إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكابـوس ... قصة للناشئة جميلة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الكابـوس ... قصة للناشئة جميلة

    عنوان الموضوع : الكابـوس ... قصة للناشئة جميلة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    الكابـوس

    عبد الكريم عبد الله رفعت

    جلست (زينب) تراقب امها وهي تعدُّ طعام الغداء ... فخطرت إلى ذهنها خاطر غريب... وتساءلت مع نفسها,لماذا نحن نأكل الطعام؟ ولماذا نجوع؟ وما هو فائدة الأكل؟ ... لم تستطع (زينب) أن تخفي تساؤلاتها هذه عن أمها فبادرتها بالسؤال.
    - ماما ... ماما
    - ماذا يا أبنتي
    - لماذا نحن نأكل الطعام؟
    استغربت ألام من سؤال ابنتها المفاجئ.. وأحتارت ماذا تقول لها, ولكن لسانها أسعفتها فقالت:
    - عزيزتي.. نحن نأكل لكي نَكبر.
    - وماذا بعد أن نكبر؟
    - سنشيخ و نعجز
    - وبعدها يا أمي
    - سنموت طبعا ... قالتها بفتور كمن تريد أن تنهي الحديث . ولكنها لم تدر ِ ما سببته جملتها الأخيرة لأبنتها من حيرة ٍ وقلق وخوف .


    قالت الطفلة في نفسها (إذاً أننا نأكل الطعام لكي نكبر ومن ثم نصبح عجائزاً ونموت..ما أفظع هذا الأكل .. انه سبب موتنا .. فلن أتناول أي نوع
    من الطعام بعد اليوم وبهذا أستطيع أن أحافظ على حياتي, صحيح إنني سأبقى طفلة صغيرة ولكنها على أية حال أحسن من الموت بإلف مرة)
    أمسكت (زينب) عن الطعام وكانت تتألم كثيراً عندما ترى والدتها وهي تأكل.. ولكنها كانت تخاف أن تطلعها على سرها لكي لا تلح عليها أمها بتناوله .. أكملت يومها ولم تذق فيها شيئاً .. وفي اليوم الثاني شعرت بإرهاق ونحول شديدين ولكنها لم تكن تعرف أن شحوبها وهزالها سببها الجوع.
    وعند العصر و بينما هي جالسة بباب دارها جاءتها (أسماء) ابنة جارها وصديقتها فسلمت عليها وقالت:.

    - مالي أراك شاحبة اللون ... كأن مكروها ألمَّ بك؟
    - كلا يا أختاه ولكنني فقط أمسكت عن الطعام
    - ولكننا لسنا في رمضان
    - لست صائمة ولكنني لا اقترب من الأكل حفاظاً على حياتي.
    - كيف ذاك ؟ وهل الأكل يقتل الإنسان ؟
    - بالطبع.. ولكن ليست بصورة مباشرة بل رويدا رويدا .
    - هذا غير صحيح من أخبرك بها ؟
    - والدتي تقول إننا نأكل لكي نَكبر وبعدها نصبح عجائزاً ثم نموت.. لذا صَممتُ أن لا أكل حتى لا أكبر وأموت .
    ضحكت (أسماء) ضحكة بريئة لم تتمالك معها نفسها.
    - ماذا يضحكك يا (أسماء)
    - لأنك سوف تموتين جوعا إذا لم تأكلي.
    - كيف ؟
    - إلا تعرفين أن الأكل يديم حياة الإنسان , والجوع يكون سببا لهلاكه .


