إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قصة أخرى .. أبكتني خاطرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قصة أخرى .. أبكتني خاطرة

    عنوان الموضوع : قصة أخرى .. أبكتني خاطرة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    ================ .. وسقطت في الهاوية ===============

    قبل ما تقرأو القصة ترى هيا مو تأليفي هي من تأليف الكاتبة ( قماشة العليان )


    أتحدث اليكم من مستشفى الأمراض العقلية.. لا لست مجنونة كما يتبادر إلى أذهانكم لأول وهلة.. بل عاقلة.. وعاقلة جداً.. أعقل من أي إنسان يعتقد بجنوني ويؤمن به.. وأعقل من كل من وصمني بهذه الوصمة إلى الأبد..
    أنا الآن عاقلة وسط مجانين أحاول قد استطاعتي الحفاظ على هدوئي واتزاني النفسي.. تساعدني في ذلك الاخصائية النفسية المشرفة على حالتي..
    ولأبدأ لكم قصتي منذ البداية.. منذ تلقيت أول صفعة على صدغي وأنا صبية في السادسة عشر من عمري.. لم يكن ابي من صفعني ولا أخي.. ولا حتى أمي.. كانت الخادمة الآسيوية هي التي فعلت ذلك وتلتها صفعات وصفعات حتى تعدى الأمر حدوده بأن جعلتني خادمة صغيرة لها في كل شئونها، بدءا من غسل ملابسها وحتى تدليك قدميها الخشنتين..
    وكل ذلك حدث وأمي غائبة.. غائبة عن البيت وغائبة عن الوعي في المستشفى شهوراً طويلة.. لمرض بدأ صغيرا ثم طال وتشعب وغدت معه الحياة غير محتملة.. فأمضت فترة طويلة في المستشفى تتعاطى المهدئات وتخضع لعلاج لا يجدى.. فبقيت موجودة وليست موجودة.. حية بالاسم فقط دون واقع ملموس يريحني ويريح عقلي الصغير من كثرة التفكير والبكاء بغير طائل..
    كانت أمي تعامل الخادمة بقسوة وتمعن في ايذائها وتحقيرها ربما لأنها تشك في سلوكها.. وبعد غياب أمي عن خارطة حياتي استلذت الخادمة تعذيبي في زيادة شقائي وتعاستي.. كنت أبكي في فراشي كل ليلة ولا أجد من يربت على كتفي بحنان ولا أجد من يواسيني ولو بكلمة.. كان غياب أمي عن عالمي مؤلماً كانتزاع قلبي من احشائي.. وقد كنت طفلتها المدللة وحبيبتها المفضلة..
    حاولت أن أشكو لأبي.. أبين له ولو جزءاً بسيطا من امتهان الخادمة لكرامتي وكبريائي، لكنه كان يصدني بجفاء وهو يهتف:
    ــ انت مدللة وتنتظرين من الجميع ان يعاملوك كما كانت تعاملك " أمك "
    ــ ابي..
    يدفعني بقسوة قائلاً:
    ــ يكفيني ان الخادمة هي التي تقوم بشئون البيت.. لولاها لضعنا.. لا تحادثيني في هذا الموضوع مرة أخرى.. أفهمتِ؟
    وشل لساني الصمت ودموعي تسيل على وجهي بغزارة وألمح من بين دموعي الخادمة وهي تبتسم بسخرية وعيناها تتواعدني بالمزيد من الضرب والتعذيب.. ولم أكن في حاجة لذكاء لأفهم أن الخادمة قد أثرت على عقل أبي وتفكيره واستبعد ذهني الصغير وجود علاقة ما بينهما..
    ازدادت الخادمة سطوة وقوة وأبي يضع بيديها زمام الأمور ومقاليد كل شيء، حتى صرت أنا الضحية.. صبت على جام غضبها وحقدها فتحول عمل البيت كله إلي وأصبحت لا آكل إلا الفتات.. فتات مائدتها.. حاولت أن أشكو لأخوتي.. الاكبر قال لي بهدوء يتصنعه:
    ــ أنا أعتقد أن هذا هو عمل الفتيات ويجب أن تساعديها حتى لا تتركنا هي الأخرى.. وفهمت بأن الأولى هي أمي.. وهي التي تركتنا..
    وبكيت.. بكيت بحرقة وأخي ينظر إلي صامتا مكتوف اليدين لا يستطيع أن يفعل حيالي شيئا..
    أما أخي الاصغر فلم يلق بالا وقد سلبته عقله هو الآخر كأبي..
    لم أجد سوى أمي.. يجب أن تفيق من غيبوبتها.. يجب أن تعرف كل شيء..
    وانتهزت فرصة غياب الخادمة وزرت أمي خلسة.. صدمت لمرآها صدمة هزت كياني وهوت بي إلى الحضيض.. انها ليست أمي التي أعرفها.. ليست الشابة التي تنضح بالصحة والحيوية والجمال.. انها هيكل.. هيكل امرأة.. أشبه بالميتة.. بل انها ميتة فعلا ولم يبق إلا إعلان وفاتها رسمياً..
