرت منذ فترة طويلة وليس بامكانهم اللحوق بها
ونصحتهم بالمبيت حتى الصباح
فقالوا لها : يا أمة الله هل عندك شيء نشربه
فقالت : ليس عندي سوى هذه الشاة احلبوها واشربوا من لبنها
فحلبوها وشربوا
ثم قالوا : فهل عندك شيء نقتات منه
فانا عابرون انقطعت بنا السبل كما ترين
فأخرجت ما كانت تدخره من طعام وأطعمتهم
ولما هموا بالرحيل أخبروها أنهم من قريش
وأنهم ذاهبون في تجارة فاذا ما عادوا
فانهم صانعون بها خيرا لقاء ايثارها وكرمها
وغادروا المكان
وعاد زوجها ففرحت بعودته وأخبرته ماكان من الرجال الثلاثة
لكنه سفه ما عملت فقال لها :
لعلهم من أوباش العرب وأخلاط الناس ضحكوا عليك
وخدعوك حتى ظفروا بما عندك من طعام
لكنها أكدت له ان الله تعالى سيخلفهم خيرا لأنها فعلت ذلك لوجه الله
فسكت عنها وجمعوا مالهم من حاجيات
وغادروا المكان ساعين في أرض أخرى لعل الله يرزقهم
وبعدما ضاقت بهم السبل اندفعا الى المدينة المنورة وأقاما فيها
وعادت القافلة ومرت بالمكان
وجاء الرجال الثلاثة باحثين عن أم حبيب
لكنهم لم يجدوا أحدا بالمكان
فتوجهوا للمدينة المنورة وفي قلوبهم شوقا اليها
ورغبة ملحة لأداء ما في أعناقهم من جميل ومعروف أم حبيب
وكان أحد هؤلاء الثلاثة الحسن بن علي بن أبي طالب
فدعا الله تعالى : اللهم ألقني بها أرد اليها صنيعها
والله تعالى استجاب دعوته والتقى بها وهي تلتقط البعر
وتبيعه وهي متنكرة
فعرفها الحسن وهي تخفي وجهها
فسلم عليها وعرفها بنفسه ثم قال :
لا تراعي لا تراعي يا أماه ثم أمر غلامه فأدخلها داره
وقال لأهله استوصوا بها خيرا وأكرموا مثواها
فان لها في أعناقنا صنيعا لا يضاهى
فأقامت عنده هي وزوجها ما شاء الله
ثم اشترى لها مئة من الابل وعاشت هي وزوجه بأحسن حال
=======================
خطب عبد الملك بن مروان يوما خطبة بليغة ثم قطعها وبكى بكاء شديدا وقال :
يا رب ان ذنوبي عظيمة .. وإن قليل عفوك أعظم منها
اللهم فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي
قال الأصمعي : فبلغ ذلك الحسن فبكى وقال :
لو كان الكلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام
=====================
دمتم برعاية الله
حكاية ( المرأة التي وعظت )
حكي عن ذي النون المصري – رحمه الله تعالى -
أنه قال :
خرجت مرة من المرات الى ناحية الأردن
من أرض الشام
فلما علوت الوادي فاذا أنا بسواد قد أقبل وهو يقول :
( وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون )
فلما قرب مني السواد اذ هو شخص
فتأملته فاذا هو امرأة عليها جبة صوف وخمار من صوف
وبيدها ركوة وبيدها الأخرى عكاز
فقالت لي غير فارعة مني : من أنت ؟
فقلت لها : رجل غريب
