عنوان الموضوع : هل أنا كما يُصورني قلمـي ؟ و .. لِماذا نكتب أصلاً ؟ جميلة
مقدم من طرف منتديات أميرات
:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
غطّى فمه بيده ، وهو ينظر ببلاهة إلى المشهد أمامه ، ترنح قليلاً إلى الوراء مما جعله يصطدم بشيءٍ ما ...
لم يُفكّر ما هو هذا الشيء ولكن المُهم أنه شيء جعلهُ يتهاوى على الأرض ويلفحُ وجهه الهواء البارد ويُؤذي عينيه مصباح
الشارع فوقه تمامًا ، بدا له كل شيء صامتًا ، سوى أنفاسه التي ترتفع فوقه على شكلِ بخار ، تحاملَ على نفسه واستوى
قاعدًا وهو غير مُصدّق لما يحصل ، هل أنا هو نفسه أيوب ؟ العاقل الذي يُضرب به المثل في الانضباط ، أسقط ؟
لأجل ..... لأجل .. آخِ يا ربِّي ! نهض وهو يشعر بتبلد بعد انشداد أعصابه لحدٍ لم يستطع معه أن يتنفس!
أو حتّى ينطق بحرفٍ واحد ،
طالع السماء فوقه والأرض تحته ، ما اهمية كل هذا ؟
الأرض تدور والسماء تُمطر ولو مِتُّ ما تغيّر شيء ، خلفي الهموم وأمامي .. ماذا ؟
أمامي ..... أمسكَ بقميصه بعنف وعضّ على شفاهه وقال بهمس :
الموت للقلب الموت له ! وفي هذهِ اللحظة وبينما هو يتقدم نحو سيارته ..
عاودهُ الغثيان ، ازدرد ريقه وهو يجول بناظره ، ويتضرع بداخله :
ربِّي لا تُرني إياهم ثانيةَ ، وانتفض ؛ إذ لم ينتهِ من جُملته إلاّ والاثنان أمامه ...
يبتسمان والعيون بداخلها جنون.. وآهِ من العيون .. !
:::::
ممممم
أظنني توقفت ؛ ليسَ لأني لا أستطيع أن أُكمل ! كلا يمكنني أن أكملها بعد سطر ، أو ربما أمدد المساحة لأجعلها رواية طويلة جدًا
ولكنني على أية حال لن أُكمل
تعرفون لماذا ؟
لأنني لا أملك هدفًا يُسيرني فيها ويهديني !
مُجرد أن خطر ببالي أن أوصف مشاعر شخصٍ مصدوم ، كتبتها بسرعة والآن ، ولكني لستُ مصدومةً من شيء
وليس عندي شخصٌ مصدوم ، بل كتبتها لأني ربما حلمت بشخصٍ ينظر إليّ بصدمة وحتّى لا أعرفه
لا أحب أن أخوض أكثر في سبب كتابتي لهذهِ المقدمة ، ولكن يسألني شيءٌ بِداخلي : لماذا نكتب ؟
لماذا يا تُرى كل هذا الكمّ الهائل من البشر ينفردون بكراساتهم أو بأي شيء ... ولا يهم ما كنهه المهم أنه قابل للكتابةِ فوقه أو تحته ،
ولا يهمّ إختلاف الطريقة ، المهم أن نُترجم ما بداخلنا للقلم والقلم يُمليه على الدفتر فيكتب ... ولكن : لماذا نكتب ؟
يُعاودني السؤال ، أُفكّر بخوف : هل نكتب لمجرد الكتابة !؟ لِمجرد أن لدينا مجموعة من المُعجبين نكتب حتّى ننال على إعجابهم ..
أو نكتب لأجل أن لدينا مخزون هائل من الألفاظ ونريد أن ننظم حروفًا متناسقة متلائمة مع بعضها
هذه هي الحقيقة ، الكثير الكثير بل الغالب يكتبون لأجل الكتابة نفسها !
ممم يجب عليّ أن أعود معكم إلى أزمانٍ قديمة جدًا
المتنبي ، ابن الدمينة ، أبا العتاهيه ، وحتّى النابغة ... الكثير لا يسع المكان لِذكرهم
ولكنهم جميعًا - ولا يختلف على هذا الشيء إثنان ، كتبوا لأن مشاعرهم تحركت وإن اختلفت الأسباب
لربما لم تكن لديهم فِكرةً أن صيتهم سَيصل إلى عصرنا هذا ، بل كتبوها لأن منهم من عاشَ
تجربة إنسانية مؤلمة ومنهم من كان ذكيًا فوق ما يجب ! ومنهم من كان يكتبُ نادمًا على تفريطه بحق الله - الزهد -
ومنهم من عذَّبهُ هجر الأحباب ، ... إلخ
وبهذا أنتجوا لنا أعمال أدبية استحقّت أن تُكتب من نور
أعود لأسأل الآن : لماذا نكتب نحن ؟
هل لأن أفئدتنا ضاقت ذرعًا بالحزن يعتملها ؟
أو لأنَّ شخصًا فشل في أن يُبادلنا محبتنا ؟
أو لأن خيانةً فجعتنا ؟
أو لأن السعادةَ تكاد ترفعنا عن الأرض بلا أجنحة ؟ - هذهِ كالدرّ النادر -
أو لأن لديّ جيشًا أُناصرهُ بِحروفي ؟
أو لأنني أُريد الكتابةَ فَحسب !!!
قد يكون لدى شخص ثقافةَ هائلة في العربية ، ويُعاني في مشاعره جمودًا فضيعًا ، ولكنّه مُصرّ أن يكتب ، فهل سَيُنتج لنا عملاً أدبيًا سلسًا ؟
أشكُّ في ذلك
وقد يكون لآخر إحساسٌ مُرهف .. للغاية ، ولكنّ لغته ركيكة للغاية أيضًا
فلربما استطاع حينها أن يكتب رسالةً أو خاطرة تُعبّر بشكلٍ جيّد ولكن بلغةٍ ركيكةٍ جدًا
وربما غير مستساغة - للقارئ - ولكن في آخر الأمر يبقى من ناحيةِ إحساسهِ مؤثرًا أكثر من ذاك متجمد المشاعر
أنا أتكلم بصفةٍ مُحايدة وإن ملتُ قليلاً لِمرهف الإحساس
فالأول لا أؤنبه على شيء لا يملك حيلةً فيه ! فهو ذكي ويملك ثقافةً عالية
ولكن يبقى في دائرةٍ لا نستطيع تخيّل خارجها - دائرة المقالات الناقدة أو السياسية أو الدينية حتّى
ولكن أن يصف شعوره حِيال فتاةٍ صغيرة تبكي ، فالأمر سيبدو حينها مُرعبًا !
والثاني بقدرِ رَهافة شعوره ، فإنه لا يستطيع الخوضُ في المهاترات السياسيّة العنيفة ،يا ويح قلبي كم سيدمي ذلك قلبه
