عنوان الموضوع :
مقدم من طرف منتديات أميرات
السَّـلامُ عليكُـنَّ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ،،

)(
|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||
{ 10 } توقـيـرُ العُـلَمـاء ~
~
يقولُ الشيخُ محمد بن صالِح العُثيمين رحمه اللهُ تعالى : ‹‹ وبتوقير العُلماء تُوَقَّرُ الشريعة ، لأنَّهم حامِلُوها ، وبإهانةِ العُلماء تُهانُ الشريعة ، لأنَّ العُلماءَ إذا ذلُّوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلَّت الشريعةُ التي يحملونها ، ولم يبقَ لها قيمةٌ عند الناس ، وصار كُلُّ إنسانٍ يحتقرهم ويزدريهم ، فتضيعُ الشريعة ›› .
====
====
فليحذر مَن يفعلون ذلك مِن عاقبةِ فِعلهم ، وليعلموا أنَّ الخطأ وارِدٌ على البشر .. وإنْ كان العالِم قد أخطأ في مسألةٍ أو أكثر ، فهذا لا يُقلِّلُ مِن عِلمه ، لأنَّه اعتمد في ذلك على الدليل ، وقد يكونُ أخطأ في فهمه ، أو لم يصله الدليلُ الصحيح ، فإنْ أصابَ فله أجران ، وإنْ أخطأ فله أجرٌ واحد . واللهُ تعالى يغفرُ لعباده زلاَّتِهم وأخطاءَهم ، فكيف لا تغفرها أنتَ لعالِمٍ عَرف الله ، واجتهد ، وعمل على نشر الدين الصحيح بين الناس ..؟!!
====
وقد يسمعُ الشخصُ كلامًا لأحد العُلماء ، ولأنَّه يسمعه لأول مرة يظُنُّ أنَّ هذا العالِم قد أخطأ ، فيذهبُ ويتحدَّثُ بذلك في المجالِس ، مع أنَّه بإمكانه أنْ يتَّصِلَ على هذا العالِم أو يذهبَ إليه ويفهمَ منه ما التبس عليه ، وقد يكونُ هذا تسرُّعًا منه ..
====
فلنفهم قبل أنْ نَخَطِّئَ غيرنا ، وخاصةً عُلماءَنا . فالدينُ لا يُؤخَذُ بالأهواء ، ولنوقِّر عُلماءَنا ، فهم أخشى الناس للهِ وأعرفهم به ، ولولاهم بعد الله سُبحانه ما وصل إلينا شئٌ مِن العِلم والدِّين ، وفي مُقدِّمته " كِتابُ الله سُبحانه " و " سُنَّة رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " ، وعلى رأس هؤلاء العُلماء : صحابةُ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثُمَّ التابعون لهم بإحسان .
====
جعلنا اللهُ وإيَّاكُم مِمَّن يُوقِّرون عُلماءهم ، وينهلون مِن عِلمهم النافع ، فيَسعدون في الدنيا والآخِرة .
()
بقلم / الساعية إلى الجنة
1437-1436 هـ
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________

بورك فيك اختي
للعلماء في شريعتنا منزلة عالية ، ومكانة رفيعة ، فهم ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ، وهم روح الأمة وحياتها وفيهم – بعدَ الله – أملها ورجاؤها .
لذلك كان من الواجب على جميع المسلمين توقيرهم ، واحترامهم ، وإكرامهم ، والتأدب معهم في جميع شؤونهم ، يجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم
لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ ) رواه أحمد (5/323) وحسنه الألباني في "صحيح الجامع"
وهنا اورد بعض الاداب الواجب اتباعها عند زيارة العلماء
- استحضار النية الصالحة قبل زيارتهم ، كي يكتب الله تعالى هذه الزيارة في كتاب الحسنات ،
ويثيب عليها في الآخرة الأجر العظيم الجزيل ، وخير ما يمكن أن يحتسبه المرء في زيارة أهل العلم هو التعلم وطلب التفقه في الدين ، وتحصيل الفهم وتقويم الفكر ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ – أي :
طريقه - مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا – أي : تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك
- ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) رواه مسلم (2567) .
