عنوان الموضوع : مواعظ في العلم.
مقدم من طرف منتديات أميرات
قَالَ الذّهَبِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ: " تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِعُ؟
هوَ ما نزلَ بهِ القُرآن، وَفَسَّرَه ُالرَّسُولُ صلّى الله عليه وآلِهِ وَسَلّم قَوْلاً وَعَمَلاً، وَلمْ يأتِ نَهْي ٌعنْهُ،
قَالَ عَلَيْهِ السَّلام : « مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنّتِي فليْسَ مِنِّي »
فَعَلَيْكَ ياَ أخِي بتدَبُّرِ كِتَابَ اللهِ وبإدمَانِ النَّظَرِ فِي الصَّحِيحَين وَسُنَن ِالنَّسَائِي، وَِرياضِ النّوَاوِي وَأذْكَارِهِ، تُفلِحُ وَتَنْجَح، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الفلاسِفَةِ وَوَظائَِفَ أهلِ الرِّياضاتِ، وجُوعَ الرُّهبَانِ وخِطابَ طَيْشِ رُؤُوسِ أصْحابِ الخَلَوَاتِ فَكلُّ الخَيْرِ في مُتابَعَةِ الحَنيفيَّة السَّمْحَة. فَواَغَوْثَاهُ باللهِ، اللََّهُمّ اهْدِناَ إلىَ صِرَاطِكَ المُسْتَقِيم "
[سير أعلام النبلاء، للذهبي : 19/430]
قال ابن جماعة رحمه الله: " هو حُسْنُ النِيَّةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ بِأَنْ يَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللهِ تَعَالىَ، وَالعَمَلَ بِهِ، وَإحْيَاءَ الشَّرِيعَةِ، وَتَنْوِيرَ قَلْبِهِ، وَتَجْلِيَةَ بَاطِنِهِ، وَالقُرْبَ مِنَ اللهَِ تَعَالىَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالتَّعرُّض لِمَا أعدَّ لأَهْلهِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَعَظِيمِ فَضْلِهِ" [ تذكرة السّامع والمتكلّم، للكناني : 69 – 70 ]
3. ثمرات الإخلاص في طلب العلم
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: " مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلىَ مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا" [ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
قالَ أبُو الوَفَاءِ بنُ عَقيل :" عَصَمَنِي اللهُ في شَبابِي بأنواع ٍمِنَ العِصْمَةِ وَقَصَرَ مَحَبَّتِي عَلَى العِلْمِ َوَماَ خاَلَطْتُ لَعَّاباً قَطُّ، ولاَ عَاشَرْتُ إلاّ أَمْثَالِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ وَأََناَ فِي عَشْرِ الثَّمانين أَجِدُ الحِرْصَ عَلَى العِلْمِ أَشَد ّمِمّاَ كُنْتُ أَجِدُهُ ابْنَ العِشْرِين " [ سير أعلام النبلاء، للذهبي:18/446]
قال أبو حازم رحمه الله: " لاَ تكون عَالمًا حتَّى تكُونَ فيِكَ ثلاث خِصالٍ: لاَ تَبغِي عَلىَ مَنْ فوقكَ، وَلاَ تحقرْ مَنْ دُونَكَ، وَلاَ تأخذْ عَلىَ عِلْمِكَ دُنْيَا" [ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
قالَ الإمامُ الحَافظُ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر- رَحِمَهُ الله تعالى -: "اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النور : 63]. [ المجموع، للنووي:1/589]
