عنوان الموضوع : هل تريد أن تمتلك القدرة على كشف الزيف والباطل - للسعادة
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
مقتطف من كتاب " كواشف زيوف مذاهب فكرية معاصرة " للأستاذ : عبد الرحمن الميدانى
تحت عنوان أصول للمغالطات الجدلية التى يقع فيها أصحاب المذاهب الفكرية المعاصرة :
ويقصد بالمغالطات إصتناع مقدمات باطلة مزيفة ولكنها مزخرفة لكى توهم بصحتها ، فيظن من قبلها أنها حق وفى الحقيقة هى باطل وزيف ومغالطة ، نسأل الله الهداية والتبصرة للجميع :
وللمغالطات الجدلية أصول كثيرة أهمها الأصول التالية :
الأصل الأول
تعميم أمرٍ خاص :
والمغالطة بالتعميم الباطل تنسب إلى بعض أفراد العام ما ليس له من أحكام ، بغية التضليل .
ويستطيع المضللون التأثير على جماهير الناس بهذه المغالطة ، لأن من طبيعة هذه الجماهير أن تصدّر أحكاماً تعميمية ، وأن تقبل أحكاماً تعميمية ، متى شاهدت أمثلة مطبقة على بعض أفراد العام ، وذلك في نظراتهم السريعة السطحية غير العلمية ، وهي النظرات التي ليس فيها أناة ، ولا عمق ، ولا بصيرة ، ولا تتبُّعٌ واستقصاء ، ولا منهجية برهانية .
فإذا رأوا عدداً من اللصوص ينتمون إلى قبيلة ، حكموا على أفراد القبيلة بأنهم لصوص ، كما لو رأوا حيواناً يفترس الأنعام ، إذ يحكمون على كل أفراد نوع هذا الحيوان بأنها تفترس بطبيعتها الأنعام ، ويغفلون عن نقطة مهمة وهي أنه لا يصح قياس الناس الذين يتحركون بإرادتهم على البهائم التي تتحرك بطباعها .
ويستغل المضللون هذه الطبيعة السطحية ، عند الجماهير التي لا تملك منهجية علمية في نظراتها إلى الأمور ، فيضللونهم بأحكام تعميمية باطلة .
ويكون التعميم الباطل بوجهين :
الوجه الأول : أن يكون للفظ العام تطبيقات جزئية مقبولة ومعقولة ، وفيها حق وخير ، وهي تقع ضمن دوائر وحدود خاصة .
والناس يطلقونه دون بيان حدوده الخاصة ، فهو يتردد على الألسن دون قيود .
ويستغل المفسدون المضللون هذا اللفظ بإطلاقه ، ويعطونه مداً تعميمياً ، ليكون له في نفوس الجماهير صدى عام ، يشمل مساحات لا يصح أن يشملها ، فإذا طبق على هذه المساحات الواقعة وراء الحدود المعقولة المقبولة ، كان تطبيقه باطلاً ، ونجم عنه شر وفساد .
مثل ألفاظ : "الحرية – المساواة – التقدم – الواقعية – المثالية – الرجعية – الوطنية – القومية" إلى غير ذلك من ألفاظ مطلقة .
الوجه الثاني: أن تقدم الملاحظة أو التجربة العلمية أمثلة محدودة ، جرت في أفراد العام ، كنوع أو جنس ، وهذه الأمثلة ، لا يصح بناء قاعدة كلية عامة عليها في المنهج العملي السليم .
لكن المضلين يوهمون بأن هذه الأمثلة المحدودة ، التي جرت في أفراد معدودة ، كافية لإعلان قاعدة كلية عامة ، أو قانون شامل لكل أفراد النوع أو الجنس .
ويقبل السطحيون ذلك ، لأن نزعة التعميم وتصدير الأحكام الكلية الشاملة ، أقرب إلى نفوسهم من البحث التفصيلي المتقصي ، الذي لا يسمح بإصدار أحكام تعميمية إلا بعد استقراء شامل أو ما هو قريب منه .
والمغالطة التعميمية ، أخطر مغالطة فكرية تقتات بها وتعيش عليها المذاهب الفكرية المعاصرة ، والاتجاهات المنحرفة في مختلف الميادين والمعارف التي اختلط فيها الحق بالباطل .
والتعميم في الحكم يكون في جانب الإيجاب ، ويكون في جانب السلب ، فالمعمم تعميما ًخائطاً قد يقبل المذهب كلَّه لأن بعضه حق ، وقد يرفض المذهب كله لأن بعضه باطل .
ومن التعميم الفاسد في جانب الإيجاب ، الحكم على كل مُعطيات الحضارة الغربية بالصحة قياساً على ما صح منها في معطيات العلوم البحتة , وعلى ما ظهر منها في المنجزات التطبيقية المادية . مع أن هذا التعميم المستند إلى هذا القياس ، تعميمٌ فاسد ، لأن القياس الذي هو دليله قياس غير صحيح ، ومبعث قبوله عند الجماهير جهلهم بأسس اكتساب المعرفة ، وثقتهم العمياء القائمة على غير أساس منطقي سليم .
إنه ليس من الضروري أن يكون من يستطيع التغلب على المصارعين في المصارعة ، ذا قدرة على التفوق على الشعراء في الشعر ، أو الأدباء في الأدب ، أو علماء الحساب والهندسة في علومهم .
كذلك ليس من الضروري ، ولا من اللازم العادي ، أن يكون المتفوق في العلوم الصناعية قد وصل إلى الحق في قضايا الأخلاق ، أو في قضايا فلسفة الوجود ، والبحثِ عما وراء الظواهر المادية ، فضلاً عن قضايا الدين ذات المصادر الربانية .
ومن التعميم الفاسد في جانب السلب رفض كل دين ، لأن بعض ما يطلق عليه اسم دين هو باطل .
وعلى هذا التعميم الفاسد اعتمد دعاة الإلحاد في محاربة الإسلام .
والمنهج الفكري الذي يجب اتباعه ، هو أن الجزم بالتعميم لا يكون إلا نتيجة استقراء تام لكل الوحدات الجزئية ، التي تدخل في العموم ، فإذا اتحد الحكم في كل الوحدات أمكن عندئذٍ إصدار حكم كلي عام عليها جميعاً .
وإلا ، فإن كان الأغلب يحمل هذا الحكم أمكن إصدار حكمٍ أغلبي ، لا حكم شامل .