2-العناية بالنظافة والأناقة وأخذ الزينة المناسبة للزيارة ، توقيرا وإكراما لمجالس العلم ومنازل العلماء .
3- اصطحاب أهل الفضل والخير والجادين من طلبة العلم ، الذين يعرفون للزيارة آدابها وحرمتها ،
لا المعاندين المغرضين الذين يتصيدون الزلات ، ولا يتورعون عن الولوغ في أعراض المسلمين ،
وكذلك تجنب اصطحاب الأطفال والأولاد المزعجين ، كي لا يتسبب الزائر بالأذى لأهل البيت ،
كما ينبغي مراعاة حال المنزل من حيث الضيق والسعة ، فيقدر الزوار العدد الذي لا يسبب الحرج إن ضاق بهم المكان .
4- التأدب بآداب الاستئذان : كالتعريف بالاسم ، والاستئذان ثلاثا بالطريقة اللائقة اللينة من غير إحداث أصوات مزعجة ،
وعدم الوقوف أمام الباب مباشرة ، والرجوع إن لم يحصل الإذن من غير صخب ولا ضجر ، وغير ذلك من الآداب العامة التي يستعملها الناس اليوم .
قال ابن جماعة في "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/143) معددا آداب الطالب مع شيخه :
" ألا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان ، سواء كان الشيخ وحده أو كان معه غيره ، فإن استأذن بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن له انصرف ،
ولا يكرر الاستئذان ، وإن شك في علم الشيخ به فلا يزيد في الاستئذان فوق ثلاث مرات ، أو ثلاث طرقات بالباب أو الحلقة ،
وليكن طرق الباب خفيا بأدب بأظفار الأصابع ، ثم بالأصابع ثم بالحلقة قليلا قليلا ، فإن كان الموضع بعيدا عن الباب والحلقة
فلا بأس برفع ذلك بقدر ما يسمع لا غير ، وإذا أذن وكانوا جماعة ، يقدم أفضلهم وأسنهم بالدخول والسلام عليه ، ثم سلم عليه الأفضل فالأفضل .
وينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة ، متطهر البدن والثياب ، نظيفهما ، بعد ما يحتاج إليه من أخذ ظفر وشعر ،
وقطع رائحة كريهة لا سيما إن كان يقصد مجلس العلم ، فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة .
ومتى دخل على الشيخ في غير المجلس العام وعنده من يتحدث معه فسكتوا عن الحديث ،
أو دخل والشيخ وحده يصلي أو يذكر أو يكتب أو يطالع ، فترك ذلك أو سكت ولم يبدأ بكلام أو بسط حديث ،
فليسلم وليخرج سريعا ، إلا أن يحثه الشيخ على المكث ، وإذا مكث فلا يطيل إلا أن يأمره بذلك " انتهى .
5- التأدب في مجلسه بآداب المجالس ، ويحاول أن يبلغ بها الغاية والكمال ، فهي كلها خير وخلق وأدب :
فلا يرفع صوته ، ويحرص على خدمة الشيخ وتلبية طلبه ، ويحترمه في أسلوب الخطاب والحديث ،
ولا يزعجه بالمكالمات الهاتفية المزعجة ، وينبغي " أن يكون مجلسه دون العالم ، وأن لا يكون بعيداً عن العالم ولا قريباً جداً منه في مجلسه ،
وأن يتفسح للطلاب الذين يريدون الجلوس ، وأن لا يشغب بالكلام في مجلسه ، ولا يماري ولا يجادل ، وأن لا يبدأ الحديث حتى يبدأ الشيخ ،
وأن لا يفرض على مجلس الشيخ حديثاً بدون إذن الشيخ ، وأن لا يتكلم بعد كلام الشيخ إلا بإذنه ،
وأن لا يغتاب عنده أحداً ، وأن لا يشعره بتململ أو تضجر ، وأن لا يجلس جلسة تنبئ عن عدم الاكتراث أو قلة الاهتمام ،
وأن يتحمل من شيخه ما قد يعتريه من وعورة خلق أو شدة ، فإنما هو بَشَر " انتهى .
