عنوان الموضوع : أتُرِيدِينَ السَّعَادَةَ أُختاه ..؟! هُنا بَعضٌ مِنها ♥
مقدم من طرف منتديات أميرات

السَّعَادَةُ كَلِمَةٌ جَميلةٌ ، يَسْعَى الجَمِيعُ لتحقِيقِها لِنَفْسِهِ .
لكنْ لِكُلِّ طريقتُه في ذلك .
فالبَعضُ يُحاوِلُ تحقيقَ السَّعَادةِ لِنَفْسِهِ مِن خلال سَماعِ أُغنيةٍ ،
أو مُشاهَدةِ مُسلسلٍ ، أو مُتابعةِ مُباراةِ كُرةِ قَدَمٍ .
والبَعضُ يَظُنُّها في رِحلَةٍ لأحدِ المُتنَزَّهاتِ أو لإحدى البُلدان .
وهُناكَ مَن يَراها في فِعلِ مَعصيةٍ تُشعِرُه بِلَذَّةٍ مُؤقَّتَةٍ .
في حِينِ يُحاوِلُ آخَرُونَ تَحقيقَ السَّعادةِ لأنْفُسِهم بطَاعَتِهم لِرَبِّهِم
جَلَّ وعَلا ؛ مِن خِلالِ مُحافَظتِهم على الصَّلاةِ ، والصِّيامِ ، وقِراءةِ
القُرآن ، والتَّصَدُّقِ ، وغيرِ ذلكِ مِنَ العِبَادَاتِ .

وهُنا سنُسَلِّطُ الضَّوْءَ - بإذنِ اللهِ - على سَبَبٍ مُهِمٍّ مِن أسبابِ
سَعَادَةِ المَرْءِ في الدُّنيا والآخِرة ، مِن خِلال كَلِمَاتٍ كَتَبها
الشيخُ : مُصطفى بن العَدَويِّ حَفِظَهُ اللهُ تعالى .

.gif)
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

لسلامةِ القلبِ عظيمُ الأثَرِ في سعادةِ المَرءِ في الدُّنيا والآخِرة؛ فلا يكادُ العَبدُ ينتفعُ بشيءٍ في دُنياه وأُخراه أعظمَ مِن انتفاعِهِ بسلامةِ قلبِهِ، سلامتُهُ مِنَ الشِّركِ والنِّفاقِ والرِّياءِ والكِبْرِ والعُجْبِ وسائِرِ الأمراضِ التي تعتريه، ولا أعني أمراضَ البَدَنِ التي منها أمراضُ القلوبِ، وإنَّما أعني: تِلكُمُ الأمراضَ التي تعتري القلبَ مِمَّا يتعلَّقُ بدِينِهِ؛ فَهِيَ أعظمُ الأمراضِ فَتكًا على الإطلاقِ، وأشدُّها تدميرًا وأسوأها أثرًا؛ بل وليست هناك مُقارنةٌ على الإطلاقِ بين مَرَضٍ بَدَنِيٍّ يَعتري القلبَ ويَحتاجُ إلى بعضِ الأدويةِ والمُسَكِّناتِ، وبين مَرَضٍ يَجرَحُ
دِينَه ويُذهبُ تَقواه.
• فالأخيرُ يَجلِبُ على العَبدِ نَكَدًا وهَمًّا وغَمًّا وعذابًا في الدُّنيا والآخِرة .
أمَّا الأولُ فقد يُثابُ عليه العَبدُ المُؤمِنُ إذا صَبَرَ واحتسَبَ، كسائِرِ الأمراضِ التي يُثابُ عليها المُؤمِنُ إذا صَبَرَ واحتَسَبَ، كما جاء عن رَسُولِ اللهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه قال: ((ما يُصيبُ المُسلِمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ- حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها- إلَّا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ)) رواهُ البُخارِيُّ .