وإن كان دون ذلك فالحكم يجب أن يكون بحسب الواقع .
والتعميم القياسي مقبول في قوانين الطبيعة ، بالاستناد إلى الاستقراء الناقص ، لكنه يعطي نظرية قابلة للتغيير ، ولا يعطي حقيقة نهائية . ومقبول في أحكام الشرع الاجتهادية ، لكنه يعطي ظناً راجحاً ، ولا يعطي يقيناً ، إلا في بعض الصور ، وهي التي يكون فيها القياس من باب أولى ..
.................................................. .................................................. .................................................. ......
يتبع بالأصل الثانى إن شاء الله
تحت عنوان أصول للمغالطات الجدلية التى يقع فيها أصحاب المذاهب الفكرية المعاصرة :
ويقصد بالمغالطات إصتناع مقدمات باطلة مزيفة ولكنها مزخرفة لكى توهم بصحتها ، فيظن من قبلها أنها حق وفى الحقيقة هى باطل وزيف ومغالطة ، نسأل الله الهداية والتبصرة للجميع :
وللمغالطات الجدلية أصول كثيرة أهمها الأصول التالية :
الأصل الأول
تعميم أمرٍ خاص :
والمغالطة بالتعميم الباطل تنسب إلى بعض أفراد العام ما ليس له من أحكام ، بغية التضليل .
ويستطيع المضللون التأثير على جماهير الناس بهذه المغالطة ، لأن من طبيعة هذه الجماهير أن تصدّر أحكاماً تعميمية ، وأن تقبل أحكاماً تعميمية ، متى شاهدت أمثلة مطبقة على بعض أفراد العام ، وذلك في نظراتهم السريعة السطحية غير العلمية ، وهي النظرات التي ليس فيها أناة ، ولا عمق ، ولا بصيرة ، ولا تتبُّعٌ واستقصاء ، ولا منهجية برهانية .
فإذا رأوا عدداً من اللصوص ينتمون إلى قبيلة ، حكموا على أفراد القبيلة بأنهم لصوص ، كما لو رأوا حيواناً يفترس الأنعام ، إذ يحكمون على كل أفراد نوع هذا الحيوان بأنها تفترس بطبيعتها الأنعام ، ويغفلون عن نقطة مهمة وهي أنه لا يصح قياس الناس الذين يتحركون بإرادتهم على البهائم التي تتحرك بطباعها .
ويستغل المضللون هذه الطبيعة السطحية ، عند الجماهير التي لا تملك منهجية علمية في نظراتها إلى الأمور ، فيضللونهم بأحكام تعميمية باطلة .
ويكون التعميم الباطل بوجهين :
الوجه الأول : أن يكون للفظ العام تطبيقات جزئية مقبولة ومعقولة ، وفيها حق وخير ، وهي تقع ضمن دوائر وحدود خاصة .
والناس يطلقونه دون بيان حدوده الخاصة ، فهو يتردد على الألسن دون قيود .
ويستغل المفسدون المضللون هذا اللفظ بإطلاقه ، ويعطونه مداً تعميمياً ، ليكون له في نفوس الجماهير صدى عام ، يشمل مساحات لا يصح أن يشملها ، فإذا طبق على هذه المساحات الواقعة وراء الحدود المعقولة المقبولة ، كان تطبيقه باطلاً ، ونجم عنه شر وفساد .
مثل ألفاظ : "الحرية – المساواة – التقدم – الواقعية – المثالية – الرجعية – الوطنية – القومية" إلى غير ذلك من ألفاظ مطلقة .
الوجه الثاني: أن تقدم الملاحظة أو التجربة العلمية أمثلة محدودة ، جرت في أفراد العام ، كنوع أو جنس ، وهذه الأمثلة ، لا يصح بناء قاعدة كلية عامة عليها في المنهج العملي السليم .
لكن المضلين يوهمون بأن هذه الأمثلة المحدودة ، التي جرت في أفراد معدودة ، كافية لإعلان قاعدة كلية عامة ، أو قانون شامل لكل أفراد النوع أو الجنس .
ويقبل السطحيون ذلك ، لأن نزعة التعميم وتصدير الأحكام الكلية الشاملة ، أقرب إلى نفوسهم من البحث التفصيلي المتقصي ، الذي لا يسمح بإصدار أحكام تعميمية إلا بعد استقراء شامل أو ما هو قريب منه .
والمغالطة التعميمية ، أخطر مغالطة فكرية تقتات بها وتعيش عليها المذاهب الفكرية المعاصرة ، والاتجاهات المنحرفة في مختلف الميادين والمعارف التي اختلط فيها الحق بالباطل .
والتعميم في الحكم يكون في جانب الإيجاب ، ويكون في جانب السلب ، فالمعمم تعميما ًخائطاً قد يقبل المذهب كلَّه لأن بعضه حق ، وقد يرفض المذهب كله لأن بعضه باطل .
ومن التعميم الفاسد في جانب الإيجاب ، الحكم على كل مُعطيات الحضارة الغربية بالصحة قياساً على ما صح منها في معطيات العلوم البحتة , وعلى ما ظهر منها في المنجزات التطبيقية المادية . مع أن هذا التعميم المستند إلى هذا القياس ، تعميمٌ فاسد ، لأن القياس الذي هو دليله قياس غير صحيح ، ومبعث قبوله عند الجماهير جهلهم بأسس اكتساب المعرفة ، وثقتهم العمياء القائمة على غير أساس منطقي سليم .
إنه ليس من الضروري أن يكون من يستطيع التغلب على المصارعين في المصارعة ، ذا قدرة على التفوق على الشعراء في الشعر ، أو الأدباء في الأدب ، أو علماء الحساب والهندسة في علومهم .
كذلك ليس من الضروري ، ولا من اللازم العادي ، أن يكون المتفوق في العلوم الصناعية قد وصل إلى الحق في قضايا الأخلاق ، أو في قضايا فلسفة الوجود ، والبحثِ عما وراء الظواهر المادية ، فضلاً عن قضايا الدين ذات المصادر الربانية .
ومن التعميم الفاسد في جانب السلب رفض كل دين ، لأن بعض ما يطلق عليه اسم دين هو باطل .
وعلى هذا التعميم الفاسد اعتمد دعاة الإلحاد في محاربة الإسلام .