عَنْ علِيٍّ رَضِي اللهُ عنهُ قال: " ياَ حَمَلَةَ العِلْم ِاِعْمَلُوا بِهِ فَإِنَّماَ العالم منْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ فَوَاَفَقَ عَمَلُهُ عِلْمَهُ سَيُكُونُ أقْوَامٌ يَحْمِلُونَ العِلْمَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيهِمْ يُخَالِفُ عِلْمُهُمْ عَمَلَهُمْ، وَتُخَاِلُف سَرِيرَتُهُمْ عَلانِيَتَهُمْ يَجْلِسُونَ حِلَقًا حِلَقًا فَيُبَاهِي بَعْضُهُمُ ْبَعْضَا حَتَّى إِنّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ إذا جَلَسَ إلىَ غيْرِهِ ويدَعَهُ أولئكَ لاَ تَصْعدُ أعمالُهُم في مَجالسِهم إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " [مجموعة رسائل الحافظ ابن رجب :85 ]
قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبي - رَحِمَه الله تعالى-: " وَإنّما شَأْنُ المُحَدِِّث اليَوْمَ الاِعْتناءُ بالدَّواوينِ السِّتة، وَمُسنَدِ أحمد بنِ حنبل وسننِ البيهقي، وضبطِ متُونِها وأسانيدِها، ثمَّ لا ينتفعُ بذلكَ حتَّى يتَّقيَ رَبَّهُ، ويدين بالحديثِ، فعلى علمِ الحديثِ وعلمائِهِ لِيَبْكِ مَنْ كانَ باكياً، فقدْ عادَ الإسلامُ المحْضُ غريباً كما بدأَ، فَلْيَسْعَ امرُؤ في فكاكِ رقبَتِهِ منَِ النَّار، فلا حولَ وَ لا قُوَّة إلاَّ باللهِ . ثمَّ العلمُ ليس هو بكثرَة ِالرِّواية، وَلَكنَّهُ نُورٌ يقذِفُهُ اللهُ فيِ القلبِ، وَشَرْطُهُ الاِتباع ُ والفِرارُ منَ الهَوَى والاِبتداعِ، وَفَّقَناَ اللهُ وإيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ" [سير أعلام النبلاء، للذهبي :13/313]
عن يونُس قالَ: قالَ لي ابنُ شِهَابٍ : " يا يُونُس! لاَ تُكَابِر ِالعِلْمَ، فإنَّ العلْمَ أَوْدِيَةٌ فأيّهاَ أَخذْتَ فيهِ قطَعَ بِكَ قَبلَ أنْ تبْلُغَهُ ،ولَكِنْ خُذْهُ مع الأيَّامِ واللَّياليِ، ولا تأْخُذِ العِلمَ جُمْلةًً، فَإنَّ منْ رَامَ أخْذَهُ جُمْلَةً ذهبَ عنْهُ جملةً ولكن الشَّيْءُ بعْدَ الشَّيء مع اللَّياليِ والأيَّام " [جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر: 431]
10. العِلْمُ دَرَجَات
عن محمّد بن النّضر قال: "أوّلُ العِلْمِ الاِسْتِمَاعُ، ثُمَّ الإِنْصاَتُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ العَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ" [سير أعلام النبلاء، للذهبي: 8/157]
قال عبدُ الرحمن بن أبي ليلى: "أدْرَكْتُ في هذا المسجدِ مِئَة وعشرينَ مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ ما أحدٌ يُسألُ عن حديثٍ أو فتوى إلاّ وَدَّ أنَّ أخاهُ كفاهُ ذلكَ، ثمَّ قدْ آلَ الأمرُ إلَى إقدامِ أقوامٍ يَدَّعون َالعلمَ اليومَ، يُقْدِمُونَ علىَ الجَوابِ في مسائلَ لوْ عُرِضَت لعمرَ بنِ الخطّاب رضي اللهُ عنه لََجَمَعَ أهلَ بدْرٍ وَاستشارَهُم" [شرح السنة للبغوي:1/305]
الفَقيِهُ كُلُّ الفَقِيهِ هُوَ الَّذِي لاَ يُؤَيِّسُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَلاَ يَجُرِّئُهُمْ عَلََََى مَعاصِي اللهِ [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 15/405]
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
مواعظ في العلم
1. العِلْمُ النَّافِعُ
1. العِلْمُ النَّافِعُ
قَالَ الذّهَبِيُّ ـ رَحِمَهُ اللهُ تعالى ـ: " تَدْرِي مَا العِلْمُ النَّافِعُ؟
هوَ ما نزلَ بهِ القُرآن، وَفَسَّرَه ُالرَّسُولُ صلّى الله عليه وآلِهِ وَسَلّم قَوْلاً وَعَمَلاً، وَلمْ يأتِ نَهْي ٌعنْهُ،
قَالَ عَلَيْهِ السَّلام : « مَنْ رَغِبَ عَنْ سُنّتِي فليْسَ مِنِّي »