ولَكِنْ مِن قُصُورِ نَظَرِ الخَلْقِ، وقِلَّةِ أفهامِهم، وضِيقِ مَدَارِكِهم؛ لا يُولون الأَهَمَّ والأخطَرَ- وهُوَ المَرض المُتعلِّق بالدِّينِ- أدنى أهميَّةٍ، وفي المُقابِلِ إذا شَعَرَ أحدُهم بأيِّ مَرَضٍ عُضوِيٍّ يَعتري قلبَه، مِن قِلَّةِ نَبَضَاتٍ أو سُرعتِها، أو أيِّ نَوْعٍ مِن تِلْكُمُ الأمراض؛ فإنَّه يُبادِرُ وبِسُرعةٍ بالذّهابِ إلى الأطباءِ، ويَسألُ عن أعلمِ أهلِ الطِّبِّ بِطِبِّ القُلوبِ، ويَبحَثُ عن أكثرِهم مَهارةً، وأحذقِهم تطبيبًا، ولم يَدَّخِر وُسعًا في الذّهابِ إليه، ولو كَلَّفَهُ ذلك الغالِيَ والنَّفِيسَ مِن دُنياه.
وخَفِيَ على هؤلاءِ أنَّ هذه الحياةَ الدُّنيا إنَّما هِيَ سنواتٌ قليلاتٌ، وأيَّامٌ مَعدوداتٌ، وبعد ذلك فهُناكَ الدَّارُ الآخِرةُ التي هِيَ الحَيَوانُ، لو كانوا يَعلمُونَ.
تِلْكُمُ الدَّارُ التي يَحتاجُ القَرارُ فيها إلى سَلامَةِ القَلبِ مِنَ الشِّرْكِ والنِّفَاقِ والعُجْبِ والرِّيَاءِ، وسائِرِ الأمراضِ التي نَحنُ بِصَدَدِ الحَدِيثِ عنها؛ لِخُطُورَتِها، وسُوءِ أثَرِهَا.

__________________________________________________ __________



__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________

• وانظر كذلك إلى فائدةِ تَعَلُّقِ القلبِ بالمَساجِد، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ ....... ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ)) مُتَّفَقٌ عليه.
• فالخيراتُ والبركاتُ، والنَّصرُ والفُتُوحاتُ، كُلُّ ذلك يَتنزَّلُ مِن عِندِ اللهِ سُبحانَهُ على قَدْرِ ما في القُلُوبِ مِن خَيْر.
• وكذلك رَفْعُ الدَّرَجاتِ، وعُلُوُّ المنازِلِ، ووِراثَةُ الجِنَانِ، كُلُّ ذلك مِن عَظِيم أسبابِهِ: ما في القُلُوبِ مِن خَيْر.
• واللهُ- سُبحانَهُ وتعالى- يَنظُرُ إلى القُلُوبِ والأعمالِ، ويُجازي عليها، ويُثيبُ ويُعاقِب، ففي صحيح مُسلِمٍ مِن حديثِ أبي هُريرةَ- رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكُم وأموالِكم، ولكنْ يَنظُرُ إلى قُلُوبِكُم وأعمالِكُم)) .
• وفي رِوايةٍ لِمُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ أيضًا، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((لا تَحَاسَدُوا، ولا تَنَاجَشُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعضُكُم على بَيْعِ بَعض، وكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخوانًا، والمُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظْلِمُه، ولا يَخذُلُه، ولا يَحْقِرُه، التَّقْوَى هَا هُنا- ويُشيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّات ...)).
فَيَا سُبحانَ اللهِ، ما أسْعَـدَ أصحابِ القَلْبِ السَّلِيم!

• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين وَحَّدُوا اللهَ ولم يُشرِكوا بِهِ شيئًا، ولم يُراءُوا، ولم يُنافِقُوا.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ القومِ الذين باتُوا وليس في قُلُوبِهم غِلٌّ للذين آمَنُوا.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين أحَبُّوا للمُؤمِنينَ مَا أحَبُّوهُ لأنفُسِهِم.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين حَافَظُوا على قُلُوبِهم، ولم يُلَوِّثُوها، بِذُنُوبٍ تُرَسِّبُ عليها السَّوادَ والنَّكْتَ والرَّانَ والخَتْمَ.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين اطمأنَّت قُلُوبُهم بِذِكرِ الله.
طُوبَى لِهَؤلاءِ، وحُسْنُ مَآب.
يَكادُ أحَدُهُم يَطِيرُ في الهَواءِ مِن سَعادَتِهِ وخِفَّةِ قَلْبِهِ، وهُوَ يُحِبُّ للمُؤمِنينَ الخَيْرَ، وقَلْبُهُ نَظِيفٌ مِنَ الذُّنُوبِ والمَعَاصِي، وقَلْبُهُ سَعِيدٌ لِحُلُولِ الخَيْرِ على العِبادِ.
هنيئًا لهم هؤلاءِ الرُّحَمَاءِ أَرِقَّاءِ القُلُوبِ لِذَوِي القُرْبَى والمُسلِمِينَ.

