عنوان الموضوع : •··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الثالث ( 3 )
مقدم من طرف منتديات أميرات

السلام على أهل القرآن ورحمة الله وبركاته
•··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 1 )
•··• ( قصـــة يُوسف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 2 )
والآن نكمل القصة مع

قال تعالى:
( قَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ
سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ
هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ
وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32)
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن
مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) ) سورة يُوسُف
فالخبر اشتهر وشاع في البلد، وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها، ويقلن:
(امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ) 30
هذا أمر مستقبح، امرأة كبيرة القدر وزوجها كبير القدر،
ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه،.
فأرادت أن توقعهن في ما وقعت فيه فإما أن يقعن فيما وقعت فيه من الرغبة أو يعذرنها
(فلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ) يُوسُف - 31
تدعوهن إلى منزلها للضيافة.
محلاً مهيأ بأنواع الفرش والوسائد، وما يقصد بذلك من المآكل اللذيذة،
وكان في جملة ما أتت به وأحضرته في تلك الضيافة طعام يحتاج إلى سكين،
إما أترج، أو غيره،
ولا يهمنا نوع الطعام فالقرآن يأتي بالمقاصد فقط
جلست امرأة العزيز في المجلس ورحبت بهن وقدمت الفاكهة
وحينها تأتِ الداهية من وراء الستار !!
تقول ليُوسُف اخرج اخرج ! لأنه في عداد الخدم في القصر, فهي تدبر عليه لكن الواحد الأحد معه
وزعت الفاكهة , بدأن بتقطيعها فنادت يُوسُف أنها تُريد غرضاً:
فتح الستار عليه السلام ومر في غرفة أخرى مر الكرام
فقط رأين القمر الذي هو أجمل من القمر في الليلة الرابعة عشر
طارت عقولهن !!
ونسين من الدهشة الألم !!
يقول بعض المُفسرين:
قطعن الأنامل وقطعن الكف لم يشغلهن الألم والدم
فماذا قالوا لها:
لا نلومك ارتفع اللوم ما دام بهذه الصورة !
وأنتِ لا تُلامين وأنتِ ترينه صباح مساء
ويا لها من فتنة ! أيصبح ويمسي بامرأة تلاحقه وتستخدم السلطة والمنصب والحبس
ومع ذلك يصمد يُوسُف عليه السلام إلا أن ينصره الله لأنه مُخلص لوجه الله
يقول بعض المُفسرين:
قصة يُوسُف من أولها إلى آخرها لا يوجد بها إسفاف ولو بكلمة
كلها طهر ونقاء , ولهذا قالت له بحضرتهن:
( وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) يُوسُف - 32
لتلجئه بهذا الوعيد إلى حصول مقصودها منه،
قالت: الآن اسمع الرد من النساء
ذهبن وأيديهن تقطر دماء لا أكلن فاكهة ولا سلمت أيديهن
وقالوا: نحن عذرناكِ بهذه الفتنة
فلما سمع يُوسُف بذلك قال:
( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) يُوسُف - 33
فاستحب السجن والعذاب الدنيوي على لذة حاضرة توجب العذاب الشديد
قال: ما دام كذا فإن السجن أحب إلي أصلي فيه وأعبده فليسجنوني يارب
:
إن هذه السورة الكريمة وهذه القصة العظيمة يا اخوات نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
في فترة صعبة مر بها نبينا عليه الصلاة والسلام.
وهي فترة وفاة عمه أبي طالب الذي كان يحامي عنه ويدافع،
ونزلت بعيد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها التي آمنت به وصدقته وأعانته بما لها حين حرمه الناس،
لأن قريشاً طمعت بعد موت أبي طالب بالنبي ..
فكان النبي وأصحابه يتعرضون وقتها لأذى وتعذيب لم يسبق لهم؛
فجاءت هذه السورة المباركة لتقول للنبي صلى الله عليه وسلم
وللمؤمنين معه:
إن يوسُف آثر السجن على الوقوع في فاحشة الزنا.
وأن يُوسُف يا محمد أنت وأصحابك تَعرِّضَ لفقدِ الوالد والفتنة والإغراء حتى سُجن ظلماً،
أدخل يوسف السجن، أدخله العزيز بأمر امرأته. فكيف كان يوسف عليه السلام في السجن.
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) يُوسُف 33
:
على المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة .
يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء
إذ قال يُوسُف بما أخبر الله به
( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) يُوسُف - 33
استعانة يوسف بالله ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ) يُوسُف - 33
يعنى الإنسان ضعيف ويوسُف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله
ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام
فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا
وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء
:
وفى قول يوسف: ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ
أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ) يُوسُف - 33
عبرتان:
1- اختيار السجن والبلاء على الذنوب والمعاصى.
2- طلب سؤال الله ودعائه أن يثبت القلب على دينه، ويصرفه إلى طاعته،
وإلا فإذا لم يثبت القلب، صَبَا إلى الآمرين بالذنوب، وصار من الجاهلين.
ففى هذا توكل على الله، واستعانة به أن يثبت القلب على الإيمان والطاعة،
وفيه صبر على المحنة والبلاء والأذى الحاصل إذا ثبت على الإيمان والطاعة.
مجموع الفتاوى لابن القيم رحمه الله
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراصً منه في الدنيا و الآخرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
( ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز فى معصية الله، كما فعل
يوسُف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين، كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة،
وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا،
كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا )
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
فعندما رأى عزيز مصر الأدلة على براءة يوسُف وعفته,
عمدوا إلى أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر منعًا للفضيحة.
ودخل السجن مع يوسُف فَتَيان,
لقد كان يوسُف عليه السلام عابداً لله ومكثراً من ذكره وطاعته.
كان يوسُف عليه السلام يدرسهم ويعلمهم ويدعوهم إلى الله ويصلي بهم في الصباح
فهو أعظم سجين في التاريخ !
سبحان من يستجيب دعوة الداعي كلما يدعو الإنسان ربه يقول:
دعوت دعوت ولم يستجب لي ,,
أكثروا من الدعاء وأكثروا من الذكر وأبشروووا بالفرج من عنده سبحانه
لأنه وعد سبحانه أن يستجيب لهم لكن من الواجب عليك أن تدعو , وأن تصدق , وأن تخلص
:
هذا يوسُف عليه السلام في السجن داعية إلى الله وإلى توحيد الله. والتوحيد أولاً لو كانوا يعلمون.
والدعوة إلى الله من مهام كل سجين مؤمن بالله كما فعل يوسُف عيه السلام.
وكما فعل من بعده كثير من السلف.
:
وهذا شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله، عندما أدخل السجن فرأى المساجين يلعبون النرد
والشطرنج ويضيعون الصلاة ،
نصحهم وعلمهم وذكرهم بالله حتى أصلح الله على يديه السجن ؛
فتحول سجن المجرمين إلى مركز عبادة وذكر وعلم.
حتى إن بعض المساجين كان يخرج من السجن فيختار البقاء مع شيخ الإسلام !
:
وابن القيم رحمه الله يقول: كنا إذا ضاقت بنا الأرض ذهبنا لشيخ الإسلام في السجن؛
فما هو إلا أن نراه ونجلس إليه فيسري ما بنا.
ونرى اليوم ولله الحمد من يهتدون في السجن، ويتوبون إلى الله.
إما من تأثير السجين المؤمن الداعية إلى الله. الذي يقوم بواجب دعوة المساجين إلى الله تعالى،
أو بسبب البرامج الدعوية التي تقدم لهم بهدف استصلاحهم؛ بل إن منهم من يحفظ القرآن الكريم في السجن !!
وهذه هي ميزة سجون المسلمين، وخاصة إذا كان المسؤولون عنها أناس صالحون يستغلون هذه الفرصة
في دعوة المساجين، كما هو مشاهد ولله الحمد في سجوننا اليوم.
كن مشعلاً في جنح ليل حالك
يهدي الأنام إلى الهــــــدى ويبين
وانشط لدينك لا تكن متكاســـلاً
واعمل على تحريك ما هو ساكن
لابد أن تحيا لنصرة أمــــــــــــة
ذل الأعادي مجــــــدها وتنافسوا
لابد أن تدعو وتصبر جاهــــــــداً
هــــــــــذا هو النهج القويم البين
هذا هو الهدي الذي قد سار فيه
نبينا المعصــــــــــوم ما هو هين .
:
اشتهر يُوسُف يا أحبة في السجن وعُرف بذلك .
وعندما رأى هذان الفتيان رؤياهما أقبلوا على يوسُف ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) آية 36
فكان محبوباً للسجناء، محسناً بجميع صور الإحسان وأشكاله.
قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا,
وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه,
قال لهما يوسُف عليه السلام : لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما بتفسيره
قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي ;
فإنه لم يجبهما مُباشرة فقد شغل بال يوسُف أمر أهم وأعظم من تفسير رؤياهما
إنه أمر دعوة هذين السجينين الكافرين إلى الإسلام،
وإلى التوحيد والعقيدة الصحيحة والإيمان بالله؛ فانتهز يوسُف هذه الفرصة التي هما في حاجة إليه.
وانتهزها ليعرض لهما دعوته لعلهما يقبلان به
:
قال إني آمنت به, وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون.
فعبدت الله وحده, ما كان لنا أن نجعل لله شريكًا في عبادته,
ذلك التوحيد بإفراد الله بالعبادة مما تفضل الله به علينا وعلى الناس,
ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على نعمة التوحيد والإيمان.
فإن يُوسُف يا اخوات استغل الفرصة وهو في السجن فكان يدعوا إلى الله على بصيرة
بالحكمة والرفق واللين وهذا دليل أن الدعوة إلى الله عمل عظيم وله أجرٌ كبير ومهمة الأنبياء والمُرسلين
فكان حريصٌ على تبليغ دين الله والدعوة إليه في كل فرصة.
وأهمية أن يكسب الداعية ثقة الناس حتى يستمعوا له و يأخذوا بكلامه.
على الداعي أول ما يبدأ به دعوته هوالتوحيد ، فلقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم
معاذاً إلى اليمن وقال :
( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ
فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا
فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ
وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ ) صحيح البُخاري
فَ يبدأ بالأهم فالأهم، و ذا سئل المُفتي، وكان السائل حاجته في غير سؤاله أشد
أنه ينبغي له أن يعلمه ما يحتاج إليه قبل أن يجيب سؤاله، فإن هذا علامة على نصح المعلم وفطنته،
وحسن إرشاده وتعليمه، فإن يوسُف يا اخوات لما سأله الفتيان عن الرؤيا قدم لهما قبل
تعبيرها دعوتهما إلى الله وحده لا شريك له.
:
وهنا لنا وقفة مُهمة الكثير يغفل عنها وأنا أولكم ..
إن تعبير الرؤيا يا حبيبــات فتوى ..
( قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) يُوسُف - آية 41
ولذلك قالالعلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها
قال الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله :
( أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه، وأن تعبير
المرائي داخل في الفتوى، لقوله للفتيين: ( قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) يُوسُف - آية 41
وقال الملك: ( أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ ) يُوسُف - آية 43
وقال الفتى ليوسُف: ( أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ ) يُوسُف - 47
فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم )
:
وبعد أن فسر لهما الرؤيا بعد أن دعاهما إلى التوحيد
قال يوسُف عليه السلام للذي علم أنه ناجٍ من صاحبيه:
اذكرني ذلك الرجل أن يذكر للملك حال يوسُف
إذ قال يوسُف للخمار:
لا تنس الأخوة التي بيننا إذا ذهبت عند الملك أن تشفع لي عند الملك ,
لا تنساني واتق الله فيّ ,
يقول أهل العلم: إنه قال اذكرني عند ربك يعني: عند سيدك العزيز
قال بعض المُفسرين: أنه أوحي إلى يوسُف أن تقول اذكرني عند ربك ولا تُخبر أني ربك
تذكرني فقط وإلا لتلبث في السجن بضع سنين جزاء هذه الكلمة
من الذي يُذكر في الشدائد الله
من الذي يحل الأزمات الله
عبد انسان فقير ضعيف حقير تقول له اذكرني عند ربك
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر:
(اتقِ الله لا ينحرف قلبك عن الواحد الأحد فتلبث في العذاب المهين بضع سنوات من كلمة واحدة,
فأدبه ربه فجعله يبقى في السجن بضع سنين )
وإلا فإن الله يقول:
( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)
حديث صحيح
فكان في السجن صابراً مُحتسباً قانتاً لله مُتبتلاً خاشعاً باكياً
قال الذين معه في السجن:
ما رأينا أعبد منه , وما رأينا أبرك منه علينا
فالله يقلب الأمور في قضايا لصالح يُوسُف , فهو مُسبب الأسباب في علاه
إذا أراد شيئاً سهل له الأسباب
فمكث يوسُف بعد ذلك في السجن عدة سنوات ,
( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) يُوسُف - 42
- انتهى -
وللقصــة بقيـــة ..*
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
أبدعتِ نور
ما شاء الله
بوركتِ
مقدم من طرف منتديات أميرات

السلام على أهل القرآن ورحمة الله وبركاته
•··• ( قصـــة يُوسُف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 1 )
•··• ( قصـــة يُوسف عليه السلام ) •·.·• الجـــزء الأولــــ ( 2 )
والآن نكمل القصة مع

قال تعالى:
( قَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (30)
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ
سِكِّيناً وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا هَـذَا بَشَراً إِنْ
هَـذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ فَاسَتَعْصَمَ
وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُوناً مِّنَ الصَّاغِرِينَ (32)
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن
مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34)
ثُمَّ بَدَا لَهُم مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35) ) سورة يُوسُف
فالخبر اشتهر وشاع في البلد، وتحدث به النسوة فجعلن يلمنها، ويقلن:
(امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا ) 30
هذا أمر مستقبح، امرأة كبيرة القدر وزوجها كبير القدر،
ومع هذا لم تزل تراود فتاها الذي تحت يدها وفي خدمتها عن نفسه،.