- - - -
رهافة الشعور تعني : القدرة المذهلة على إيصال مشاعرنا - لحدّ أن الآخرين إذا ما قرأوا كتاباتنا يشعرون بترابط عجيب ، بل إنهم أحيانًا يتساءلون : كيف يعرف أن يصف ما بداخلنا بهذهِ الدقّه ؟
- - - -
هناك شخص ليست لديه رهافةُ شعور ولا ذكاء يخوّله على التلاعب بالالفاظ ولكن لديه مرة ثقافةٌ غزيرةٌ جدًا / أو لديه ملكة حفظ خارقة
فالمثقف بشدّة : يكتب عن أمور عايشها ويصفها لنا بواقعيه ، ولكننا أبدًا لا نحسّ بذلك الشعور الذي يُريدُ منّا أن نحسّه
أمّا الذين يملكون قدرة عجيبة على الحفظ - لكن بدون فهم غالبًا ، فإنهم يدهشوننا بتجميع لالفاظ وكلمات غريبة و ... تنال إعجابنا ولكنهم مع تكرارنا لقراءة كتاباتهم يُصيبنا السأم الشديد !
× × × ×
شيءٌ آخر .. لأيِ شيءٍ نكتب ؟ ما الرسالة التي نُريد إيصالها .. ؟
وهل تُمثلنا كِتاباتنا - حقًا !!
أقول ذلك حقيقة !
هل أنا هُنا كما أنا على أديم الواقع .. ؟ هل ما أكتبه يُعبّر عن ذاتي حقًا ؟
أم أنه زيف ومُبالغة ؟
- عذرًا لهذا ولكني لم أقصد أحدًا هُنا -
سبق لي وأن قرأت عن مؤسسيّ الأدب الإنجليزي فضائح مخزية !
فذاك الذي نادى طول حياته بالاستقامة في مقالاتٍ عريضة ، وُجدَ ميتًا في حانةٍ قديمة مخمورًا .. !
والآخر الذي يحثُّ العالم كُله على المساواة في رواياته ، اُكتشِفَ بعد موته أنه كان عضوًا في منظمةٍ سريّة همها الوحيد هو القضاء على السود في بلاده
هذهِ حقائق لم أجلبها من رأسي بل قرأتها أكثر من مرة
فنحنُ الأن نرى الأمر واقعًا ، فالذي يكتب عن الحُبّ ربما كان أبعد خلق الله عن هذهِ العاطفة
وربما الذي يكتب عن أدب التحاور مع الآخرين كان أسوأ من يُحاور !
أمرٌ مُحبط وسيئ أعرف ذلك جيّدًا
ولكن من ناحيةٍ أُخرى فنحنُ لسنا هملاً مثلهم - بمعنى لا رقيب ولا حسيب سِوى قُراءنا
نحنُ لدينا ربٌّ يرانا ، لِهذا أجزم بأننا أكثر صِدقًا منهم وبِكثير ، وإن وُجدَ بيننا من هم كذلك فِعلاً
× × × ×
والآن أسأل مرةً أخرى - أتعبتكم - ما الذي يدفعنا للكتابة بعض الأحيان بشكلٍ محموم ؟
أقولُ لكم موقفًا - قد حصل معي شخصيًا - الأمر هو أنني في الواقع
أُحب وطني كثيرًا - وربما فوق الوصف -
ولكنّي بطبيعة الحال لم أُعبّر ولا مرة عن حُبّي لِوطني ؛ لأننا نعيش في أمان ولله الحمد ولم أشعر بشيءٍ يُهدد أمن بلادي واستقرارها !
لكنّي مرةً - وبغير قصدٍ مني ، دخلتُ إلى أحد المواقع ورأيت أشخاص لا أعرف من هم ولا إلى أين ينتمون ،
المهم في الأمر أنهم قد قالوا كلامًا عن وطني بحيث تألمت جدًا جدًا ،
وأيقظَ ذلك فيني حُبَّا شديدًا بحيث لم أستطع أن أكبت ، وكان أن كتبتُ كلامًا غريبًا على نفسي أنا !
بصراحة .. كان كلامي أسودًا حاقدًا على أولئك - الذين مسّوا وطني بسوء
إلى الآن أُراجع كلامي ذاك وأستغرب أيما استغراب ، فأنا لم أعتد على إظهار مشاعري بتلك الصورة الـ ... غريبة أو لا أعلم لكن حسبي أني أتعوّد ذلك !
فَلِكل إنسان أسباب - تُجبره - أحيانًا و - يقودها - غالبًا إلى كتابة أشياء لا تعنيه لا من بعيد ولا من قريب !
وذلك حق ! لكنّها في الواقع قد عبرت عن مشاعره يومًا ولم تأتِ من فراغ
بمعنى أنه لم يكتبها - ولد الجيران
- بل خطّها هو بيده ! ومعنى هذا أنها عبّرت عنه بأحد وجوهه الأخرى التي يجهلها !
× × × ×
فشخص يكتب مشاعر غريبة عنه جدًا ؛ وقد كتبها لأنها غريبة عليه فقط !
وآخر ينتقد شيء بشدّة وكتب لهذا السبب أيضًا
وهناك أشخاص يكتبون ما يفتقدونه في ذاتهم !!
× × × ×
لربما أطلتُ كثيرًا ولكن أفكاري كثيرة ، وفقط أردت أن أطلعكم عليها ، وأُحبّ لو نتناقش سويًا
للعلم فقط ... لم أنقل حرفًا واحدًا من خارج نِطاق الذاكرة !
ما شاء الله !
هاه ؟ رأيكم ؟
أعرف أن الموضوع متشعب وطويل ، ولكن أتمنى - بشدّة - أن يكتب كلٌّ منكم ما لديه ، لأنه يهمني بطريقةٍ أو بأخرى -فتخصصي أدبي
تحياتي
فتاة القمر
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يسرني أني أول من مررتُ هنا ..
لا أدري على أي من زوايا موضوعكِ أعلق .. !؟
اندمجتُ أولاً مع القصة ..
و انقهرت لأن مافي تكلمة هع ..
ثم أعجبني حديثكِ بعدها ..
ثم تشابكت أفكاري بعدها ..
و ..
لا أدري بعدها ..
المهم أنه نال إعجابي بحق ..
و جعلني أفكر ..
و ليتَ البعضَ الآخر يُفكر ..
موضوع متميز ..
جزاكِ المولى كل خير و رعاكِ
و لا حرمنا من روعة حروفكِ
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
ماشاء الله تبارك الله سرد رائع
وأرجو أن يسعفني الوقت للرد
بورك فيك على هذه الكلمات .
__________________________________________________ __________
كتبت بواسطة ~ فتاة القمر~