مقدم من طرف منتديات أميرات

السَّعَادَةُ كَلِمَةٌ جَميلةٌ ، يَسْعَى الجَمِيعُ لتحقِيقِها لِنَفْسِهِ .
لكنْ لِكُلِّ طريقتُه في ذلك .
فالبَعضُ يُحاوِلُ تحقيقَ السَّعَادةِ لِنَفْسِهِ مِن خلال سَماعِ أُغنيةٍ ،
أو مُشاهَدةِ مُسلسلٍ ، أو مُتابعةِ مُباراةِ كُرةِ قَدَمٍ .
والبَعضُ يَظُنُّها في رِحلَةٍ لأحدِ المُتنَزَّهاتِ أو لإحدى البُلدان .
وهُناكَ مَن يَراها في فِعلِ مَعصيةٍ تُشعِرُه بِلَذَّةٍ مُؤقَّتَةٍ .
في حِينِ يُحاوِلُ آخَرُونَ تَحقيقَ السَّعادةِ لأنْفُسِهم بطَاعَتِهم لِرَبِّهِم
جَلَّ وعَلا ؛ مِن خِلالِ مُحافَظتِهم على الصَّلاةِ ، والصِّيامِ ، وقِراءةِ
القُرآن ، والتَّصَدُّقِ ، وغيرِ ذلكِ مِنَ العِبَادَاتِ .

وهُنا سنُسَلِّطُ الضَّوْءَ - بإذنِ اللهِ - على سَبَبٍ مُهِمٍّ مِن أسبابِ
سَعَادَةِ المَرْءِ في الدُّنيا والآخِرة ، مِن خِلال كَلِمَاتٍ كَتَبها
الشيخُ : مُصطفى بن العَدَويِّ حَفِظَهُ اللهُ تعالى .

فأقبِلنَ أخيَّاتِي ؛ لِنَسْعَدَ مَعًا - بإذن الله - في دُنيانَا
وأُخْرَانَا .. : )

.gif)
==================================

لسلامةِ القلبِ عظيمُ الأثَرِ في سعادةِ المَرءِ في الدُّنيا والآخِرة؛ فلا يكادُ العَبدُ ينتفعُ بشيءٍ في دُنياه وأُخراه أعظمَ مِن انتفاعِهِ بسلامةِ قلبِهِ، سلامتُهُ مِنَ الشِّركِ والنِّفاقِ والرِّياءِ والكِبْرِ والعُجْبِ وسائِرِ الأمراضِ التي تعتريه، ولا أعني أمراضَ البَدَنِ التي منها أمراضُ القلوبِ، وإنَّما أعني: تِلكُمُ الأمراضَ التي تعتري القلبَ مِمَّا يتعلَّقُ بدِينِهِ؛ فَهِيَ أعظمُ الأمراضِ فَتكًا على الإطلاقِ، وأشدُّها تدميرًا وأسوأها أثرًا؛ بل وليست هناك مُقارنةٌ على الإطلاقِ بين مَرَضٍ بَدَنِيٍّ يَعتري القلبَ ويَحتاجُ إلى بعضِ الأدويةِ والمُسَكِّناتِ، وبين مَرَضٍ يَجرَحُ
دِينَه ويُذهبُ تَقواه.
• فالأخيرُ يَجلِبُ على العَبدِ نَكَدًا وهَمًّا وغَمًّا وعذابًا في الدُّنيا والآخِرة .
أمَّا الأولُ فقد يُثابُ عليه العَبدُ المُؤمِنُ إذا صَبَرَ واحتسَبَ، كسائِرِ الأمراضِ التي يُثابُ عليها المُؤمِنُ إذا صَبَرَ واحتَسَبَ، كما جاء عن رَسُولِ اللهِ- صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- أنَّه قال: ((ما يُصيبُ المُسلِمَ مِن نَصَبٍ ولا وَصَبٍ، ولا هَمٍّ ولا حُزْنٍ ولا أذًى ولا غَمٍّ- حتى الشَّوْكَةِ يُشاكُها- إلَّا كَفَّرَ اللهُ بِها مِن خَطاياهُ)) رواهُ البُخارِيُّ .

