00..أمي ابتسمي فأنا بخير..00
سافرت وكلّي لهفة وشوق لذلك المكان..الذي كنت أحلم بزيارته قبلها..
بعدما عشت في أحلام وردية وخيالات..عن ذلك المكان الطاهر..
ماذا سأفعل عند ساعة وصولي..!!
أحضرت حقيبتي..رتبت فيها ملابس..
وكانت نظرات الحزن.. بل الحيرة..بل التعجب.. ولا ادري ما نوعها..تلك التي كانت تطلقها فلذة كبدي..أمي..
شعرت بحزن كبير في داخلي المكسور..وحيرة غريبة استوطنت عقلي..ساعتها..
تساءلت في نفسي قائله.. مآبها أمي.. لماذا هي كذلك..لماذا تغير وجهها.. يعلوه الشحوب..بعدما قررت أن أسافر فجأة ودون استعداد مسبق..إلا تلك الساعة التي قررت السفر..تراجعت قليلاً..فكرت بأمي.. وحينها قلت لن أُسافر..حال أمي أتعبني..ولكن شيئاً ما يدفعني للسفر..!!
أكملت بقيت ما تبقى من تجهيز حقيبتي حتى وقت آخر من الليل.. لم أنم جيداً.. أخذتني غفوة قبيل الفجر بقليل..واستيقضت مبكراً اليوم التالي.. وبدأت أستعد للذهاب.. لم تكلمني أمي أبداً ذلك الوقت.. أنتهى كل شيء..ولم يبقى إلا المغادرة..وهاهي حانت ساعتها..استيقض الجميع لوداعي.. وايقضت بعضهم..وودعته..سلمت عليهم وقلبي يئن لفراقهم..وقدمت أمي لتودعني..ابتسمت ابتسامة جميلة في وجهي وقالت.. حبيبتي شموخ ستسافرين عنا.. ارتميت بين أحضانها اقبلها..قبلتني.. ولسان حالها يقول..وفقكِ الله بنيتي..لا تنسيني من دعاؤكِ في ذلك المكان الطاااهر..والبقعة المباركة..
"" كم أحبكِ امااااااه"
صعدت إلى الحافلة لوح الجميع لي بكف الوداع.. وكانت هي بينهم.. تلوح..بكفها ..وتنظر إليّ..
*********
أواااه يا أمي كم هي الغربة قاسية..وكم هي الحياة مرّة دونكِ..نعم قاسية يا أمي..يا أغلى من وجدت على هذا الوجود.. يامن ولن أستطيع أن أفي بحقكِ..وفضلكِ عليّ مهما حاولت وبذلت..اوياترى كيف سأعيش بعدكِ..كيف..!!
.
.
مثل ما اشعر به الآن بعيدة عنكِ..أنتظر ساعة عودتي إليكِ..إلى حضنكِ الدافي..يامن تحاولين أن تسكِّني ألآمنا بحنانكِ..وطيب حديثكِ..بقلبكِ الكبير..
والله إني أحبكِ يا مهجة قلبي..ونور بصري.. ولحن جميل ترنما على شفتي..
أمي لا تقلقي فأنا بخير مادمت متواجدة بين هذه الربوع.. وفي هذه البقعة الطيبة..
ولم أنسى وصيتكِ لي.. فأنا أدعوا لكِ.. بكل ما املك من إرادة..واردد في داخلي.. ربي أحفظ لي أمي..وأطل بعمرها يااا الله..
***
وهاهي ساعة العودة حانت..اماااه..
وها أنا في طريقي إليكِ..بعدما أن أديت فرضي ونفلي هناكِ..
أمي لقد أستفد كثيراً..في سفري هذا..التقيت باُناس طالما تمنيت أن ألتقي بأمثالهم..
أخوات في الله أحببنا بعضنا فيه..نعم الأخوات والله..لن أنسى فضلهن عليّ..بعد فضل الله عليّ أن وفقني في مسيري هذا..
والحمد لله رب العالمين..
فاسعدي أمي..فأنا بخير..
..
كتبت كلماتي هذه..عندما كنت مسافرة للدار المقدسة قبل أسابيع..
:
مع خالص حبي وتقديري.. محبتكن.. شموخ الأمل..

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

من غاليتي الخنساء هنا بين أسطري..ياللروعه..
بارك الله فيكِ عزيزتي..
وأدامكِ الله أختاً قريبه لي..
وشكرا لكِ على إطلالتكِ الجميلة بين أسطري..
محبتكِ..حنايا الأمل