فَعَلَيْكَ ياَ أخِي بتدَبُّرِ كِتَابَ اللهِ وبإدمَانِ النَّظَرِ فِي الصَّحِيحَين وَسُنَن ِالنَّسَائِي، وَِرياضِ النّوَاوِي وَأذْكَارِهِ، تُفلِحُ وَتَنْجَح، وَإِيَّاكَ وَآرَاءَ الفلاسِفَةِ وَوَظائَِفَ أهلِ الرِّياضاتِ، وجُوعَ الرُّهبَانِ وخِطابَ طَيْشِ رُؤُوسِ أصْحابِ الخَلَوَاتِ فَكلُّ الخَيْرِ في مُتابَعَةِ الحَنيفيَّة السَّمْحَة. فَواَغَوْثَاهُ باللهِ، اللََّهُمّ اهْدِناَ إلىَ صِرَاطِكَ المُسْتَقِيم "
[سير أعلام النبلاء، للذهبي : 19/430]
2. الإِخْلاَصُ فِي طَلَبِ العِلْمِ
قال ابن جماعة رحمه الله: " هو حُسْنُ النِيَّةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ بِأَنْ يَقْصِدَ بِهِ وَجْهَ اللهِ تَعَالىَ، وَالعَمَلَ بِهِ، وَإحْيَاءَ الشَّرِيعَةِ، وَتَنْوِيرَ قَلْبِهِ، وَتَجْلِيَةَ بَاطِنِهِ، وَالقُرْبَ مِنَ اللهَِ تَعَالىَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَالتَّعرُّض لِمَا أعدَّ لأَهْلهِ مِنْ رِضْوَانِهِ وَعَظِيمِ فَضْلِهِ" [ تذكرة السّامع والمتكلّم، للكناني : 69 – 70 ]
3. ثمرات الإخلاص في طلب العلم
قال إبراهيم بن أدهم رحمه الله: " مَنْ طَلَبَ العِلْمَ خَالِصًا، يَنْفَعُ بِهِ عِبَادَ اللهِ، وَيَنْفَعُ نَفْسَهُ؛ كَانَ الخُمُولُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ التَّطَاوُلِ، فَذَلِكَ الذِي يَزْدَادُ فِي نَفْسِهِ ذُلاًّ، وَفِي العِبَادَة ِاجْتِهَادًا، وَمِنَ اللهِ خَوْفًا، وَإِلَيْهِ اشْتِيَاقًا، وَفِي النَّاسِ تَوَاضُعًا، لاَ يُبَاليِ عَلىَ مَا أَمْسَى وَأَصْبَحَ مِنْ هَذِهِ الدُّنْيَا" [ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
4. الحِرْصُ عَلَى العِلْمِ
قالَ أبُو الوَفَاءِ بنُ عَقيل :" عَصَمَنِي اللهُ في شَبابِي بأنواع ٍمِنَ العِصْمَةِ وَقَصَرَ مَحَبَّتِي عَلَى العِلْمِ َوَماَ خاَلَطْتُ لَعَّاباً قَطُّ، ولاَ عَاشَرْتُ إلاّ أَمْثَالِي مِنْ طَلَبَةِ العِلْمِ وَأََناَ فِي عَشْرِ الثَّمانين أَجِدُ الحِرْصَ عَلَى العِلْمِ أَشَد ّمِمّاَ كُنْتُ أَجِدُهُ ابْنَ العِشْرِين " [ سير أعلام النبلاء، للذهبي:18/446]
5. خصال العالم
قال أبو حازم رحمه الله: " لاَ تكون عَالمًا حتَّى تكُونَ فيِكَ ثلاث خِصالٍ: لاَ تَبغِي عَلىَ مَنْ فوقكَ، وَلاَ تحقرْ مَنْ دُونَكَ، وَلاَ تأخذْ عَلىَ عِلْمِكَ دُنْيَا" [ شعب الإيمان، للبيهقي: 2/288]
6. عِظَمُ َخَطَرِ تَنَقُّصِ العُلََمَاء
قالَ الإمامُ الحَافظُ أَبُو القَاسِم بنُ عَسَاكِر- رَحِمَهُ الله تعالى -: "اِعْلَمْ ياَ أخِي وَفَّقَنِي اللهُ وَإِيّاَكَ لِمَرْضَاتِهِ وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يّخْشاَهُ وَيَتَّقِيهِ، أنَّ لُحُومَ العُلَمَاءِ مَسْمُومِة، وَعَادَةُ اللهِ فِي هَتْكِ أَسْتَار مُنْتَقِصِهِمْ مَعْلُومَة وَأَنَّ مَنْ أَطْلَقَ لِسَانَهُ فِي العُلَمَاءِ بالثَّلْبِ بَلاََه ُاللهُ قبَْلَ مَوْتِهِ بِمَوْتِ القَلْبِ ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) [النور : 63]. [ المجموع، للنووي:1/589]
7. العَِلْمُ يُوجِبُ العَمَلَ
