إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

-=|| حكاية جابر عثرات الكرام !! ||=-- خاطرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • -=|| حكاية جابر عثرات الكرام !! ||=-- خاطرة

    عنوان الموضوع : -=|| حكاية جابر عثرات الكرام !! ||=-- خاطرة
    مقدم من طرف منتديات أميرات


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

    بين يديكن أخواتي قصة من قصص ألف ليلة وليلة، قرأتها في كتاب فأحببت أن أقدمها لكن لقراءتها ..

    (1)

    كان شهريار يبدو حزيناً مهموماً في تلك الليلة المظلمة من ليالي الشتاء، فدخلت شهرزاد إلى غرفة العرش تزيل ما به من همٍ وضيق ..

    - إن التاريخ يا مولاي يكرر نفسه، وعلينا أن نستفيد من أحداثه ..
    - كفى فلسفةً يا شهرزاد .. هاتِ ما عندك!!

    ثم تكلمت شهرزاد بصوتها الرخيم .. تقص عليه ما يخفف عنه تجهم الأيام ..

    مولاي .. نحن الآن نعيش في عصر سليمان بن عبد الملك، حيث يمتد ملك بني أمية امتداداً عجيباً، ملكٌ يمتد من الصين حتى المحيط الأطلنطي، أي أن الدولة الإسلامية يا مولاي كانت تعيش عصراً من أزهى العصور الإسلامية حضارة وتقدماً، وكان سليمان بن عبد الملك سعيداً بما وصل إليه الزحف الإسلامي الكاسح من مجدٍ عظيم ..

    وكان أيضاً سعيداً بقادة جيوشه، وحكام إماراته، وكان حريصاً على أن يعرف عن قرب ما يدور خلال مملكته العريضة من أحداث، وفي نفس الوقت كان يأمل أن يطّلع على أحوال الناس، ولو وسعه أن يعرف كل أفراد رعيته فرداً فرداً ما توانى ..

    وكان من بين الناس الذين سمع عنهم سليمان بن عبد الملك خزيمة بن بشر الأسدي، كان يسكن الجزيرة، وكان واسع الثراء، ولم يكن هذا الثراء إلا وسيلةً لإسعاد الناس، والعطف على الفقراء، وتسديد ديون المحتاجين، فأحبه الناس حباً جماً، وكان واحداً من الذين يلتقي بهم الخليفة حين يطلب الإذن بالمثول بين يدي أمير المؤمنين ..

    ومرت الأيام، وشعر خزيمة بوهن السنين، كما نفذ ما عنده من مال .. وانتظر طويلاً أن تمتد إليه يد تنقذه من الفاقة وذل السؤال، ولكن دون جدوى .. فجلس بين جدران منزله يعتصره الحزن والأسى، وعلامات استفهامِ كثيرة تدور في ذهنه .. أبرزها: هل يمكن أن يذهب الإحسان سدى؟ وهل يمكن أن تنتهي نهايته وهو مجلل بعار الفاقة؟ وهل تحوجه الأيام أن يستجدي الناس إحسانا؟

    كان يلوذ بالصمت والحزن .. متطلعاً إلى أن يفرج الله كربه .. وهو على كل شيء قدير ..

    ويتناهى إلى أذن عكرمة بن الفياض حاكم الجزيرة أخبار خزيمة وما آل إليه من عسرٍ وفاقة، فيخفق قلبه حزناً عليه .. ثم يقرر مساعدته، والأخذ بيده لتعود إلى منزله بهجة الحياة، وتعود إلى الرجل الذي طالما أسعد الناس السعادة من جديد ..

    وتصمت شهرزاد، ويشير شهريار إليها أن تتابع حكايتها ..

    يتبع

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================




    نتابع بصمت




    __________________________________________________ __________
    اكملي نحن معكِ

    __________________________________________________ __________

    (2)

    علم والي الجزيرة يا مولاي كما قلت بما آل إليه أمر خزيمة، فأخذ أربعة آلاف درهم، ووضعها في كيس وقرر أن يعطيها بنفسه لخزيمة دون أن يدري أحدٌ بذلك، ودون أن يعرف خزيمة من الذي وهبه هذه الأموال حتى لا يجرح مشاعره ..