فأرادت أن توقعهن في ما وقعت فيه فإما أن يقعن فيما وقعت فيه من الرغبة أو يعذرنها
(فلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً ) يُوسُف - 31
تدعوهن إلى منزلها للضيافة.
محلاً مهيأ بأنواع الفرش والوسائد، وما يقصد بذلك من المآكل اللذيذة،
وكان في جملة ما أتت به وأحضرته في تلك الضيافة طعام يحتاج إلى سكين،
إما أترج، أو غيره،
ولا يهمنا نوع الطعام فالقرآن يأتي بالمقاصد فقط
جلست امرأة العزيز في المجلس ورحبت بهن وقدمت الفاكهة
وحينها تأتِ الداهية من وراء الستار !!
تقول ليُوسُف اخرج اخرج ! لأنه في عداد الخدم في القصر, فهي تدبر عليه لكن الواحد الأحد معه
وزعت الفاكهة , بدأن بتقطيعها فنادت يُوسُف أنها تُريد غرضاً:
فتح الستار عليه السلام ومر في غرفة أخرى مر الكرام
فقط رأين القمر الذي هو أجمل من القمر في الليلة الرابعة عشر
طارت عقولهن !!
ونسين من الدهشة الألم !!
يقول بعض المُفسرين:
قطعن الأنامل وقطعن الكف لم يشغلهن الألم والدم
فماذا قالوا لها:
لا نلومك ارتفع اللوم ما دام بهذه الصورة !
وأنتِ لا تُلامين وأنتِ ترينه صباح مساء
ويا لها من فتنة ! أيصبح ويمسي بامرأة تلاحقه وتستخدم السلطة والمنصب والحبس
ومع ذلك يصمد يُوسُف عليه السلام إلا أن ينصره الله لأنه مُخلص لوجه الله
يقول بعض المُفسرين:
قصة يُوسُف من أولها إلى آخرها لا يوجد بها إسفاف ولو بكلمة
كلها طهر ونقاء , ولهذا قالت له بحضرتهن:
( وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ) يُوسُف - 32
لتلجئه بهذا الوعيد إلى حصول مقصودها منه،
قالت: الآن اسمع الرد من النساء
ذهبن وأيديهن تقطر دماء لا أكلن فاكهة ولا سلمت أيديهن
وقالوا: نحن عذرناكِ بهذه الفتنة
فلما سمع يُوسُف بذلك قال:
( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) يُوسُف - 33
فاستحب السجن والعذاب الدنيوي على لذة حاضرة توجب العذاب الشديد
قال: ما دام كذا فإن السجن أحب إلي أصلي فيه وأعبده فليسجنوني يارب
:
إن هذه السورة الكريمة وهذه القصة العظيمة يا اخوات نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة
في فترة صعبة مر بها نبينا عليه الصلاة والسلام.
وهي فترة وفاة عمه أبي طالب الذي كان يحامي عنه ويدافع،
ونزلت بعيد وفاة زوجته خديجة رضي الله عنها التي آمنت به وصدقته وأعانته بما لها حين حرمه الناس،
لأن قريشاً طمعت بعد موت أبي طالب بالنبي ..