ولي عودة لقراءة الموضوع بعد رمضان إن كنت من الأحياء ، وإن كنت من اعداد الموتى فسامحيني
< ـ ـ ـ ـ تحب الحزن
ع فكرة قابليني عالمسن اليوم العصر < ـ ـ ـ ـ اللي يشوفنا يقول مو في بيت واحد :
مقدم من طرف منتديات أميرات
:: بسم الله الرحمن الرحيم ::
غطّى فمه بيده ، وهو ينظر ببلاهة إلى المشهد أمامه ، ترنح قليلاً إلى الوراء مما جعله يصطدم بشيءٍ ما ...
لم يُفكّر ما هو هذا الشيء ولكن المُهم أنه شيء جعلهُ يتهاوى على الأرض ويلفحُ وجهه الهواء البارد ويُؤذي عينيه مصباح
الشارع فوقه تمامًا ، بدا له كل شيء صامتًا ، سوى أنفاسه التي ترتفع فوقه على شكلِ بخار ، تحاملَ على نفسه واستوى
قاعدًا وهو غير مُصدّق لما يحصل ، هل أنا هو نفسه أيوب ؟ العاقل الذي يُضرب به المثل في الانضباط ، أسقط ؟
لأجل ..... لأجل .. آخِ يا ربِّي ! نهض وهو يشعر بتبلد بعد انشداد أعصابه لحدٍ لم يستطع معه أن يتنفس!
أو حتّى ينطق بحرفٍ واحد ،
طالع السماء فوقه والأرض تحته ، ما اهمية كل هذا ؟
الأرض تدور والسماء تُمطر ولو مِتُّ ما تغيّر شيء ، خلفي الهموم وأمامي .. ماذا ؟
أمامي ..... أمسكَ بقميصه بعنف وعضّ على شفاهه وقال بهمس :
الموت للقلب الموت له ! وفي هذهِ اللحظة وبينما هو يتقدم نحو سيارته ..
عاودهُ الغثيان ، ازدرد ريقه وهو يجول بناظره ، ويتضرع بداخله :
ربِّي لا تُرني إياهم ثانيةَ ، وانتفض ؛ إذ لم ينتهِ من جُملته إلاّ والاثنان أمامه ...
يبتسمان والعيون بداخلها جنون.. وآهِ من العيون .. !
:::::
ممممم
أظنني توقفت ؛ ليسَ لأني لا أستطيع أن أُكمل ! كلا يمكنني أن أكملها بعد سطر ، أو ربما أمدد المساحة لأجعلها رواية طويلة جدًا
ولكنني على أية حال لن أُكمل