    وتحت جنح الظلام تسلل خارجاً من منزله، إلا أن زوجته شعرت به وهو يخرج من المنزل محتمياً في ظلام الليل، ودهشت وارتسمت في ذهنها علامات استفهامٍ حائرة .. ما الذي يخرج زوجها في تلك الساعة المتأخرة من الليل؟؟

    ولما طالت غيبته، قالت لنفسها لا بد وأنه متزوج من أخرى .. وأنه ذهب إليها .. ولكنها لابد أن تكشف أمره، وترغمه على أن يعترف بأن له زوجةً أخرى ..

    المهم يا مولاي أن عكرمة خرج إلى حيث يعيش خزيمة وطرق الباب عدة طرقات حتى استيقظ صاحب البيت، وما كاد يخرج ليعرف من الطارق وما الذي أتى به في تلك الساعة المتأخرة من الليل، حتى وجد من يقذف له بكيس المال، ويحاول أن يعود أدراجه، ولكن خزيمة أسرع فأمسك به .. فإذا هو رجلٌ ملثّم، كما أن الظلام كان كثيفاً ..

    - من أنت؟؟
    - ليس هناك ما يدعو إلى معرفة اسمي ..
    - ولكن لابد أن أعرف ما الذي جاء بك ..
    - إنها بعض الأموال التي تستطيع بها أن تحل مشاكلك، ففضلك على الناس معروف ..
    - ولكني مصرٌ على معرفة اسمك ..
    - يكفي أن تعرف أنني جابر عثرات الكرام ..

    واستطاع أن يفلت منه، ثم اتجه بسرعة نحو جواده لينطلق به مسرعاً تحت جنح الظلام نحو منزله .. عاد إلى منزله ليجد زوجته في انتظاره بعد أن جفاها النوم ..

    - أين كنت؟؟
    - .......
    - أقول لك أين كنت؟
    - ليس من المهم أن تعرفي .. لقد كنت أتفقد الرعية ..
    - أمور الرعية في تلك الساعة من ساعات الليل .. بل كنت عند زوجتك الأخرى ..
    - .......
    - من هي؟ هل هي أجمل مني؟ ولماذا تخفي زواجك عني؟

    ابتسم عكرمة وهو يقسم لها أنه لا يعرف امرأةً غيرها، ولكنها أخذت تبكي بكاءً حاراً لأنه لا يريد إخبارها بقصة زواجه من امرأةٍ أخرى، واضطر عكرمة أن يحكي لها حكايته مع خزيمة، وجعلها تقسم بالله ألاّ تفشي هذا السر مهما كانت الأسباب ..

    شعر خزيمة بالسعادة بعد أن عاد إليه الثراء، وقرر أن يذهب إلى الخليفة لتحيته، ويهنئه على ما حققته جيوش الإسلام من زحفٍ هائل في الشمال الإفريقي .. واستقبله الخليفة استقبالاً حافلاً، ولكنه عاب عليه عدم رؤيته له منذ زمن، فما كان من خزيمة إلا أن قص عليه – على الخليفة – حكايته، وكيف أن الفقر وسوء الحال حالا بينه وبين السفر إلى الخليفة، كما قص عليه قصة هذا الرجل الكريم المجهول الذي انتشله من محنته ..

    يتبع

    __________________________________________________ __________

    (3)

    فكر الخليفة قليلاً وقرر أن يعينه حاكماً على الجزيرة، وطلب منه أن يأتي بهذا الرجل الكريم لو عرفه في يومٍ من الأيام حتى يثني الخليفة بنفسه عليه، ويقدم له من العطايا والهبات ما يتناسب مع كريم سجاياه ..