ولَكِنْ مِن قُصُورِ نَظَرِ الخَلْقِ، وقِلَّةِ أفهامِهم، وضِيقِ مَدَارِكِهم؛ لا يُولون الأَهَمَّ والأخطَرَ- وهُوَ المَرض المُتعلِّق بالدِّينِ- أدنى أهميَّةٍ، وفي المُقابِلِ إذا شَعَرَ أحدُهم بأيِّ مَرَضٍ عُضوِيٍّ يَعتري قلبَه، مِن قِلَّةِ نَبَضَاتٍ أو سُرعتِها، أو أيِّ نَوْعٍ مِن تِلْكُمُ الأمراض؛ فإنَّه يُبادِرُ وبِسُرعةٍ بالذّهابِ إلى الأطباءِ، ويَسألُ عن أعلمِ أهلِ الطِّبِّ بِطِبِّ القُلوبِ، ويَبحَثُ عن أكثرِهم مَهارةً، وأحذقِهم تطبيبًا، ولم يَدَّخِر وُسعًا في الذّهابِ إليه، ولو كَلَّفَهُ ذلك الغالِيَ والنَّفِيسَ مِن دُنياه.
وخَفِيَ على هؤلاءِ أنَّ هذه الحياةَ الدُّنيا إنَّما هِيَ سنواتٌ قليلاتٌ، وأيَّامٌ مَعدوداتٌ، وبعد ذلك فهُناكَ الدَّارُ الآخِرةُ التي هِيَ الحَيَوانُ، لو كانوا يَعلمُونَ.
تِلْكُمُ الدَّارُ التي يَحتاجُ القَرارُ فيها إلى سَلامَةِ القَلبِ مِنَ الشِّرْكِ والنِّفَاقِ والعُجْبِ والرِّيَاءِ، وسائِرِ الأمراضِ التي نَحنُ بِصَدَدِ الحَدِيثِ عنها؛ لِخُطُورَتِها، وسُوءِ أثَرِهَا.

__________________________________________________ __________

• قال خليلُ اللهِ إبراهيمُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ﴿وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ الشعراء/87-89 .

• قلبٌ سليمٌ مِنَ الشَّكِّ والشِّرْكِ والشِّقاقِ والنِّفاق .
سليمٌ مِنَ الغِلِّ للذين آمنوا .
سليمٌ مِنَ الرِّيَاءِ ، سليمٌ مِنَ الأحقاد .
سليمٌ لم يُصَب بالقَسوةِ ، ولم يُختَم عليه بالأختام .
سليمٌ لم يتلوَّث بآثارِ الجَرائِمِ والذنوبِ والمَعاصي ،
ولم يتدنَّس بالبِدَعِ والخُرافاتِ والأوهامِ وظَنِّ السَّوْءِ .
سليمٌ يَحمِلُ كُلَّ هذه المَعاني .
سليمٌ مِنَ الغِلِّ للذين آمنوا .
سليمٌ مِنَ الرِّيَاءِ ، سليمٌ مِنَ الأحقاد .
سليمٌ لم يُصَب بالقَسوةِ ، ولم يُختَم عليه بالأختام .
سليمٌ لم يتلوَّث بآثارِ الجَرائِمِ والذنوبِ والمَعاصي ،
ولم يتدنَّس بالبِدَعِ والخُرافاتِ والأوهامِ وظَنِّ السَّوْءِ .
سليمٌ يَحمِلُ كُلَّ هذه المَعاني .