عَنْ علِيٍّ رَضِي اللهُ عنهُ قال: " ياَ حَمَلَةَ العِلْم ِاِعْمَلُوا بِهِ فَإِنَّماَ العالم منْ عَمِلَ بِمَا عَلِمَ فَوَاَفَقَ عَمَلُهُ عِلْمَهُ سَيُكُونُ أقْوَامٌ يَحْمِلُونَ العِلْمَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيهِمْ يُخَالِفُ عِلْمُهُمْ عَمَلَهُمْ، وَتُخَاِلُف سَرِيرَتُهُمْ عَلانِيَتَهُمْ يَجْلِسُونَ حِلَقًا حِلَقًا فَيُبَاهِي بَعْضُهُمُ ْبَعْضَا حَتَّى إِنّ الرَّجُلَ لَيَغْضَبُ عَلَى جَلِيسِهِ إذا جَلَسَ إلىَ غيْرِهِ ويدَعَهُ أولئكَ لاَ تَصْعدُ أعمالُهُم في مَجالسِهم إلى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " [مجموعة رسائل الحافظ ابن رجب :85 ]
8. شَرَْطُ الاِنْتِفََاعِ ِبالعِلْمِ
قَالَ الإِمَامُ الذَّهَبي - رَحِمَه الله تعالى-: " وَإنّما شَأْنُ المُحَدِِّث اليَوْمَ الاِعْتناءُ بالدَّواوينِ السِّتة، وَمُسنَدِ أحمد بنِ حنبل وسننِ البيهقي، وضبطِ متُونِها وأسانيدِها، ثمَّ لا ينتفعُ بذلكَ حتَّى يتَّقيَ رَبَّهُ، ويدين بالحديثِ، فعلى علمِ الحديثِ وعلمائِهِ لِيَبْكِ مَنْ كانَ باكياً، فقدْ عادَ الإسلامُ المحْضُ غريباً كما بدأَ، فَلْيَسْعَ امرُؤ في فكاكِ رقبَتِهِ منَِ النَّار، فلا حولَ وَ لا قُوَّة إلاَّ باللهِ . ثمَّ العلمُ ليس هو بكثرَة ِالرِّواية، وَلَكنَّهُ نُورٌ يقذِفُهُ اللهُ فيِ القلبِ، وَشَرْطُهُ الاِتباع ُ والفِرارُ منَ الهَوَى والاِبتداعِ، وَفَّقَناَ اللهُ وإيَّاكُمْ لِطَاعَتِهِ" [سير أعلام النبلاء، للذهبي :13/313]
9. كيَْفِيَّةُ الرُّتْبَةُ فيِ أَخْذِ العلْمِ
عن يونُس قالَ: قالَ لي ابنُ شِهَابٍ : " يا يُونُس! لاَ تُكَابِر ِالعِلْمَ، فإنَّ العلْمَ أَوْدِيَةٌ فأيّهاَ أَخذْتَ فيهِ قطَعَ بِكَ قَبلَ أنْ تبْلُغَهُ ،ولَكِنْ خُذْهُ مع الأيَّامِ واللَّياليِ، ولا تأْخُذِ العِلمَ جُمْلةًً، فَإنَّ منْ رَامَ أخْذَهُ جُمْلَةً ذهبَ عنْهُ جملةً ولكن الشَّيْءُ بعْدَ الشَّيء مع اللَّياليِ والأيَّام " [جامع بيان العلم وفضله، لابن عبد البر: 431]
10. العِلْمُ دَرَجَات
عن محمّد بن النّضر قال: "أوّلُ العِلْمِ الاِسْتِمَاعُ، ثُمَّ الإِنْصاَتُ، ثُمَّ حِفْظُهُ، ثُمَّ العَمَلُ بِهِ، ثُمَّ بَثُّهُ" [سير أعلام النبلاء، للذهبي: 8/157]
11. التَوََّقِي عَنِ الفُتيْاَ
قال عبدُ الرحمن بن أبي ليلى: "أدْرَكْتُ في هذا المسجدِ مِئَة وعشرينَ مِنْ أصحابِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلّمَ ما أحدٌ يُسألُ عن حديثٍ أو فتوى إلاّ وَدَّ أنَّ أخاهُ كفاهُ ذلكَ، ثمَّ قدْ آلَ الأمرُ إلَى إقدامِ أقوامٍ يَدَّعون َالعلمَ اليومَ، يُقْدِمُونَ علىَ الجَوابِ في مسائلَ لوْ عُرِضَت لعمرَ بنِ الخطّاب رضي اللهُ عنه لََجَمَعَ أهلَ بدْرٍ وَاستشارَهُم" [شرح السنة للبغوي:1/305]
12. حَقِيقَةُ الفَقِيه
الفَقيِهُ كُلُّ الفَقِيهِ هُوَ الَّذِي لاَ يُؤَيِّسُ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللهِ وَلاَ يَجُرِّئُهُمْ عَلََََى مَعاصِي اللهِ [مجموع الفتاوى لابن تيمية: 15/405]
==================================
الله يرفع قدرك
__________________________________________________ __________

__________________________________________________ __________
نسوا الله فنسيهم

من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى
متصف بصفات الكمال، ومنـزَّه عن صفات النقص،
وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
الشورى11، وقال سبحانه أيضًا: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17
والعقل يقتضي كذلك أن الخالق غير المخلوق .
وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة
النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} التوبة67
وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي
عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم64
وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل
لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر ؟
لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان
يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو
ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان،
فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما:
يطلق النسيان ويراد به ( الترك )؛ قالوا: والنسيان بمعنى
( الترك ) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا
أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا
تتركني منها.
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا
قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} ، فقالوا: إن الآية
جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب
معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء
بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول
عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له .
ومنه قول جحظة البرمكي ، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان
لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل
ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام .
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }
(الشورى:40)
إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من
فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل من الله
تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن
اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على
الحقيقة، والثانية على المقابلة .
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ } (البقرة:194)،
فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه
عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}،
أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع
أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته .
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من
نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }النساء142،
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ }آل عمران54
وقوله سبحانه:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال30
فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه
بالخداع والمكر، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه
الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة
والمقابلة، على ما تقدم .
وحمل ( النسيان ) في حقه تعالى على معنى ( الترك ) أمر متعين؛
إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف
بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه
موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منـزه عن صفات النقص .
وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: { فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}(الأعراف:51)
وقوله تعالى :{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } طه126؛ فليس المقصود بالنسيان هنا
المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني الذي هومعنى لترك
وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نَسُواْ اللّهَ}،
هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى
أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك
استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان
على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛
لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية –
ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة
البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر
لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف .
وختامًا نقول: إن قوله تعالى:{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع
قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في
الآية الأولى ( الترك )؛ أما النسيان في الآية الثانية ، فالمراد منه
معناه المعهود بين الناس ، والآية نافية له في حق الله سبحانه تعالى .
منقوللللللللللللللللللللللللللللل

من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى
متصف بصفات الكمال، ومنـزَّه عن صفات النقص،
وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
الشورى11، وقال سبحانه أيضًا: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17
والعقل يقتضي كذلك أن الخالق غير المخلوق .
وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة
النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} التوبة67
وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي
عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم64
وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل
لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر ؟
لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان
يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو
ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان،
فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما:
يطلق النسيان ويراد به ( الترك )؛ قالوا: والنسيان بمعنى
( الترك ) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا
أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا
تتركني منها.
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا
قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} ، فقالوا: إن الآية
جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب
معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء
بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول
عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له .
ومنه قول جحظة البرمكي ، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان
لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل
ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام .
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }
(الشورى:40)
إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من
فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل من الله
تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن
اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على
الحقيقة، والثانية على المقابلة .
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ } (البقرة:194)،
فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه
عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}،
أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع
أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته .
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من
نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }النساء142،
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ }آل عمران54
وقوله سبحانه:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال30
فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه
بالخداع والمكر، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه
الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة
والمقابلة، على ما تقدم .
وحمل ( النسيان ) في حقه تعالى على معنى ( الترك ) أمر متعين؛
إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف
بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه
موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منـزه عن صفات النقص .
وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: { فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}(الأعراف:51)
وقوله تعالى :{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } طه126؛ فليس المقصود بالنسيان هنا
المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني الذي هومعنى لترك
وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نَسُواْ اللّهَ}،
هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى
أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك
استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان
على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛
لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية –
ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة
البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر
لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف .
وختامًا نقول: إن قوله تعالى:{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع
قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في
الآية الأولى ( الترك )؛ أما النسيان في الآية الثانية ، فالمراد منه
معناه المعهود بين الناس ، والآية نافية له في حق الله سبحانه تعالى .
منقوللللللللللللللللللللللللللللل
__________________________________________________ __________
نسوا الله فنسيهم



من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى
متصف بصفات الكمال، ومنـزَّه عن صفات النقص،
وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
الشورى11، وقال سبحانه أيضًا: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17
والعقل يقتضي كذلك أن الخالق غير المخلوق .
وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة
النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} التوبة67
وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي
عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم64
وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل
لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر ؟
لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان
يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو
ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان،
فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما:
يطلق النسيان ويراد به ( الترك )؛ قالوا: والنسيان بمعنى
( الترك ) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا
أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا
تتركني منها.
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا
قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} ، فقالوا: إن الآية
جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب
معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء
بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول
عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له .
ومنه قول جحظة البرمكي ، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان
لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل
ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام .
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }
(الشورى:40)
إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من
فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل من الله
تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن
اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على
الحقيقة، والثانية على المقابلة .
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ } (البقرة:194)،
فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه
عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}،
أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع
أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته .
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من
نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }النساء142،
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ }آل عمران54
وقوله سبحانه:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال30
فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه
بالخداع والمكر، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه
الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة
والمقابلة، على ما تقدم .
وحمل ( النسيان ) في حقه تعالى على معنى ( الترك ) أمر متعين؛
إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف
بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه
موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منـزه عن صفات النقص .
وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: { فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}(الأعراف:51)
وقوله تعالى :{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } طه126؛ فليس المقصود بالنسيان هنا
المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني الذي هومعنى لترك
وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نَسُواْ اللّهَ}،
هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى
أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك
استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان
على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛
لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية –
ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة
البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر
لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف .
وختامًا نقول: إن قوله تعالى:{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع
قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في
الآية الأولى ( الترك )؛ أما النسيان في الآية الثانية ، فالمراد منه
معناه المعهود بين الناس ، والآية نافية له في حق الله سبحانه تعالى .
منقوللللللللللللللللللللللللللللل



من الثابت في أصول العقيدة الإسلامية أن الله سبحانه وتعالى
متصف بصفات الكمال، ومنـزَّه عن صفات النقص،
وقد قال تعالى مقررًا هذه العقيدة غاية التقرير: { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }
الشورى11، وقال سبحانه أيضًا: {أَفَمَن يَخْلُقُ كَمَن لاَّ يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }النحل17
والعقل يقتضي كذلك أن الخالق غير المخلوق .
وقد وردت في القرآن الكريم بعض الآيات، تتحدث عن نسبة
النسيان لله سبحانه، من ذلك قوله تعالى: { نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} التوبة67
وبالمقابل، فقد وردت آيات أخرى، تنفي
عنه سبحانه صفة النسيان، كقوله عز وجل: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم64
وقد يبدو للوهلة الأولى، أن بين الآيتين تعارضًا؛ فكيف السبيل
لرفع ما يبدو من تعارض ظاهر ؟
لقد أجاب أغلب المفسرين عن هذا التعارض، بأن قالوا: إن النسيان
يطلق على معنيين؛ أحدهما: النسيان الذي هو
ضد الذكر ومقابل له، وهو الحالة الذهنية التي تطرأ على الإنسان،
فتغيِّب عن ذاكرته بعض الأمور؛ ثانيهما:
يطلق النسيان ويراد به ( الترك )؛ قالوا: والنسيان بمعنى
( الترك ) مشهور في اللغة، يقال: أنسيت الشيء، إذا
أمرت بتركه؛ ويقول الرجل لصاحبه: لا تنسني من عطيتك، أي: لا
تتركني منها.
