إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تكسب الحسنات وأنت في القبر؟ سر السعادة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تكسب الحسنات وأنت في القبر؟ سر السعادة

    عنوان الموضوع : كيف تكسب الحسنات وأنت في القبر؟ سر السعادة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    الحمد لله المحمود على كل حال , الموصوف بصفات الكمال والجلال ,له الحمد في
    الأولى والآخرة , وإليه الرجعى والمآل .

    أما بعد : فإن من عظيم نعمة الله على عباده المؤمنين أن هيأ لهم أبواباً من
    البر والخير والإحسان عديدة , يقوم بها العبد الموفق في هذه الحياة , ويجري
    ثوابها عليه بعد الممات , فأهل القبور في قبورهم مرتهنون , وعن الأعمال
    منقطعون , وعلى ما قدموا في حياتهم محاسبون ومجزيون , وبينما هذا الموفق في
    قبره الحسنات عليه متوالية , والأجور والأفضال عليه متتالية , ينتقل من دار
    العمل , ولا ينقطع عنه الثواب , تزداد درجاته , وتتناما حسناته وتتضاعف أجوره
    وهو في قبره , فما أكرمها من حال , وما أجمله وأطيبه من مآلٍ .
    وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم أموراً سبعة ً يجري ثوابها على الإنسان في
    قبره بعد ما يموت , وذلك فيما رواه البزار في مسنده من حديث أنس بن مالك رضي
    الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( سبع يجري للعبد أجرهن وهو في
    قبره بعد موته :من عَلّم علماً, أو أجرى نهراً , أو حفر بئراً , أو غرس نخلاً
    , أو بنى مسجداً , أو ورّث مصحفاً , أو ترك ولداً يستغفر له بعد موته )) [
    حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع برقم :3596].
    وتأمل أخي المسلم – ملياً هذه الأعمال , واحرص على أن يكون لك منها حظ ونصيب
    مادمت في دار الإمهال , وبادر إليها أشد المبادرة قبل أن تنقضي الأعمار وتتصرم
    الآجال .

    وإليك بعض البيان والإيضاح لهذه الأعمال :

    أولاً : تعليم العلم , والمراد بالعلم هنا العلم النافع الذي يبصر الناس
    بدينهم , ويعرفهم بربهم ومعبودهم , ويهديه إلى صراطه المستقيم , العلم الذي به
    يعرف الهدى من الضلال , والحق من الباطل والحلال من الحرام , وهنا يتبينُ عظمُ
    فضلِ العلماء الناصحين والدعاة المخلصين , الذين هم في الحقيقة سراج العباد ,
    ومنار البلاد , وقوام الأمة , وينابيع الحكمة , حياتهم غنيمة , وموتهم مصيبة ,
    فهم يعلمون الجاهل , ويذكرون الغافل , ويرشدون الضال , لا يتوقع لهم بائقة ,
    ولا يخاف منهم غائلة , وعندما يموت الواحد منهم تبقى علومه بين الناس موروثة ,
    ومؤلفاته وأقواله بينهم متداولة , منها يفيدون , وعنها يأخذون , وهو في قبره
    تتوالى عليه الأجور , ويتتابع عليه الثواب , وقديماً كانوا يقولون يموت العالم
    ويبقى كتابه , بينما الآن حتى صوت العالم يبقى مسجلاً في الأشرطة المشتملة على
    دروسه العلمية , ومحاضراته النافعة , وخطبه القيمة فينتفع به أجيال لم يعاصروه
    ولم يكتب لهم لٌقِيُّه . ومن يساهم في طباعة الكتب النافعة , ونشر المؤلفات
    المفيدة , وتوزيع الأشرطة العلمية والدعوية فله حظ وافر من ذلك الأجر إن شاء
    الله .

    ثانياً : اجراءُ النهر , والمراد شق جداول الماء من العيون والأنهار لكي تصل
    المياه إلى أماكن الناس ومزارعهم , فيرتوي الناس , وتسقى الزروع , وتشرب
    الماشية , وكم في مثل هذا العمل الجليل والتصرف النبيل من الإحسان إلى الناس ,
    والتنفيس عنهم بتيسير حصول الماء الذي به تكون الحياة , بل هو أهم مقوماتها ,
    ويلتحق بهذا مد الماء عبر الأنابيب إلى أماكن الناس , وكذلك وضع برادات الماء
    في طرقهم ومواطن حاجاتهم .

    ثالثاً : حفر الآبار , وهو نظير ما سبق وقد جاء في السنة أن النبي صلى الله
    عليه وسلم قال : " بينما رجل في طريق فاشتد عليه العطش , فوجد بئراً فنزل
    فيها فشرب , ثم خرج , فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش , فقال الرجل : لقد
    بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني , فنزل البئر فملأ خفه ماء فسقى
    الكلب , فشكر الله له فغفر له , قالوا يا رسول الله وإن لنا في البهائم أجراً
    ؟ فقال : في كل ذات كبدٍ رطبة ٍ أجرٌ " متفق عليه . فكيف إذاً بمن حفر
    البئر وتسبب في وجودها حتى ارتوا منها خلقٌ , وانتفع بها كثيرون .

