عنوان الموضوع : ملف هام لكل داعيه للاخوات صباح الخير دموع التوبه فجر الدعوه حفيده الصحابه سر السعادة
مقدم من طرف منتديات أميرات

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
كيف تؤهلين نفسك للدعوة

1- الإخلاص والصدق: كي يقبل عملك، ويتولد لديك الصبر والعزيمة وعدم استحقار المعروف مهما كان صغيراً.....
ابتغي وجه الله في الدعوة إليه وابتغي نصرة دينه، ولا تنتظري جزاءً وشكوراً، فلا يجتمع الإخلاص مع حبّ الثناء في قلب واحد.
وآثري الصدق في أعمالك وتحرّيه، فإن لم تكن كذلك فاعلمي مسبقاً أن ما تقومين به هياءً منثوراً......
2- علو الهمة: ضعي هدفاً لك بلوغ الغاية التي يريد الله أن تبلغيها، كما كان الرسول rلديه علة الهمة، ثقي بالله عزوجل واصدقي في التوكل عليه وحسن الظن به، فبذلك سوف تقوى إرادتك وتعلو همّتك.
3- الصبر والاحتساب: فالصبر صفة عظيمة للداعية لأنها ستعرض في طريق الدّعوة للكثير من المحن التي تحتاج الصبر، ولتعلمي بأنه ستأتي عليك أيام صعبة تتعرضين فيه للأذى والسخرية ، والتثبيط والمشقة والتعب ، فالرسول r قد ناله ألوان مختلفة من البلاء، ضرب وشتم وضيق عليه وعلى أصحابه ، فكان صبره في القمة في مجال البلاء.
4- الأخلاق الحسنة: خالق الناس بخلق حسن، وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن.
5- سلاح القرآن والعلوم الشرعية والثقافة: إنّ أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم ، ويخلون بين الصديق والعدو، فلا بدّ من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي، تدفعك نحو النجاح والأمام بثبات ورسوخ وثقة.
__________________________________________________ __________
لماذا ندعو إلى الله؟

1- لعظم أجر الداعية:
فالداعية من أحسن الناس قولاً،
قال تعالى:" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)
. (سورة فصلت).
ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له .
تخريج السيوطي
(خد م 3 ) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 793 في صحيح الجامع.
2- استجابة لأمر رسول الله :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
3- لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة :
قال تعالى" وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (164)
الأعراف
4- طلباً للنجاة في الدنيا والآخرة:
قال تعالى" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (25)
الأنفال
وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد ، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن.
5- لتصلحي ويصلح بكِ المجتمع.
6- ليسمع الناس الحق فلا ينقلب الحق باطلاً ، والباطل حقاً لسكوتنا.
7- ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية.
__________________________________________________ __________
2 - الداعية الناجحة: تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها،
قال تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي "[طه:39].
__________________________________________________ __________

الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ

للشيخ سلطان العيد
******
فيقول الله عز وجل: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
مقدم من طرف منتديات أميرات

حبيباتى فى الله
هذا الملف هام من أجل كل داعيه
تم تجميعه من قبل إداره المنتدي
بواسطة أختكم فى الله
إيمان القلوب
من مشاركات الأعضاء بالمنتدي
ليكون موضوعاً متكاملاً
أنتِ داعيه
هذا الملف هام من أجل كل داعيه
تم تجميعه من قبل إداره المنتدي
بواسطة أختكم فى الله
إيمان القلوب
من مشاركات الأعضاء بالمنتدي
ليكون موضوعاً متكاملاً
أنتِ داعيه

