إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس - تم الرد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس - تم الرد

    عنوان الموضوع : واجبات أهل العلم فيما بينهم وفيما يتعلق بالناس - تم الرد
    مقدم من طرف منتديات أميرات



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    أما الواجب على أهل العلم من العلماء الكبار ومن دونهم ، والطلبة

    فيما بينهم :

    فعلى كل منهم أن يحب للآخر ما يحب لنفسه .

    وهذا واجب عمومي على جميع المسلمين .


    لكــن أهل العلم عليهم مـــن هــذا الحــــق أعظم ممــا على غيرهم ،

    لما تميزوا به ، ولما خصهم الله به ، وعلى كل منهــم أن يدين لله ،

    ويتقرب إليه بمحبته جميع أهل العلم والدين ، فإن هذا الحب من

    أعظم ما يقرب إلى الله ، ومن أكبر الطاعات .


    وهـــذا الحب يتبع ما اتصف بـه الإنسان من الأمور التي يحبها الله

    ورسوله ، من العلم والاشتغال بـــه ، والعمل ، فإن نفس الاشتغال

    بالعلوم الشرعية وتوابعها من أجل الطاعات .


    ثــم حصول العلم للشخص هو من الأوصاف التي يحب لأجلها ، ثم

    تعليمه للناس وعمله مما يجب أن يحب عليه .


    فكل هــذه الأمور موجودة في أهل العلم ، فلهم مـــن الحق على أهل

    العلم وعلى غيرهم ، أن يميزوا بهذا عــن غيرهم ، لـمـا لهــم مــن

    المميزات ، وإذا عثر أحداهم وغلط في مسألة علمية ، تعين ستر

    ما صدر منه ، ونصيحته بالتي هي أحسن .


    ومن أعظم المحرمات ، وأشنع المفاسد ، إشاعة عثراتهم ، والقدح

    فيهم في غلطاتهم ، وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند

    وجود شيء من ذلك .


    وربما يكون - وهو الواقع كثيرا - أن الغلطات التـي صدرت منهـــم

    لهم فيها تأويل سائغ ، ولهم اجتهادهم فيه .

    معذورون ، والقادح فيهم غير معذور .


    وبهـــذا وأشباهه يظهـــر لك الفرق بين أهل العلم الناصحين ،

    والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .


    فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم : التعاون على البر والتقوى، والسعي

    في إعانة بعضهم بعضا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ، وستر عورات

    المسلمين ، وعدم إشاعة غلطاتهم ، والحرص علـى تنبيههم ، بكـل

    ما يمكن من الوسائل النافعة، والذب عن أعراض أهل العلم والدين.

    ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .


    ثــم لــو فرض أن مــا أخطئو فيـــه ، أو عثروا ليس لهــم فيه تأويل

    ولا عذر ، لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحاسن ، وتمحي

    حقوقهم الواجبة بهذا الشيء اليسير ، كما هو دأب أهل البغي

    والعدوان ، فإن هذا ضرره كبير ، وفساده مستطير .


    أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟


    وقــد علمــت نصـــوص الكتاب والسنة التـي فيها الحث على المحبة

    والائتلاف ، والتحذير من التفرق والاختلاف، وأعظم من يوجه إليهم

    هــذا الأمــر : أهــل العلم والدين ، فمتى لزموا هذه الأوامر الشرعية

    الحكيمة، تبعهم الناس، واستقامت الأحوال، ومتى أخلوا بذلك، وحل

    محله البغي والحسد ، والتباغض والتدابر ، تبعهم الناس ، وصاروا

    أحزابا وشيعا ، وصارت الأمور في أطوار التغالب وطلب الانتصار ،

    ولو بالباطل ، ولـم يقفوا على حد محدود ، فتفاقم الشر ، وعظــــم

    الخطر ، وصار المتولي لكبرها : من كان يرجى منهم - قبل ذلك -

    أن يكونوا أول قامع للشر !


    وإذا تأملت الواقع ، رأيت أكثر الأمور علــى هــــذا الــوجه المحزن !