نقلا عن "معاملة العلماء" للشيخ محمد بازمول (ص/39) .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن من حق العالم ألا تكثر عليه السؤال ، ولا تعنته في الجواب ،
وأن لا تلح عليه إذا كسل ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ، ولا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، وإن زل قبلت معذرته ،
وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله ، ولا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ) .
رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1/129) ، (1/146) .
6- وأخيرا ، يجب على الزائر أن يحفظ العالِم في غيبته ، فقد أكرمه في بيته ،
وفتح له قلبه ، واستقطع له الوقت لمجالسته ، فلا يجوز أن يقابل ذلك بالإساءة أو النسبة إلى التقصير ،
بل الشكر والامتنان ، أو العفو والصفح .
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
السَّـلامُ عليكُـنَّ ورحمـةُ اللهِ وبركاتُـه ،،

)(
|| مِـن آدابِ الإسْـلام ||
{ 10 } توقـيـرُ العُـلَمـاء ~
~
العُلماءُ المقصودون هُنا هم عُلماءُ الشريعة الذين هم ورثةُ النبىِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ، فلا بُدَّ مِن توقيرهم واحترامِهم ، والرفع مِن شأنهم ، وطاعتهم ، لأنَّهم حَمَلَة العِلم والدين ، وهم مُتَمَيِّزون على غيرهم مِن عامَّةِ الناس ، يقولُ رَبُّنا سُبحانه : ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ الزمر/9 .
====
====
يقولُ الشيخُ محمد بن صالِح العُثيمين رحمه اللهُ تعالى : ‹‹ وبتوقير العُلماء تُوَقَّرُ الشريعة ، لأنَّهم حامِلُوها ، وبإهانةِ العُلماء تُهانُ الشريعة ، لأنَّ العُلماءَ إذا ذلُّوا وسقطوا أمام أعين الناس ذلَّت الشريعةُ التي يحملونها ، ولم يبقَ لها قيمةٌ عند الناس ، وصار كُلُّ إنسانٍ يحتقرهم ويزدريهم ، فتضيعُ الشريعة ›› .
====
وبعضُ الناس لا يحترمون العُلماءَ ولا يُوقِّرونهم ، بل لا يذكرونهم إلاَّ بشَرّ ، ويتتبَّعون أخطاءَهم ، ويبحثون عن عَثَراتِهم ، فيُصبِحُ هذا هَمّهم ، وينشرون ذلك بين الناس ، فيُبغِّضونهم إليهم ، ويُقلِّلون مِن شأنهم أمام العامَّة ، فيفقدون الثقةَ بهم . وقد يحدثُ هذا - للأسف - مِن طويلب عِلمٍ مُبتدئ ، ويظُنُّ أنَّه بهذا يفعلُ شيئًا حَسَنًا . وقد قال الإمامُ أحمد رحمه الله : ‹‹ لحومُ العُلماءِ مَسمومة ؛ مَن شمَّها مَرِض ، ومَن أكلها مات ›› .
====
فليحذر مَن يفعلون ذلك مِن عاقبةِ فِعلهم ، وليعلموا أنَّ الخطأ وارِدٌ على البشر .. وإنْ كان العالِم قد أخطأ في مسألةٍ أو أكثر ، فهذا لا يُقلِّلُ مِن عِلمه ، لأنَّه اعتمد في ذلك على الدليل ، وقد يكونُ أخطأ في فهمه ، أو لم يصله الدليلُ الصحيح ، فإنْ أصابَ فله أجران ، وإنْ أخطأ فله أجرٌ واحد . واللهُ تعالى يغفرُ لعباده زلاَّتِهم وأخطاءَهم ، فكيف لا تغفرها أنتَ لعالِمٍ عَرف الله ، واجتهد ، وعمل على نشر الدين الصحيح بين الناس ..؟!!