والمنهج الفكري الذي يجب اتباعه ، هو أن الجزم بالتعميم لا يكون إلا نتيجة استقراء تام لكل الوحدات الجزئية ، التي تدخل في العموم ، فإذا اتحد الحكم في كل الوحدات أمكن عندئذٍ إصدار حكم كلي عام عليها جميعاً .
وإلا ، فإن كان الأغلب يحمل هذا الحكم أمكن إصدار حكمٍ أغلبي ، لا حكم شامل .
وإن كان دون ذلك فالحكم يجب أن يكون بحسب الواقع .
والتعميم القياسي مقبول في قوانين الطبيعة ، بالاستناد إلى الاستقراء الناقص ، لكنه يعطي نظرية قابلة للتغيير ، ولا يعطي حقيقة نهائية . ومقبول في أحكام الشرع الاجتهادية ، لكنه يعطي ظناً راجحاً ، ولا يعطي يقيناً ، إلا في بعض الصور ، وهي التي يكون فيها القياس من باب أولى ..
.................................................. .................................................. .................................................. ......
يتبع بالأصل الثانى إن شاء الله
==================================
ومنها ( وهذا أهمها على الأطلاق ) :
التلبيس :
وهو دس الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، ضمن حَشْد أفكار صحيحة ، أو مقبولة إجمالاً ولها حظٌّ من النظر الفكري السليم ، ولو كانت ظنوناً لم ترق إلى مستوى الحقائق العلمية ، فالظنون الراجحة مقبولة في العلوم حتى يأتي ما هو أقوى منها ، ولكنّ اللعبة الشيطانية الماكرة تتمثل في مجيء سموم الأفكار الباطلة الضالة مندسة ضمن حشد كبير من أفكار المعارف المقبولة في مناهج البحث العلمي .
وربما يكون عرض الفكرة الباطلة في أواخر عرض الأفكار الأخرى ، وبذلك تتسلل الفكرة الباطلة إلى داخل النفس دون أن تجد عيوناً حذرةً تكشفها ، وتبصر الزيف الذي يكتنفها ويغطيها .
إن من طبيعة الإنسان أن يستجمع في أوائل الأمور كل ما يملك من قدرات حذَرٍ لديه ، وبها يفحص كل كبيرة وصغيرة فحصاً دقيقاً يقظاً يقظةً واعية تناسب ما لديه من قدرات ، حتى إذا طال عليه الأمد في الفحص الحذر اليقظ الواعي ، دون أن يعثر على ما فيه من زيف ظاهر ، أو باطل مدسوس بقصد ، مل من شدة الفحص والمراقبة ، وبدأ النعاس يدبّ إلى مراكز المراقبة داخل نفسه ، ثمّ تهدأ نفسه ، ويذهب عنها التوتر الحذِر ، وترتخي أعصابه ، ثمّ تبدأ الطمأنينة تتسلل إلى قلبه شيئاً فشيئاً ، فإذا اطمأن منح ثقته دون حذر ، وقد يصل إلى حالة المستقبلِ الواثق دون نقد ولا اعتراض ، ثمّ إلى وضع المستسلم استسلاماً تاماً.
وعندئذٍ تستطيع الأفكار الباطلة المندسة أن تتسلل إلى عمق النفس ، وإلى مركز ثوابت الأفكار ، دون أن تجد عقبة تصدّها ، أو أجهزة تفتيش ومراقبة تكشف زيفها ، وتستبين بطلانها ، ويردد المستقبل الواثق الأفكار الباطلة دون تحرير ولا مناقشة ، ثقة بحصافة كاتبها أو ممليها .
ويستغل المضلون هذه الحيلة الشيطانية استغلالاً واسعاً جداً ، فيما يكتبون ، وفيما ينشرون ، وفيما يعرضون من مقولات وأبحاث ، بمختلف وسائل التعليم والإعلام ، لتتسلل زيوفهم إلى عمق النفوس ، دون أن تستوقفها أجهزة تفتيش أو فحص أو مراقبة ، وقد تتحول إلى مفاهيم ثابتة ، ثمّ إلى عقائد راسخة ، رغم بطلانها .
بهذه الحيلة الشيطانية قد تدخل النقود المزيفة على أمهر صيرفي نقاد ، وقد تدخل الأفكار الباطلة على أمهر عالم فحص ، فكيف بالذين لا خبرة عندهم ، أو تحصيلهم من المعرفة قليل ، أو ذهنهم في إدراك الزيف كليل ؟؟.
والخطير في عمليات التلبيس أن يكون دس الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، ضمن قواعد العلوم التجريبية أو الوصفية ، ويلاحظ أنه غالباً ما تكون الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، المندسة في العلوم التجريبية أو الوصفية ، آراءً فلسفية ليس لها دليل تجريبي ، ولا دليل حسي ، والمكيدة الشيطانية تجعلها إحدى الأسس النظرية التي تدل عليها الملاحظة ، أو تثبتها التجربة ، مع أن الملاحظة لا تدل عليها مطلقاً ، والتجربات والتطبيقات ترفضها وتدل على خلافها .
إن أي مضلل بفكرة ، أو مذهب ، أو طريقة باطلة ، لا يستطيع التأثير في مجموعة من الناس ، ولا يستطيع أن يكون لآرائه الفاسدة مفسدة مسير في الأفكار ، ما لم يدس ما يريد التضليل به ضمن مجموعة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، أو التي لها حظٌّ من النظر ، ولو لم تثبت بعدُ صحتها .
إنه بعمله هذا يغطي ويستر الباطل البين الواضح الفساد ، إن عرض جملة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، تجعل أذهان الناس تستسلم وتطمئن لسلامة قصد عارضها أو مقدمها ، لا سيما حينما يزينها بزخرف من القول ، وينضدها تنضيداً ذكياً ، ويرتبها ترتيباً منطقياً .
ثمّ تأتي الأفكار المندسة محاطة من سوابقها ولواحقها بما يسترها ، إذ للصحيح وللمقبول من الأفكار ظلال تسمح بمرور الباطل المندس بينها ، دون أن نثير الانتباه ، ودون أن تكشف الأذهان بطلانه .
وهكذا يُغشّي المبطلون بالدس الماكر وبزخرفٍ من القول زيوفهم الفكرية ، فتعبُر أفكارهم المزيفة ضمن ما يعبر إلى أذهان الناس من أفكار أخرى .