    - وهل الجوع يهلك الإنسان ؟
    - بالطبع فالأكل يمد الإنسان بالقوة والطاقة .
    - ولكنني لا أريد أن أموت.. والأكل سيكون سبباً في أن أكبر ثم أموت .
    - لا سبيل للنجاة من الموت يا أختاه , ولكن قولي لي بحق الله ما الذي يخيفك من الموت .
    - لا ادري ولكنني أخافه , ربّما لأنني سأفقد حياتي وأفقد والداي وأحبائي .
    - ومن قال لك أن الموت سيخطف منك أحباءك ؟
    - وماذا يعني الموت سوى العدم .
    - كلا يا عزيزتي الموت ليس عدما , فقد قال لي أبي (أن الموت هو تسريح من الحياة الدنيا إلى الآخرة , والآخرة تعني الخلود الدائم والبقاء اللانهائي ).
    وقال أيضاً (كل منا موظف في هذه الدنيا يؤدي وظيفته ثم يرحل إلى الآخرة لينال مكافئته ؛ ووظيفة الإنسان هو عمارة الأرض والإصلاح فيها وعبادة ربه الجليل و خالقه الكريم... وسيحاسب المرء على نتائج أعماله فإن اخلص فيدخله ربه جنته الواسعة وإذا عاق وعصى فسيدخله نار جهنم .
    - كل هذا بعد الموت ؟
    - بالتأكيد.. فلقد اخبرني والدي ذات يوم (أن الحشر لابد منه والحشر يعني إحياء الموتى) وقال (كما أن حشائش الربيع تموت في الصيف والخريف وتقبَرُ في الشتاء ثم تحيا وتبُعث تارة أخرى في الربيع القادم .. وكما أن النهار يموت بمجيء الليل ويحيا ثانيه في اليوم القادم .. وكما تموت النجوم في النهار وتحيى في الليل الثاني كذلك يُحي الله سبحانه الإنسان بعد موته تارة أخرى والله على كل شيء قدير) .




    بدأت أسارير وجه (زينب) تتهلل بسماع كلام صديقتها (أسماء) وتطمئن قلبها , وبدأ شبح الموت المخيف تزول عن عينيها وأصبحت لا تخافها .
    ولكن سؤالاً واحداً ألح عليها فسألت عنها (أسماء) .
    - قلت أن الإنسان يفوز بالجنة بالطاعة , والطاعة تعني الصلاة والصوم أليس كذلك .
    - الطاعة ليست هي الصلاة والصوم فحسبْ بل طاعة الوالدين وحفظ اللسان عن الرذائل وعدم إيذاء مخلوقات الله وما إلى ذلك من الفضائل .
    - إذاً فهل لكِ أن تعلميني الصلاة ؟
    - بكل سرور, فقد تعلمتها أنا وسأعلمك ولكن ليس قبل أن تتناولي نِعَمَ ربك .
    - نِعَمَ ربي !
    - أجل فكل شيء هو من خلق الله , والله أنبت لنا كل هذه الأشجار والثمار والخضار لكي نأكلها ونقوى على طاعتهِ .
    - بارك الله فيكِ يا أختاه .. فلقد أزحتِ الستار الأسود عن عيني وأريتيني الدنيا الحلوة نظرة والموت نورا وليس ظلاما . وأكاد ألمس الحشر بيديّ فألف شكر لك وشكر .
    - والآن ألا تأكلين ؟
    - وكيف لا . ولكن أرجوك أن تشاركيني الطعام فقد كدتُ أموتُ جوعا .
    وهنا انتبهت إلى جملتها الأخيرة (أموتُ جُوعا)
    فقالت لها (أسماء)
    - صدقتِ إن الجوع يميت .
    ضحكت وضحكت معها (أسماء) وأمسكتا بأيدي بعضهما وركضتا إلى المطبخ . فطففت (زينب) تأكل وتسمي باسم الله وحمدتَ رَبها عِندما شَبِعتْ وفرغت من الأكل .
    وهنا تنفست الصعداء بعد مازال عنها كابوس الأوهام , بل وكاد أن يقضي عليها .

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    تسلمين يالغلا

    __________________________________________________ __________
    مشطورة حبيبتي على الموضوع

    __________________________________________________ __________
    شكرا جزيلا لكِ اختي الفاضلة
    تقبلي تحيات اخوكِ رسائل النور

    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X