====
وقد يسمعُ الشخصُ كلامًا لأحد العُلماء ، ولأنَّه يسمعه لأول مرة يظُنُّ أنَّ هذا العالِم قد أخطأ ، فيذهبُ ويتحدَّثُ بذلك في المجالِس ، مع أنَّه بإمكانه أنْ يتَّصِلَ على هذا العالِم أو يذهبَ إليه ويفهمَ منه ما التبس عليه ، وقد يكونُ هذا تسرُّعًا منه ..
====
فلنفهم قبل أنْ نَخَطِّئَ غيرنا ، وخاصةً عُلماءَنا . فالدينُ لا يُؤخَذُ بالأهواء ، ولنوقِّر عُلماءَنا ، فهم أخشى الناس للهِ وأعرفهم به ، ولولاهم بعد الله سُبحانه ما وصل إلينا شئٌ مِن العِلم والدِّين ، وفي مُقدِّمته " كِتابُ الله سُبحانه " و " سُنَّة رسولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم " ، وعلى رأس هؤلاء العُلماء : صحابةُ نبيِّنا صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، ثُمَّ التابعون لهم بإحسان .
====
جعلنا اللهُ وإيَّاكُم مِمَّن يُوقِّرون عُلماءهم ، وينهلون مِن عِلمهم النافع ، فيَسعدون في الدنيا والآخِرة .
()
بقلم / الساعية إلى الجنة
1437-1436 هـ
==================================
بارك الله بك اختي الفاضلة
__________________________________________________ __________

بورك فيك اختي
للعلماء في شريعتنا منزلة عالية ، ومكانة رفيعة ، فهم ورثة الأنبياء ، وحملة الشريعة ، وهم روح الأمة وحياتها وفيهم – بعدَ الله – أملها ورجاؤها .
لذلك كان من الواجب على جميع المسلمين توقيرهم ، واحترامهم ، وإكرامهم ، والتأدب معهم في جميع شؤونهم ، يجمع ذلك قوله صلى الله عليه وسلم

وهنا اورد بعض الاداب الواجب اتباعها عند زيارة العلماء
- استحضار النية الصالحة قبل زيارتهم ، كي يكتب الله تعالى هذه الزيارة في كتاب الحسنات ،
ويثيب عليها في الآخرة الأجر العظيم الجزيل ، وخير ما يمكن أن يحتسبه المرء في زيارة أهل العلم هو التعلم وطلب التفقه في الدين ، وتحصيل الفهم وتقويم الفكر ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

طريقه - مَلَكًا ، فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ . قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا – أي : تقوم بإصلاحها وتنهض إليه بسبب ذلك
- ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ . قَالَ : فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ) رواه مسلم (2567) .
2-العناية بالنظافة والأناقة وأخذ الزينة المناسبة للزيارة ، توقيرا وإكراما لمجالس العلم ومنازل العلماء .
3- اصطحاب أهل الفضل والخير والجادين من طلبة العلم ، الذين يعرفون للزيارة آدابها وحرمتها ،
لا المعاندين المغرضين الذين يتصيدون الزلات ، ولا يتورعون عن الولوغ في أعراض المسلمين ،
وكذلك تجنب اصطحاب الأطفال والأولاد المزعجين ، كي لا يتسبب الزائر بالأذى لأهل البيت ،
كما ينبغي مراعاة حال المنزل من حيث الضيق والسعة ، فيقدر الزوار العدد الذي لا يسبب الحرج إن ضاق بهم المكان .
4- التأدب بآداب الاستئذان : كالتعريف بالاسم ، والاستئذان ثلاثا بالطريقة اللائقة اللينة من غير إحداث أصوات مزعجة ،
وعدم الوقوف أمام الباب مباشرة ، والرجوع إن لم يحصل الإذن من غير صخب ولا ضجر ، وغير ذلك من الآداب العامة التي يستعملها الناس اليوم .