ولولا ذلك لاكتشف الناس الباطل بسرعة ، ولرفضوه ، فالجماهير من الناس ترفض بمنطقها التلقائي ما تراه باطلاً ، أو تعتقد بطلانه .
وواجب المسلم الحصيف أن يستجمع كل وعيه ، ويفحص كل كبيرة وصغيرة من أفكار الناس وآرائهم ومقولاتهم ومذاهبهم ، فإذا لم يكن أهلاً لذلك فعليه أن يسأل أهل العلم والمعرفة والخبرة والتخصص ، من أئمة المسلمين الذين يخشون الله واليوم الآخر ، وعرفوا بتقواهم وصفاء أفكارهم ، وقدرتهم على النقد والفحص وتمييز الحق من الباطل ، وكشف زيوف الأفكار والمذاهب .
فالشياطين كثيرون ، ومكرهم عظيم ، وحيلهم قد تخدع أئمة أولي الألباب .
ويجدر التنبيه على أن الباطل في مجموع البناء الفكري لمذاهب المضلين قد يكون بمثابة الأساس الخفي عن الأنظار ، والذي يكون كَشَفا جُرُفٍ هارٍ . وقد يكون بمثابة قضبان من الورق المقوى ، مدهونة بلون الحديد ، توضع بدل قضبان الحديد في سقف من الاسمنت المسلح . وقد يكون الباطل بمثابة قطرات قاتلات من السم الزعاف ، مدسوسة في كأس شراب من الماء والعسل .
وحيلة التلبيس هذه من حيل اليهود وأساليبهم في المكر والتضليل ، ولذلك خاطبهم الله عزّ وجلّ بقوله في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
ثمّ خاطبهم أيضاً بقوله عزّ وجلّ في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
ويجدر التنبيه أيضاً على أن مقاومة الباطل لا تكون بادعاء بطلان كل أجزاء المذهب الذي يضعه المبطلون ، أو بطلان كل الأفكار التي يعرضها المبطلون أو يروجونها ، ليستغلوها في تحقيق أغراضهم .
إنما تكون مقاومة الباطل بكشف عناصر الباطل الموجودة في المذهب ، أو في الآراء المعروضة ، وببيان بطلانها .
وحين لا يتيسر للباحث كشف العناصر الباطلة ، فينبغي أن لا يزيد على بيان أن المذهب أو جملة الآراء المعروضة لا يجوز الأخذ بها في مجموعها الكلي ، بسبب الباطل المندس فيها ، والمفسد لها . نظير حكمنا على كأس شراب العسل المسموم بأنه يجب الامتناع عن تناول أي مقدار منه ، لأنه قاتل .
لكننا حينما نستطيع التمييز والفصل بين الحق والباطل ، في عناصر المذهب أو جملة الآراء والأفكار المعروضة في نظام فكري يغري بالقبول ، فإن اللجوء إلى هذا التمييز والفصل هو الأحق بأن يكون منهجنا ، وهو المنهج الذي يتبعه رواد الحق وعشاقه ، والباحثون عنه والداعون إليه .
وعلى الباحث وفق هذا المنهج أن يفصل أي موضوع ذي عناصر إلى عناصره ووحداته الجزئية ، ثمّ يبحث في كل عنصر منها وفق أصول البحث العلمي ، ثمّ يبني حكمه بالاستناد إلى ما وصل إليه بحثه في ذلك العنصر ، وهكذا حتى يستوفي كل العناصر ، ولا تغرَّنه كثرة عناصر الصواب ، إذْ يكفي عنصر فاسد واحد لإفساد نظرية الموضوع كله .
بيد أن هذا المنهج هو من وظائف المتفوقين من أهل البحث والنظر العلمي ، أما الجماهير التي تأخذ المذهب اتباعاً تقليدياً ، فهي لا تستطيع التمييز ولا الفصل ، لذلك فمن واجبها الاجتناب الكلي ، خشية أن تتأثر بالباطل من حيث لا تشعر .
والسطحيون الذين يندفعون مع بادئ الرأي ، أو بادي الرأي ، دون تريث ولا تفكير عميق دقيق ، وينخدعون بالأصباغ والألوان الظاهرة ، وزخرف القول ، دون فحص لما يعرض عليهم الشياطين فحصاً جزئياً مجهرياً ، يسقطون في مكيدة الزيف ، ويسلمون أعنتهم لجزاريهم .
هؤلاء السطحيون المغفلون ، يندفعون كالقطعان إلى حتوفهم وحتوف أمتهم ، وطعم قطع الحلوى التي تقدم لهم وهم يتسابقون في الطريق ، يشغل ساحة التفكير بتأثير من شهواتهم الحاضرة ، فلا يفكرون فيما هم إليه صائرون ، وما هم إليه سائرون .
ويتسابقون وهم يتضاحكون ، ومئات القتلى منهم يتساقطون على أيدي سائقيهم إلى مذابحهم ، وبسذاجة تامة ، وغباء مطبق ، يفسرون تساقط المتساقطين منهم بكل تفسير ، إلا التفسير الحقيقي الذي يكشف أنهم منخدعون بقادتهم ، وبأئمة الضلال الذين يدفعون بهم في الطريق التي هم فيها يتراكضون ، وإلى هلاكهم يتسابقون .
وقد يرون أئمتهم يجلدونهم ، ويذبحون رفاقهم ، أو يسلطونهم على قتل رفاق طريقهم ، فيعتذرون عنهم بأنهم مخدوعون من قبل أعداء المذهب ، وهم في الحقيقة قادة مخلصون ، ورفاق أوفياء ، وهم يعملون للمبادئ المتفق عليها بصدق وتضحية .
ما أشد غباء ضحايا الزيف ، ترى من زعم لهم أنه الرفيق المخلص ، يجلدها ، ويشحذ سكينه ليذبحها ، ثمّ تظل غافلة عن مكيدته ، وتصطنع له المعاذير من عند أنفسها ، أو يوحي لها بهذه المعاذير الشياطين من أجراء أئمة الضلال .
التلبيس :
وهو دس الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، ضمن حَشْد أفكار صحيحة ، أو مقبولة إجمالاً ولها حظٌّ من النظر الفكري السليم ، ولو كانت ظنوناً لم ترق إلى مستوى الحقائق العلمية ، فالظنون الراجحة مقبولة في العلوم حتى يأتي ما هو أقوى منها ، ولكنّ اللعبة الشيطانية الماكرة تتمثل في مجيء سموم الأفكار الباطلة الضالة مندسة ضمن حشد كبير من أفكار المعارف المقبولة في مناهج البحث العلمي .
