عنوان الموضوع : ๑الإيمان وأركانه (2) || دمـعة مــوحد 12 || الإيمان بالملائكة والكتب والرسل๑ سر السعادة
مقدم من طرف منتديات أميرات
مقدم من طرف منتديات أميرات
الإيمان بالملائكة
الملائكة : عالم غيبيٌّ ، مخلوقون ، عابدون لله تعالى ، وليس لهم من خصائص الربوبية و الألوهية شيء ، خلقهم الله تعـالى من نور ، ومنحهـم الانقياد التامَّ لأمره ، والقوة على تنفيذه . قال الله تعالى :
( وَمَنْ عِندَهُ لا يَسْتَكْبـِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ ) [سورة الأنبياء : 19 ، 20]وهم عدد كثير ، لا يحصيهم إلا الله تعالى ، وقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه في قصة المعراج أن النبي صلى الله عليه وسلم رُفع له البيت المعمور في السماء ، يُصلِّي فيه كلَّ يوم سبعون ألف ملك ، إذا خرجوا لم يعودوا إليه آخر ما عليهم .
:
:
[:~ والإيمان بالملائكة يتضمن أربعة أمور : ~:]
الأول : الإيمان بوجودهم .الثاني : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه (كجبريل) ومن لم نعلم أسماءهم نؤمن بهم إجمالاً.الثالث : الإيمان بما علمنا من صفاتهم ، كصفة (جبريل) فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه رآه على صفته التي خُلق عليها ، وله ستمائة جناح قد سدَّ الأفق .وقد يتحول الملك بأمـر الله تعالى إلى هيئـة رجل ، كما حصل (لجبريل) حين أرسله الله تعالى إلى مريم فتمثَّل لها بشرًا سويـًّا ، وحين جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس في أصحابه ، جاءه بصفة رجلٍ شديدِ بياضِ الثياب ، شديدِ سوادِ الشعر ، لا يُرى عليه أثرُ السفر ، ولا يعرفه أحد من الصحابة ، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام ، والإيمان ، و الإحسان ، والساعة ، وأماراتها ؛ فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق ، ثم قال صلى الله عليه وسلم : (هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم) .وكذلك الملائكة الذين أرسلهم الله تعالى إلى إبراهيم، ولوط كانوا على صورة رجال .الرابع مما يتضمنه الإيمان بالملائكة : الإيمان بما علمنا من أعمالهم التي يقومون بها بأمر الله تعالى ؛ كتسبيحه ، والتعبد له ليلاً ونهارًا بدون ملل ، ولا فُتُور .وقد يكون لبعضهم أعمال خَاصَّة .مثل : جبريل الأمين على وحي الله تعالى ، يرسله الله به إلى الأنبياء و الرسل .وميكائيل : الموكل بالقطر أي بالمطر و النبات .وإسرافيل : الموكل بالنفخ في الصور عند قيام الساعة وبعث الخلق .وملك الموت : الموكل بقبض الأرواح عند الموت .ومالك : الموكل بالنار ، وهو خازن النار .والملائكة الموكلين بالأجـِنَّةِ في الأرحام ، إذا أتم الإنسان أربعة أشهر في بطن أمه ، بعث الله إليه ملكـًا وأمره بكتب رزقه ، وأجله ، وعمله ، وشقيٍّ، أو سعيد.والملائكة الموكلين بحفظ أعمال بني آدم ، وكتابتها لكل إنسان ، ملكان أحدهما عن اليمين و الثاني عن الشمال .والملائكة الموكلين بسؤال الميت إذا وضع في قبره ؛ يأتيه ملكان ، يسألانه عن ربه ، ودينه ، ونبيه .::
[:~ والإيمان بالملائكة ، يثمر ثمراتٍ جليلةً منها : ~:]
الأولى : العلم بعظمة الله تعالى ، وقوَّته ، وسلطانه، فإن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .الثانية : شكر الله تعالى على عنايته ببني آدم ، حيث وكَّل من هؤلاء الملائكة من يقوم بحفظهم ، وكتابة أعمالهم ، وغير ذلك من مصالحهم .الثالثة : محبة الملائكة علـى ما قامـوا به من عبادة الله تعالى .وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجسامـًا ، وقالوا : إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات ، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وإجماع المسلمين .قال الله تعالى :
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَواتِ وَالأرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثـُلاثَ وَرُبَاعَ ) [سورة فاطر : 1].وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ) [سـورة الأنفال : 50].وقال تعالى :
(وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ) [سورة الأنعام : 93] .وقال تعالى :
(حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَن قُلُوبـِهِمْ قَالُوا مَاذا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبـِيرُ) [سورة سبأ : 23].وقال في أهل الجنة :
( وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُم بـِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) [سورة الرعد : 23 ، 24].وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(إذا أحب الله العبد نادى جبريل : إن الله يحبُ فلانـًا فأحببه ؛ فيحبّه جبريل ، فينادي جبريل في أهل السماء : إنَّ الله يحب فلاناً فأحبُّوه؛ فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) .وفيه أيضـًا عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد الملائكة يكتبون الأول فالأول ، فإذا جلس الإمام ؛ طووا الصحف ، وجاءوا يستمعون الذكر ) .وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية ، كما قال الزائغون ، وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون .
الإيمان بالكتبالكتب : جمع (كتاب) بمعنى (مكتوب) .والمراد بها هنا : الكتب التي أنزلها الله تعالى على رسله رحمة للخلق ، وهداية لهم ، ليصلُوا بها إلى سعادتهم في الدنيا والآخرة . ::
[:~ والإيمان بالكتب يتضمن أربعة أمور : ~:]الأول : الإيمان بأن نزولها من عند الله حقًّا .الثاني : الإيمان بما علمنا اسمه منها باسمه : كالقرآن الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم ، والتوراة التي أنزلت على موسى صلى الله عليه وسلم ، والإنجيل الذي أنزل على عيسى صلى الله عليه وسلم، والزَّبـُور الذي أوتيه داود صلى الله عليه وسلم ، وأما ما لم نعلم اسمه ؛ فنؤمن به إجمالاً .الثالث : تصديق ما صحَّ من أخبارها ، كأخبار القرآن ، وأخبار ما لم يبدل أو يحرف من الكتب السابقة .الرابع : العمل بأحكام ما لم ينسخ منها ، والرضا و التسليم به سواء أفهمنا حكمته أم لم نفهمها ، وجميع الكتب السابقة منسوخة بالقرآن العظيم قال الله تعالى :
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بـِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [سورة المائدة : 48] أي ( حاكمـًا عليه ).وعلى هذا ، فلا يجوز العمل بأي حكم من أحكام الكتب السابقة إلا ما صحَّ منها ، وأقرَّه القرآن .[:~ والإيمان بالكتب يثمر ثمراتٍ جليلةً منها : ~:]الأولى : العلم بعناية الله - تعالى - بعباده ، حيث أنزل لكل قوم كتابـًا ، يهديهم به .الثانية : العلم بحكمة الله تعالى في شرعه ، حيث شرَّع لكل قوم ما يناسب أحوالهم ، كما قال الله تعالى :
( لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا) [سورة المائدة : 48] .الثالثة : شكر نعمة الله في ذلك .
الإيمان بالرسلالرسل : جمع (رسول) بمعنى : (مُرسَل) أي مبعوث بإبلاغ شيء .والمراد هنا : من أوحي إليه من البشر بشرع وأُمر بتبليغه .وأول الرسل نوح - عليه السلام - وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.قال الله تعالى :
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبـِـيِّـيـنَ مِن بَعْدِهِ) [سورة النساء : 163] .وفي صحيح البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه في حديث الشَّفاعة أن النبي صلى الله عليه وسلم :
( ذكر أن الناس يأتون إلى آدم ؛ ليشفع لهم ، فيعتذر إليهم ويقول : ائتوا نوحـًا أول رسولٍ بعثه الله ) وذكر تمامَ الحديث .وقال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم :
(مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبيِّينَ) [سورة الأحزاب ] .ولم تخلُ أمةٌ من رسول ، يبعثه الله تعالى بشريعة مستقلة إلى قومه ، أو نبي يوحى إليه بشريعة من قبله ؛ ليجـددهـا ، قـال الله تعـالى :
( وَلَقَدْ بَعَثْنَـا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ) [سورة النحل : 36]وقال تعالى : ( وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلا خلا فِيهَا نَذِيرٌ) [سورة فاطر : 36] .وقال تعالى :
(إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بـِهَا النَّبـِـيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُـواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ) [سورة المائدة : 44].والرسل بشر مخلوقون ، ليس لهم من خصائص الربوبية والألوهية شيء ، قال الله تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو سيد الرسل ، وأعظمهم جاهـًا عند الله :
(قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نـَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُمِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنـَاْ إِلاَّ نـَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) [سورة الأعراف : 188].وقال تعالى :
(قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا * قُلْ إِنِّي لَن يُجـِـيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجـِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا) [سورة الجن : 21 ، 22] .وتلحقهم خصائص البشرية : من المرض ، والموت ، والحاجة إلى الطعام ، و الشراب ، وغير ذلك ، قال الله تعالى عن إبراهيم - عليه الصلاة و السلام - في وصفه لربه تعالى :
( وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذا مَرِضْـتُ فَهُوَ يَشْفِيـنِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثـُمَّ يُحْيِينِ) [سورة الشعراء : 79 ، 81] .وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
( إنما أنا بشرٌ مثلكم أنسى كما تنسون ؛ فإذا نسيت ؛ فذكِّروني) .وقد وصفهم الله تعالى بالعبودية له في أعلى مقاماتهم ، وفي سياق الثَّناء عليهم ؛ فقال تعالى في نوح صلى الله عليه وسلم :
( إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا) [سورة الإسراء : 3]
وقال في محمد صلى الله عليه وسلم :
(تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا) [سورة الفرقان : 1] .وقال في إبراهيم ، وإسحاق ، ويعقوب - صلَّى الله عليهم وسلَّم - :
(وَاذكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ أُوْلِي الأيْدِي وَالأبْصَارِ * إِنَّا أَخْلَصْنَاهُم بـِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ * وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ) [سورة ص : 45 ، 47] .وقال في عيسـى ابن مريـم صلى الله عليه وسلم :
(إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَــا عَلَيْـــهِ وَجَعَلْنَـاهُ مَثَـلاً لِّبَنِـي إِسْرَائِيــلَ ) [سورة الزخرف : 59] .::
[:~ والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:~:]الأول : الإيمان بأن رسالتهـم حق من الله تعـالى ، فمن كفر برسالة واحد منهم ؛ فقد كفر بالجميع ، كما قال الله تعالى :
(كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ) [سورة الشعراء : 105] ، فجعلهم الله مكذبين لجميع الرسل ، مع أنه لم يكن رسول غيره حين كذَّبوه ، وعلى هذا فالنصارى الذين كذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم ولم يتبعوه ؛ هم مكذِّبون للمسيح ابن مريم ، غير متبعين له أيضـًا ، لا سيَّما أنه قد بشرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولا معنى لبشارتهم به إلا أنه رسول إليهم ، ينقذُهم الله به من الضَّلالة ، ويهديهم إلى صراط مستقيم .
الثاني مما يتضمنه الإيمان بالرسل : الإيمان بمن علمنا اسمه منهم باسمه مثل : محمد ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ونوح - عليهم الصلاة والسلام - وهؤلاء الخمسة هم أولو العزم من الرسل ، وقد ذكرهم الله -تعالى - في موضعين من القرآن في قوله :
(وَإِذ أَخَذْنـَا مِنَ النَّبيِّينَ مِيثـَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) [سورة الأحزاب : 7]
وقوله :
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بـِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بـِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ) [سورة الشورى : 13] .
وأما من لم نعلم اسمه منهم ؛ فنؤمن به إجمالاً ، قال الله تعالى :
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَــا عَلَيْـــكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْـكَ) [سورة غافر : 78] .
الثالث مما يتضمنه الإيمان بالرسل : تصديق ما صحَّ عنهم من أخبارهم .
الرابع : العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم ، وهو خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم المرسل إلى جميع الناس ، قال الله تعالى:
(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجـِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمـًا ) [سورة النساء : 65] .:
:
[:~ وللإيمان بالرسل ثمراتٌ جليلة منها : ~:]
الأولى : العلم برحمة الله تعالى ، وعنايته بعباده، حيث أرسل إليهم الرسل ؛ ليهدوهم إلى صراط الله تعالى ، ويبينوا لهم كيف يعبدون الله ؛ لأنّ العقل البشري ، لا يستقل بمعرفة ذلك .الثانية : شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى .الثالثة : مَحبَّةُ الرسل - عليهم الصلاة و السلام - وتعظيمهم ، والثَّناء عليهم بما يليق بهم ؛ لأنهم رسل الله تعالى ، ولأنهم قاموا بعبادته ، وتبليغ رسالته ، والنُّصحِ لعباده .وقد كذَّب المعاندون رسلهم زاعمين أن رسل الله تعالى لا يكونون من البشر ! وقد ذكر الله تعالى هذا الزعم ، وأبطله بقوله سبحانه :
(وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُواْ إِذ جَاءهُمُ الْهُدَى إِلاَّ أَن قَالُواْ أَبَعَثَ اللّهُ بَشَرًا رَّسُولاً * قُل لَّوْ كَانَ فِي الأَرْضِ مَلآئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَــا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَــاء مَلَكًا رَّسُولاً) [سورة الإسراء : 94 ، 95] .فأبطل الله تعالى هذا الزعم بأنه لابد أن يكون الرسول بشرًا ؛ لأنه مرسـل إلى أهل الأرض ، وهم بشر ، ولو كان أهل الأرض ملائكة ؛ لنزَّل الله عليهم من السماء ملكـًا رسولاً ؛ ليكون مثلهم ، وهكذا حكى الله تعالى عن المكذبين للرسل أنهم قالوا :
(إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بـِسُلْطَانٍ مُّبينٍ * قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بسُلْطَانٍ إِلاَّ بإِذنِ اللّهِ) [سورة إبراهيم : 10 ، 11].
![]()
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
جزاك الله خيرا وجعلها الله في موازين حسناتك
__________________________________________________ __________
جزاكي الله الف خير
__________________________________________________ __________
جزيتي كل خير
__________________________________________________ __________
جعله الله فى ميزان حسناتك
شكرا
__________________________________________________ __________
جزاك الله كل خير
مجهود رائع حبيبتى