ظلمات ثقيلة...
أوحال عميقة...
حواجز عالية...
أوحال عميقة...
حواجز عالية...
وننتظر...
ننتظر نورا يشرق بين الظلام...
ننتظر نورا يضيء لنا الطريق...
ننتظر قائدا يعيدنا إلي الطريق الذي حدنا عنه...
ننتظر نورا يشرق بين الظلام...
ننتظر نورا يضيء لنا الطريق...
ننتظر قائدا يعيدنا إلي الطريق الذي حدنا عنه...
ننتظرك أنتِ !
أختي..
إلى متى الانتظار ؟
إلى متى الانتظار ؟
بل لم الانتظار أصلا ؟؟!!
لماذا لا تكونى أنتِ القائده التى نتنظرها؟؟
لماذا لا تكونى أنتِ القائده التى نتنظرها؟؟
لا تقولى لي لا أستطيع..
أنتِ تستطيعين بإذن الله.....
أنتِ تستطيعين بإذن الله.....
لا تقولى لي لن أصل...لا تقولى لي هناك من هو أفضل مني..
أنا أكلمك أنتِ لا أكلم من هو أفضل منكِ..
أنا أكلمك أنتِ لا أكلم من هو أفضل منكِ..
أنا أريدك أنتِ...
أمتك تحتاجك أنتِ..
نعم أنتِ من سيحدث التغيير بإذن الله..
كم من أبطال كانوا مصابيح مضيئة في مسار التاريخ...
لم لا تكون أنتِ أحدهم ؟؟
لم لا تكون أنتِ أحدهم ؟؟
قولى لي ما المانع ؟؟
لا تنظري للفساد حولك وتيأسى...
ابدأ ى بنفسك أختى..
ابدأ ى بنفسك أختى..
لا تنتظرى أن يقف الركب ليأخذوكى معهم..
الحقى أنتِ بالركب
وادخلى بيمينك باب الدعوة إلي الله...
الحقى أنتِ بالركب
وادخلى بيمينك باب الدعوة إلي الله...
ذلك الباب العظيم من أبواب الخير والتقرب لله رب العالمين، والذي يدر علي صاحبه كنوزا من الحسنات
فتخيل معي أن أحد الأخوات هداها الله علي يديك وأصبحت من العابدات لله فأي عبادةتفعلها -كنتى أنتِ سبباً فيها- لكِ من الأجر مثل ما تأخذه تماماً
أعلمى أنه يتردد في خاطرك أن الدعاة هم..
أو هم الذين يجوبون أرجاء البلاد شرقا وغربا وطولا وعرضا ينشرون دين الله في الأرض ..
أو هم اهل الجباه الساجدة والأيادي المتوضئة الذين صاموا نهارهم وقاموا ليلهم فنحلت أجسادهم وتغيرت ألوانهم ..
أو هم اهل الجباه الساجدة والأيادي المتوضئة الذين صاموا نهارهم وقاموا ليلهم فنحلت أجسادهم وتغيرت ألوانهم ..
لا يا أختى الحبيبه..
إن مفهوم الدعوة مفهوم شامل وكامل يقوم به كل من شهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. إمتثالا لأمر رسول الله "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
إن مفهوم الدعوة مفهوم شامل وكامل يقوم به كل من شهد أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله .. إمتثالا لأمر رسول الله "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
فكل مسلم داعية إلي الله .. كيف لايكون داعية وهو يقرأ في كتاب الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) سورة فصلت
بنت واحدة فقط ستأخذين بيدها وتشجعيها وتجعليها أخت ملتزمة بأخلاقها..
خير لك ممَّ ؟؟؟؟ من الدنيــا وما فيها .. كل الدنيا .. حمر النعم ..
فإذا كانت الدنيا كلها في يدك .. وفي اليد الأخري يمكن انك تصلح أخت.. .. ماذا تختار؟
ماعند الله طبعا.. !
أتعلمين ؟.. سيدنا أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه كان يقول
أثق بما عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ثقتي بما في يدي!!
أثق بما عند الله سبحانه وتعالى أكثر من ثقتي بما في يدي!!
سبحان الله، من المكارم التي خص الله بها الدعاة .. أن أجرهم يصلهم حتى بعد انقطاع صلتهم بالحياة ..أي بعد الموت ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ..".صحيح
فمن ستأخذ بيده ستكون كل أعماله الحسنة في ميزان حسناتك .. وستأتي يوم القيامة وفي ميزان حسناتك جباااااااال من الحسنات إن شاء الله ..
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها ، وأجر من عمل بها من بعده ، من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، ..".صحيح
فمن ستأخذ بيده ستكون كل أعماله الحسنة في ميزان حسناتك .. وستأتي يوم القيامة وفي ميزان حسناتك جباااااااال من الحسنات إن شاء الله ..
ادعُى إلي الله وليس شرطاً أن تعتلي المنابر أو تقف أمام الجموع فإن الدعوة طرقها شتى , ومجالاتها متعددة , وأساليبها متنوعة فالنصيحة دعوة , والهدية دعوة , والمعاملة الحسنة دعوة , والابتسامة دعوة , وإصلاح ذات البين دعوة ,وزيارة الأقارب والأحبة في الله دعوة, والصدقة دعوة , وبناء المساجد ودور الرعاية دعوة.......الخ
وأمامكِ طرق كثيـــرة تستطيعين أن تدعى بها ،استغلى مهاراتك وقدراتك واهتماماتك
إذا كنت ِماهره في تصميم الصور ..صممى صور ومطويات اسلامية وانشريها
إذا كان باستطاعتك عمل مواقع ..صممى مواقع إسلامية وساعدى في ترويجها
إذا كنتى ماهره في الكتابة اكتبى مقالات دعوية واحظي بثواب كل من ينتفع بها
احتفظى دائما بمطويات اسلامية صغيرة ووزعيها علي أصحابك أو زملائك ممن يجلسون بجانبك في المدرج
احتفظى في جيبك بشريط اسلامي وحين تركبى الميكروباص مثلا أعطه للسائق واطلب منه تشغيله ،فربما يكون هذا الشريط سببا في هداية أحدهم فتدخل بسببه الجنة
إذا كنت ِماهره في تصميم الصور ..صممى صور ومطويات اسلامية وانشريها
إذا كان باستطاعتك عمل مواقع ..صممى مواقع إسلامية وساعدى في ترويجها
إذا كنتى ماهره في الكتابة اكتبى مقالات دعوية واحظي بثواب كل من ينتفع بها
احتفظى دائما بمطويات اسلامية صغيرة ووزعيها علي أصحابك أو زملائك ممن يجلسون بجانبك في المدرج
احتفظى في جيبك بشريط اسلامي وحين تركبى الميكروباص مثلا أعطه للسائق واطلب منه تشغيله ،فربما يكون هذا الشريط سببا في هداية أحدهم فتدخل بسببه الجنة
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدال على الخير كفاعله
الراوي: أبو مسعود البدري و ابن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و ابن عباس و عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1".صحيح..
الراوي: أبو مسعود البدري و ابن مسعود و سهل بن سعد و بريدة بن الحصيب و أنس بن مالك و ابن عباس و عبدالله بن عمر المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1".صحيح..
وهذا باب من الأجر والحسنات.. لا يغلق أبدا..
وتتسائل من اين جاء كل هذا ..؟!! فإذا هو من أعمال الناس الذين اهتدوا على يدك إن شاء الله،،
وتتسائل من اين جاء كل هذا ..؟!! فإذا هو من أعمال الناس الذين اهتدوا على يدك إن شاء الله،،
* يقول الله عزوجل :
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)سورة فصلت
اذن من أحسن الناس قولاً ؟ الدعاة الى الله ..
اللهم اجعلنا منهم .. اللهم آمين
( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)سورة فصلت
اذن من أحسن الناس قولاً ؟ الدعاة الى الله ..
اللهم اجعلنا منهم .. اللهم آمين
ويقول ابن القيم رحمه الله :
( أفضل مقامات العبد الدعوة إلى الله )
( أفضل مقامات العبد الدعوة إلى الله )
أعلم أنكى تتساءل الآن
كيف لي أن أدعو إليه وأنا أعصيه ؟؟ :
ألا أكون بذلك ممن تنطبق عليهم الآية " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ""44البقره
لا ياأختي لاتسمح للشيطان بأن يقف حائلا بينك وبين الدعوة
من منا بلا ذنب ؟؟ ومن منا بلا معصية ؟؟
لكن لا ينبغي أن نضيف إلي ذنوبنا ذنبا آخر وذلك بتقاعسنا عن نصرة ديننا
و"كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون ".حسن
كيف لي أن أدعو إليه وأنا أعصيه ؟؟ :
ألا أكون بذلك ممن تنطبق عليهم الآية " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ""44البقره
لا ياأختي لاتسمح للشيطان بأن يقف حائلا بينك وبين الدعوة
من منا بلا ذنب ؟؟ ومن منا بلا معصية ؟؟
لكن لا ينبغي أن نضيف إلي ذنوبنا ذنبا آخر وذلك بتقاعسنا عن نصرة ديننا
و"كل بني آدم خطاء ، و خير الخطائين التوابون ".حسن
انظرى إلي هذه القصة التي رواها أحد الشيوخ
خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم
خرجت من المسجد يوماً فجاءني شاب عليه آثار المعصية .. وقد اسودت شفتاه من كثرة التدخين .. فعجبت لما رأيته .. ماذا يريد .. فلما سلم على قال : يا شيخ أنتم تجمعون أموالاً لبناء مسجد أليس كذلك ؟؟ فقلت : بلي .. فناولني ظرفاً مغلفاً وقال : هذا مال جمعته من أمي وأخواني وبعض المعارف .. ثم ذهب .. ففتحت الظرف فإذا فيه خمسة آلاف ريال .. وأنفق هذا المال في بناء المسجد .. واليوم لا يذكر الله في ذلك المسجد ذاكر .. ولا يتلو القرآن قارئ .. ولا يصلي مصل .. إلا وكان في ميزان ذاك الشاب مثل أجره .. فهنيئاً له .. ولو أن الشاب استسلم لتخذيل الشيطان وقال : أنا عاص .. فإذا تبت بدأت أخدم الدين وأبني المساجد .. لفاته أجر عظيم
وانظر معي إلي تفسير ابن كثير رحمه الله
" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"..
كلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر، على أصح قولي العلماء من السلف والخلف. وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيف. والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله ، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، قال سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحدٌ بمعروف ولا نهى عن منكر.
" أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"..
كلٌّ من الأمر بالمعروف وفعله واجبٌ، لا يسقط أحدهما بترك الآخر، على أصح قولي العلماء من السلف والخلف. وذهب بعضهم إلى أن مرتكب المعاصي لا ينهى غيره عنها، وهذا ضعيف. والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله ، وينهى عن المنكر وإن ارتكبه، قال سعيد بن جبير: لو كان المرء لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحدٌ بمعروف ولا نهى عن منكر.
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد - صلى الله عليه وسلم؟!
ولكن ..
هذا لايعني أن تدعى إلي الله وتستمرى في معصيته , لأنكِ في هذه الحالة مذموم على ترك الطاعة وفعلك المعصية، لعلمك بها ومخالفتك على بصيرة، فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم، ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك
كما قال رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم
: " مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ، و ينسى نفسه ، كمثل السراج يضيء للناس ، و يحرق نفسه
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5831
خلاصة حكم المحدث: صحيح
هذا لايعني أن تدعى إلي الله وتستمرى في معصيته , لأنكِ في هذه الحالة مذموم على ترك الطاعة وفعلك المعصية، لعلمك بها ومخالفتك على بصيرة، فإنه ليس من يعلم كمن لا يعلم، ولهذا جاءت الأحاديث في الوعيد على ذلك
كما قال رسول اللّه صلى اللَه عليه وسلم
: " مثل العالم الذي يعلم الناس الخير ، و ينسى نفسه ، كمثل السراج يضيء للناس ، و يحرق نفسه
الراوي: جندب بن عبدالله المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5831
خلاصة حكم المحدث: صحيح
فبالدعوة تتخلص من المعصية ، وليس العكس
وقد ورد في بعض الآثار أنه يغفر للجاهل سبعين مرة، حتى يغفرللعالم مرة واحدة،" ليس من يعلم كمن لا يعلم"
وقد ورد في بعض الآثار أنه يغفر للجاهل سبعين مرة، حتى يغفرللعالم مرة واحدة،" ليس من يعلم كمن لا يعلم"
قال تعالى: { أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (9)الزمر
وروي عن النبي صلى اللَه عليه وسلم أنه قال: " أناسا من أهل الجنة يتطلعون إلى أناس من أهل النار فيقولون : بم دخلتم النار فوالله ما دخلنا الجنة إلا بما تعلمنا منكم ؟ فيقولون : إنا كنا نقول ولا نفعل "
الراوي: الوليد بن عقبة بن أبي معيط المحدث: الألباني - المصدر: اقتضاء العلم - الصفحة أو الرقم: 73
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
الراوي: الوليد بن عقبة بن أبي معيط المحدث: الألباني - المصدر: اقتضاء العلم - الصفحة أو الرقم: 73
خلاصة حكم المحدث: ضعيف
قولى لي كيف دخل الإسلام إلي أفريقيا والهند والصين !! حتى صار في الهند مائة مليون مسلم، وفي الصين قريباً من ذلك .. من دعاهؤلاء ؟؟
إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية ،إنهم أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار.
إنهم أقوام من عامة الناس ليسوا طلبة علم ولا أئمة مساجد ولا تخرجوا من كليات شرعية ،إنهم أقوام ذهبوا للتجارة فدعوا الناس فأسلموا على أيديهم .. فخرج من هؤلاء المسلمين الهنود والصينيين والأفارقة علماء ودعاة .. وأجر هدايتهم لأولئك التجار.
وعليك أخي أن تصلح نفسك وتزكيها لأنك محاسب علي أخطائك
وتذكر قول الله تعالي "( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)الرعد
فصلاح المرء في نفسه هو أنفع الأساليب وأقوى الوسائل لكسب الناس إلي الإسلام، مع ما تستلزمه الدعوة من علم ومعرفة
فالدعوة لاتقتصر علي الكلام فقط وإنما يمكنك أن تعظ الناس بأفعالك وأخلاقك
بأن تكون مسلم مظهرك الالتزام وأفعالك سليمة ...خلقك حسن...تساعد غيرك...
فمثلا وأنت في وظيفتك تتخلق بأخلاق المسلم الصحيحة وبالتالي تدعو غيرك للالتزام..
تتبع سنة رسولك صلى الله عليه وسلم فكأنك تدعو غيرك لتقليدك
وتذكر قول الله تعالي "( لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ۗ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ (11)الرعد
فصلاح المرء في نفسه هو أنفع الأساليب وأقوى الوسائل لكسب الناس إلي الإسلام، مع ما تستلزمه الدعوة من علم ومعرفة
فالدعوة لاتقتصر علي الكلام فقط وإنما يمكنك أن تعظ الناس بأفعالك وأخلاقك
بأن تكون مسلم مظهرك الالتزام وأفعالك سليمة ...خلقك حسن...تساعد غيرك...
فمثلا وأنت في وظيفتك تتخلق بأخلاق المسلم الصحيحة وبالتالي تدعو غيرك للالتزام..
تتبع سنة رسولك صلى الله عليه وسلم فكأنك تدعو غيرك لتقليدك
لكن ..
ليس لدي علم !!
أتعلمين .. إن الصحابة الكرام عندما أسلموا إنطلقوا علي الفور يبلغون دين الله في الأرض وينشرون ماعلموه عن الله ورسوله .. وأسألك كم كانت حصيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما أسلم وفي اليوم التالي لإسلامه أدخل في الأسلام خمسة من العشرة المبشرين بالجنة؟
قال حبيبك صلي الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أفلا تحفظ آية فتبلغها ؟..
ولكن أختى ..إحذرأن تفتي بدون علم
فإذا لم يكن لديك علم يمكنك أن تدعو لكن بدون الخوض فيما ليس لك به علم..
ليس لدي علم !!
أتعلمين .. إن الصحابة الكرام عندما أسلموا إنطلقوا علي الفور يبلغون دين الله في الأرض وينشرون ماعلموه عن الله ورسوله .. وأسألك كم كانت حصيلة أبي بكر الصديق رضي الله عنه عندما أسلم وفي اليوم التالي لإسلامه أدخل في الأسلام خمسة من العشرة المبشرين بالجنة؟
قال حبيبك صلي الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
أفلا تحفظ آية فتبلغها ؟..
ولكن أختى ..إحذرأن تفتي بدون علم
فإذا لم يكن لديك علم يمكنك أن تدعو لكن بدون الخوض فيما ليس لك به علم..
ادعُ إلى الله ، ولا تهتم بأباطيل المرجفين, واستهزاء المثبطين, وسخرية المقصرين. ولا تستعجل النتائج , فأجر الداعية يأخذه بمجرد دعوته ، بغض النظر عن النتيجة ،
ولا تيأسى إذا لم يصغ لك أحد؛ فإن من الأنبياء من لم يتبعه إلا شخصين، ومنهم من لم يتبعه إلا شخص واحد،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"عرض علي الأنبياء فجعل النبي يمر ومعه الفئام من الناس ، والنبي معه الرجل والنبي معه الرجلان ، والنبي ليس معه أحد "
الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 4/231خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولا تيأسى إذا لم يصغ لك أحد؛ فإن من الأنبياء من لم يتبعه إلا شخصين، ومنهم من لم يتبعه إلا شخص واحد،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"عرض علي الأنبياء فجعل النبي يمر ومعه الفئام من الناس ، والنبي معه الرجل والنبي معه الرجلان ، والنبي ليس معه أحد "
الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: تفسير القرآن - الصفحة أو الرقم: 4/231خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولا تأبه بما ستواجه من عوائق وعقبات في طريق الدعوة فالداعية قد يتعرض لبعض الأذي في طريق دعوته، وعليه أن يحتسب هذا عند الله تعالي، كما قال الله تعالي:
( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)لقمان
قال تعالى :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
( يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَىٰ مَا أَصَابَكَ ۖ إِنَّ ذَٰلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (17)لقمان
قال تعالى :
( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72)
الأحزاب
يقول الإمام ابن تيمية :
( لا تظن أن الأمانة أن تتوضأ برطل من ماء ؛ وتصلي ركعتين في المحراب ...إنما الأمانة أن تحمل هذا الدين وتحمله للناس ... ) .
يقول الإمام ابن تيمية :
( لا تظن أن الأمانة أن تتوضأ برطل من ماء ؛ وتصلي ركعتين في المحراب ...إنما الأمانة أن تحمل هذا الدين وتحمله للناس ... ) .
أرأيتى أختى الحبيب ثقل الأمانة على عاتقنا .. ؟؟
هيا الآن ولا تتردد ساهم بالدعوة إلي الله وسر في قوافل الدعاة
هيا الآن ولا تتردد ساهم بالدعوة إلي الله وسر في قوافل الدعاة
==================================
أدعوا إلى الله .. أنا ومن اتبعني