فكان النبي وأصحابه يتعرضون وقتها لأذى وتعذيب لم يسبق لهم؛
فجاءت هذه السورة المباركة لتقول للنبي صلى الله عليه وسلم
وللمؤمنين معه:
إن يوسُف آثر السجن على الوقوع في فاحشة الزنا.
وأن يُوسُف يا محمد أنت وأصحابك تَعرِّضَ لفقدِ الوالد والفتنة والإغراء حتى سُجن ظلماً،
أدخل يوسف السجن، أدخله العزيز بأمر امرأته. فكيف كان يوسف عليه السلام في السجن.
( قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ) يُوسُف 33
:
على المسلم إذا خُيِّر بين المعصية و بين الصبر على الشدة .
يصبر على الشدة و يُؤثر أن يطيع الله ولو رَمَوه بسوء
إذ قال يُوسُف بما أخبر الله به
( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) يُوسُف - 33
استعانة يوسف بالله ( وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ ) يُوسُف - 33
يعنى الإنسان ضعيف ويوسُف يقول هذا أن الإنسان بدون توفيق من الله
ضعيف والمقاومة تنهار فأي واحدٍ يتعرَض لحرام
فالمفروض أن يلجأ إلى الله بالدعاء أن يُخَلِصَه من هذا
وإنه يصرف عنه الشرَّ و الفحشاء
:
وفى قول يوسف: ( رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ
أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ ) يُوسُف - 33
عبرتان:
1- اختيار السجن والبلاء على الذنوب والمعاصى.
2- طلب سؤال الله ودعائه أن يثبت القلب على دينه، ويصرفه إلى طاعته،
وإلا فإذا لم يثبت القلب، صَبَا إلى الآمرين بالذنوب، وصار من الجاهلين.
ففى هذا توكل على الله، واستعانة به أن يثبت القلب على الإيمان والطاعة،
وفيه صبر على المحنة والبلاء والأذى الحاصل إذا ثبت على الإيمان والطاعة.
مجموع الفتاوى لابن القيم رحمه الله
ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراصً منه في الدنيا و الآخرة .
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
( ومن احتمل الهوان والأذى فى طاعة الله على الكرامة والعز فى معصية الله، كما فعل
يوسُف عليه السلام وغيره من الأنبياء والصالحين، كانت العاقبة له فى الدنيا والآخرة،
وكان ما حصل له من الأذى قد انقلب نعيمًا وسرورًا،
كما أن ما يحصل لأرباب الذنوب من التنعم بالذنوب ينقلب حزنًا وثبورًا )
يتبع
==================================
فعندما رأى عزيز مصر الأدلة على براءة يوسُف وعفته,
عمدوا إلى أن يسجنوه إلى زمن يطول أو يقصر منعًا للفضيحة.
ودخل السجن مع يوسُف فَتَيان,
لقد كان يوسُف عليه السلام عابداً لله ومكثراً من ذكره وطاعته.

كان يوسُف عليه السلام يدرسهم ويعلمهم ويدعوهم إلى الله ويصلي بهم في الصباح
فهو أعظم سجين في التاريخ !
سبحان من يستجيب دعوة الداعي كلما يدعو الإنسان ربه يقول:
دعوت دعوت ولم يستجب لي ,,
أكثروا من الدعاء وأكثروا من الذكر وأبشروووا بالفرج من عنده سبحانه
لأنه وعد سبحانه أن يستجيب لهم لكن من الواجب عليك أن تدعو , وأن تصدق , وأن تخلص
:
هذا يوسُف عليه السلام في السجن داعية إلى الله وإلى توحيد الله. والتوحيد أولاً لو كانوا يعلمون.
والدعوة إلى الله من مهام كل سجين مؤمن بالله كما فعل يوسُف عيه السلام.
وكما فعل من بعده كثير من السلف.
:
وهذا شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله، عندما أدخل السجن فرأى المساجين يلعبون النرد
والشطرنج ويضيعون الصلاة ،
نصحهم وعلمهم وذكرهم بالله حتى أصلح الله على يديه السجن ؛
فتحول سجن المجرمين إلى مركز عبادة وذكر وعلم.
حتى إن بعض المساجين كان يخرج من السجن فيختار البقاء مع شيخ الإسلام !
:
وابن القيم رحمه الله يقول: كنا إذا ضاقت بنا الأرض ذهبنا لشيخ الإسلام في السجن؛
فما هو إلا أن نراه ونجلس إليه فيسري ما بنا.