وربما يكون عرض الفكرة الباطلة في أواخر عرض الأفكار الأخرى ، وبذلك تتسلل الفكرة الباطلة إلى داخل النفس دون أن تجد عيوناً حذرةً تكشفها ، وتبصر الزيف الذي يكتنفها ويغطيها .
إن من طبيعة الإنسان أن يستجمع في أوائل الأمور كل ما يملك من قدرات حذَرٍ لديه ، وبها يفحص كل كبيرة وصغيرة فحصاً دقيقاً يقظاً يقظةً واعية تناسب ما لديه من قدرات ، حتى إذا طال عليه الأمد في الفحص الحذر اليقظ الواعي ، دون أن يعثر على ما فيه من زيف ظاهر ، أو باطل مدسوس بقصد ، مل من شدة الفحص والمراقبة ، وبدأ النعاس يدبّ إلى مراكز المراقبة داخل نفسه ، ثمّ تهدأ نفسه ، ويذهب عنها التوتر الحذِر ، وترتخي أعصابه ، ثمّ تبدأ الطمأنينة تتسلل إلى قلبه شيئاً فشيئاً ، فإذا اطمأن منح ثقته دون حذر ، وقد يصل إلى حالة المستقبلِ الواثق دون نقد ولا اعتراض ، ثمّ إلى وضع المستسلم استسلاماً تاماً.
وعندئذٍ تستطيع الأفكار الباطلة المندسة أن تتسلل إلى عمق النفس ، وإلى مركز ثوابت الأفكار ، دون أن تجد عقبة تصدّها ، أو أجهزة تفتيش ومراقبة تكشف زيفها ، وتستبين بطلانها ، ويردد المستقبل الواثق الأفكار الباطلة دون تحرير ولا مناقشة ، ثقة بحصافة كاتبها أو ممليها .
ويستغل المضلون هذه الحيلة الشيطانية استغلالاً واسعاً جداً ، فيما يكتبون ، وفيما ينشرون ، وفيما يعرضون من مقولات وأبحاث ، بمختلف وسائل التعليم والإعلام ، لتتسلل زيوفهم إلى عمق النفوس ، دون أن تستوقفها أجهزة تفتيش أو فحص أو مراقبة ، وقد تتحول إلى مفاهيم ثابتة ، ثمّ إلى عقائد راسخة ، رغم بطلانها .
بهذه الحيلة الشيطانية قد تدخل النقود المزيفة على أمهر صيرفي نقاد ، وقد تدخل الأفكار الباطلة على أمهر عالم فحص ، فكيف بالذين لا خبرة عندهم ، أو تحصيلهم من المعرفة قليل ، أو ذهنهم في إدراك الزيف كليل ؟؟.
والخطير في عمليات التلبيس أن يكون دس الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، ضمن قواعد العلوم التجريبية أو الوصفية ، ويلاحظ أنه غالباً ما تكون الأفكار الباطلة ، والمذاهب الفاسدة ، المندسة في العلوم التجريبية أو الوصفية ، آراءً فلسفية ليس لها دليل تجريبي ، ولا دليل حسي ، والمكيدة الشيطانية تجعلها إحدى الأسس النظرية التي تدل عليها الملاحظة ، أو تثبتها التجربة ، مع أن الملاحظة لا تدل عليها مطلقاً ، والتجربات والتطبيقات ترفضها وتدل على خلافها .
إن أي مضلل بفكرة ، أو مذهب ، أو طريقة باطلة ، لا يستطيع التأثير في مجموعة من الناس ، ولا يستطيع أن يكون لآرائه الفاسدة مفسدة مسير في الأفكار ، ما لم يدس ما يريد التضليل به ضمن مجموعة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، أو التي لها حظٌّ من النظر ، ولو لم تثبت بعدُ صحتها .
إنه بعمله هذا يغطي ويستر الباطل البين الواضح الفساد ، إن عرض جملة من الأفكار الصحيحة ، والأفكار المقبولة إجمالاً ، تجعل أذهان الناس تستسلم وتطمئن لسلامة قصد عارضها أو مقدمها ، لا سيما حينما يزينها بزخرف من القول ، وينضدها تنضيداً ذكياً ، ويرتبها ترتيباً منطقياً .
ثمّ تأتي الأفكار المندسة محاطة من سوابقها ولواحقها بما يسترها ، إذ للصحيح وللمقبول من الأفكار ظلال تسمح بمرور الباطل المندس بينها ، دون أن نثير الانتباه ، ودون أن تكشف الأذهان بطلانه .
وهكذا يُغشّي المبطلون بالدس الماكر وبزخرفٍ من القول زيوفهم الفكرية ، فتعبُر أفكارهم المزيفة ضمن ما يعبر إلى أذهان الناس من أفكار أخرى .
ولولا ذلك لاكتشف الناس الباطل بسرعة ، ولرفضوه ، فالجماهير من الناس ترفض بمنطقها التلقائي ما تراه باطلاً ، أو تعتقد بطلانه .
وواجب المسلم الحصيف أن يستجمع كل وعيه ، ويفحص كل كبيرة وصغيرة من أفكار الناس وآرائهم ومقولاتهم ومذاهبهم ، فإذا لم يكن أهلاً لذلك فعليه أن يسأل أهل العلم والمعرفة والخبرة والتخصص ، من أئمة المسلمين الذين يخشون الله واليوم الآخر ، وعرفوا بتقواهم وصفاء أفكارهم ، وقدرتهم على النقد والفحص وتمييز الحق من الباطل ، وكشف زيوف الأفكار والمذاهب .
فالشياطين كثيرون ، ومكرهم عظيم ، وحيلهم قد تخدع أئمة أولي الألباب .
ويجدر التنبيه على أن الباطل في مجموع البناء الفكري لمذاهب المضلين قد يكون بمثابة الأساس الخفي عن الأنظار ، والذي يكون كَشَفا جُرُفٍ هارٍ . وقد يكون بمثابة قضبان من الورق المقوى ، مدهونة بلون الحديد ، توضع بدل قضبان الحديد في سقف من الاسمنت المسلح . وقد يكون الباطل بمثابة قطرات قاتلات من السم الزعاف ، مدسوسة في كأس شراب من الماء والعسل .