قال تعالى{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
} ( يوسف 108) .
ما أحوج الأمة ـ فى دور انتقالها إلى قادة حكماء، ومرشدين أدلاء، وهداة فضلاء، يسلكون بهم سبل السعادة، ويجنبونها أضرار الإندفاع، لايزالون يتحسسون طريق النجاة بكل ممكنة وغير ممكنة من الطرق، أحياناً باستخلاص العبرة التاريخية، وأخرى بالمقارنة بين الحوادث الكونية، وثالثة بما هدتهم إليه التجارب الطويلة والفطرة السليمة، وما أرشدهم الله إليه من طرق الإصلاح وسبل النجاح، كما يفعل الربان بسفينته إذا خفيت عليه المعالم، وترامت به الأمواج، وضلت فى فضاء المحيط بين السماء والماء، أتراها تهتدى بغير هاد، أم تسلم بدون إرشاد ؟ ! أولئك القادة هم صفوة الله من خلقه، وأمنائه على عباده، وهم المجددون حقاً الذين أشار إليهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فى كثير من حديثه الشريف . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خير الهداة، وإمام المرشدين وعلى آله وصحبه، الذين كانوا مثل الفضيلة الحية، ونماذج الخلق الطيب الطاهر، ومعجزة الدهر وطفرة الأمة العربية ـ بل العالم إن شئت ـ من أحط مراتب الهمجية إلى أرقى منازل المدنية .
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ
ولا أظنك تجد ـ وإذا قلبت صحائف الدهور، وفتشت فى بطون العصور، واستنبأت التاريخ واستوحيت الحوادث ـ عصابة حق كتلك التى غذيت بلبان النبوة، وتربيت فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم .
الأمة فى أشد الحاجة إلى دعوة قوية فعالة
فلست فى حاجة إلى أن اقول إن أمتنا المصرية ـ بل الإسلامية ـ بما تقلبت فيه من أطوار، وما مر عليها من حوادث سياسية واجتماعية استبدت بدينها وأخلاقها فتركتها كالمعلقة، لست فى حاجة إلى أن أقول أن هذه الأمة فى أشد الحاجة إلى دعوة قوية فعالة تردها إلى رشدها إلى معالم دينها، وتنقذها مما هى فيه من الانحلال الأدبى والفساد الخلقى.
فأنت أينما وجهت وجهك لاتجد إلا فساداً ظاهراً، وتهتكاً مزرياً، بل الفوضى فى العقائد والتخبط فى الآراء والمذاهب، وإلا من يتهجم على عامتنا فيجرحهم فى دينهم، ويسرق منهم إيمانهم من مرتزقة التبشير وما إليه، تسير فى الشارع فترى ما يؤذى ويؤلم، وتستعرض حياة الأسرة فتجد ما يُمض ويؤسف .
تولى وجهك شطر المدارس ومعاهد العلم فتلقى مايُزرى ويُخجل، وقل مثل ذلك فى كل مرافقنا وشؤننا، حتى لقد أصبح الداء عام يئن تحته الفرد والجماعة، ويستغيث منه الصغير و الكبير .
لا يغرنك القول الباطل
ولا يغرنك قوم من الكتاب يقولون : هذا عصر مدنية وتجديد، ورقى فى المدارك والأفكار، وثقافة حرة وحرية شاملة شخصية وغير شخصية، وغير ذلك من الألفاظ التى يرصونها رصاً، وينمقونها تنميقاً، ويخدعون بها البسطاء، ويخبلون بروائها الضعفاء، فذلك تعبير له تعبير . ولو أن هؤلاء القائلين ممن يستول عليهم الافتات والأعجاب بما يرون إلى حد لايفقهون معه دليلاً ولا يذعنون لحجة قال تعالى { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)
} ( النجم : 23 )
لناقشناهم دليلاً بديلاً، وساجلناهم حجة بحجة، وبينا لهم أن الحق غير ما يظنون، وصلاحالأمة بغير ما يفهمون، ولنا معهم موقف آخر ـ إن شاء الله ـ بالرغم مكن ذلك كله يرون فيه الحق حقاً والباطل باطلاً .
إلى من يحس بداء هذه الأمة ويشعر بين جوانحه هماً مبرحاً
وأما الآن فأوجه هذا النداء الصادق الحار إلى من يحس مثلى بداء هذه الأمة ويشعر بين جوانحه هماً مبرحاً، وجوىً لاصقاً . إن أمة هذا حالها، حرام على المؤمن فيها أن يسكت على ما يرى، وأن يجد مس الداء ويتوسم الألم فلا يبدى حراكاً ولا يرفع صوتاً، وهو يتلو فى كتاب الله قال تعالى{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
} ( التوبة : 111 )
وقال تعالى { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب
قال تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)
} ( التوبة : 24 )،
أما الأحاديث فلا يحصيها عد، وموقف الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان وصادقى الإيمان من بعدهم فى الدعوة إلى الله مذكورة معروفة، فاين الإيمان من قلوبنا، والدين من نفوسنا، إن لم نؤد الأمانة ؟! أين النداء بكلمة الله والقيام بحجته والدعوة إليه .. أين ؟.
أفلست ترى أولئك الذين ما يفتأون يرمون الأنفس البريئة والعقيدة الحقة الثابتة بسهام من الشك ونبال من الأوهام ؟ ويكا أنها كلمة أمير المؤمنين على ( كرم الله وجهه " والله إنى لأعجب من تضافر هؤلاء على باطلهم وتخاذلكم عن حقكم".
واستأسدت النعاج لما غاب حاميها
ما جرأ هؤلاء و أظهر كوامن نفوسهم إلا أنهم رأو الميدان خالياً وأنسوا من أهل الحق تغافلاً، فاندفعوا يطالبون الطعن وحدهم والنزال، وما هو إلا أن يقوم أهل الحق بتأييده وبيانه، حتى ينجزر مد هؤلاء، وينحسر طغيانهم، ويتقهقروا إلى مراكزهم أذلة صاغرون.
ومن جهلت نفسهُ قدرهُ راى غيرهُ منهُ ما لا يرى وأعلم أيها الأخ الغيور ( أيدك الله ) أنه لم ينل من هذه الأمة أحد ما نال منها يأسها من نفسها وسكوت قاداتها الغيورين عن إصلاحها، فلا يخدعك ما يُخدرون به الأعصاب وينيمون به الحمية ويثبطون به العزائم، من قولهم طبيعة العصر، وهذا تيار لا يغالب، وقد استفحل الداء، وغير ذلك من نبات اليأس، وولائد الخمول، وسلف الموت والفناء . وفيم اليأس، وقد وعدنا الله النصر، وكتب على نفسه المؤازرة للهداة والمرشدين، وأنظر ذلك جلياً فى ثنايا الكتاب العزيز وفى تضاعيف صفحاته ومرامى سطوره وآياته
حادثت مرة أحد الدعاة إلى الله بلهجة اليأس، فقال لى : حنانيك يا أخى، لو أن حماية هذا الدين للخلق لتمكن الخلق من نقضه، بل لا زال وهو فى مهده، ولكنه فى حماية الله، والله غالب على أمره، فلا تبتأس بما كانوا يصنعون، فقلت رحمك الله ياسيدى، لقد نبهت منى غافلا ومن أصدق من الله قيلاً ؟
صفوة القول
إن الدعوة واجبة علينا معلقة بأعناقنا، فإن ظفرنا منها بما نحب من خير هذه الأمة وهدايتها فذاك، وهو المامول بحول الله وعونه، وإلا فحسبنا أن نكون قنطرة تعبر عليها فكرة الدعوة والإرشاد إلى من هم أقدر منا على التنفيذ، أو بعبارة أخرى حسبنا أن نكون حلقة اتصال بين من تقدمنا ومن سيأتون من بعدنا، وإلا فحسبنا أن نعذر إلى الله وأن نؤدى الأمانة وأن نقوم بالواجب، والقيام بالواجب غرض يقصد لذاته ـ أولاً ثم لفائدته ـ ثانيا . وتأمل قول الله تعالى : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)
} ( الأعراف
تلك ثلاث مراتب من أغراض الدعوة، أعلاها وأولها، وما ذكرت الآخرين عن يأس من النجاح أو شك فى الفلاح والفوز أو استبعاد النصر، ولكن ليتضح لنا كيف أن الدعوة إلى الله علينا فريضة لا يخلصنا منها إلا الأداء، ولا يقبل فيها عذر ولا هوادة . وليت شعرى أية كارثة ألمت بنفوس المصلحين، وهفت بأرواح القادة، وطارت بحمية الغيورين على هذه الأمة، فجعلتهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، ويثاقلون إلى الأرض ويستوعرون سبيل الجهاد ؟ واية حادثة نالت من موضع إبائهم وهزت مواطن الشجاعة فيهم ؟ أصوحت شجراتُ المجد أم نضبت عذر الحمية حتى ليس من رجل قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)
} ( التوبة: 38).
وأنتم أيها السراة الأغنياء قال تعالى { هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)
} محمد
بوادر النجاح
وإنى لأشم بوادر النجاح، وأستنشق عبير الفوز من تلك النهضة الإرشادية التى تمشت فى نفوس الشباب فخلقت منهم دعاة صادقين، وإنا لنرجو بعد إن شاء الله ـ من الدعاة أعمال تتلوها أعمال، وتحقيق آمال بعدها آمال، والعهد بأدبائنا وسراتنا بعد ما أنهضتهم الحادثات، أن يثابروا على إمداد هؤلاء الدعاة بما يعينهم من تحقيق أغراضهم في الدعوة حتى تكون دعوتهم دانية الجنى، وارفة الظلال، عميمة النفع، والله الهادى إلى الصواب .