ونرى اليوم ولله الحمد من يهتدون في السجن، ويتوبون إلى الله.
إما من تأثير السجين المؤمن الداعية إلى الله. الذي يقوم بواجب دعوة المساجين إلى الله تعالى،
أو بسبب البرامج الدعوية التي تقدم لهم بهدف استصلاحهم؛ بل إن منهم من يحفظ القرآن الكريم في السجن !!
وهذه هي ميزة سجون المسلمين، وخاصة إذا كان المسؤولون عنها أناس صالحون يستغلون هذه الفرصة
في دعوة المساجين، كما هو مشاهد ولله الحمد في سجوننا اليوم.
كن مشعلاً في جنح ليل حالك
يهدي الأنام إلى الهــــــدى ويبين
وانشط لدينك لا تكن متكاســـلاً
واعمل على تحريك ما هو ساكن
لابد أن تحيا لنصرة أمــــــــــــة
ذل الأعادي مجــــــدها وتنافسوا
لابد أن تدعو وتصبر جاهــــــــداً
هــــــــــذا هو النهج القويم البين
هذا هو الهدي الذي قد سار فيه
نبينا المعصــــــــــوم ما هو هين .
:
اشتهر يُوسُف يا أحبة في السجن وعُرف بذلك .
وعندما رأى هذان الفتيان رؤياهما أقبلوا على يوسُف ( إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) آية 36
فكان محبوباً للسجناء، محسناً بجميع صور الإحسان وأشكاله.
قال أحدهما: إني رأيت في المنام أني أعصر عنبًا ليصير خمرًا,
وقال الآخر: إني رأيت أني أحمل فوق رأسي خبزًا تأكل الطير منه,
قال لهما يوسُف عليه السلام : لا يأتيكما طعام ترزقانه في حال من الأحوال إلا أخبرتكما بتفسيره
قبل أن يأتيكما, ذلكما التعبير الذي سأعبِّره لكما مما علَّمني ربي ;
فإنه لم يجبهما مُباشرة فقد شغل بال يوسُف أمر أهم وأعظم من تفسير رؤياهما
إنه أمر دعوة هذين السجينين الكافرين إلى الإسلام،
وإلى التوحيد والعقيدة الصحيحة والإيمان بالله؛ فانتهز يوسُف هذه الفرصة التي هما في حاجة إليه.
وانتهزها ليعرض لهما دعوته لعلهما يقبلان به
:
قال إني آمنت به, وابتعدت عن دين قوم لا يؤمنون بالله, وهم بالبعث والحساب جاحدون.
فعبدت الله وحده, ما كان لنا أن نجعل لله شريكًا في عبادته,
ذلك التوحيد بإفراد الله بالعبادة مما تفضل الله به علينا وعلى الناس,
ولكن أكثر الناس لا يشكرون الله على نعمة التوحيد والإيمان.
فإن يُوسُف يا اخوات استغل الفرصة وهو في السجن فكان يدعوا إلى الله على بصيرة
بالحكمة والرفق واللين وهذا دليل أن الدعوة إلى الله عمل عظيم وله أجرٌ كبير ومهمة الأنبياء والمُرسلين
فكان حريصٌ على تبليغ دين الله والدعوة إليه في كل فرصة.
وأهمية أن يكسب الداعية ثقة الناس حتى يستمعوا له و يأخذوا بكلامه.
على الداعي أول ما يبدأ به دعوته هوالتوحيد ، فلقد أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم
معاذاً إلى اليمن وقال :
( إِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ
فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا
فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً مِنْ أَمْوَالِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ
وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِ النَّاسِ ) صحيح البُخاري
فَ يبدأ بالأهم فالأهم، و ذا سئل المُفتي، وكان السائل حاجته في غير سؤاله أشد
أنه ينبغي له أن يعلمه ما يحتاج إليه قبل أن يجيب سؤاله، فإن هذا علامة على نصح المعلم وفطنته،
وحسن إرشاده وتعليمه، فإن يوسُف يا اخوات لما سأله الفتيان عن الرؤيا قدم لهما قبل
تعبيرها دعوتهما إلى الله وحده لا شريك له.
:
وهنا لنا وقفة مُهمة الكثير يغفل عنها وأنا أولكم ..
إن تعبير الرؤيا يا حبيبــات فتوى ..
( قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) يُوسُف - آية 41
ولذلك قالالعلماء لا يجوز لمن لا يعرف في تعبير الرؤى أن يتكلم فيها
قال الشيخ سعد بن سعدي رحمه الله :
( أن علم التعبير من العلوم الشرعية، وأنه يثاب الإنسان على تعلمه وتعليمه، وأن تعبير
المرائي داخل في الفتوى، لقوله للفتيين: ( قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ) يُوسُف - آية 41
وقال الملك: ( أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ ) يُوسُف - آية 43
وقال الفتى ليوسُف: ( أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ ) يُوسُف - 47
فلا يجوز الإقدام على تعبير الرؤيا من غير علم )
:
وبعد أن فسر لهما الرؤيا بعد أن دعاهما إلى التوحيد
قال يوسُف عليه السلام للذي علم أنه ناجٍ من صاحبيه:
اذكرني ذلك الرجل أن يذكر للملك حال يوسُف
إذ قال يوسُف للخمار:
لا تنس الأخوة التي بيننا إذا ذهبت عند الملك أن تشفع لي عند الملك ,
لا تنساني واتق الله فيّ ,
يقول أهل العلم: إنه قال اذكرني عند ربك يعني: عند سيدك العزيز
قال بعض المُفسرين: أنه أوحي إلى يوسُف أن تقول اذكرني عند ربك ولا تُخبر أني ربك
تذكرني فقط وإلا لتلبث في السجن بضع سنين جزاء هذه الكلمة
من الذي يُذكر في الشدائد الله
من الذي يحل الأزمات الله
عبد انسان فقير ضعيف حقير تقول له اذكرني عند ربك
قال ابن الجوزي في صيد الخاطر:
(اتقِ الله لا ينحرف قلبك عن الواحد الأحد فتلبث في العذاب المهين بضع سنوات من كلمة واحدة,
فأدبه ربه فجعله يبقى في السجن بضع سنين )
وإلا فإن الله يقول:
( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه)
حديث صحيح
فكان في السجن صابراً مُحتسباً قانتاً لله مُتبتلاً خاشعاً باكياً
قال الذين معه في السجن:
ما رأينا أعبد منه , وما رأينا أبرك منه علينا
فالله يقلب الأمور في قضايا لصالح يُوسُف , فهو مُسبب الأسباب في علاه
إذا أراد شيئاً سهل له الأسباب
فمكث يوسُف بعد ذلك في السجن عدة سنوات ,
( وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ
فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ) يُوسُف - 42
- انتهى -
وللقصــة بقيـــة ..*
__________________________________________________ __________
جزاك الله خيرا اختي نور
تصدقي اني كل كام يوم ادخل اشوفك كملتي القصة ولا لا
حقيقي من اجمل القصص وسردك للاحداث في منتهي الروعة
منتظرة باقي القصة علي احر من الجمر
مرة ثانية جزاك الله خيرا
تصدقي اني كل كام يوم ادخل اشوفك كملتي القصة ولا لا
حقيقي من اجمل القصص وسردك للاحداث في منتهي الروعة
منتظرة باقي القصة علي احر من الجمر
مرة ثانية جزاك الله خيرا
__________________________________________________ __________
الفكرة
أيا حبيبة أنتِ
كم أسعد بطلاتكِ وأنواركِ
رؤيتكِ تشرح الصدر والفؤاد شرح الله صدركِ بالقرآن والإيمان
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ الأمة
اشكركِ كثيراً ع المُتابعة وأسأل الله أن ينفعني به
:
أيا حبيبة أنتِ
كم أسعد بطلاتكِ وأنواركِ
رؤيتكِ تشرح الصدر والفؤاد شرح الله صدركِ بالقرآن والإيمان
جزاكِ الله خيراً ونفع بكِ الأمة
اشكركِ كثيراً ع المُتابعة وأسأل الله أن ينفعني به
:
__________________________________________________ __________
اختي نور
جزاكِ الله خيراً علي هذه الدعوة الرائعة ولك مثلها ان شاء الله
اللهم اجمعني بك والمسلمين في جنات النعيم
جزاكِ الله خيراً علي هذه الدعوة الرائعة ولك مثلها ان شاء الله
اللهم اجمعني بك والمسلمين في جنات النعيم
__________________________________________________ __________
أبدعتِ نور
ما شاء الله
بوركتِ
جزاك الله خيرا اختي نور