قال ابن جماعة في "تذكرة السامع والمتكلم" (ص/143) معددا آداب الطالب مع شيخه :
" ألا يدخل على الشيخ في غير المجلس العام إلا باستئذان ، سواء كان الشيخ وحده أو كان معه غيره ، فإن استأذن بحيث يعلم الشيخ ولم يأذن له انصرف ،
ولا يكرر الاستئذان ، وإن شك في علم الشيخ به فلا يزيد في الاستئذان فوق ثلاث مرات ، أو ثلاث طرقات بالباب أو الحلقة ،
وليكن طرق الباب خفيا بأدب بأظفار الأصابع ، ثم بالأصابع ثم بالحلقة قليلا قليلا ، فإن كان الموضع بعيدا عن الباب والحلقة
فلا بأس برفع ذلك بقدر ما يسمع لا غير ، وإذا أذن وكانوا جماعة ، يقدم أفضلهم وأسنهم بالدخول والسلام عليه ، ثم سلم عليه الأفضل فالأفضل .
وينبغي أن يدخل على الشيخ كامل الهيئة ، متطهر البدن والثياب ، نظيفهما ، بعد ما يحتاج إليه من أخذ ظفر وشعر ،
وقطع رائحة كريهة لا سيما إن كان يقصد مجلس العلم ، فإنه مجلس ذكر واجتماع في عبادة .
ومتى دخل على الشيخ في غير المجلس العام وعنده من يتحدث معه فسكتوا عن الحديث ،
أو دخل والشيخ وحده يصلي أو يذكر أو يكتب أو يطالع ، فترك ذلك أو سكت ولم يبدأ بكلام أو بسط حديث ،
فليسلم وليخرج سريعا ، إلا أن يحثه الشيخ على المكث ، وإذا مكث فلا يطيل إلا أن يأمره بذلك " انتهى .
5- التأدب في مجلسه بآداب المجالس ، ويحاول أن يبلغ بها الغاية والكمال ، فهي كلها خير وخلق وأدب :
فلا يرفع صوته ، ويحرص على خدمة الشيخ وتلبية طلبه ، ويحترمه في أسلوب الخطاب والحديث ،
ولا يزعجه بالمكالمات الهاتفية المزعجة ، وينبغي " أن يكون مجلسه دون العالم ، وأن لا يكون بعيداً عن العالم ولا قريباً جداً منه في مجلسه ،
وأن يتفسح للطلاب الذين يريدون الجلوس ، وأن لا يشغب بالكلام في مجلسه ، ولا يماري ولا يجادل ، وأن لا يبدأ الحديث حتى يبدأ الشيخ ،
وأن لا يفرض على مجلس الشيخ حديثاً بدون إذن الشيخ ، وأن لا يتكلم بعد كلام الشيخ إلا بإذنه ،
وأن لا يغتاب عنده أحداً ، وأن لا يشعره بتململ أو تضجر ، وأن لا يجلس جلسة تنبئ عن عدم الاكتراث أو قلة الاهتمام ،
وأن يتحمل من شيخه ما قد يعتريه من وعورة خلق أو شدة ، فإنما هو بَشَر " انتهى .
نقلا عن "معاملة العلماء" للشيخ محمد بازمول (ص/39) .
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إن من حق العالم ألا تكثر عليه السؤال ، ولا تعنته في الجواب ،
وأن لا تلح عليه إذا كسل ، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض ، ولا تفشين له سرا ، ولا تغتابن عنده أحدا ، وإن زل قبلت معذرته ،
وعليك أن توقره وتعظمه لله ما دام يحفظ أمر الله ، ولا تجلس أمامه ، وإن كانت له حاجة سبقت القوم إلى خدمته ) .
رواه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (1/129) ، (1/146) .
6- وأخيرا ، يجب على الزائر أن يحفظ العالِم في غيبته ، فقد أكرمه في بيته ،
وفتح له قلبه ، واستقطع له الوقت لمجالسته ، فلا يجوز أن يقابل ذلك بالإساءة أو النسبة إلى التقصير ،
بل الشكر والامتنان ، أو العفو والصفح .
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________