• هذا هو القلبُ الذي ينفعُ صاحِبَهُ يومَ القيامة، كما انتفعَ الخَليلُ إبراهيمُ عليه السلام ﴿وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى﴾ النجم/37 .
إبراهيمُ الذي ابتلاهُ اللهُ بكلماتٍ، فأَتَمَّهُنَّ، فجعله اللهُ للناسِ إمامًا ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ الصافات/84 .
إبراهيمُ الذي ابتلاهُ اللهُ بكلماتٍ، فأَتَمَّهُنَّ، فجعله اللهُ للناسِ إمامًا ﴿إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ الصافات/84 .

• بِصَلاحِ هذا القلبِ يَصلُحُ سائِرُ الجَسَدِ، كما قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : ((ألَا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَتْ فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ، ألَا وهِيَ القَلبُ)) رواه مُسلِم .

• هذا القلبُ المُنيبُ الذي يُورِثُ صاحِبَهُ الجِنان، وتُقرَّبُ له وتُدنَى، قال اللهُ تبارك وتعالى: ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُون لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ﴾ ق/31-35 .

• هذا القلبُ المَلِيءُ بالخَيرِ سَبَبٌ في الفَتْحِ في الدُّنيا،
وسَبَبٌ في الخيرِ في الدُّنيا أيضًا .
قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ الأنفال/70 .
فانظر إلى الآيةِ الكريمةِ، كُفَّارٌ أُسِروا، ووقعوا في الأَسْرِ في أيدي المُسلمين، فمِنهم مَن يقولُ: إنِّي كُنتُ مُسلِمًا وكان في قلبي خير؛ فقال اللهُ لِنَبِيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ﴿قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ الأنفال/70 .
فاللهُ يُؤتِي الخَيْرَ بِنَاءً على الخَيْرِ الذي في القُلُوبِ.
وهُوَ سُبحانَهُ يَغفِرُ الذنوبَ؛ لِلخَيْرِ الذي في القُلُوبِ: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ .
وسَبَبٌ في الخيرِ في الدُّنيا أيضًا .
قال اللهُ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ الأنفال/70 .
فانظر إلى الآيةِ الكريمةِ، كُفَّارٌ أُسِروا، ووقعوا في الأَسْرِ في أيدي المُسلمين، فمِنهم مَن يقولُ: إنِّي كُنتُ مُسلِمًا وكان في قلبي خير؛ فقال اللهُ لِنَبِيِّه صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ﴿قُلِ لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَم اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخذ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ الأنفال/70 .
فاللهُ يُؤتِي الخَيْرَ بِنَاءً على الخَيْرِ الذي في القُلُوبِ.
وهُوَ سُبحانَهُ يَغفِرُ الذنوبَ؛ لِلخَيْرِ الذي في القُلُوبِ: ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ .

• وهَا هُم أصحابُ نَبِيِّنا مُحمدٍ - صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم - كيف نَزَلَت عليهم السَّكِينَةُ، وبِمَا نَزَلَت بعد توفيقِ اللهِ سُبحانه لَهم؟!!
قال اللهُ سُبحانَهُ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ الفتح/18 .
فانظر إلى قوله تعالى: ﴿فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا﴾ الفتح/18-19 .
فلَمَّا عَلِمَ اللهُ ما في قُلُوبِ أصحابِ نَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، أنزل السَّكِينَةَ عليهم، وأثابَهم فَتحًا قريبًا، ومَغانِم كَثيرةً يأخذونها.
كُلُّ هذا لِمَا عَلِمَهُ اللهُ مِنَ الخَيْرِ الذي في القُلُوبِ.
قال اللهُ سُبحانَهُ: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾ الفتح/18 .
فانظر إلى قوله تعالى: ﴿فَعَلِمَ مَا في قُلُوبِهِم فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا﴾ الفتح/18-19 .
فلَمَّا عَلِمَ اللهُ ما في قُلُوبِ أصحابِ نَبِيِّهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، أنزل السَّكِينَةَ عليهم، وأثابَهم فَتحًا قريبًا، ومَغانِم كَثيرةً يأخذونها.
كُلُّ هذا لِمَا عَلِمَهُ اللهُ مِنَ الخَيْرِ الذي في القُلُوبِ.