قال تعالى{ قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (108)
} ( يوسف 108) .
ما أحوج الأمة ـ فى دور انتقالها إلى قادة حكماء، ومرشدين أدلاء، وهداة فضلاء، يسلكون بهم سبل السعادة، ويجنبونها أضرار الإندفاع، لايزالون يتحسسون طريق النجاة بكل ممكنة وغير ممكنة من الطرق، أحياناً باستخلاص العبرة التاريخية، وأخرى بالمقارنة بين الحوادث الكونية، وثالثة بما هدتهم إليه التجارب الطويلة والفطرة السليمة، وما أرشدهم الله إليه من طرق الإصلاح وسبل النجاح، كما يفعل الربان بسفينته إذا خفيت عليه المعالم، وترامت به الأمواج، وضلت فى فضاء المحيط بين السماء والماء، أتراها تهتدى بغير هاد، أم تسلم بدون إرشاد ؟ ! أولئك القادة هم صفوة الله من خلقه، وأمنائه على عباده، وهم المجددون حقاً الذين أشار إليهم الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) فى كثير من حديثه الشريف . وصلى الله وسلم على سيدنا محمد خير الهداة، وإمام المرشدين وعلى آله وصحبه، الذين كانوا مثل الفضيلة الحية، ونماذج الخلق الطيب الطاهر، ومعجزة الدهر وطفرة الأمة العربية ـ بل العالم إن شئت ـ من أحط مراتب الهمجية إلى أرقى منازل المدنية .
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم إذا جمعتنا يا جريرُ المجامعُ
ولا أظنك تجد ـ وإذا قلبت صحائف الدهور، وفتشت فى بطون العصور، واستنبأت التاريخ واستوحيت الحوادث ـ عصابة حق كتلك التى غذيت بلبان النبوة، وتربيت فى حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم .
الأمة فى أشد الحاجة إلى دعوة قوية فعالة
فلست فى حاجة إلى أن اقول إن أمتنا المصرية ـ بل الإسلامية ـ بما تقلبت فيه من أطوار، وما مر عليها من حوادث سياسية واجتماعية استبدت بدينها وأخلاقها فتركتها كالمعلقة، لست فى حاجة إلى أن أقول أن هذه الأمة فى أشد الحاجة إلى دعوة قوية فعالة تردها إلى رشدها إلى معالم دينها، وتنقذها مما هى فيه من الانحلال الأدبى والفساد الخلقى.
فأنت أينما وجهت وجهك لاتجد إلا فساداً ظاهراً، وتهتكاً مزرياً، بل الفوضى فى العقائد والتخبط فى الآراء والمذاهب، وإلا من يتهجم على عامتنا فيجرحهم فى دينهم، ويسرق منهم إيمانهم من مرتزقة التبشير وما إليه، تسير فى الشارع فترى ما يؤذى ويؤلم، وتستعرض حياة الأسرة فتجد ما يُمض ويؤسف .
تولى وجهك شطر المدارس ومعاهد العلم فتلقى مايُزرى ويُخجل، وقل مثل ذلك فى كل مرافقنا وشؤننا، حتى لقد أصبح الداء عام يئن تحته الفرد والجماعة، ويستغيث منه الصغير و الكبير .
لا يغرنك القول الباطل
ولا يغرنك قوم من الكتاب يقولون : هذا عصر مدنية وتجديد، ورقى فى المدارك والأفكار، وثقافة حرة وحرية شاملة شخصية وغير شخصية، وغير ذلك من الألفاظ التى يرصونها رصاً، وينمقونها تنميقاً، ويخدعون بها البسطاء، ويخبلون بروائها الضعفاء، فذلك تعبير له تعبير . ولو أن هؤلاء القائلين ممن يستول عليهم الافتات والأعجاب بما يرون إلى حد لايفقهون معه دليلاً ولا يذعنون لحجة قال تعالى { إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ ۚ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ ۖ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَىٰ (23)
} ( النجم : 23 )
لناقشناهم دليلاً بديلاً، وساجلناهم حجة بحجة، وبينا لهم أن الحق غير ما يظنون، وصلاحالأمة بغير ما يفهمون، ولنا معهم موقف آخر ـ إن شاء الله ـ بالرغم مكن ذلك كله يرون فيه الحق حقاً والباطل باطلاً .
إلى من يحس بداء هذه الأمة ويشعر بين جوانحه هماً مبرحاً
وأما الآن فأوجه هذا النداء الصادق الحار إلى من يحس مثلى بداء هذه الأمة ويشعر بين جوانحه هماً مبرحاً، وجوىً لاصقاً . إن أمة هذا حالها، حرام على المؤمن فيها أن يسكت على ما يرى، وأن يجد مس الداء ويتوسم الألم فلا يبدى حراكاً ولا يرفع صوتاً، وهو يتلو فى كتاب الله قال تعالى{ إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (111)
} ( التوبة : 111 )
وقال تعالى { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) الأحزاب
قال تعالى { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)
} ( التوبة : 24 )،
أما الأحاديث فلا يحصيها عد، وموقف الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان وصادقى الإيمان من بعدهم فى الدعوة إلى الله مذكورة معروفة، فاين الإيمان من قلوبنا، والدين من نفوسنا، إن لم نؤد الأمانة ؟! أين النداء بكلمة الله والقيام بحجته والدعوة إليه .. أين ؟.
أفلست ترى أولئك الذين ما يفتأون يرمون الأنفس البريئة والعقيدة الحقة الثابتة بسهام من الشك ونبال من الأوهام ؟ ويكا أنها كلمة أمير المؤمنين على ( كرم الله وجهه " والله إنى لأعجب من تضافر هؤلاء على باطلهم وتخاذلكم عن حقكم".
واستأسدت النعاج لما غاب حاميها
ما جرأ هؤلاء و أظهر كوامن نفوسهم إلا أنهم رأو الميدان خالياً وأنسوا من أهل الحق تغافلاً، فاندفعوا يطالبون الطعن وحدهم والنزال، وما هو إلا أن يقوم أهل الحق بتأييده وبيانه، حتى ينجزر مد هؤلاء، وينحسر طغيانهم، ويتقهقروا إلى مراكزهم أذلة صاغرون.
ومن جهلت نفسهُ قدرهُ راى غيرهُ منهُ ما لا يرى وأعلم أيها الأخ الغيور ( أيدك الله ) أنه لم ينل من هذه الأمة أحد ما نال منها يأسها من نفسها وسكوت قاداتها الغيورين عن إصلاحها، فلا يخدعك ما يُخدرون به الأعصاب وينيمون به الحمية ويثبطون به العزائم، من قولهم طبيعة العصر، وهذا تيار لا يغالب، وقد استفحل الداء، وغير ذلك من نبات اليأس، وولائد الخمول، وسلف الموت والفناء . وفيم اليأس، وقد وعدنا الله النصر، وكتب على نفسه المؤازرة للهداة والمرشدين، وأنظر ذلك جلياً فى ثنايا الكتاب العزيز وفى تضاعيف صفحاته ومرامى سطوره وآياته
حادثت مرة أحد الدعاة إلى الله بلهجة اليأس، فقال لى : حنانيك يا أخى، لو أن حماية هذا الدين للخلق لتمكن الخلق من نقضه، بل لا زال وهو فى مهده، ولكنه فى حماية الله، والله غالب على أمره، فلا تبتأس بما كانوا يصنعون، فقلت رحمك الله ياسيدى، لقد نبهت منى غافلا ومن أصدق من الله قيلاً ؟
صفوة القول
إن الدعوة واجبة علينا معلقة بأعناقنا، فإن ظفرنا منها بما نحب من خير هذه الأمة وهدايتها فذاك، وهو المامول بحول الله وعونه، وإلا فحسبنا أن نكون قنطرة تعبر عليها فكرة الدعوة والإرشاد إلى من هم أقدر منا على التنفيذ، أو بعبارة أخرى حسبنا أن نكون حلقة اتصال بين من تقدمنا ومن سيأتون من بعدنا، وإلا فحسبنا أن نعذر إلى الله وأن نؤدى الأمانة وأن نقوم بالواجب، والقيام بالواجب غرض يقصد لذاته ـ أولاً ثم لفائدته ـ ثانيا . وتأمل قول الله تعالى : { وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164)
} ( الأعراف
تلك ثلاث مراتب من أغراض الدعوة، أعلاها وأولها، وما ذكرت الآخرين عن يأس من النجاح أو شك فى الفلاح والفوز أو استبعاد النصر، ولكن ليتضح لنا كيف أن الدعوة إلى الله علينا فريضة لا يخلصنا منها إلا الأداء، ولا يقبل فيها عذر ولا هوادة . وليت شعرى أية كارثة ألمت بنفوس المصلحين، وهفت بأرواح القادة، وطارت بحمية الغيورين على هذه الأمة، فجعلتهم يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة، ويثاقلون إلى الأرض ويستوعرون سبيل الجهاد ؟ واية حادثة نالت من موضع إبائهم وهزت مواطن الشجاعة فيهم ؟ أصوحت شجراتُ المجد أم نضبت عذر الحمية حتى ليس من رجل قال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ (38)
} ( التوبة: 38).
وأنتم أيها السراة الأغنياء قال تعالى { هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ ۖ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)
} محمد
بوادر النجاح
وإنى لأشم بوادر النجاح، وأستنشق عبير الفوز من تلك النهضة الإرشادية التى تمشت فى نفوس الشباب فخلقت منهم دعاة صادقين، وإنا لنرجو بعد إن شاء الله ـ من الدعاة أعمال تتلوها أعمال، وتحقيق آمال بعدها آمال، والعهد بأدبائنا وسراتنا بعد ما أنهضتهم الحادثات، أن يثابروا على إمداد هؤلاء الدعاة بما يعينهم من تحقيق أغراضهم في الدعوة حتى تكون دعوتهم دانية الجنى، وارفة الظلال، عميمة النفع، والله الهادى إلى الصواب .
__________________________________________________ __________
كيف تؤهلين نفسك للدعوة