وحيلة التلبيس هذه من حيل اليهود وأساليبهم في المكر والتضليل ، ولذلك خاطبهم الله عزّ وجلّ بقوله في سورة (البقرة/2 مصحف/87 نزول):
{وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
ثمّ خاطبهم أيضاً بقوله عزّ وجلّ في سورة (آل عمران/3 مصحف/89 نزول):
{ياأَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}
ويجدر التنبيه أيضاً على أن مقاومة الباطل لا تكون بادعاء بطلان كل أجزاء المذهب الذي يضعه المبطلون ، أو بطلان كل الأفكار التي يعرضها المبطلون أو يروجونها ، ليستغلوها في تحقيق أغراضهم .
إنما تكون مقاومة الباطل بكشف عناصر الباطل الموجودة في المذهب ، أو في الآراء المعروضة ، وببيان بطلانها .
وحين لا يتيسر للباحث كشف العناصر الباطلة ، فينبغي أن لا يزيد على بيان أن المذهب أو جملة الآراء المعروضة لا يجوز الأخذ بها في مجموعها الكلي ، بسبب الباطل المندس فيها ، والمفسد لها . نظير حكمنا على كأس شراب العسل المسموم بأنه يجب الامتناع عن تناول أي مقدار منه ، لأنه قاتل .
لكننا حينما نستطيع التمييز والفصل بين الحق والباطل ، في عناصر المذهب أو جملة الآراء والأفكار المعروضة في نظام فكري يغري بالقبول ، فإن اللجوء إلى هذا التمييز والفصل هو الأحق بأن يكون منهجنا ، وهو المنهج الذي يتبعه رواد الحق وعشاقه ، والباحثون عنه والداعون إليه .
وعلى الباحث وفق هذا المنهج أن يفصل أي موضوع ذي عناصر إلى عناصره ووحداته الجزئية ، ثمّ يبحث في كل عنصر منها وفق أصول البحث العلمي ، ثمّ يبني حكمه بالاستناد إلى ما وصل إليه بحثه في ذلك العنصر ، وهكذا حتى يستوفي كل العناصر ، ولا تغرَّنه كثرة عناصر الصواب ، إذْ يكفي عنصر فاسد واحد لإفساد نظرية الموضوع كله .
بيد أن هذا المنهج هو من وظائف المتفوقين من أهل البحث والنظر العلمي ، أما الجماهير التي تأخذ المذهب اتباعاً تقليدياً ، فهي لا تستطيع التمييز ولا الفصل ، لذلك فمن واجبها الاجتناب الكلي ، خشية أن تتأثر بالباطل من حيث لا تشعر .
والسطحيون الذين يندفعون مع بادئ الرأي ، أو بادي الرأي ، دون تريث ولا تفكير عميق دقيق ، وينخدعون بالأصباغ والألوان الظاهرة ، وزخرف القول ، دون فحص لما يعرض عليهم الشياطين فحصاً جزئياً مجهرياً ، يسقطون في مكيدة الزيف ، ويسلمون أعنتهم لجزاريهم .
هؤلاء السطحيون المغفلون ، يندفعون كالقطعان إلى حتوفهم وحتوف أمتهم ، وطعم قطع الحلوى التي تقدم لهم وهم يتسابقون في الطريق ، يشغل ساحة التفكير بتأثير من شهواتهم الحاضرة ، فلا يفكرون فيما هم إليه صائرون ، وما هم إليه سائرون .
ويتسابقون وهم يتضاحكون ، ومئات القتلى منهم يتساقطون على أيدي سائقيهم إلى مذابحهم ، وبسذاجة تامة ، وغباء مطبق ، يفسرون تساقط المتساقطين منهم بكل تفسير ، إلا التفسير الحقيقي الذي يكشف أنهم منخدعون بقادتهم ، وبأئمة الضلال الذين يدفعون بهم في الطريق التي هم فيها يتراكضون ، وإلى هلاكهم يتسابقون .
وقد يرون أئمتهم يجلدونهم ، ويذبحون رفاقهم ، أو يسلطونهم على قتل رفاق طريقهم ، فيعتذرون عنهم بأنهم مخدوعون من قبل أعداء المذهب ، وهم في الحقيقة قادة مخلصون ، ورفاق أوفياء ، وهم يعملون للمبادئ المتفق عليها بصدق وتضحية .
ما أشد غباء ضحايا الزيف ، ترى من زعم لهم أنه الرفيق المخلص ، يجلدها ، ويشحذ سكينه ليذبحها ، ثمّ تظل غافلة عن مكيدته ، وتصطنع له المعاذير من عند أنفسها ، أو يوحي لها بهذه المعاذير الشياطين من أجراء أئمة الضلال .
__________________________________________________ __________
ومنها ( هام وجدا )
اصطناع المناخ المناسب :
لقد عرف الغزاة ، أن وجود المناخ المناسب لنشأة المذاهب الغازية وانتشارها أمرٌ مساعد جداً على تحقيق الأهداف التي يرمون إليها ، فعملوا بمختلف الوسائل والأسباب ، لاصطناع المناخ المناسب لانتشار مذاهبهم الغازية ، داخل الشعوب التي وضعوها هدفاً لغزوهم ، وفي مقدمة هذه الشعوب شعوب الأمة الإسلامية ، لأنها بمقتضى مواريثها الدينية أكثر الشعوب استعصاءً ، وكشفاً لزيوف الأفكار والمذاهب الغازية .
من أجل ذلك حظيت قضية إيجاد المناخ المناسب لانتشار أفكار الغزاة في شعوب الأمة الإسلامية بعناية كبرى ، من قِبَلِ أعداء الإسلام والمسلمين ، مهما اختلفت اتجاهاتهم ، وتباينت أغراضهم ، وتصارعت مذاهبهم .
إن أعداء الإسلام جميعاً ، يوصون عملاءهم وأجراءهم وعناصرهم بالعمل على إيجاد المناخ المناسب لبث أفكارهم ومبادئهم ومذاهبهم ، وعرقلة كل تقدم من شأنه أن يفسد عليهم خططهم .