__________________________________________________ __________
بارك الله فيك غاليتي وفي جهودك
__________________________________________________ __________
آمين ، وفيكِ بارك الله وجزاكِ خيرًا على المرور .
__________________________________________________ __________

• وانظر كذلك إلى فائدةِ تَعَلُّقِ القلبِ بالمَساجِد، قال النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((سبعةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ في ظِلِّهِ يومَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّهُ ....... ورجلٌ قلبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ)) مُتَّفَقٌ عليه.
• فالخيراتُ والبركاتُ، والنَّصرُ والفُتُوحاتُ، كُلُّ ذلك يَتنزَّلُ مِن عِندِ اللهِ سُبحانَهُ على قَدْرِ ما في القُلُوبِ مِن خَيْر.
• وكذلك رَفْعُ الدَّرَجاتِ، وعُلُوُّ المنازِلِ، ووِراثَةُ الجِنَانِ، كُلُّ ذلك مِن عَظِيم أسبابِهِ: ما في القُلُوبِ مِن خَيْر.
• واللهُ- سُبحانَهُ وتعالى- يَنظُرُ إلى القُلُوبِ والأعمالِ، ويُجازي عليها، ويُثيبُ ويُعاقِب، ففي صحيح مُسلِمٍ مِن حديثِ أبي هُريرةَ- رَضِيَ اللهُ عنه- قال: قال رَسُولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((إنَّ اللهَ لا يَنظُرُ إلى صُوَرِكُم وأموالِكم، ولكنْ يَنظُرُ إلى قُلُوبِكُم وأعمالِكُم)) .
• وفي رِوايةٍ لِمُسلِمٍ مِن حَديثِ أبي هُريرةَ أيضًا، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: ((لا تَحَاسَدُوا، ولا تَنَاجَشُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَدَابَرُوا، ولا يَبِعْ بَعضُكُم على بَيْعِ بَعض، وكُونُوا عِبَادَ اللهِ إخوانًا، والمُسلِمُ أخو المُسلِمِ، لا يَظْلِمُه، ولا يَخذُلُه، ولا يَحْقِرُه، التَّقْوَى هَا هُنا- ويُشيرُ إلى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّات ...)).
فَيَا سُبحانَ اللهِ، ما أسْعَـدَ أصحابِ القَلْبِ السَّلِيم!

• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين وَحَّدُوا اللهَ ولم يُشرِكوا بِهِ شيئًا، ولم يُراءُوا، ولم يُنافِقُوا.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ القومِ الذين باتُوا وليس في قُلُوبِهم غِلٌّ للذين آمَنُوا.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين أحَبُّوا للمُؤمِنينَ مَا أحَبُّوهُ لأنفُسِهِم.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين حَافَظُوا على قُلُوبِهم، ولم يُلَوِّثُوها، بِذُنُوبٍ تُرَسِّبُ عليها السَّوادَ والنَّكْتَ والرَّانَ والخَتْمَ.
• هَنيئًا لهم هؤلاءِ الذين اطمأنَّت قُلُوبُهم بِذِكرِ الله.
طُوبَى لِهَؤلاءِ، وحُسْنُ مَآب.
يَكادُ أحَدُهُم يَطِيرُ في الهَواءِ مِن سَعادَتِهِ وخِفَّةِ قَلْبِهِ، وهُوَ يُحِبُّ للمُؤمِنينَ الخَيْرَ، وقَلْبُهُ نَظِيفٌ مِنَ الذُّنُوبِ والمَعَاصِي، وقَلْبُهُ سَعِيدٌ لِحُلُولِ الخَيْرِ على العِبادِ.
هنيئًا لهم هؤلاءِ الرُّحَمَاءِ أَرِقَّاءِ القُلُوبِ لِذَوِي القُرْبَى والمُسلِمِينَ.

بوركتي أختاه