فقالت : يا هذا وهل يوجد مع الله غربة ؟
وهو مؤنس الغرباء ومعين الضعفاء
فاجعله أنيسك إذا استوحشت وهاديك إذا ضللت
وصاحبك إذا احتجت
قال ذو النون : فبكيت من كلامها فقالت : مم بكاؤك ؟
قلت لها : وقع دواؤك على دائي وأنا أرجو أن يكون سببا لشفائي
قالت : فان كنت صادقا في مقالتك فلم بكيت ؟
قلت لها : رحمك الله والصادق لا يبكي ؟
قالت : لا – قلت لها : لم لا يبكي الصادق ؟
قالت : لأن البكاء راحة للقلب وملجأ يلجأ اليه
وما كتم القلب أحر من الزفير والشهيق
وذلك ضعيف عند اوليائه
قال ذو النون : فبقيت والله متعجبا من قولها
فقالت لي : مالك ؟ قلت : أنا والله متعجب من قولك
قالت : وهل نسيت القرحة التي ذكرتها ؟
قال : قلت لها : رحمك الله ان رأيت أن تمني علي بالزيادة
فقالت : وما أفادك الحكيم في مقامك بين يديه من الفوائد
ما يستغني به عن طلب الزوائد ؟
قلت لها : رحمك الله ما أنا بمستغن عن طلب الزوائد
قالت : صدقت .. يا مسكين أحب مولاك واشتق اليه
فان له يوما يذيق فيه أولياءه كأسا لا يظمئون بعده أبدا
ثم علا شهيقها ثم قالت :
يا حبيب قلبي الى كم تخلفني في دار لا أجد فيها صادقا بريئا
من الدعاوي الكاذبة يسعدني البكاء على أيام حياتي
قال ذو النون : أودعتني هذه الكلمات ثم تركتني
وانحدرت في الوادي وهي تقول : اللهم اليك لا الى النار
حتى غاب شخصها عن بصري –
وانقطع صوتها عن سمعي ولم أرها منذ ذلك الحين
فكأنها كانت من أهل الجن
ثم قال: فوالله ما ذكرت كلامها قط إلا كدر على أحشائي
ونغـّص علي عيشي .. فلقد أدبتني بكلامها
فكلما همت نفسي بذنب تذكرت شهيقها
وكلما اقتربت من كلمة سوء استرجعت حديثها
فوالله ان حالي استقام مذ رأيتها
أريد وأنت تعلم ما مــرادي **وتعلــم ما تلجلج في فؤادي
فهب لي زلتي واغفر ذنوبي** وسامحني بها يوم التنادي
=======================
( حكاية الرجل الذي تزوج وآثر الاخرة على الدنيا )
روى ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال :
كان رجل باليمن - وكان مشركا ليس له من الدنيا شيء
فسمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم
فأقبل اليه وكان شابا
حتى قدم عليه فأسلم وقعد مع أهل الصفة
يطعم القبضة من العجوة والكسرة من الخبز والشعير
وكان لا يفارق مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم
حتى تعلم أربع سور من القرآن
فسمع النبي يقول : لا فاقة بعد القرآن ولا غنى بعد النار
فقال : يا رسول الله زوجني
قال: أعندك مال ؟ قال : عندي أربع سور من القرآن
ومن كان عنده الوحي وكلام الله فهو غني
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
صدقت فانطلق الى بني سلمة فأول جارية تستقبلك
فهي زوجتك .