    رابعاً : غرس النخل , ومن المعلوم أن النخل سيد الأشجار وأفضلها وأنفعها
    وأكثرها عائدة على الناس , فمن غرس نخلاً وسبل ثمره للمسلمين فإن أجره يستمر
    كلما طعم من ثمره طاعم , وكلما انتفع بنخله منتفع من إنسان ٍأو حيوان ٍ, وهكذا
    الشأن في غرس كلما ينفع الناس من الأشجار , وإنما خص النخل هنا بالذكر لفضله
    وتميزه .

    خامساً : بناء المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله , والتي أذن الله جلا وعلا
    أن ترفع ويذكر فيها اسمه , وإذا بُني المسجد أقيمت فيه الصلاة , وتُلي فيه
    القرآن , وذكر فيه الله , ونشر فيه العلم , واجتمع فيه المسلمون , إلى غير ذلك
    من المصالح العظيمة , ولبانيه أجرٌ في ذلك كلِّه , وقد ثبت في الحديث عن النبي
    صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى
    الله له بيتاً في الجنة " متفق عليه .

    سادساً : توريث المصحف , وذلك يكون بطباعة المصاحف أو شرائها ووقفها في
    المساجد , ودور العلم حتى يستفيد منها المسلمون , ولواقفها أجرٌ عظيم ٌ كلما
    تلا في ذلك المصحف تالٍ , وكلما تدبر فيه متدبر , وكلما عمل بما فيه عامل .

    سابعاً : تربية الأبناء , وحسن تأديبهم , والحرص على تنشأتهم على التقوى
    والصلاح , حتى يكونوا أبناء بررة ً وأولاد صالحين , فيدعون لأبويهم بالخير ,
    ويسألون الله لهما الرحمة والمغفرة , فإن هذا مما ينتفع به الميت في قبره .

    وقد ورد في الباب في معنى الحديث المتقدم مارواه ابن ماجه من حديث أبي هريرة
    رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن مما يلحق المؤمن
    من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره , وولداً صالحاً تركه , ومصحفاً
    ورثه أو مسجداً بناه , أو بيتاً لابن السبيل بناه , أو نهراً أجراه , أو صدقةً
    أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه من بعد موته " [ حسنه الألباني رحمه
    الله في صحيح ابن ماجه برقم 198 ]
    وروى أحمد والطبراني عن أبي أمامة رضي الله عنه قال : قال رسول صلى الله عليه
    وسلم " أربعة تجري عليهم أجورهم بعد الموت : من مات مرابطاً في سبيل الله
    , ومن علّم علماً أجرى له عمله ما عمل به , ومن تصدق بصدقة فأجرها يجري له ما
    وجدت , ورجل ترك ولداً صالحاً فهو يدعو له " [ وانظر صحيح الجامع حديث
    رقم 890 ] .
    وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه
    وسلم قال : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقةٍ جاريةٍ , أو علم
    ينتفع به أو ولدٍ صالح يدعو له " وقد فسر جماعةُ من أهل العلم الصدقة
    الجارية بأنها الأوقاف , وهي أن يحبس الأصل وتسبل منفعته , وجل الخصال
    المتقدمة داخلةً في الصدقة الجارية .
    وقوله : " أو بيتاً لابن السبيل بناه " فيه فضل بناء الدور ووقفها
    لينتفع بها المسلمون سواءً ابن السبيل أو طلاب العلم , أو الأيتام , أو
    الأرامل , أو الفقراء والمساكين . وكم في هذا من الخير والإحسان .

    وقد تحصل بما تقدم جملةً من الأعمال المباركة إذا قام بها العبد في حياته جرى
    له ثوابها بعد الممات , وقد نظمها السيوطي في أبيات فقال :

    إذا مات ابن آدم ليس يجري *** عليه من فعال غير عشرِ
    علومٌ بثها , ودعاء نَجْلِ *** وغرس النخل , والصدقات تجري
    وراثةٌ مصحفٍ , ورباط ثغر *** وحفر البئر , أو اجراءُ نهرِ
    وبيتٌ للغريب بناه يأوي *** إليه , أو بناءُ محلِ ذكر ِ

    وقوله : " ورباط ثغر " شاهده حديث أبي أمامة المتقدم , وما رواه
    مسلم في صحيحه من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه : قال سمعت رسول الله صلى
    الله عليه وسلم يقول " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات
    جرى عليه عمله الذي كان يعمله وأجري عليه رزقه , وأمن الفّتَّان " أي
    ينمو له عمله إلى يوم القيامة , ويأمن من فتنة القبر .

    ونسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لكل خير , وأن يعيننا على القيام بأبواب الإحسان
    , وأن يهدينا سواء السبيل , وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
    .




    موقع طريق الدعوة
    عبدالرزاق بن عبدالمحسن البدر

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    تسلم ايدك اختي و بارك الله فيك

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله اختي كل خير .....




    موضوووع رائع فعلا اتمنى ان تعم الفائده للجميع ,,,




    بانتظار جديدك اختي الغاليه



    اختك ^شوق الكويت^

    __________________________________________________ __________
    حياكم الله أخواتي
    أسأل الله أن ينفعكم بما قرأتم

    __________________________________________________ __________
    جزاكي الله خير اختي الحبيبة

    مشاركتك رائعه ومفيده لاحرمت الأجر

    لك مني وافر الشكر والتقدير *_^

    __________________________________________________ __________
    جزاكــــــــــ الله كل خيـــــــــــر

    ونفع بك




يعمل...
X