وبناء على هذا المعنى الثاني للنسيان، وتأسيسًا عليه، وجهوا
قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ} ، فقالوا: إن الآية
جاءت على أسلوب المشاكلة والمقابلة والمجاراة، وهو أسلوب
معهود في كلام العرب، بحيث يذكرون الشيء
بلفظ غيره؛ لوقوعه في صحبته؛ وبحسب هذا الأسلوب، جاء قول
عمرو بن كلثوم في معلقته المشهورة:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا
فسمى جزاء الجهل جهلاً؛ مصاحبة للكلام، ومشاكلة له .
ومنه قول جحظة البرمكي ، وقد دُعي إلى طعام في يوم بارد، وكان
لا يجد ثوبًا يقيه ألم البرد، قال:
قالوا: اقترح لونًا يجاد طبخه قلت: اطبخوا لي جبة وقميصًا
فعبر الشاعر عن حاجته لما يقيه ألم البرد بفعل الطبخ، وإنما فعل
ذلك مجارة ومشاكلة لمقدم الكلام .
وعلى هذا الأسلوب جاء القرآن أيضًا، كما في قوله تعالى: {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا }
(الشورى:40)
إذ من المعلوم أن السيئة الأولى من صاحبها سيئة؛ لأنها معصية من
فاعلها لله تبارك وتعالى، أما الثانية فهي عدل من الله
تعالى، لأنها جزاء من الله للعاصي على معصيته، فالكلمتان وإن
اتفقتا لفظًا، إلا أنهما اختلفتا معنى؛ فالأولى على
الحقيقة، والثانية على المقابلة .
ومن هذا الباب أيضًا، قوله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى
عَلَيْكُمْ } (البقرة:194)،
فالعدوان الأول ظلم، والثاني جزاء لا ظلم، بل هو عين العدل، لأنه
عقوبة للظالم على ظلمه، وإن وافق لفظه لفظ الأول
وجريًا على هذا الأسلوب جاء قوله تعالى: {نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ}،
أي: تركوا طاعة الله، وأعرضوا عن اتباع
أمره، فتركهم الله من توفيقه وهدايته ورحمته .
قال أهل التفسير، وعلى هذا التوجيه يُفهم كل ما في القرآن من
نظائر ذلك؛ كقوله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ }النساء142،
{وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللّهُ }آل عمران54
وقوله سبحانه:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال30
فليس المقصود من هذه الآيات، وصفه سبحانه
بالخداع والمكر، فالله سبحانه منـزه عن مثل هذه
الصفات وما شابهها، وإنما المراد من هذا الأسلوب المجاراة
والمقابلة، على ما تقدم .
وحمل ( النسيان ) في حقه تعالى على معنى ( الترك ) أمر متعين؛
إذ لا يستقيم في حقه سبحانه أن يوصف
بالنسيان؛ لأن النسيان من صفات النقص في البشر، والله سبحانه
موصوف بصفات الكمال والجلال، وهو منـزه عن صفات النقص .
وبحسب هذا التوجيه للآية، يمكننا أن نفهم قوله سبحانه: { فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ}(الأعراف:51)
وقوله تعالى :{وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى } طه126؛ فليس المقصود بالنسيان هنا
المعنى الأول، وإنما المقصود منه المعنى الثاني الذي هومعنى لترك
وعلى هذا المعنى، يكون النسيان الوارد في قوله تعالى {نَسُواْ اللّهَ}،
هو النسيان المقصود والمتعمد، على معنى
أنهم لم يأخذوا بأوامر الله، وتركوها وراء ظهورهم؛ ولذلك
استحقوا الذم والعقوبة. بخلاف ما لو حُمل النسيان
على المعنى المعروف، فإنهم لم يكونوا يستحقوا ذمًا ولا عقابًا؛
لأن النسيان - كعارض من العوارض البشرية –
ليس في وسع البشر دفعه ولا منعه، بل هو من مقتضيات الطبيعة
البشرية؛ ومن المعلوم شرعًا أن النسيان المعهود من البشر
لا يحاسب عليه الإنسان، وإن كان لا يسقط به التكليف .
وختامًا نقول: إن قوله تعالى:{ نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ } وما شابهه من آيات، لا يتعارض مع
قوله سبحانه: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً } مريم 64ونحوها من الآيات؛ إذ المراد من النسيان في
الآية الأولى ( الترك )؛ أما النسيان في الآية الثانية ، فالمراد منه
معناه المعهود بين الناس ، والآية نافية له في حق الله سبحانه تعالى .
منقوللللللللللللللللللللللللللللل


__________________________________________________ __________
الهم اجعلنا ممن تعلم العلم وعلمه