بعدك تتساقط أوجاع الدنيا فوق قلبي ..

فلم يعد لصبح إشراقة ..

ولطير السعادة صداحا في سماء عمري..

بعدك نمت أشجار الأحزان في حديقة حبي ..

وذبلت أزهار الوصال ..

وتعرت شرايين الحنين أمام هجير اللقاء..

اغتلتِ ببعدك ابتسامة الفرح فخرت صريعة على رصيف الشفاه ..

أيتها الغائبة الحاضرة..

كلمى دنوت من عالم طيفك وأذ بي أصدم جدارا شاهقا من الواقع المر..

وأبتعد عن فصول الربيع داخل دائرة وقتك..

حياتي كئيبة حزينة بعدك ..

كل شيء قاتم سوداوي لا طعم ولا رائحة له ..

تحاصرني جيوش القلق وهواجسه المرعبة وحيرتي المفزعة..

أقف على عتبت الليل البهيم لا أنيس ولا جليس سوى رسائلك ..

وغرشة عطر أهديتيها لي ذات فرحة ..

أناجي دفتر أشعارك وتوقيع قلمك علها تبعث الدفء لصقيع الغربة المكتنز

بعظامي ..

أردد كلماتك الخاصة بك فيفور الدم من أوردتي اتجاه قلب أستشهد في سبيل

حبك ..
أيتها الغائبة الحاضرة..

المسيطرة على مملكة عمري ..

والمهيمنة على مساحات المشاعر..

ومسافات الأحاسيس..

أتمنى لو أني أعرف مكانك وجهة مشرقك ..

لامتطيت صهوة الحب وقدمت إليك ..

ولكن سأضل متشبثا بآخر عناقيد الوفاء..

وأول مواعيد اللقاء..

تحت عرش قلب وجل ..

وبين نار شوق وأمل ..

في برزخ الوجود ..

وسرمدية الوله ..

أمتشق أبجدية حضورك ..

أعيد الانغماس في كينونة ذكرياتك ..

فأغفو في عالم حالم ..

هادئ..

فأذ بك ِتهمسين في أحلامي..

أحلا همس ..

سأعود عندما تغيب الشمس ..



سأعود حتى ترتوي الأنفاس من ينابيع اللقاء..

أفقت على أزيز رياح الغياب ..

العبقة عطرا وبهاء ..

تشرق المشاعر في لليلك الساحر..

وتغرورق الأحاسيس بهمساتك الندية ..

سأكون هنا حتى تنزف الذكريات ..

دمتِ بين الجوارح والروح