1- الإخلاص والصدق: كي يقبل عملك، ويتولد لديك الصبر والعزيمة وعدم استحقار المعروف مهما كان صغيراً.....
ابتغي وجه الله في الدعوة إليه وابتغي نصرة دينه، ولا تنتظري جزاءً وشكوراً، فلا يجتمع الإخلاص مع حبّ الثناء في قلب واحد.
وآثري الصدق في أعمالك وتحرّيه، فإن لم تكن كذلك فاعلمي مسبقاً أن ما تقومين به هياءً منثوراً......
2- علو الهمة: ضعي هدفاً لك بلوغ الغاية التي يريد الله أن تبلغيها، كما كان الرسول rلديه علة الهمة، ثقي بالله عزوجل واصدقي في التوكل عليه وحسن الظن به، فبذلك سوف تقوى إرادتك وتعلو همّتك.
3- الصبر والاحتساب: فالصبر صفة عظيمة للداعية لأنها ستعرض في طريق الدّعوة للكثير من المحن التي تحتاج الصبر، ولتعلمي بأنه ستأتي عليك أيام صعبة تتعرضين فيه للأذى والسخرية ، والتثبيط والمشقة والتعب ، فالرسول r قد ناله ألوان مختلفة من البلاء، ضرب وشتم وضيق عليه وعلى أصحابه ، فكان صبره في القمة في مجال البلاء.
4- الأخلاق الحسنة: خالق الناس بخلق حسن، وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن.
5- سلاح القرآن والعلوم الشرعية والثقافة: إنّ أكثر الناس لا يدرون ما يكاد لهم من قبل أعدائهم ، ويخلون بين الصديق والعدو، فلا بدّ من إيقاف الناس على حقيقة الأعداء ، اقرئي ثم اقرئي كل مفيد ، حتى تكوني ذات علم وثقافة ووعي، تدفعك نحو النجاح والأمام بثبات ورسوخ وثقة.
__________________________________________________ __________
لماذا ندعو إلى الله؟

1- لعظم أجر الداعية:
فالداعية من أحسن الناس قولاً،
قال تعالى:" وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)
. (سورة فصلت).
ولاستمرار ثواب الداعي بعد موته،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:" صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له .
تخريج السيوطي
(خد م 3 ) عن أبي هريرة.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 793 في صحيح الجامع.
2- استجابة لأمر رسول الله :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
3- لكي تُعذري أمام الله يوم القيامة :
قال تعالى" وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا ۙ اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا ۖ قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ" (164)
الأعراف
4- طلباً للنجاة في الدنيا والآخرة:
قال تعالى" وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (25)
الأنفال
وتقوى هذه الفتنة بالنهي عن المنكر وقمع أهل الشر والفساد ، وأن لا يمكنوا من المعاصي والظلم مهما أمكن.
5- لتصلحي ويصلح بكِ المجتمع.
6- ليسمع الناس الحق فلا ينقلب الحق باطلاً ، والباطل حقاً لسكوتنا.
7- ليحصل الأمن العقلي والحصانة الفكرية.
__________________________________________________ __________
الداعيه الناجحه


الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
ففي عصور الإسلام الفاضلة اشتهرت صحابيات وتابعيات ونساء فقيهات عالمات وأديبات وشاعرات حملن لواء الدعوة والعلم وانطلقن ينشرونة في أرجاء المعمورة فانتفع بعلمهن الكثير، فكانوا أقماراً وشموساً في سماء الإسلام الساطعة. واستكمالاً للمسيرة الدعوية، نقدم للأخت المسلمة الداعية لمحات يسيرة فيما يجب أن تكون عليه لتنجح دعوتها إلى الله.
1- الداعية الناجحة: تأتلف مع البعيدة وتربي القريبة وتداوي القلوب، قال الشاعر:
احرص على حفظ القلوب من الأذى *** فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القــلوب إذا تنـافر ودهــا *** مـثل الزجــاجـة كسرهـا لا يشعب
إن القــلوب إذا تنـافر ودهــا *** مـثل الزجــاجـة كسرهـا لا يشعب
2 - الداعية الناجحة: تظن كل واحدة من أخواتها بأنها أحب أخت لديها عند لقائها بها،
قال تعالى:" وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي "[طه:39].
3 - الداعية الناجحة: عرفت الحق فعرفت أهله، وإن لم تصورهم الأفلام، أو تمدحهم الأقلام،
قال تعالى:" تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فضلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" [الفتح:29].
قال تعالى:" تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فضلا مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ" [الفتح:29].
4 - الداعية الناجحة: أذا قرعت فقيرةٌ بابها ذكرتها بفقرها إلى الله عز وجل، فأحسنت إليها،
" قال الله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" [فاطر:15].
" قال الله تعالى: يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ" [فاطر:15].
5 - الداعية الناجحة: تعلم أنها بأخواتها، فإن لم تكن بهن فلن تكون بغيرهن، قال تعالى: "سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا" [القصص:35].
6 - الداعية الناجحة: لا تنتظر المدح في عملها من أحد؛ إنما تنظر هل يصلح للآخرة أم لا يصلح؟
7 - الداعية الناجحة: إذا رأت أختاً مفتونة لا تسخر منها، فإن للقدر كرات قال تعالى:" وَلولا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا" [الإسراء:74]،
وليكن شعارك: ( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك ).
وليكن شعارك: ( يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك ).
8 - الداعية الناجحة: ترعى بنات الدعاة الكبار الذين أوقفوا وقتهم كله للدعوة، والجهاد في سبيل الله، بعيداً عن الأهل والبيت قال تعالى: "وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [آل عمران:121]
9 - الداعية الناجحة: تجعل من بيتها مشغلاً صغيراً تنفع به الدعوة، والمحتاجين، كأم المساكين ( زينب ) رضي الله عنها.
10 - الداعية الناجحة: تعطي حق زوجها، كما لا تنسى حق دعوتها حتى تكون من صويحبات خديجة رضي الله عنها، قال عنها النبي : { صدقتني إذ كذبني الناس، وآوتني إذ طردني الناس، وواستني بنفسها ومالها، ورزقني الله منها الولد، ولم يبدلني الله خيراً منها }.
11 - الداعية الناجحة: مصباح خير وهدى في دروب التائهين.. تحرق نفسها في سبيل الله...
12 - الداعية الناجحة: تعلم أن مناهجها على ورق إن لم تحيها بروحها وحسها وضميرها وصدقها وسلوكها وجهدها المتواصل.
13 - الداعية الناجحة: لا تهدأ من التفكير في مشاريع الخير التي تنفع المسلمين في الداخل والخارج.. أعمالها تظل إخوانها في كل مكان قال تعالى"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" [الحج:77].
14 - الداعية الناجحة: تنقل الأخوات من الكون إلى مكونه، فلا تكون كبندول الساعة، المكان الذي انطلق منه عاد فيه.. بل تشعر دائماً أنها وأخواتها في تقدم إلى الله
الداعية الناجحة: تشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية والمنتديات، تشترك فيها وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات. والمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ
الداعية الناجحة: تشارك بقلمها في الجرائد والمجلات الإسلامية والمنتديات، تشترك فيها وتقوم على إهدائها للأخوات وإرشادهن إلى أهم الموضوعات. والمقال القصير المقروء خير من الطويل الذي لا يقرأ
15 - الداعية الناجحة: تحقق العلم على أرض الواقع، كان خلق الرسول الكريم القرآن، فهي تعلم أن العلم بلا عمل كالشجر بلا ثمر.
16 - الداعية الناجحة: تبحث عن الوسائل الجديدة والمشوقة في تبليغ دعوتها، ولكن في حدود الشرع وسيأتي الزمن الذي تسود فيه التقنية والمرئيات على الكتب والمؤلفات في اكتساب المعلومات
17 - الداعية الناجحة: لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان { كل علم ليس في قرطاس ضاع }.
17 - الداعية الناجحة: لها مفكرة تدون فيها ما يعرض لها من فوائد في كل زمان ومكان { كل علم ليس في قرطاس ضاع }.
18 - الداعية الناجحة: تعرف في أخواتها النشاط وأوقات الفترة فتعطي كل وقت حقه، فللنشاط إقبال تستغل، وللفترة إدبار تترفق بهن ( لكل عمل شرة ولكل شرة فترة ).
- الداعية الناجحة: تعلم أن المال قوة فلا تسرف طلباتها لكماليات المنزل وتسخر المال في خدمة الإسلام والمسلمين.
21 - الداعية الناجحة: تمارس الدعاء للناس، وليس الدعاء عليهم، لأن القلوب الكبيرة قليلة
22 - الداعية الناجحة: إذا نامت أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله فإذا استيقظت جعلت رؤياها حقائق.
23 - الداعية الناجحة: تطيب حياتها بالإيمان والعمل الصالح، لا بزخارف الدنيا قال الله تعالى:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [النحل:97].
22 - الداعية الناجحة: إذا نامت أغلب رؤياها في الدعوة إلى الله فإذا استيقظت جعلت رؤياها حقائق.
23 - الداعية الناجحة: تطيب حياتها بالإيمان والعمل الصالح، لا بزخارف الدنيا قال الله تعالى:" مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" [النحل:97].
24 - الداعية الناجحة: عرفت الله فقرّت عينها بالله، فقرّت بها كل عين، وأحبتها كل نفس طيبة، فقدمت إلى الناس ميراث الأنبياء.
25 - الداعية الناجحة: لا تعتذر للباطل من أجل عملها للحق، وهل يأسف من يعمل في سبيل الله؟
- الداعية الناجحة: تكون دائماً على التأهب للقاء الله، وإن نامت على الحرير والذهب !!قال تعالى" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ ملاقوة وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ" [البقرة:223].
- الداعية الناجحة: تكون دائماً على التأهب للقاء الله، وإن نامت على الحرير والذهب !!قال تعالى" وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ ملاقوة وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ" [البقرة:223].
26 - الداعية الناجحة: لا تأسف على ما فات ولا تفرح بما هو آت من متاع الدنيا ولو أعطيت ملك سليمان، لم يشغلها عن دعوة الله طرفة عين، قال تعالى:" لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" [الحديد:23].
27 - الداعية الناجحة: لا تفكر في نفسها فقط، بل تفكر في مشاريع تخدم المسلمين والمسلمات،
28 - الداعية الناجحة: تسأل الله دائماً الثبات على الإيمان، وتسأله زيادته،
29 - الداعية الناجحة: لا ترجو غير الله ولا تخاف إلا الله. متوكلة على الله، وراضية بقضاء الله.
28 - الداعية الناجحة: تسأل الله دائماً الثبات على الإيمان، وتسأله زيادته،
29 - الداعية الناجحة: لا ترجو غير الله ولا تخاف إلا الله. متوكلة على الله، وراضية بقضاء الله.
30 - الداعية الناجحة: قرة عينها في الصلاة،
31 - الداعية الناجحة: يجتمع فيها حسن الخلق، فهي ودودة كريمة جوادة.
32 - الداعية الناجحة: تتحمل الأذى من كل من يسيء إليها، وتحسن إليهم.
33 - الداعية الناجحة: العلم عندها العلم الشرعي لا الدنيوي.
34 - الداعية الناجحة: أولادها مؤدبون، دعاة، قدوة، تربوا في بيت دين وعلم، لا يولدون للآخرين الإزعاج.
35 - الداعية الناجحة: منارة تحتاط لنفسها في مجال النسوة، وفي غاية الأدب والتحفظ، وهي صادقة في أخلاقها.
36 - الداعية الناجحة: منضبطة تعرف متى تزور ومتى تُزار، حريصة على وقتها ليست بخيلة بزمانها، وليست ثقيلة فتُمل، ولا خفيفة فيستخف بها.
37 - الداعية الناجحة: لا تنس الفقراء وهي تلبس، ولا تنسى المساكين وهي تطبخ، ولا تنسى الأرامل وهي تشتري حاجياتها، ولا تنسى اليتامى وهي تكسو عيالها، قال تعالى:" لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ" [آل عمران:92].
38 - الداعية الناجحة: تسعى على تزويج أخواتها في الله، لأنها تعلمت من، فلا تترك أخواتها للهم والوحدة والأحزان، ولا تهدأ الأخت حتى يتم لأختها الخير والسعادة.
39 - الداعية الناجحة: إن وقع عليها بلاء كغضب زوج، أو إيذاء جار، تعلم أن ذلك وقع لذنب سبق فعليها التوبة والاستغفار.
40 - الداعية الناجحة: تصبر على الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتصبر على إصلاح عيوب أخواتها، ولا تتعجل ولا تظن بأحد الكمال، بل تنصح بلطف وتتابع باهتمام ولا تهمل.
فنسأل الله أن يوجد في أخواتنا وبناتنا مثل هذه الداعية الدرة الثمينة. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
منقول للفائدة
__________________________________________________ __________
الداعية إذا تزوجت
محمد بن رشيد العويد