تعرفون لماذا ؟
لأنني لا أملك هدفًا يُسيرني فيها ويهديني !
مُجرد أن خطر ببالي أن أوصف مشاعر شخصٍ مصدوم ، كتبتها بسرعة والآن ، ولكني لستُ مصدومةً من شيء
وليس عندي شخصٌ مصدوم ، بل كتبتها لأني ربما حلمت بشخصٍ ينظر إليّ بصدمة وحتّى لا أعرفه
لا أحب أن أخوض أكثر في سبب كتابتي لهذهِ المقدمة ، ولكن يسألني شيءٌ بِداخلي : لماذا نكتب ؟
لماذا يا تُرى كل هذا الكمّ الهائل من البشر ينفردون بكراساتهم أو بأي شيء ... ولا يهم ما كنهه المهم أنه قابل للكتابةِ فوقه أو تحته ،
ولا يهمّ إختلاف الطريقة ، المهم أن نُترجم ما بداخلنا للقلم والقلم يُمليه على الدفتر فيكتب ... ولكن : لماذا نكتب ؟
يُعاودني السؤال ، أُفكّر بخوف : هل نكتب لمجرد الكتابة !؟ لِمجرد أن لدينا مجموعة من المُعجبين نكتب حتّى ننال على إعجابهم ..
أو نكتب لأجل أن لدينا مخزون هائل من الألفاظ ونريد أن ننظم حروفًا متناسقة متلائمة مع بعضها
هذه هي الحقيقة ، الكثير الكثير بل الغالب يكتبون لأجل الكتابة نفسها !
ممم يجب عليّ أن أعود معكم إلى أزمانٍ قديمة جدًا
المتنبي ، ابن الدمينة ، أبا العتاهيه ، وحتّى النابغة ... الكثير لا يسع المكان لِذكرهم
ولكنهم جميعًا - ولا يختلف على هذا الشيء إثنان ، كتبوا لأن مشاعرهم تحركت وإن اختلفت الأسباب
لربما لم تكن لديهم فِكرةً أن صيتهم سَيصل إلى عصرنا هذا ، بل كتبوها لأن منهم من عاشَ
تجربة إنسانية مؤلمة ومنهم من كان ذكيًا فوق ما يجب ! ومنهم من كان يكتبُ نادمًا على تفريطه بحق الله - الزهد -
ومنهم من عذَّبهُ هجر الأحباب ، ... إلخ
وبهذا أنتجوا لنا أعمال أدبية استحقّت أن تُكتب من نور
أعود لأسأل الآن : لماذا نكتب نحن ؟
هل لأن أفئدتنا ضاقت ذرعًا بالحزن يعتملها ؟
أو لأنَّ شخصًا فشل في أن يُبادلنا محبتنا ؟
أو لأن خيانةً فجعتنا ؟
أو لأن السعادةَ تكاد ترفعنا عن الأرض بلا أجنحة ؟ - هذهِ كالدرّ النادر -