فانطلق الشاب فاستقبلته جارية جميلة
فقال : يا جارية أي حي هذا ؟ قالت : بنو سلمة
قال الشاب : الله أكبر أنت امرأتي تعالي
قالت : ما أسفهك ؟! قال : لست بسفيه
ولكن أمرني بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
قالت : ان كان أمرك بذلك رسول الله عليه السلام
فسمعا وطاعة لله عز وجل ولرسوله
– ولكن حتى أسمع منه –
فانطلق الشاب والجارية ليأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا أبوها وأخوها-
فقالا : أين تذهبين ؟
فروت لهم ما فعل الشاب
فقالا سمعا وطاعة لله ولرسوله
فانطلقوا جميعا حتى دخلوا على رسول الله فتكلم والدها :
يا رسول الله زعم الشاب الغريب أنك أمرته بما صنع بابنتي
فقال النبي : نعم فزوجه ابنتك على اسم الله وبركته
قال : قد فعلت –
فزوجه الشيخ ابنته وأشهد النبي وأصحابه –
وجهزت الجارية وزفت الى الشاب
ووصف ابن عباس رضي الله عنهما
البيت والفرش الذي جهز له
ودخل الشاب على عروسه فلما نظر اليها
بادر الى مكان في مجلسه فصلى ركعتين شكرا لله لما رأى
وظل يصلي ويصلي حتى تمت له ثلآث ليال
فجاء الشيخ في اليوم الرابع فدخل على ابنته
فسألها عن زوجها وحالها معه
فقالت : لا أدري زوجي ما يعرف غيرالصلاة
فجاء الشيخ الى رسول الله فأخبره بذلك
فقال للشاب : ما منعك من أهلك
فقال : يا رسول الله تذكرت شأني
وكنت مشركا باليمن لم يكن لي مأوى إلا جحر كجحر الكلب
آوي اليه الليل
والنهار أتبع ظلال الشجر والحيطان حين أخرج من جحري
فهداني الله للاسلام وعلمني أربع سور من القرآن
فشرح الله صدري بها
فلما زوجتني هذه الجارية نظرت الى فراشها والى حسنها وجمالها
ونظرت الى هذه الحالة فتدبرت احدى سوري الأربع
فزهدني الله فيها وما عندها
فقال النبي عليه الصلاة والسلام :
وأي سورة هي ؟ قال : الهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر
ثم بكى وبكى رسول الله وأصحابه
فلما هدأوا قال الشاب :
يا رسول الله خصني منك بدعوة
فقال : اللهم اغفر له الكثير واشكره على اليسير
وأغنه برحمتك
فلم تأت عليه جمعة حتى قيل للنبي :
ان الشاب قد مات
فقال النبي : لا اله إلا الله
اذا فرغتم من غسله أخبروني
فأخبروه – فقال : هنيئا لك بالجنة
ثم سأل زوجته هل نال منها شيئا
قالت : لا والذي بعثك بالحق نبيا ما نال مني شيئا
يناله الزوج من زوجه
=====================
( وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه 00) سبأ 39
= بعد أن فرغ التاريخ من تسجيل ما سجل
من جسيم الأحداث وبالغ الخطوب التي انبثق عنها
النور الالهي
نور الاسلام على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخذ يضرب في الأرض يتنقل بين خيامها وأخبيتها وروابيها
وفيما هو في الطريق بين المدينة ومكة ذات يوم
اذ أبصر خباء على سفح الجبل نالت منه السنون
وأتاه كر الغداة ومر العشي
كان هذا الخباء لأعرابي مسلم اسمه ابو عامر
يأوي فيه مع زوجته أم حبيب
وكانا يعيشان عيشة أقرب الى العسر منها الى اليسر
وأدنى من الشدة منها الى اللين
لهما بعض غنيمات يعيشان ويقتاتان عليهما
راضيان قانعان بما قدر لهما من حظ في الحياة
ولم يكن لهما أبواب رزق غير هذه الغنيمات
وما يمكن أن يكون من معاملة بينهما وبين القوافل الرائحة والغادية
من بيع حمل مولود أو لبن محلوب أو صوف مجزور
فاذا أجدبت الأرض حولهما شدا رحالهما
وانتجعا مكانا آخر يرعيان فيه
وأقاما على ذلك أعواما قضيا فيه الشباب وجزءا من الشيخوخة
وفي ليلة فاجأتهما الدنيا بغدرها فأتت على ما شيتهما
ولم تنج من الآفة تلك سوى شاة نحيلة
كانا يشربان لبنها اذا أعوزتهما الحاجة وعز الطعام
وكان لا بد لأبي عامر أن يسعى في طلب رزقه
فغادر المكان الذي فيه زوجته أم حبيب يلتمس القوافل
دون أن يخبرها فقد تركها ترتاح من تعب النهار وسهر الليل
فصحت ولم تجده بقربها – وانتظرته ولم يعد