    رجع خزيمة حاكماً على الجزيرة، وكان في استقباله عكرمة الذي هنأه بما وصل إليه من مجدٍ وجاه، غير أن خزيمة طلب من عكرمة أن يأتي إليه في مقر الحاكم في اليوم التالي، وجاء عكرمة وهو يكرر تهنئته ..

    - هل غضبت يا عكرمة لأنني حللت محلك؟
    - بالعكس .. لقد كنت منذ فترة أتمنى أن أعيش هادئاً بعيداً عن مسؤولية الحكم، وها هي الفرصة قد سنحت وأصبح حاكمنا الجديد ممن يشهد لهم الجميع بفضله وكرمه وجوده ..
    - إذاً عليك أن تعطيني فكرةً عن أموال المسلمين، وعلينا أن نحصي الأموال سوياً ..

    واكتشف أن هناك أربعة آلاف درهم ناقصة من خزينة بيت المال، وسأله خزيمة:
    - أين ذهبت هذه الأموال؟
    - لا أدري ..
    - ما معنى لا تدري؟ فإما إنك اختلست هذه الأموال وإما إنك أسأت التصرف في مال المسلمين ..

    ورفض عكرمة أن يقول له إن هذه الأموال هي التي دفعها له لتنقذه من براثن الفقر، وإنه لا يملك مالاً خاصاً، وإنه لا يملك إلا ما يتقاضاه من راتب .. رفضت شهامته أن يخبره بذلك، ولاذ بالصمت، فما كان من خزيمة بن بشر إلا أن أمر أن يزج به في السجن، وأن توضع في يده الأغلال ..

    وأرسل خزيمة إلى الخليفة بحكاية عكرمة، واختلاسه أموال المسلمين، فأرسل إليه الخليفة أن يأتيه مكبّلاً بالأغلال، وأن يحاكم محاكمةً علنية في عاصمة الخلافة ..

    كم مر على ذهن عكرمة من علامات استفهام حائرة وهو يرى نفسه في الأغلال، وكم تساءل بينه وبين نفسه: هل جزاء الإحسان السجن والتشريد والتشهير؟ إن ما قدمه من أموالٍ لخزيمة كان محاولةً منه كي يخرجه من أزمته الطاحنة، ويرد إليه إنسانيته، وما فعله مشروعٌ في كل عرف وفي كل دين، بل أن أموال المسلمين فيها حقٌ للسائلِ والمحروم، فما بال هذا الذي كان بيته مزاراً للناس ومظلةً للمحتاجين .. أإنقاذه من هوان الفقر يضعه هو في هوان السجن!!

    وقال لنفسه: إن كلمةً واحدةً منه لخزيمة ستخرجه من قاع السجن إلى دنيا الناس معززاً مكرّماً .. ولكن هل يمكن أن يقول له أنه الذي أنقذ عثرته!! وأنه هو جابر عثرات الكرام .. وعاد يقول لنفسه: مستحيل أن أتحدث عن مكرمةٍ قدمتها لإنسان في ساعة ضيق، والله وحده القادر أن يخرجه من كل ما ألم به من محنٍ وأحزان ..

    وتمضي الأيام، وتسمع زوجة عكرمة أن زوجها سوف يذهب به مكبلاً بالأغلال إلى دمشق حيث يحاكم هناك أمام سليمان بن عبد الملك، وأن خزيمة مصرّ على ذلك، فتقرر الذهاب إلى خزيمة .. طرقت بابه في ساعةٍ متأخرة من الليل، ولكن حراسه منعوها من مقابلته، فأصرّت على المقابلة وقالت لرئيس الحرس: اذهب إليه .. وقل إنها جاءت برسالةٍ من جابر عثرات الكرام ..

    يتبع

    __________________________________________________ __________


    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
    بارك الله يا عروبة ..
    بانتظـــار التتمة ..
    وفقكِ الله ..



    نعم كنت ساعترف
    لاني لن اضحي بحياتي وانا عملت خير
    ساقول له انني تبرعت بها
    ولن اخبره انه هو من تبرعت له


يعمل...
X