تكون الفتاة الملتزمة شعلة في الدعوة إلى الله،
وتحبيب أوامره للقلوب، وتكتب بعاطفة صادقة مشبوبة،
وتدعو بلسان يأسر النفوس، ويقنع العقول،
حتى إنها لتكسب داعيات جديدات، يقتبسن منها ويحذون حذوها.
وتتزوج هذه الفتاة، فإذا بها تنـزوي في بيتها،
ويخفت صوتها، وتفتقدها أخواتها،
تعتذر منهن إذا دعونها إلى لقاء، وتتوارى عنهن إذا صادفنها في الطريق.
ولقد تكرر هذا حتى أطلقت المسلمات على الزواج "مقبرة الداعيات"، وصرن "يشيّعن" المتزوجة إلى
بيتها بدلاً من "زفها" إليه.
فما السر في هذا الانقلاب ؟ وهل هو طبيعي مقبول؟
أم أنه شاذ مرفوض؟
علينا أن نقرّ أن حال فتاة ليس عليها مسؤوليات تجاه زوج وأولاد، وتبعات بيت،
يختلف عن حال زوجة تحمل هذه التبعات وتلك المسؤوليات.
ومن
ثم فإن من الطبيعي أن ينقص عطاء الفتاة لدعوتها خارج
بيتها بعد زواجها، وأن يقل الوقت الذي
تمضيه مع أخواتها الداعيات، وأن تغيب كتاباتها الحماسية أو تضعف نبرتها وتخفت حرارتها.
لقد أصبح للفتاة بعد زواجها رسالة ليست هيّنة،
رسالة جليلة خطيرة، تسعى من خلالها لتأسيس
خلية صالحة من خلايا المجتمع المسلم، خلية ترعى فيها زوجاً،
تكون له سكناً، وتربي فيها أطفالاً،
تكون لهم راعية ومرشدة ومعلّمة.
فهل يمكن لمن هذا شأنها وحالها أن تستمر في عطائها القديم؟
هل نتهمها بالهروب، والتخلي عن الدعوة، ومفارقة أخواتها الداعيات؟
علينا ألا نطالبها بعطائها الذي كان قبل الزواج قدراً وحماسة،
وعلينا أن نقدر انشغالاتها بزوجها وأولادها وبيتها،
وعلينا ألا نهوّن من مسؤولياتها الجديدة وأعبائها التي
لم تكن تحملها من قبل، لكن هذا لا يعني أبداً تبريرنا
انصرافها عن أخواتها، أو مقاطعتها لهن،
أو تراجع التزامها بدينها، وضعف تطبيقها أوامره،
بل لعل استقرارها، الذي أثمره زواجها، يساعدها
على مواصلة دعوتها بطمأنينة أكثر، وراحة نفسية أفضل،
وربما بمساندة من زوجها إذا كان ملتزماً مثلها،
كما أن استقلالها عن أهلها في بيت هي ملكته،
يساعدها في دعوتها، ويمنحها فرصاً ربما لم تكن تتوافر
لها في بيت أهلها،
ولعل إنفاق زوجها عليها يكفيها عملها خارج بيتها،
فيعينها على اتخاذ قرار الاستقالة،
وهذه الاستقالة تمنحها وقتاً كان يأخذه عملها منها،
فتجعل لدعوتها نصيباً من ذاك الوقت الذي كسبته بترك عملها.
وعليه فإن المرجو من الداعية التي تتزوج أن تحرص على ما يلي
• أن تقوّي التزامها بدينها؛ لأن زواجها يحصّنها ويعفّها
ويقطع الطريق على وساوس إبليس بالتبرج
وإظهار الزينة أمام غير المحارم.
• على الرغم من أن واجباتها ومسؤولياتها تجاه
زوجها وأولادها تأخذ كثيراً من وقتها وطاقتها،
فإن تنظيمها أعمالها يساعدها على توفير قدر من الوقت،
وإعطاء شيء من الجهد لدعوتها.
• زياراتها واستقبالاتها لغير الأهل والأقارب يمكن أن تبقى
لأخواتها في الله، تواصل من خلالها دعوتها إلى الله،
وعملها في سبيله، بالتشاور والتحاور مع أخواتها،
واستكمال دراسة ما وضعنه من برامج.
• تفاهمها مع زوجها يساعدها على إقناعه بأهمية الدعوة
وفضلها وبركتها، ويجعله من ثم يساندها ويحثها على مواصلة
عملها الدعوي، ويقدر بعض انشغالها عنه (زوجها)،
وغيابها قليلاً عن البيت.
• على أخواتها الداعيات، من جهتهن، ألا يقطعن المتزوجة
وإن بدأتهن بالقطيعة، وأن يزرنها وإن قصّرت في زيارتهن،
وألا يلمنها ويعتبن عليها كثيراً فيُعِنَّ الشيطان عليها.
لتعذرها أخواتها، ويخففن عليها في بداية زواجها،
دون أن ينسحبن من حياتها، ويبتعدن عنها.
محمد بن رشيد العويد

تكون الفتاة الملتزمة شعلة في الدعوة إلى الله،
وتحبيب أوامره للقلوب، وتكتب بعاطفة صادقة مشبوبة،
وتدعو بلسان يأسر النفوس، ويقنع العقول،
حتى إنها لتكسب داعيات جديدات، يقتبسن منها ويحذون حذوها.
وتتزوج هذه الفتاة، فإذا بها تنـزوي في بيتها،
ويخفت صوتها، وتفتقدها أخواتها،
تعتذر منهن إذا دعونها إلى لقاء، وتتوارى عنهن إذا صادفنها في الطريق.
ولقد تكرر هذا حتى أطلقت المسلمات على الزواج "مقبرة الداعيات"، وصرن "يشيّعن" المتزوجة إلى
بيتها بدلاً من "زفها" إليه.
فما السر في هذا الانقلاب ؟ وهل هو طبيعي مقبول؟
أم أنه شاذ مرفوض؟
علينا أن نقرّ أن حال فتاة ليس عليها مسؤوليات تجاه زوج وأولاد، وتبعات بيت،
يختلف عن حال زوجة تحمل هذه التبعات وتلك المسؤوليات.
ومن
ثم فإن من الطبيعي أن ينقص عطاء الفتاة لدعوتها خارج
بيتها بعد زواجها، وأن يقل الوقت الذي
تمضيه مع أخواتها الداعيات، وأن تغيب كتاباتها الحماسية أو تضعف نبرتها وتخفت حرارتها.
لقد أصبح للفتاة بعد زواجها رسالة ليست هيّنة،
رسالة جليلة خطيرة، تسعى من خلالها لتأسيس
خلية صالحة من خلايا المجتمع المسلم، خلية ترعى فيها زوجاً،
تكون له سكناً، وتربي فيها أطفالاً،
تكون لهم راعية ومرشدة ومعلّمة.
فهل يمكن لمن هذا شأنها وحالها أن تستمر في عطائها القديم؟
هل نتهمها بالهروب، والتخلي عن الدعوة، ومفارقة أخواتها الداعيات؟
علينا ألا نطالبها بعطائها الذي كان قبل الزواج قدراً وحماسة،
وعلينا أن نقدر انشغالاتها بزوجها وأولادها وبيتها،
وعلينا ألا نهوّن من مسؤولياتها الجديدة وأعبائها التي
لم تكن تحملها من قبل، لكن هذا لا يعني أبداً تبريرنا
انصرافها عن أخواتها، أو مقاطعتها لهن،
أو تراجع التزامها بدينها، وضعف تطبيقها أوامره،
بل لعل استقرارها، الذي أثمره زواجها، يساعدها
على مواصلة دعوتها بطمأنينة أكثر، وراحة نفسية أفضل،
وربما بمساندة من زوجها إذا كان ملتزماً مثلها،
كما أن استقلالها عن أهلها في بيت هي ملكته،
يساعدها في دعوتها، ويمنحها فرصاً ربما لم تكن تتوافر
لها في بيت أهلها،
ولعل إنفاق زوجها عليها يكفيها عملها خارج بيتها،
فيعينها على اتخاذ قرار الاستقالة،
وهذه الاستقالة تمنحها وقتاً كان يأخذه عملها منها،
فتجعل لدعوتها نصيباً من ذاك الوقت الذي كسبته بترك عملها.
وعليه فإن المرجو من الداعية التي تتزوج أن تحرص على ما يلي
• أن تقوّي التزامها بدينها؛ لأن زواجها يحصّنها ويعفّها
ويقطع الطريق على وساوس إبليس بالتبرج
وإظهار الزينة أمام غير المحارم.
• على الرغم من أن واجباتها ومسؤولياتها تجاه
زوجها وأولادها تأخذ كثيراً من وقتها وطاقتها،
فإن تنظيمها أعمالها يساعدها على توفير قدر من الوقت،
وإعطاء شيء من الجهد لدعوتها.
• زياراتها واستقبالاتها لغير الأهل والأقارب يمكن أن تبقى
لأخواتها في الله، تواصل من خلالها دعوتها إلى الله،
وعملها في سبيله، بالتشاور والتحاور مع أخواتها،
واستكمال دراسة ما وضعنه من برامج.
• تفاهمها مع زوجها يساعدها على إقناعه بأهمية الدعوة
وفضلها وبركتها، ويجعله من ثم يساندها ويحثها على مواصلة
عملها الدعوي، ويقدر بعض انشغالها عنه (زوجها)،
وغيابها قليلاً عن البيت.
• على أخواتها الداعيات، من جهتهن، ألا يقطعن المتزوجة
وإن بدأتهن بالقطيعة، وأن يزرنها وإن قصّرت في زيارتهن،
وألا يلمنها ويعتبن عليها كثيراً فيُعِنَّ الشيطان عليها.
لتعذرها أخواتها، ويخففن عليها في بداية زواجها،
دون أن ينسحبن من حياتها، ويبتعدن عنها.

الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ

للشيخ سلطان العيد
******
فيقول الله عز وجل: (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
لما بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم معاذَ بن جبل رضي الله عنه إلى اليمن داعياً إلى الله عز وجل أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بوصايا منها: أنه عليه الصلاة والسلام قال له: «
**إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم و ليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم و توق كرائم أموال الناس .
تخريج السيوطي
(ق) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2296 في صحيح الجامع.
وعُلِمَ منه أن الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ وأولويَّاتٌ لابد من مراعاتها.
معاشر المؤمنين : إن الأمة الإسلامية اليوم تشهد ـــ بحمد الله ـــ يقظةً إسلامية، وعودةً إلى هدي النبي الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وتوبةً وأوبةً إلى الله عز وجل، بعد أن رُفِعت أعلامُ الباطل وشعاراتُه ردحاً من الزمن، سعياً ورغبةً في إطفاء نور الله قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، وذهب الباطلُ وأهلُه ودِعاياتُه، وبقي الإسلام قويِّاً عزيزا، ظاهراً بأمر الله عز وجل: ( َأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ)
ومما لا شكَّ فيه أن هذه اليقظةَ الإسلامية في حاجة إلى نصحِ المخلصين، وفتاوي العلماء الربَّانيين، ليستمرَّ عطاؤها وتؤتيَ ثمارها، وتسير على الصراط المستقيم، إذا كانت هذه اليقظة إسلاميةً حقَّا فيجب أن تهتديَ بنور الكتاب والسُّنة، فإن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أوّلها قال تعالى (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، ويقول ربُّنا تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).
شبابَ الإسلام .. دُعاةَ الهُدى.. لابُدَّ لهذه اليقظة من ضوابط لتعظُمَ بركتها، ويعُمَّ نفعُها، ولتكون على هدي النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغُرِّ الميامين رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأول هذه الضوابط:
التمسُّك بالقرآن والسُّنة:
فالهداية بهما، والنجاة باتياع سبيليهما قال الله جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)
ولا يتم التمسُّك بهما إلا بالتعلُّمِ والفهمِ وسؤال أهل العلم؛ ذلك أن الدعوة إذا شُغلت بالسياسة عن الهداية وتعلُّم الكتاب والسُّنة خُشيَ عليها، ولنا في سلفنا الصالح أُسوة، فها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يرَون كُفر صناديد قريش وعداءهم وكيدهم للإسلام وأهله، فما كان ذلك ليُشغلهم عن تدارس كتاب الله عز وجل وتعلم شرائع الإسلام:قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) وقال ربنا جل وعلا: ( َأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ) وقال عز وجل: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).
أين نحن من قوله جل وعلا: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، يُخطئ مَن يظن أنه من الدعاة، وقدماه لا تعرف الطريق إلى حِلَق العلم، إذ كيف يُبَصِّرُ الناس مَن لم يعرف الكتاب والسُّنة؟!!
قال ربُّنا جل وعلا: قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فأتباعُه صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى الله على بصيرة؛ أي: بعلمٍ بالقرآن والسُّنة.
ولا تكون الدعوة مرضيَّةً إلا إذا بُنِيَت على العلم الشرعي الصحيح، وقد ترجم الإمام البخاريُّ رحمه الله في صحيحه فقال:« بابٌ: العلم قبل القول والعمل » واستدلَّ بقول ربِّنا جلَّ وعلا
أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم) قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « كلُّ دعوةٍ بلا علم فإنها لابد أن يكون فيها انحرافٌ وضلال، ونرى كثيراً من الإخوة اندفعوا بالعاطفة الدينية ـــ ولا شكَّ أن هذا خير ـــ وإذا لم تكن هناك حرارةٌ وعاطفةٌ فلن يكون إقدام،
ولكن العاطفة لا تكفي وحدها،
بل لابد من العلم الذي يسير عليه الإنسان في عمله وفي دعوته؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلمبلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولا يمكن أن نبلِّغ عنه إلا ما علمناه من شريعته.. ».
ثم قال: « ومن الأمور المهمة فهم مراد الله ومراد رسوله عليه السلام؛ لأن كثيراً من الناس أوتوا علماً ولم يؤتوا فهما، فلا يكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسَّر من السُّنة بدون فهم، وما أكثر الخلل من قومٍ استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله، فحصل بذلك الضلال » انتهى كلامه رحمه الله وغفر له.
الضابط الثاني:
الحكمة :
وما أمَرَّ الحِكمةَ على غير ذي الحكمة، قال الله جلَّ وعلا: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.)
الحكمةُ: إتقان الأمور وإحكامها بأن تُنَزَّل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، فليس من الحكمة أن تتعجَّل وتريد من الناس أن ينقلبوا عن حالهم إلى حال الصحابة بين عشيَّةٍ وضُحاها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه الشرع مُتدرِّجا حتى استقرَّ في النفوس وكَمُل.
إن الحكمة تأبي أن يتغيَّر العالَم بين عشيَّةٍ وضُحاها، فلابد من طول النَّفَس، والصبر في الدعوة إلى الله، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني ـــ والله ـــ مسرورٌ بما أرى من غَيرةٍ في شبابنا، وحرصٍ على إزالة المنكر وإحقاق الحق وإثبات المعروف، ولكني أودُّ أن يستعمل هؤلاء الشبابُ الحكمةَ فيما يُقدمون عليه، والأمر وإن تأخَّر قليلا لكن العاقبة حميدة، فهذا الذي التهبت نارُ الغَيرةِ في قلبه، وتجرَّأ على ما تقتضي الحكمة ألا يتجرَّأ عليه، لا شك َّ أنه شيءٌ يسرُّ قلبه مؤقتا، لكن يعقبه مفسدةٌ عظيمة، فإذا أخَّر الأمرَ حتى يتأنَّى وينظرَ كيف يدخل؟ وكيف يخرج؟ حصل بذلك خيرٌ كثير وسَلِمَ من عاقبةٍ تكون سيئةً له ولأمثاله.. » قال: « ولستُ أقول للشباب: لا تتحرَّكوا ولا تدعوا إلى الله ودعُوا الناس، بل أقول: أنكروا المنكر، وادعوا إلى الله ليلاً ونهارا، ولكنِّي أؤكِّدُ على استعمال الحكمة والتأنِّي في الأمور، وأن تُؤتى البيوت من أبوابها » انتهى كلامه.
الضابط الثالث:
التآلف والمحبة في الله عز وجل
لأن ربّنا جل وعلا قال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن كون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
تخريج السيوطي
(حم ق ت ن هـ) عن أنس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3044 في صحيح الجامع والله لن تذوق حلاوة الإيمان، ولن تجد للصلاة والعبادة والمناجاة لذَّة إلا إذا كان في قلبك محبة لأهل الإيمان، من أي بلدٍ كانوا ومن أي جنس.
فهل من المحبة ـــ معاشر المؤمنين ـــ غيبة أهل الإسلام وتنقّصهم، والاشتغال بالبحث عن عيوب الناس، حتى ينسى الإنسان إصلاح نفسه ؟
وهل من محبة أهل العلم والإيمان الطعن في نيَّاتهم، والقدح في فتاويهم، لأنها خالفت هوىً في النفوس؟
وهل من المحبة في الله عز وجل قصر الموالاة على أهل بلدك أو قريتك أو قبيلتك أو مَن يرى رأيك في بعض الأمور الاجتهادية ؟
وهل من المحبة في الله ألا تذبَّ عن أعراض أهل القرآن والسُّنة؟ قال الله جل وعلا: َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال الله عز وجل: َ(وْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
والله لن تُنصَر الأمةُ ويُمَكَّن لها في الأرض إلا بعد أن يُمَكَّن للمحبَّة في الله ، في قلوب أهل الإيمان والإسلام؛ لأن التباغض والتحاسد مؤدٍّ إلى التنازع وقد قال ربنا جل وعلا: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني أدعوكم إلى الأُلفة والاجتماع على دين الله؛ وبهذا سيُكتب لكم النصر، فكم من إنسانٍ حاقدٍ للإسلام عدوٍ للإسلام، يفرح غاية الفرح أن يجد هذا التفرّق في المسلمين ».
الضابط الرابع:
الصبرُ والاحتساب
قال الله جل وعلا: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) اصبر على ما تُلاقيه من إيذاءٍ وأنت تدعو إلى الله عز وجل، وإياك أن تتوقف عن الدعوة فإن سُنَّة الله مَضَت بذلك، قال الله جل وعلا
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً مِّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً) وقال عز وجل: (َلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ)
فاصبروا ـــ معاشرَ الدُّعاة ـــ كما صبر النبيُّ الكريم محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فكم أوذي في ذات الله وهو في مكة، حتى لقد وضعوا سَلا الجزور على ظهره وهو ساجد عند الكعبة، وتمالؤا على قتله فهاجر إلى الله، وآذاه أهل الطائف لما خرج إلى (ثقيفٍ) يدعوهم، فأمروا سفاءهم فرجموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، وفي المدينة لاقى ما لاقى من اليهود والمنافقين فصبر صلوات ربي وسلامه عليه، فالذي يُنكر المنكر قد يُعاديه الأهل والإخوان والقريب والبعيد، فليصبر وليحتسب. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: « عليك أن تصبر وتُصابر، والذي لا يصلح اليوم يصلح غدا، وابدأ بالأهون فالأهون في تهذيب أخلاق الأهل، كما أنني أقول: إن هؤلاء الأهل الذين يجدون في أبنائهم وبناتهم اتجاهاً سليما، لا يحلُّوا لهم أن يقفوا أمام دعوتهم للحق، وليشكرون الله على هذه النعمة، وأن جعل من ذريّتهم من يدلّهم إلى الخير ويأمرهم به، ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه، فإن هذا ـــ والله ـــ أكبر من نعمة المال والقصور والمراكب »
يتبع......
ضوابط دعوية- الخطب المقروئه - موقع فضيلة الشيخ سلطان العيد
**إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله فإذا عرفوا الله فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم و ليلتهم فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم فإذا أطاعوا بها فخذ منهم و توق كرائم أموال الناس .
تخريج السيوطي
(ق) عن ابن عباس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2296 في صحيح الجامع.
وعُلِمَ منه أن الدعوةَ إلى الله عز وجل لها قواعدُ وضوابطُ وأولويَّاتٌ لابد من مراعاتها.
معاشر المؤمنين : إن الأمة الإسلامية اليوم تشهد ـــ بحمد الله ـــ يقظةً إسلامية، وعودةً إلى هدي النبي الكريم محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وتوبةً وأوبةً إلى الله عز وجل، بعد أن رُفِعت أعلامُ الباطل وشعاراتُه ردحاً من الزمن، سعياً ورغبةً في إطفاء نور الله قال تعالى (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)، وذهب الباطلُ وأهلُه ودِعاياتُه، وبقي الإسلام قويِّاً عزيزا، ظاهراً بأمر الله عز وجل: ( َأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ)
ومما لا شكَّ فيه أن هذه اليقظةَ الإسلامية في حاجة إلى نصحِ المخلصين، وفتاوي العلماء الربَّانيين، ليستمرَّ عطاؤها وتؤتيَ ثمارها، وتسير على الصراط المستقيم، إذا كانت هذه اليقظة إسلاميةً حقَّا فيجب أن تهتديَ بنور الكتاب والسُّنة، فإن آخر هذه الأمة لا يصلح إلا بما صلح به أوّلها قال تعالى (إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)، ويقول ربُّنا تعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً).
شبابَ الإسلام .. دُعاةَ الهُدى.. لابُدَّ لهذه اليقظة من ضوابط لتعظُمَ بركتها، ويعُمَّ نفعُها، ولتكون على هدي النبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الغُرِّ الميامين رضي الله عنهم وأرضاهم.
وأول هذه الضوابط:
التمسُّك بالقرآن والسُّنة:
فالهداية بهما، والنجاة باتياع سبيليهما قال الله جلَّ وعلا: (وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ)
ولا يتم التمسُّك بهما إلا بالتعلُّمِ والفهمِ وسؤال أهل العلم؛ ذلك أن الدعوة إذا شُغلت بالسياسة عن الهداية وتعلُّم الكتاب والسُّنة خُشيَ عليها، ولنا في سلفنا الصالح أُسوة، فها هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يرَون كُفر صناديد قريش وعداءهم وكيدهم للإسلام وأهله، فما كان ذلك ليُشغلهم عن تدارس كتاب الله عز وجل وتعلم شرائع الإسلام:قال تعالى ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدَّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) وقال ربنا جل وعلا: ( َأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ إِنَّهُم مُّنتَظِرُونَ) وقال عز وجل: (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً).
أين نحن من قوله جل وعلا: (كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، يُخطئ مَن يظن أنه من الدعاة، وقدماه لا تعرف الطريق إلى حِلَق العلم، إذ كيف يُبَصِّرُ الناس مَن لم يعرف الكتاب والسُّنة؟!!
قال ربُّنا جل وعلا: قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) فأتباعُه صلى الله عليه وسلم هم الدعاة إلى الله على بصيرة؛ أي: بعلمٍ بالقرآن والسُّنة.
ولا تكون الدعوة مرضيَّةً إلا إذا بُنِيَت على العلم الشرعي الصحيح، وقد ترجم الإمام البخاريُّ رحمه الله في صحيحه فقال:« بابٌ: العلم قبل القول والعمل » واستدلَّ بقول ربِّنا جلَّ وعلا