    ولكنه مع ذلك يوجد أفراد من أهل العلم والدين ثابتين عــلى الحق ،

    قائمين بالحقوق الواجبة والمستحبة، صابرين على ما نالهم في هذا

    السبيل من قدح القادح ، واعتراض المعترض ، وعدوان المعتدين .


    فتجدهم متقربين إلى الله بمحبة أهل العلم والدين، جاعلين محاسنهم،

    وآثارهم ، وتعليمهم ، ونفعهم نصب أعينهم ، قد أحبوهم لما اتصفوا

    به ، وقاموا به من هذه المنافع العظيمة ، غير مبالين بما جاء منهم

    إليهم من القدح والاعتراض، حاملين ذلك على التأويلات المتنوعة،

    ومقيمين لهم الأعذار الممكنة .


    ومـــا لــم يمكنهم مما نالهم منهم أن يجدوا له محملا ، عاملوا الله

    فيهم ، فعفوا عنهم لله ، راجين أن يكون أجرهم على الله ، وعفوا

    عنهم لما لهم من الحق الذي هو أكبر شفيع لهم .


    فإن عجزوا عــن هـذه الدرجة العالية ، التــي لا يكاد يصـــل إليهـــا

    إلا الواحد بعــد الواحد ، نزلوا إلــى درجة الإنصاف ، وهــي اعتبار

    ما لهم من المحاسن ، ومقابلتها بالإساءة الصادرة منهم إليهم ،

    ووازنوا بين هذه وهذه .


    فــلا بــد أن يجـــدوا جـــانب الإحسان أرجح من جانب الإساءة ، أو

    متساويين، أو ترجح الإساءة ، وعلى كل حال من هذه الاحتمالات

    فيعتبرون ما لهم ، وما عليهم .


    وأمــا مـن نزل عن درجة الإنصاف ، فهو بلا شك ظالم ضار لنفسه

    تارك من الواجبات عليه بمقدار ما تعدى من الظلم .


    فهــذه المــراتب الثلاث : مرتبة الكمال ، ومرتبة الإنصاف ، ومرتبة

    الظلم ، تميز كل أحوال أهل العلم ومقاديرهم ودرجاتهم ، ومــن هـو

    القائم بالحقوق ، ومن هو التارك ، والله تعالى هو المعين الموفق .


    وأما واجب أهل العلم المتعلق بالخلق ، فإن مهمتهم أعظم المهمات،

    وعليهم من القيام بالحقوق أضعاف ما على غيرهم ، فـإن الله أوجب

    عــلى أهـــل العلـــم أن يبينوه للنـاس ولا يكتموه ، فيعلموا الجاهلين

    وينصحوا ويعظوا، ويذكروا، ويصدعوا بأمر الله، ويظهروا دين الله.


    فكما أمر الله الجهال أن يتعلموا ، فقد أمر أهل العلم أن يعلموا الناس

    على اختلاف طبقاتهم، وأن يحنوا عليهم، ويعلموهم مما علمهم الله.

    قال تعــالى : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ

    وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } آل عمران 187 ، وقال تعالى { وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ

    بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ } آل عمران 79

    وأمر بالتبليغ والتذكير في عدة آيات .

    وقال صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية )(1)

    وذم الله الكاتمين للحق في عدة آيات .


    وأكثر الشرائع الظاهرة والباطنة ، لا يمكـن قيامها ، ولا العمل بها ،

    إلا بتعليم أهل العلم، وتذكيرهم بكل وسيلة ، وبكل طريق ومناسبة .

    ما أمر الله الجهال والمسترشدين أن يتعلموا ، حتى أمر أهل العلم

    أن يرشدوا ويعلموا . ...



    كتاب الرياض الناضرة والحدائق النيرة الزاهرة فـي العقائد والفنون


    المتنوعة الفاخرة ( ص 89 ) للشيخ عبدالرحمن السعدي

    ...


    (1) أخرجه البخاري في صحيحه ( ك أحاديث الأنبياء ، ب ما ذكر عن بني إسرائيل ،

    ص 666 / ح 3461 ) من حديث عبد الله بن عمرو



    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    لطالما كانت مواضيعك متميزة

    لا عدمنا التميز و روعة الإختيار

    دمت لنا ودام تألقك الدائم



    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________


    __________________________________________________ __________





يعمل...
X