.. اعترافات إنسان مجرم .. ( 1 ) ..

لكم من إنسان يحزن حينما لا يلاقي شخصاً ما يجلس معه .. لكم الحياة صعبة
دون صديق توده و هو يبغضك .. و لكم في الدنيا مآسي تجعلك تحب و تكره
في آن واحد ذاك الإنسان الذي يبغضك .. ليس يبغضك بما في الكلمة من
معنى .. لكنه لا يهتم بك كما يهتم بغيرك .. و عندما تحاول فعل المستحيل
لجذب انباهه لك .. تفشل .. فتنطوي على نفسك و تكتب مذكراتك في دفتر
يلازمك دوماً .. و لا يغيب عن ناظريك .. فتراه يأتي نحوك مسرعاً .. يريد
بإصرار قراءة ما كتبت .. و أنت لا تعلم دافعه لقراءة مذكراتك .. لكنك تقاوم
و تقاوم .. و في النهاية تستسلم لرغبته بنشوة الانتصار لا الهزيمة ..لأنك كنت حزيناً ..
لكنه ليس حزناً حقيقياً .. بل مصطنع .. أحزنت نفسك .. لدرجة البكاء .. في حين
أنك حزين .. لدرجة الصراخ بكلمة : " أكرهك " فقط .. حينما ينتهي من قراءة
مذكراتك يتوارى عن الأنظار و حينما تسأله .. ( ما بك ؟! .. ) يقول .. ( لا شيء ! ) ..
ثم تحاول أن تضفي شيئاً من المرح و تحاول أن تجعل ما كتبته عنه لطيفاً ( ما الذي لم
يعجبك ؟! ) .. فيرد بنظرات غريبة .. لكنك بقوتك تقاوم نظراته و تجعله يشيح ببصره
عنك و هو يقول .. ( أعجبني كل شيء ! ) .. و ينتهي يومك برجوعك من المدرسة لتفكر
فيما حصل بنشوة الانتصار .. لكنها لا تكتمل إذ تنام و تستيقظ على إثر مكالمة لك منه ..
فتنهض سعيداً جداً .. لتتفاجأ بأنه لا يريد مكالمتك لأنك أنتَ أنت .. بل لأنك أنت تملك رقم توأمه
الذي هو صديقه المقرب .. فتعطيه إياه بحزن شديد .. و حين يسألك .. ( ما بك ؟! ) ..
تقول إنك تريد معاودة النوم .. يأخذ الرقم بفرح و يغلق سماعة الهاتف ناسياً أو متناسياً
شكرك .. فتعاود النوم و الدمع في عينيك يتلألأ .. و تود أن تصرخ في وجهه .. ( أكرهك ) ..
..........
أتمنى من الجميع المشاركة في الموضوع
ليس الجميع .. بل الذين يريدون الاعتراف .. و كأنما هم كالمجرمين ..
يكتبون ما يختلجهم باسم .. اعترافات إنسان مجرم ..
صبيان و صبايا ..
عدد المعترفين محدود .. من 1 إلى 5 معترفين مجرمين ..
فمن يريد الاعتراف .. و يساهم في صنع الموضوع ..
فعليه أن يبادر بالتعقيب ليكون أحد المعترفين المجرمين ..
و دمتم سالمين .. مجرمين .. معترفين ..
بأنكم وحداء في هذا العالم ..
.. ( مو الكل .. بس المجرمين المعترفين .. )
سلام

.. اعترافات إنسان مجرم .. ( 2 ) ..
في اليوم التالي تذهب للمدرسة لتتفاجأ بأنه لم يحضر بعد .. و تسمع الصفارة
فتذهب للطابور الصباحي .. و أنت تنظر للممر .. و تنتظر أن تراه قد أتى ..
فيخيب أملك و تصعد للفصل حزيناً ناوياً ألا تكلمه حينما يصل لعلمك بأنه آت ..
و يأتي و يضع حقيبته أمامك .. إذ أنك تجلس بجانب الذي يجلس خلفه
بحيث تراه .. فيسلم على الكل .. و يتركك .. و عند نهاية الحصة ..
يخرج خارج الفصل ليتنشق الهواء .. ليجعلك أنت الذي لم يسلم عليك إلى
الآن مختنقاً بالداخل .. فتنهض حاملاً حقيبتك إلى حيث آخر درج في الفصل ..
بجانب شخص ما كثير الضحك .. ألا و هو زميلك .. تجلس بقربه و يبدأ درس التاريخ
في الحصة الثانية و يعود و يجلس مكانه و يستدير للخلف و أنت تراقبه ليخرج
المادة من الحقيبة .. و المفترض أن يلاحظ غيابك عن مكانك .. لكنه لا ينتبه
لذلك إلا بعد أن يسمع صوتك آتياً من الخلف .. فيستدير في عجب .. تنتهي
الحصة و التي تليها إلى آخر حصة .. فتسند رأسك إلى الجدار في حزن تراقب
السماء من خلال النافذة .. فتشعر به يراقبك .. و ينظر نحوك .. للمرة الأخيرة
تنظر نحوه في ذلك اليوم فتراه يبتسم لك .. فحينما تريد الابتسام تتذكر حينما
انتهت حصة التاريخ .. في حين انتقالك من مكانك و عدم ملاحظته لذلك فتستاء ..
ثم حينما التفت لك و تبسمت في وجهه لكنه لم يرد الابتسام إلا بالتكفير ..
فتستاء أكثر .. فلا تبتسم له .. و ينتهي يومك تعيساً ..


.. ________ ..

إلى كل المجرمين .. أهكذا هي يومياتكم .. إن كانت كذلك ..
فشاركونا ... لا تتملكوا أحزانكم .. فإن لكل امرئ أحزاناً ..
فليصغها بسلاسة .. و يدرجها هنا .. تحت عنوان ..
اعترافات إنسان مجرم .. فلا من عيب في أن تكون .. ( مجرماً معترفاً بما أجرمته ) ..
و دمتم سالمين .. مجرمين .. معترفين ..
بأنكم وحداء في هذا العالم ..
.. ( مو الكل .. بس المجرمين المعترفين ) ..
سلام