أو لأن لديّ جيشًا أُناصرهُ بِحروفي ؟
أو لأنني أُريد الكتابةَ فَحسب !!!
قد يكون لدى شخص ثقافةَ هائلة في العربية ، ويُعاني في مشاعره جمودًا فضيعًا ، ولكنّه مُصرّ أن يكتب ، فهل سَيُنتج لنا عملاً أدبيًا سلسًا ؟
أشكُّ في ذلك

وقد يكون لآخر إحساسٌ مُرهف .. للغاية ، ولكنّ لغته ركيكة للغاية أيضًا
فلربما استطاع حينها أن يكتب رسالةً أو خاطرة تُعبّر بشكلٍ جيّد ولكن بلغةٍ ركيكةٍ جدًا
وربما غير مستساغة - للقارئ - ولكن في آخر الأمر يبقى من ناحيةِ إحساسهِ مؤثرًا أكثر من ذاك متجمد المشاعر
أنا أتكلم بصفةٍ مُحايدة وإن ملتُ قليلاً لِمرهف الإحساس

فالأول لا أؤنبه على شيء لا يملك حيلةً فيه ! فهو ذكي ويملك ثقافةً عالية
ولكن يبقى في دائرةٍ لا نستطيع تخيّل خارجها - دائرة المقالات الناقدة أو السياسية أو الدينية حتّى
ولكن أن يصف شعوره حِيال فتاةٍ صغيرة تبكي ، فالأمر سيبدو حينها مُرعبًا !
والثاني بقدرِ رَهافة شعوره ، فإنه لا يستطيع الخوضُ في المهاترات السياسيّة العنيفة ،يا ويح قلبي كم سيدمي ذلك قلبه

