إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة من الارشيف..( الوفا ) - فيض القم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة من الارشيف..( الوفا ) - فيض القم

    عنوان الموضوع : قصة من الارشيف..( الوفا ) - فيض القم
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    هلا كيفكم؟؟
    اسمحوا لي ولكني أطمع في آرائكم

    فهذه قصة كتبتها منذ زمن
    وإن أعجبتك فهذا شرف لي

    الوفا

    على شاطئ البحر تحت السماء الصافية بين نسمات البحر الهادئة وعلى رمالها الناعمة، كان أبو راشد جالس هناك وانفاسه منتشرة تتداخل بين النسمات، كانت عيناه تنظر نحو البحر بكل تمعن.. عندما تراه لاتعلم إن كان يتأمل البحر وأهواله أم أنه ينظر إلى ذاك الاتجاه بعينيه وعقله في مكان آخر..
    فجأة لاح من الأفق قارب صغير، وعندما اقترب القارب أشار صاحبه ورمى حبلا إلى أبو راشد، فنهض أبو راشد وسحب الاثنان القارب إلى الشاطئ وربطا الحبل.
    قال أبو راشد: كل السفن والقوارب ترسوا ماعدا أنا فقاربي تائه بين أمواج البحر، التي تعيده إلى البحر كلما وصل للشاطئ.
    وسكت، كأنه غواص خرج للسطح ليأخذ نفسا ثم يعود للغوص مرة أخرى..
    فقال صاحب القارب (جاسم): أما زلت تذكرها؟؟!
    أبو راشد: والله مانسيتها لحظة، فهي كانت أبي وأمي وكل عائلتي، كانت فراشي وغطائي، وهوائي الذي أتنفس به، وكل شيء، إنها ماسة لو ثمنوها بكنوز الدنيا ما أعطوها حقها..
    جاسم: أو لهذه الدرجة تحبها؟؟ فلماذا تركتها إذاً؟؟!!
    أبو راشد: كانت نزوة، كانت غلطة، ظننت أن بمقدوري إعادة الشباب، وأيام المرح والسعادة.(ثم التفت أبوراشد إلى البحر)، واستطرد قائلا: إنني كلما تذكرة دموعها تلك الليلة.. ياليتها قالت شيئا.. اتصدق أنني طلقتها.
    فقال جاسم بإستغراب: ماذا؟؟ أيعقل هذا يارجل؟؟!!
    أبوراشد: لا لا، لم أقصد أم راشد، بل العروس الجديدة.. تزوجتها وهي في عمري أبنائي، وظننت بأنها ستسعدني، فأتعستها واتعست نفسي..
    جاسم: لماذا كل هذا؟ هل تزوجت لتعيش أم لتتعذب؟؟ .. اذهب إليها يارجل فبالتأكيد ستسامحك.
    نظر أبوراشد إلى جاسم وبصمت صافحه وذهب، وكأن صوته وقع فجأة في سجن الصمت..
    وقف أبوراشد أمام باب بيته، فتذكر الماضي.. وتردد أطرق الباب أم يفتحه بمفتاحه!! .. لو طرق من سيفتح راشد أو أم راشد؟! وإن كانت أم راشد فكيف ستستقبله؟! وقف أبوراشد أمام الباب طويلا، وفي النهاية قرر طرق الباب، وقبل أن يضع يده..فُتح الباب..
    فتح راشد الباب وصعق عند رؤية والده، وقال بإستغراب:
    - لقد.. لقد طلبت مني أمي أن أفتح الباب لأنك قد تأتي.
    يآآآآآآآه فبالرغم مماذاقت من عذاب، وبالرغم من ظلم الأحباب مازالت تشعر به، ومازال الود باق.. ظل الأب والابن واقفان للحظات أمام الباب فأتى صوت من خلف راشد يقول:
    - بني، أهكذا تستقبل والدك؟؟
    وبصوت حزين قالت: تفضل يا أبوراشد فالبيت قبل أن يكون بيتي فهو بيتك.
    دخل أبوراشد، ومشى خلفها بخطى حزينه يجرجر أذيال الهزيمة. ثم طلبت منه الجلوس وقالت:
    - حسنا، سأذهب واحضر لك القهوة، وتأكد أنني لن أنسى التمر.
    فوقف أبوراشد قائلا: انتظري.. أنا اتيت أطلب السماح.. .. ثم اقترب منها وحاول الامساك بيدها، فسحبتها..
    فصاح راشد في وجه أبيه غاضبا: ماذا تريد منها؟ ألا يكفيك مافعلت؟؟
    فحاولت أمه اسكاته وتهدئته بلا فائدة، فما كان منها إلا أن تصفعه.. فنظر إليها وعيناه مغرورقتان بالدموع.. فظمته وهي تبكي ، قبلته وظلت تمسح مكان كفها على خده وتستسمحه..
    شهق الوالد شهيق ندم وبينما هو خارج.. اسرع إليه راشد، ضمه بشدة، تساقطت دموعه، وقال:
    - سامحني، ما احتملت حزن أمي..
    فالتفت أبوراشد إلى أم راشد قائلا: وما احتملت أنا أيضا، فوالله لو تقولين شيئا أهون عليّ من سكوتك..
    فقالت وهي تمسح الدمع: رحلت وتركت القلب وقد انفطر، وحاولت اخفاء حزني ولكن الدمع انهمر..
    فقال أبو راشد: فلنحاول اصلاح ماقد انكسر، لقد آمنت بأن الشباب يأتي مرة واحدة في العمر..


    ودمتم سالمين


    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X