وفي منتصف النهار مر بها ثلآثة رجال
فسألتهم عن زوجها لكنهم لم يعرفوا عنه شيئا
وسألوها عن قافلة كانت قد مرت بالمكان فأخبرتهم
أن القافلة مرت منذ فترة طويلة وليس بامكانهم اللحوق بها
ونصحتهم بالمبيت حتى الصباح
فقالوا لها : يا أمة الله هل عندك شيء نشربه
فقالت : ليس عندي سوى هذه الشاة احلبوها واشربوا من لبنها
فحلبوها وشربوا
ثم قالوا : فهل عندك شيء نقتات منه
فانا عابرون انقطعت بنا السبل كما ترين
فأخرجت ما كانت تدخره من طعام وأطعمتهم
ولما هموا بالرحيل أخبروها أنهم من قريش
وأنهم ذاهبون في تجارة فاذا ما عادوا
فانهم صانعون بها خيرا لقاء ايثارها وكرمها
وغادروا المكان
وعاد زوجها ففرحت بعودته وأخبرته ماكان من الرجال الثلاثة
لكنه سفه ما عملت فقال لها :
لعلهم من أوباش العرب وأخلاط الناس ضحكوا عليك
وخدعوك حتى ظفروا بما عندك من طعام
لكنها أكدت له ان الله تعالى سيخلفهم خيرا لأنها فعلت ذلك لوجه الله
فسكت عنها وجمعوا مالهم من حاجيات
وغادروا المكان ساعين في أرض أخرى لعل الله يرزقهم
وبعدما ضاقت بهم السبل اندفعا الى المدينة المنورة وأقاما فيها
وعادت القافلة ومرت بالمكان
وجاء الرجال الثلاثة باحثين عن أم حبيب
لكنهم لم يجدوا أحدا بالمكان
فتوجهوا للمدينة المنورة وفي قلوبهم شوقا اليها
ورغبة ملحة لأداء ما في أعناقهم من جميل ومعروف أم حبيب
وكان أحد هؤلاء الثلاثة الحسن بن علي بن أبي طالب
فدعا الله تعالى : اللهم ألقني بها أرد اليها صنيعها
والله تعالى استجاب دعوته والتقى بها وهي تلتقط البعر
وتبيعه وهي متنكرة
فعرفها الحسن وهي تخفي وجهها
فسلم عليها وعرفها بنفسه ثم قال :
لا تراعي لا تراعي يا أماه ثم أمر غلامه فأدخلها داره
وقال لأهله استوصوا بها خيرا وأكرموا مثواها
فان لها في أعناقنا صنيعا لا يضاهى
فأقامت عنده هي وزوجها ما شاء الله
ثم اشترى لها مئة من الابل وعاشت هي وزوجه بأحسن حال
=======================
خطب عبد الملك بن مروان يوما خطبة بليغة ثم قطعها وبكى بكاء شديدا وقال :
يا رب ان ذنوبي عظيمة .. وإن قليل عفوك أعظم منها
اللهم فامح بقليل عفوك عظيم ذنوبي
قال الأصمعي : فبلغ ذلك الحسن فبكى وقال :
لو كان الكلام يكتب بالذهب لكتب هذا الكلام
=====================
دمتم برعاية الله
==================================
كلمات تكتب بماء الذهب
حدثنا جعفر أبو سنان القسملي قال : سمعت وهبا وأقبل على عطاء الخراساني ....
فقال له : ويحك يا عطاء ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وابناء الدنيا ، ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويخفي عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول ادعوني أستجب لكم
ويحك يا عطاء إرض بالدون من الدنيا مع الحكمة ولا ترض بالدون من الحكمة مع الدنيا
ويحك يا عطاء إن كنت يغنيك ما يكفيك فان أدنى ما في الدنيا يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شئ يكفيك
ويحك يا عطاء إنما بطنك بحر من البحور وواد من الأودية ولا يملأه إلا التراب .
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ج4/43
عن وهب قال: مر عابد براهب فاشرف عليه ، فقال : منذ كم أنت في هذه الصومعة
قال: منذ ستين سنة
قال : فكيف صبرت فيها ستين سنة
قال : مر فان الدنيا تمر ثم قال يا راهب كيف ذكرك للموت قال ما احسب عبدا يعرف الله تعالى تأتي عليه ساعة لا يذكر الله فيها وما أرفع قدما إلا أظن أني لا أضعها حتى أموت
قال: فجعل العابد يبكي ، فقال له الراهب : هذا بكاءك في العلانية فكيف أنت إذا خلوت
فقال العابد : اني لأبكي عند إفطاري فاشرب شرابي بدموعي وابل طعامي بدموعي ويصرعني النوم فابل مضجعي بدموعي
قال : اما انك تضحك وانت معترف لله عز وجل بذنبك خير لك من أن تبكي وأنت تمر على الله عز وجل
قال : فأوصني بوصية..