- - - -
رهافة الشعور تعني : القدرة المذهلة على إيصال مشاعرنا - لحدّ أن الآخرين إذا ما قرأوا كتاباتنا يشعرون بترابط عجيب ، بل إنهم أحيانًا يتساءلون : كيف يعرف أن يصف ما بداخلنا بهذهِ الدقّه ؟
- - - -
هناك شخص ليست لديه رهافةُ شعور ولا ذكاء يخوّله على التلاعب بالالفاظ ولكن لديه مرة ثقافةٌ غزيرةٌ جدًا / أو لديه ملكة حفظ خارقة
فالمثقف بشدّة : يكتب عن أمور عايشها ويصفها لنا بواقعيه ، ولكننا أبدًا لا نحسّ بذلك الشعور الذي يُريدُ منّا أن نحسّه

أمّا الذين يملكون قدرة عجيبة على الحفظ - لكن بدون فهم غالبًا ، فإنهم يدهشوننا بتجميع لالفاظ وكلمات غريبة و ... تنال إعجابنا ولكنهم مع تكرارنا لقراءة كتاباتهم يُصيبنا السأم الشديد !
× × × ×
شيءٌ آخر .. لأيِ شيءٍ نكتب ؟ ما الرسالة التي نُريد إيصالها .. ؟
وهل تُمثلنا كِتاباتنا - حقًا !!
أقول ذلك حقيقة !
هل أنا هُنا كما أنا على أديم الواقع .. ؟ هل ما أكتبه يُعبّر عن ذاتي حقًا ؟
أم أنه زيف ومُبالغة ؟
- عذرًا لهذا ولكني لم أقصد أحدًا هُنا -
سبق لي وأن قرأت عن مؤسسيّ الأدب الإنجليزي فضائح مخزية !
فذاك الذي نادى طول حياته بالاستقامة في مقالاتٍ عريضة ، وُجدَ ميتًا في حانةٍ قديمة مخمورًا .. !
والآخر الذي يحثُّ العالم كُله على المساواة في رواياته ، اُكتشِفَ بعد موته أنه كان عضوًا في منظمةٍ سريّة همها الوحيد هو القضاء على السود في بلاده
هذهِ حقائق لم أجلبها من رأسي بل قرأتها أكثر من مرة

فنحنُ الأن نرى الأمر واقعًا ، فالذي يكتب عن الحُبّ ربما كان أبعد خلق الله عن هذهِ العاطفة
وربما الذي يكتب عن أدب التحاور مع الآخرين كان أسوأ من يُحاور !
أمرٌ مُحبط وسيئ أعرف ذلك جيّدًا

ولكن من ناحيةٍ أُخرى فنحنُ لسنا هملاً مثلهم - بمعنى لا رقيب ولا حسيب سِوى قُراءنا
نحنُ لدينا ربٌّ يرانا ، لِهذا أجزم بأننا أكثر صِدقًا منهم وبِكثير ، وإن وُجدَ بيننا من هم كذلك فِعلاً
× × × ×
والآن أسأل مرةً أخرى - أتعبتكم - ما الذي يدفعنا للكتابة بعض الأحيان بشكلٍ محموم ؟
أقولُ لكم موقفًا - قد حصل معي شخصيًا - الأمر هو أنني في الواقع
أُحب وطني كثيرًا - وربما فوق الوصف -
ولكنّي بطبيعة الحال لم أُعبّر ولا مرة عن حُبّي لِوطني ؛ لأننا نعيش في أمان ولله الحمد ولم أشعر بشيءٍ يُهدد أمن بلادي واستقرارها !
لكنّي مرةً - وبغير قصدٍ مني ، دخلتُ إلى أحد المواقع ورأيت أشخاص لا أعرف من هم ولا إلى أين ينتمون ،
المهم في الأمر أنهم قد قالوا كلامًا عن وطني بحيث تألمت جدًا جدًا ،
وأيقظَ ذلك فيني حُبَّا شديدًا بحيث لم أستطع أن أكبت ، وكان أن كتبتُ كلامًا غريبًا على نفسي أنا !
بصراحة .. كان كلامي أسودًا حاقدًا على أولئك - الذين مسّوا وطني بسوء
إلى الآن أُراجع كلامي ذاك وأستغرب أيما استغراب ، فأنا لم أعتد على إظهار مشاعري بتلك الصورة الـ ... غريبة أو لا أعلم لكن حسبي أني أتعوّد ذلك !
فَلِكل إنسان أسباب - تُجبره - أحيانًا و - يقودها - غالبًا إلى كتابة أشياء لا تعنيه لا من بعيد ولا من قريب !
وذلك حق ! لكنّها في الواقع قد عبرت عن مشاعره يومًا ولم تأتِ من فراغ
بمعنى أنه لم يكتبها - ولد الجيران