ولكن العاطفة لا تكفي وحدها،
بل لابد من العلم الذي يسير عليه الإنسان في عمله وفي دعوته؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلمبلغوا عني ولو آية ، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3461
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ولا يمكن أن نبلِّغ عنه إلا ما علمناه من شريعته.. ».
ثم قال: « ومن الأمور المهمة فهم مراد الله ومراد رسوله عليه السلام؛ لأن كثيراً من الناس أوتوا علماً ولم يؤتوا فهما، فلا يكفي أن تحفظ كتاب الله وما تيسَّر من السُّنة بدون فهم، وما أكثر الخلل من قومٍ استدلوا بالنصوص على غير مراد الله ورسوله، فحصل بذلك الضلال » انتهى كلامه رحمه الله وغفر له.
الضابط الثاني:
الحكمة :
وما أمَرَّ الحِكمةَ على غير ذي الحكمة، قال الله جلَّ وعلا: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ.)
الحكمةُ: إتقان الأمور وإحكامها بأن تُنَزَّل الأمور منازلها وتوضع في مواضعها، فليس من الحكمة أن تتعجَّل وتريد من الناس أن ينقلبوا عن حالهم إلى حال الصحابة بين عشيَّةٍ وضُحاها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عليه الشرع مُتدرِّجا حتى استقرَّ في النفوس وكَمُل.
إن الحكمة تأبي أن يتغيَّر العالَم بين عشيَّةٍ وضُحاها، فلابد من طول النَّفَس، والصبر في الدعوة إلى الله، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني ـــ والله ـــ مسرورٌ بما أرى من غَيرةٍ في شبابنا، وحرصٍ على إزالة المنكر وإحقاق الحق وإثبات المعروف، ولكني أودُّ أن يستعمل هؤلاء الشبابُ الحكمةَ فيما يُقدمون عليه، والأمر وإن تأخَّر قليلا لكن العاقبة حميدة، فهذا الذي التهبت نارُ الغَيرةِ في قلبه، وتجرَّأ على ما تقتضي الحكمة ألا يتجرَّأ عليه، لا شك َّ أنه شيءٌ يسرُّ قلبه مؤقتا، لكن يعقبه مفسدةٌ عظيمة، فإذا أخَّر الأمرَ حتى يتأنَّى وينظرَ كيف يدخل؟ وكيف يخرج؟ حصل بذلك خيرٌ كثير وسَلِمَ من عاقبةٍ تكون سيئةً له ولأمثاله.. » قال: « ولستُ أقول للشباب: لا تتحرَّكوا ولا تدعوا إلى الله ودعُوا الناس، بل أقول: أنكروا المنكر، وادعوا إلى الله ليلاً ونهارا، ولكنِّي أؤكِّدُ على استعمال الحكمة والتأنِّي في الأمور، وأن تُؤتى البيوت من أبوابها » انتهى كلامه.
الضابط الثالث:
التآلف والمحبة في الله عز وجل
لأن ربّنا جل وعلا قال: (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)
يقول نبينا صلى الله عليه وسلم:«ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن كون الله و رسوله أحب إليه مما سواهما و أن يحب المرء لا يحبه إلا لله و أن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النار .
تخريج السيوطي
(حم ق ت ن هـ) عن أنس.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3044 في صحيح الجامع والله لن تذوق حلاوة الإيمان، ولن تجد للصلاة والعبادة والمناجاة لذَّة إلا إذا كان في قلبك محبة لأهل الإيمان، من أي بلدٍ كانوا ومن أي جنس.
فهل من المحبة ـــ معاشر المؤمنين ـــ غيبة أهل الإسلام وتنقّصهم، والاشتغال بالبحث عن عيوب الناس، حتى ينسى الإنسان إصلاح نفسه ؟
وهل من محبة أهل العلم والإيمان الطعن في نيَّاتهم، والقدح في فتاويهم، لأنها خالفت هوىً في النفوس؟
وهل من المحبة في الله عز وجل قصر الموالاة على أهل بلدك أو قريتك أو قبيلتك أو مَن يرى رأيك في بعض الأمور الاجتهادية ؟
وهل من المحبة في الله ألا تذبَّ عن أعراض أهل القرآن والسُّنة؟ قال الله جل وعلا: َالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) وقال الله عز وجل: َ(وْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْراً وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)
والله لن تُنصَر الأمةُ ويُمَكَّن لها في الأرض إلا بعد أن يُمَكَّن للمحبَّة في الله ، في قلوب أهل الإيمان والإسلام؛ لأن التباغض والتحاسد مؤدٍّ إلى التنازع وقد قال ربنا جل وعلا: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله وغفر له: « إنني أدعوكم إلى الأُلفة والاجتماع على دين الله؛ وبهذا سيُكتب لكم النصر، فكم من إنسانٍ حاقدٍ للإسلام عدوٍ للإسلام، يفرح غاية الفرح أن يجد هذا التفرّق في المسلمين ».
الضابط الرابع:
الصبرُ والاحتساب
قال الله جل وعلا: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) اصبر على ما تُلاقيه من إيذاءٍ وأنت تدعو إلى الله عز وجل، وإياك أن تتوقف عن الدعوة فإن سُنَّة الله مَضَت بذلك، قال الله جل وعلا

فاصبروا ـــ معاشرَ الدُّعاة ـــ كما صبر النبيُّ الكريم محمدٌ صلى الله عليه وسلم، فكم أوذي في ذات الله وهو في مكة، حتى لقد وضعوا سَلا الجزور على ظهره وهو ساجد عند الكعبة، وتمالؤا على قتله فهاجر إلى الله، وآذاه أهل الطائف لما خرج إلى (ثقيفٍ) يدعوهم، فأمروا سفاءهم فرجموه بالحجارة حتى أدموا عقبيه، وفي المدينة لاقى ما لاقى من اليهود والمنافقين فصبر صلوات ربي وسلامه عليه، فالذي يُنكر المنكر قد يُعاديه الأهل والإخوان والقريب والبعيد، فليصبر وليحتسب. قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: « عليك أن تصبر وتُصابر، والذي لا يصلح اليوم يصلح غدا، وابدأ بالأهون فالأهون في تهذيب أخلاق الأهل، كما أنني أقول: إن هؤلاء الأهل الذين يجدون في أبنائهم وبناتهم اتجاهاً سليما، لا يحلُّوا لهم أن يقفوا أمام دعوتهم للحق، وليشكرون الله على هذه النعمة، وأن جعل من ذريّتهم من يدلّهم إلى الخير ويأمرهم به، ويحذرهم من الشر وينهاهم عنه، فإن هذا ـــ والله ـــ أكبر من نعمة المال والقصور والمراكب »
يتبع......
ضوابط دعوية- الخطب المقروئه - موقع فضيلة الشيخ سلطان العيد