فالمنظمات الدينية المسيحية التبشيرية والاستشراقية ، قد تحارب قضية الإيمان بالله واليوم الآخر ، وتعمل على نشر الأفكار الإلحادية والمادية المتطرفة ، وأفكار المذهب الوجودي ، بين أبناء المسلمين وبناتهم ، بقصد هدم الإسلام عدوها الأكبر ، زاعمين أن ذلك هو التمهيد المناسب لنشر النصرانية بعدئذٍ ، فإزاحة الإسلام بالفكر المادي الإلحادي ، أو بأي مذهب مناقض لكل دين ، سيُهيّء المناخ المناسب لتقبُّل دعوة المبشرين بالنصرانية بين أبناء المسلمين الذين ألحدوا .
وعلى سبيل المكر قد يتظاهر بعض المسيحيين بالإلحاد والاستهانة بكل دين ، وهم سراً ملتزمون بالمسيحية التزاماً شديداً ، ومتعصبون لها ، ومرتبطون بقادتهم الدينيين .
وكذلك يفعل ناشرو الإلحاد من اليهود ، بغية استدراج أبناء المسلمين وبناتهم للإلحاد والاستهانة بالدين الإسلامي ، لكن لا لتهويدهم ، إنما لربطهم وهم ملحدون بالمنظمات اليهودية ، أو التي يديرها ويستغلها اليهود وقادتهم المقنعون ، أو المختبئون وراء السُتُر .
والمنظمات الاشتراكية والشيوعية ، تحارب تطبيق نظام الإسلام في البلاد التي تريد أن تغزوها بأفكارها ومذاهبها ، رغم ما فيه من عدالة اجتماعية ، وإسعاد للطبقة الكادحة ، من الفلاحين والعمال والحرفيين والشغيلة ، لأن تطبيق نظام الإسلام في الاقتصاد على وجهه الصحيح ، يحقق العدالة والرفاهية للجميع ، فيمنع تسلل أفكار الاشتراكية والشيوعية المخالفة له .
من أجل ذلك ، فهي تدعم من وراء الأستار التطبيقات الرأسمالية بكل ما أوتيت من قوة ، ليكون ذلك مناخاً مناسباً لإقامة الصراع الطبقي ، ولتتأثر الجماهير الكادحة بالأفكار الاشتراكية ، حتى تفجر عوامل ثورتها بعد شحنها بأنواع الحقد والحسد والرغبة بالانتقام ، وتشتعل نيران الثورة المدمرة . وقد تدعم نظاماً يطبق الرأسمالية في الواقع ، ويحمل اسم نظام الإسلام في الشعار الظاهر ، لتضرب الرأسمالية والإسلام معاً ، مستغلة موجبا إقامة الثورة في الواقع الفاسد .
والمنظمات والمؤسسات والدول الرأسمالية في العالم تحارب أيضاً تطبيق نظام الإسلام في الاقتصاد على وجهه الصحيح ، في البلاد التي تريد أن تغزوها بأفكارها ومذاهبها ، وتريد استغلالها ، لأن تطبيق هذا النظام تطبيقاً صحيحاً ، يمنع تسلل أفكار الرأسمالية ، والتطبيقات الرأسمالية ، ويُحصِّن البلاد الإسلامية من الغزو الاستعماري .
وقد يجد الغزاة الرأسماليون أن مصلحتهم تقضي بأن يدعموا سراً نظاماً اشتراكياً أو شيوعياً ، أو يدفعوا عملاءهم وأجراءهم لتطبيق نظام اشتراكي أو شيوعي ، ويكون لهم بذلك هدفان :
الأول : محاربة الإسلام وتطبيقاته .
الثاني : التنفير من النظم الاشتراكية والشيوعية ، بعد أن ينكشف في الواقع العملي فسادها ، ويظهر عدم صلاحيتها بطبيعتها لتحقيق آمال الشعوب ، التي فتنت بأفكارها وشعاراتها الخلابة .
.................................................. ...............................................
يتبع إن شاء الله
اصطناع المناخ المناسب :
لقد عرف الغزاة ، أن وجود المناخ المناسب لنشأة المذاهب الغازية وانتشارها أمرٌ مساعد جداً على تحقيق الأهداف التي يرمون إليها ، فعملوا بمختلف الوسائل والأسباب ، لاصطناع المناخ المناسب لانتشار مذاهبهم الغازية ، داخل الشعوب التي وضعوها هدفاً لغزوهم ، وفي مقدمة هذه الشعوب شعوب الأمة الإسلامية ، لأنها بمقتضى مواريثها الدينية أكثر الشعوب استعصاءً ، وكشفاً لزيوف الأفكار والمذاهب الغازية .
من أجل ذلك حظيت قضية إيجاد المناخ المناسب لانتشار أفكار الغزاة في شعوب الأمة الإسلامية بعناية كبرى ، من قِبَلِ أعداء الإسلام والمسلمين ، مهما اختلفت اتجاهاتهم ، وتباينت أغراضهم ، وتصارعت مذاهبهم .
إن أعداء الإسلام جميعاً ، يوصون عملاءهم وأجراءهم وعناصرهم بالعمل على إيجاد المناخ المناسب لبث أفكارهم ومبادئهم ومذاهبهم ، وعرقلة كل تقدم من شأنه أن يفسد عليهم خططهم .
فالمنظمات الدينية المسيحية التبشيرية والاستشراقية ، قد تحارب قضية الإيمان بالله واليوم الآخر ، وتعمل على نشر الأفكار الإلحادية والمادية المتطرفة ، وأفكار المذهب الوجودي ، بين أبناء المسلمين وبناتهم ، بقصد هدم الإسلام عدوها الأكبر ، زاعمين أن ذلك هو التمهيد المناسب لنشر النصرانية بعدئذٍ ، فإزاحة الإسلام بالفكر المادي الإلحادي ، أو بأي مذهب مناقض لكل دين ، سيُهيّء المناخ المناسب لتقبُّل دعوة المبشرين بالنصرانية بين أبناء المسلمين الذين ألحدوا .
وعلى سبيل المكر قد يتظاهر بعض المسيحيين بالإلحاد والاستهانة بكل دين ، وهم سراً ملتزمون بالمسيحية التزاماً شديداً ، ومتعصبون لها ، ومرتبطون بقادتهم الدينيين .
وكذلك يفعل ناشرو الإلحاد من اليهود ، بغية استدراج أبناء المسلمين وبناتهم للإلحاد والاستهانة بالدين الإسلامي ، لكن لا لتهويدهم ، إنما لربطهم وهم ملحدون بالمنظمات اليهودية ، أو التي يديرها ويستغلها اليهود وقادتهم المقنعون ، أو المختبئون وراء السُتُر .