× × × ×
فشخص يكتب مشاعر غريبة عنه جدًا ؛ وقد كتبها لأنها غريبة عليه فقط !
وآخر ينتقد شيء بشدّة وكتب لهذا السبب أيضًا
وهناك أشخاص يكتبون ما يفتقدونه في ذاتهم !!
× × × ×
لربما أطلتُ كثيرًا ولكن أفكاري كثيرة ، وفقط أردت أن أطلعكم عليها ، وأُحبّ لو نتناقش سويًا
للعلم فقط ... لم أنقل حرفًا واحدًا من خارج نِطاق الذاكرة !
ما شاء الله !

هاه ؟ رأيكم ؟
أعرف أن الموضوع متشعب وطويل ، ولكن أتمنى - بشدّة - أن يكتب كلٌّ منكم ما لديه ، لأنه يهمني بطريقةٍ أو بأخرى -فتخصصي أدبي

تحياتي
فتاة القمر
==================================
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

يسرني أني أول من مررتُ هنا ..
لا أدري على أي من زوايا موضوعكِ أعلق .. !؟
اندمجتُ أولاً مع القصة ..
و انقهرت لأن مافي تكلمة هع ..
ثم أعجبني حديثكِ بعدها ..
ثم تشابكت أفكاري بعدها ..
و ..
لا أدري بعدها ..
المهم أنه نال إعجابي بحق ..
و جعلني أفكر ..
و ليتَ البعضَ الآخر يُفكر ..
موضوع متميز ..
جزاكِ المولى كل خير و رعاكِ
و لا حرمنا من روعة حروفكِ
__________________________________________________ __________
اندمجت مع فروع الموضوع
احببت كلماتك كما احببتك
مايهمني ويهمك ان كلماتك اعجبتني وبشدة\\
ولا تطلبي المزيد!!!!!!!!!!
احببت كلماتك كما احببتك
مايهمني ويهمك ان كلماتك اعجبتني وبشدة\\
ولا تطلبي المزيد!!!!!!!!!!
__________________________________________________ __________
بهؤ
لي عووووووووودة
- بعد ما يصفو المزاج -

لي عووووووووودة
- بعد ما يصفو المزاج -

__________________________________________________ __________
ماشاء الله تبارك الله سرد رائع
وأرجو أن يسعفني الوقت للرد
بورك فيك على هذه الكلمات .
__________________________________________________ __________


بهؤ
لي عووووووووودة
- بعد ما يصفو المزاج -

ولي عودة لقراءة الموضوع بعد رمضان إن كنت من الأحياء ، وإن كنت من اعداد الموتى فسامحيني
< ـ ـ ـ ـ تحب الحزن

ع فكرة قابليني عالمسن اليوم العصر < ـ ـ ـ ـ اللي يشوفنا يقول مو في بيت واحد :

أمير الحرف
شكرًا لك أخى بارك الله فيك
حياك الله
شروق الأمل
المهلي ما يولي
الانبارية
هلا واااااااااالله
كيف الحال عمرى ؟
اشتقت لكى : )
شكرًا شكرًا على كلامكِ بالفعل أسعدتيني
البسمة المنيرة
احححححححححححححححححم
وشوشششششششش
<<< فقدت الإرسال بسبب الإحراج الشديد
خخخ
( قبلة لصفائك ) ^ ^
شكرًا لك أخى بارك الله فيك
حياك الله
شروق الأمل
المهلي ما يولي

الانبارية
هلا واااااااااالله
كيف الحال عمرى ؟
اشتقت لكى : )
شكرًا شكرًا على كلامكِ بالفعل أسعدتيني
البسمة المنيرة
احححححححححححححححححم
وشوشششششششش
<<< فقدت الإرسال بسبب الإحراج الشديد
خخخ
( قبلة لصفائك ) ^ ^