قال : كن في الدنيا بمنزلة النحلة: إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن سقطت على شيء لم تضره ولم تكسره
ولا تكن في الدنيا بمنزلة الحمار انما همته أن يشبع ثم يرمي بنفسه في التراب
وانصح لله عز وجل نصح الكلب لاهله فانهم يجيعونه ويطردونه وهو يحرسهم
قال أبو عبدالرحمن : قال أشرس : وكان طاووس إذا ذكر هذا الحديث بكى ثم قال :
عز علينا أن تكون الكلاب أنصح لأهلها منا لمولانا عز وجل
حلية الأولياء ج4/44
فيا احبتي في الله هلا قدرنا الله قدره وأنزلنا الدنيا منزلتها ..
تقبل الله منا ومنكم صالح وخالص الأعمال ..
حدثنا جعفر أبو سنان القسملي قال : سمعت وهبا وأقبل على عطاء الخراساني ....
فقال له : ويحك يا عطاء ألم أخبر أنك تحمل علمك إلى أبواب الملوك وابناء الدنيا ، ويحك يا عطاء أتأتي من يغلق عنك بابه ويظهر لك فقره ويخفي عنك غناه وتدع من يفتح لك بابه ويظهر لك غناه ويقول ادعوني أستجب لكم
ويحك يا عطاء إرض بالدون من الدنيا مع الحكمة ولا ترض بالدون من الحكمة مع الدنيا
ويحك يا عطاء إن كنت يغنيك ما يكفيك فان أدنى ما في الدنيا يكفيك وإن كان لا يغنيك ما يكفيك فليس في الدنيا شئ يكفيك
ويحك يا عطاء إنما بطنك بحر من البحور وواد من الأودية ولا يملأه إلا التراب .
حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني ج4/43
عن وهب قال: مر عابد براهب فاشرف عليه ، فقال : منذ كم أنت في هذه الصومعة
قال: منذ ستين سنة
قال : فكيف صبرت فيها ستين سنة
قال : مر فان الدنيا تمر ثم قال يا راهب كيف ذكرك للموت قال ما احسب عبدا يعرف الله تعالى تأتي عليه ساعة لا يذكر الله فيها وما أرفع قدما إلا أظن أني لا أضعها حتى أموت
قال: فجعل العابد يبكي ، فقال له الراهب : هذا بكاءك في العلانية فكيف أنت إذا خلوت
فقال العابد : اني لأبكي عند إفطاري فاشرب شرابي بدموعي وابل طعامي بدموعي ويصرعني النوم فابل مضجعي بدموعي
قال : اما انك تضحك وانت معترف لله عز وجل بذنبك خير لك من أن تبكي وأنت تمر على الله عز وجل
قال : فأوصني بوصية..
قال : كن في الدنيا بمنزلة النحلة: إن أكلت أكلت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا وإن سقطت على شيء لم تضره ولم تكسره
ولا تكن في الدنيا بمنزلة الحمار انما همته أن يشبع ثم يرمي بنفسه في التراب
وانصح لله عز وجل نصح الكلب لاهله فانهم يجيعونه ويطردونه وهو يحرسهم
قال أبو عبدالرحمن : قال أشرس : وكان طاووس إذا ذكر هذا الحديث بكى ثم قال :
عز علينا أن تكون الكلاب أنصح لأهلها منا لمولانا عز وجل
حلية الأولياء ج4/44
فيا احبتي في الله هلا قدرنا الله قدره وأنزلنا الدنيا منزلتها ..
تقبل الله منا ومنكم صالح وخالص الأعمال ..
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________