والمنظمات الاشتراكية والشيوعية ، تحارب تطبيق نظام الإسلام في البلاد التي تريد أن تغزوها بأفكارها ومذاهبها ، رغم ما فيه من عدالة اجتماعية ، وإسعاد للطبقة الكادحة ، من الفلاحين والعمال والحرفيين والشغيلة ، لأن تطبيق نظام الإسلام في الاقتصاد على وجهه الصحيح ، يحقق العدالة والرفاهية للجميع ، فيمنع تسلل أفكار الاشتراكية والشيوعية المخالفة له .
من أجل ذلك ، فهي تدعم من وراء الأستار التطبيقات الرأسمالية بكل ما أوتيت من قوة ، ليكون ذلك مناخاً مناسباً لإقامة الصراع الطبقي ، ولتتأثر الجماهير الكادحة بالأفكار الاشتراكية ، حتى تفجر عوامل ثورتها بعد شحنها بأنواع الحقد والحسد والرغبة بالانتقام ، وتشتعل نيران الثورة المدمرة . وقد تدعم نظاماً يطبق الرأسمالية في الواقع ، ويحمل اسم نظام الإسلام في الشعار الظاهر ، لتضرب الرأسمالية والإسلام معاً ، مستغلة موجبا إقامة الثورة في الواقع الفاسد .
والمنظمات والمؤسسات والدول الرأسمالية في العالم تحارب أيضاً تطبيق نظام الإسلام في الاقتصاد على وجهه الصحيح ، في البلاد التي تريد أن تغزوها بأفكارها ومذاهبها ، وتريد استغلالها ، لأن تطبيق هذا النظام تطبيقاً صحيحاً ، يمنع تسلل أفكار الرأسمالية ، والتطبيقات الرأسمالية ، ويُحصِّن البلاد الإسلامية من الغزو الاستعماري .
وقد يجد الغزاة الرأسماليون أن مصلحتهم تقضي بأن يدعموا سراً نظاماً اشتراكياً أو شيوعياً ، أو يدفعوا عملاءهم وأجراءهم لتطبيق نظام اشتراكي أو شيوعي ، ويكون لهم بذلك هدفان :
الأول : محاربة الإسلام وتطبيقاته .
الثاني : التنفير من النظم الاشتراكية والشيوعية ، بعد أن ينكشف في الواقع العملي فسادها ، ويظهر عدم صلاحيتها بطبيعتها لتحقيق آمال الشعوب ، التي فتنت بأفكارها وشعاراتها الخلابة .
.................................................. ...............................................
يتبع إن شاء الله
__________________________________________________ __________
ومنها :
إعداد الجنود المأجورين أو المخدوعين ، ودفعهم بمختلف الوسائل المتاحة لتوجيه الدعاية الواسعة ، للفكرة أو المذهب المراد نشرهما وفتنة الناس بهما ، واستخدام كل وسائل الإعلام لذلك .
وتسخير واستئجار جملة من الكتب ، والأدباء ، وأساتذة الجامعات ، والمدرسين في مختلف المعاهد العلمية ، وكتاب القصص والتمثيليات والمسرحيات ، للتمجيد بالفكرة أو المذهب ، والإشادة العظيمة بصاحب الفكرة ، أو إمام المذهب ، والإعلان بأنه صاحب عبقرية فذة ، فات فتح في مجال العلم ، أو الفلسفة ، أو الإصلاح الاجتماعي ، أو الإصلاح الاقتصادي ...
يضاف إلى ذلك دفعُ بعض ذوي المراكز العلمية أو السياسية أو الاجتماعية ، لتكريمه في حياته ، ومنحه جوائز تقديرية محلية أو عالمية ، أو للتمجيد به بعد موته .
ومن وراء كل ذلك يوجّه واضعو مناهج وبرامج التعليم ، لوضع أفكارهم أو مذاهبهم ضمن البرامج المقررة في الدراسة ، حتى تأخذ صبغة نظريات مقررة نافعة ، أو صبغة حقائق علمية ثابتة ، وتلبسُ بذلك أثواب زور ، ويتعلمها الدارسون ويستظهرونها ، ويكدون في تحصيلها ، كأنها حقائق لا يرقى إليها الشك .
وبذلك تتم اللعبة على وجهها المرسوم ، فإنه متى انتشرت الفكرة في مختلف فئات الناس كان لها مثل تأثير السحر ، فيقبلها من الأفراد من كان شاكاً فيها ، متردداً في قبولها ، أو رافضاً لها .
يتبع إن شاء الله
إعداد الجنود المأجورين أو المخدوعين ، ودفعهم بمختلف الوسائل المتاحة لتوجيه الدعاية الواسعة ، للفكرة أو المذهب المراد نشرهما وفتنة الناس بهما ، واستخدام كل وسائل الإعلام لذلك .
وتسخير واستئجار جملة من الكتب ، والأدباء ، وأساتذة الجامعات ، والمدرسين في مختلف المعاهد العلمية ، وكتاب القصص والتمثيليات والمسرحيات ، للتمجيد بالفكرة أو المذهب ، والإشادة العظيمة بصاحب الفكرة ، أو إمام المذهب ، والإعلان بأنه صاحب عبقرية فذة ، فات فتح في مجال العلم ، أو الفلسفة ، أو الإصلاح الاجتماعي ، أو الإصلاح الاقتصادي ...
يضاف إلى ذلك دفعُ بعض ذوي المراكز العلمية أو السياسية أو الاجتماعية ، لتكريمه في حياته ، ومنحه جوائز تقديرية محلية أو عالمية ، أو للتمجيد به بعد موته .
ومن وراء كل ذلك يوجّه واضعو مناهج وبرامج التعليم ، لوضع أفكارهم أو مذاهبهم ضمن البرامج المقررة في الدراسة ، حتى تأخذ صبغة نظريات مقررة نافعة ، أو صبغة حقائق علمية ثابتة ، وتلبسُ بذلك أثواب زور ، ويتعلمها الدارسون ويستظهرونها ، ويكدون في تحصيلها ، كأنها حقائق لا يرقى إليها الشك .
وبذلك تتم اللعبة على وجهها المرسوم ، فإنه متى انتشرت الفكرة في مختلف فئات الناس كان لها مثل تأثير السحر ، فيقبلها من الأفراد من كان شاكاً فيها ، متردداً في قبولها ، أو رافضاً لها .
يتبع إن شاء الله
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________