لدى حلم صغير

يسكن فى أسرارى

أخفيه تحت وسادتى

وبين دفاتر أشعارى



حلمى الصغير يصادقنى

ويقفز بين أفكارى

يحاكينى .. يداعبنى

يعاتبنى

إذا ما بحت به لمرآتى

يدق الأرض فى غضب

ويشكونى إلى ذاتى



يخبرنى أنه حلمى

وأنه أغلى أسرارى

وأننا على عهد

بألا أبوح به أبدا



تعالت منى ضحكاتى

ما بحت بك لأحد يا حلمى الصغير

أجابنى فى غضب

أنه لا يثق بمرآتى

وأنها تستمع إلىَ بصمت

لتبوح فى الليل للجدران

وزجاجات العطر وفرشاتى

وتظل تحكى لهم

لساعات وساعات



رفعت حاجبى دهشة

أحقا تفعل مرآتى؟

أتفشى كل أسرارى؟

وتروى كل ليلة حكاياتى



لابد أن أعاقبها

لن أبوح لها أبدا

ولن تجد ما تحكيه لحاجاتى



أجابنى حلمى

إنها تعلم ما فات

وستظل تروى الحكايات

وتتقمص دور شهرزاد



أحقا يا حلمى!!

فماذا أفعل بها؟

ناقلة الأسرار



أجابنى بخفوت

لابد من قرار

فكرت وفكرت

وأخيرا قررت



سأحطمها قطعا فطعا

سأحيلها زجاج منثور

وهممت بتنفيذ قرارى الجسور

قبل أن أتوقف فجأة ورأسى يدور



مهلا مهلا

كيف أحطم مرآتى

وهى من تهندمنى فى صباحاتى

وتخبرنى بخصلاتى النافرة عن ضفائرى

وبلمعة عينى وحمرة خدى وروعة بسماتى

كيف أحطم مرآتى

وهى إحدى صديقاتى



لا تغضب منى يا حلمى

لا يمكننى قتل صديق

ولن ترضى وقتها عنى

فأنت مثلى برىء



تبسم الحلم الصغير

وقفز فى صفحات الدفتر

كم أنت يا حلمى رقيق

ولذيذ كقطعة سكر



هيا يا حلمى فالوقت تأخر

قبلته وأغلقت الدفتر

وتمددت فوق فراشى

أغمض عينى وأفكر



ماذا لو كانت مرآتى

حقا بالأسرار تثرثر !!!