    الأنابيب والأسلاك الكهربائية تحيط بجسدها من كل جهة.. حتى انفها الشامخ تخترقه انبوبة طويلة وددت لو انتزعها.. أمي.. أمي..
    صرختها بأعماقي.. لا مجيب.. هززتها بقوة وأنا أناديها ولكنها لا ترد على ندائي..
    وحين طوقني اليأس بأسواره الرهيبة صرخت بأعلى صوتي:
    ــ أمي استيغظي أرجوك..
    وتحشرج صوتي بالبكاء لافاجأ بجيش من الممرضات ينتزعنني بقوة من بين أحضانها..
    لمن الجأ ولمن أشكو وقد سدت الطرق في وجهي وتحول الناس إلى وحوش آدمية.. لمن أذهب وأي سبيل اسلك؟..
    ووجدت قدمي تتجهان تلقائياً إلى بيتنا.. بيتنا الذي كان واحة أمان وجنة من الحب والود والتفاهم وتحول بقدرة قادر إلى عذاب لا طاقة لي باحتماله.. وكانت المفاجأة تنتظرني اذ لمحت الخادمة في حجرة أمي ومع ابي نفسه دون أحد غيره..
    وتتوالى المفاجآت اذ طلبت الخادمة من أبي وعلى ومرأى ومسمع مني أن أترك المدرسة.. بهت.. نظرت إلى أبي بذهول وكأنني أتوقع منه أن يضرب الخادمة أو يصفعها أو يطردها على أقل تقدير.. ولكن اللطمة كانت موجعة والعذاب كان أكبر من قدرتي على التحمل اذ هز رأسه بعلامة الموافقة، وكأنه واقع تحت تخدير قوي..
    وما هي إلا أيام حتى غدوت خادمة لخادمتنا بشكل رسمي لا أثر فيه لشك أو تساؤل.. تركت المدرسة وقبعت في البيت أكنس وأغسل وأطبخ غير الطلبات الأخرى الجانبية للخادمة واهانتها لي التي لا تنقطع..
    فوجئت بنفسي محاصرة من جميع الجهات واليأس يدب في أعماقي ولا حتى بارقة تلوح في الأفق.. ولا أحلام تساعدني على النسيان..
    وفكرت في القتل.. نعم لا مفر من قتلها.. أقتلها وأستريح ويستريح أبي من سيطرتها واخوتي من ازعاجها المستمر لهم وشرها المسيطر..
    وتغلغلت الفكرة في اعماقي وتمكنت مني لدرجة الوسواس.. وكلما ازدادت الخادمة تعذيبا لي تعلقت بفكرتي أكثر وأكثر.. حتى عزمت اخيراً على التنفيذ.. ولم أنم تلك الليلة..
    مضيت طوال الليل ساهرة أفكر ولم يغمض لي جفن..
    وفي الصباح المبكر كنت استل اكبر سكين في المطبخ واتوجه بها إلى حجرتها.. حجرة الخادمة.. لكن المفاجأة اخلت توازني.. لم تكن وحدها في الحجرة، كان معها أخي الاصغر.. لم تكتفي بأبي بل سلبت عقل أخي أيضاً.. وقبل أن اصرخ أو أنطق بأي كلمة نهض أخي بسرعة الصاروخ وانتزع مني السكين وخرجت هي تصرخ قائلة:
    ــ مجنونة.. مجنونة.. مجنونة..
    ولم أحس بنفسي إلا وأنا انتحب بحرقة.. أبكي فشلي وأبكي انحراف أخي وأبي وأبكي أمي المريضة وأبكي سيطرة هذه المرأة على الأسرة بكامل أفرادها..
    وكما توقعت تماما.. ايدها أخي روايتها عن جنوني.. وصدقها أبي ودمعت عينا أخي الاكبر وساقوني جميعاً إلى مستشفى الأمراض العقلية كما يساق المجانين.. ورفضوا تحمل مسئوليتي، ومنذ تلك اللحظة منذ عشر سنوات لم أر احدا منهم.. وأنا لا افكر سوى بالانتقام.. وسأنتقم يوما ما..

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    قصه جدا مؤثره ....... مشكوره عليها وعلى اسم الكاتبه الي صار امام مرئى من اعيننا كي لا نتوه او نهيم كما فعلنا مسبقا.تحياتي.

    __________________________________________________ __________
    فعلا قصة مؤثرة .. ونسأل الله ألا تكون في مجتمعنا الإسلامي ... ويعطيك العافية أخت العزيزة..

    __________________________________________________ __________
    فعلا قصة مؤثرة .. ونسأل الله ألا تكون في مجتمعنا الإسلامي ... ويعطيك العافية أخت العزيزة..

    __________________________________________________ __________
    رحمتك ياارب


    الله يحفظ علينا اولادنا وأباءنا وامهاتنا

    يارب

    شكرا أختي

    وألف تحية للكاتبة الاستاذة قماشه العليان

    __________________________________________________ __________
    شكرا لردودكم .. وماشالله هاذي الكاتبة موهوبة ..

    تبغو زيادة ؟؟؟




يعمل...
X