:




وما علمتْ أنّها بهذا تجعلكِ أسيرةً باتّباعك لهواكِ
وتجعلك عبدةً لشيطانكِ ورغباتكِ وشهواتك
فتتعدّد آلهتكِ بعد أن كنتِ حرّة لا تعبدين إلا الملك القدّوس سبحانه
حرّة بسموكِ ورقيّ طاعتك لربّكِ
فأصبحتِ بتعدّد العبوديات هذا ؛ كالخرقة الممزّقة في مهبّ الرّيح
هوىً يأخذكِ هنا ورغبةً تذهب بكِ هناك !

ولو وقفتِ مع نفسكِ بصدق .. لعلمتِ أنّ حرّيتك الحقيقية في أن تكوني :
واحدةً في الأرض لـــ واحدٍ في السماء
تسمعين له وتطيعين رغبةً ورجاءً فيما عنده
وتنبذين عنك كلّ هوى لأنّك تعلمين أنّ الجنّة حفّت بالمكاره
وتثقين أنّكِ لو استجبتِ لشهواتك فأنتِ تسلكين سبيل النّار التي حفّت بها

ولكنّكِ عندما تسمعين لربّك وتطيعينه فأنتِ تؤمنين أنّه اختار لكِ الأصلح
وأمركِ بالحجاب لحكمته وعلمه أنّ هذا يقيك شرّ الفتن والمعاصي
وأنّ جهادك في الدّنيا وعدم استجابتكِ لـمُغرياتها لن يضيع عند الله
وسيكافئكِ عليه جنّة وحريراً
مستحضرة أنّ أكثر أهل النّار النّساء
وأنّ منهم فئةً وصفهم الرّسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديث بأنهّم
كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهنّ كأسنمة البخت المائلة
لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها

وهل باللهِ عليكِ تستحق شهوات الدّنيا الفانية ..
أن نُضيّعَ لأجلها جنّةً عرضها السّموات والأرض ؟
هل استمتاعنا بحرّية كاذبة واستجابتنا لحرّياتنا المزعومة عدّة سنوات
( هي مدّة حياتنا وأعمارنا في الدّنيا ) ؛
تستحقّ أن نخسر لأجلها حياةً دائمة ونعيماً لا ينقضي في جنّة الرّحمن ؟

ألهذا الحدّ أصبحنا بلا عقل ؟
ولهذا الحدّ أعمت قلوبنا الشّهوات الفانية ؟
- فمثلنا كمثل من اكتفى بلعقة عسل ؛ وترك جِرار العسل لغيره يتلذّذ بها ؟
- أو كمن شرب جرعة ماءٍ لا تكاد تروي ظمأه ؛
وترك أنهاراً من المياه الصّافية مُظهراً الاستغناء عنها ؟
- أو مثله كمن اكتفى بحصيرة قشٍّ تافهة ؛
وترفّع عن الدّور والقصور الفارهة حينما يُخيّر بينهما ، بلا أدنى تفكير ؟
هذا هو حقّاً حال من يرضى بسراب الدّنيا ويزهد في نعيم الآخرة !





ونرى عجباً في بعض الدّول العربية
عندما نرى هناك أنواعا وألوانا من الحجابات
فلتتأمّل لابسته في ألوان حجابها الذّي ترتديه
إذ أنّ البعض يحرصن على ( تطقيم ) ما ترتديه
فيكون حجابها لافتاً للنّظر
جميلاً أمام من تراه من النّساء فكيف بالرّجال ؟
فترتدي الأحمر والموف والألوان الجميلة الملفتة أو الحجابات والمزركشة
بدلاً من أن تحرص على حجاب بعيدٍ عن كلّ زينة
بل نراها تساير المجتمع وتماشي ( الموضة )
وتتابع أحدث ما نزل من ألوان وأشكال الحجابات في السّوق
وهمّها أن يكون شكلها أنيقاً راقياً يتناسب مع أحدث صيحات الأزياء !

وكثيرٌ منهنّ يتساهلن في تحجيم الكتفين والصّدر أمام الرّجال
بحجة أنّ كلّ النّساء يرتدين مثل هذا الحجاب
والأصل كما هو معروف من شروط الحجاب :
أن يسدل الحجاب من أعلى الرأس ليغطي الصّدر والكتفين
فلا يُحجّم الكتفين ولا يبرز شكل الصّدر




:

يتبع ..

:



__________________________________________________ __________
:




وهنا
وقفةٌ هامةٌ لأجل نجاتك أُخيتي

توقّفي قليلاً قبل خروجك من بيتكِ

وقفي
أمام المرآة
- تأمّلي في
عباءتكِ : هل هي عباءة تُرضي ربّنا عنكِ ؟
- تأمّلي في
حجابكِ : هل أنتِ مستعدةً للقاءِ الله لو جاءكِ الموت وأنتِ ترتدينه ؟
- واسألي نفسكِ : لماذا
تزينين عينيكِ وتضعين العدسات الملّونة وأنتِ خارجةً للأماكن العامّة ؟
- ولماذا
تظهرينَ عينيكِ من فتحة نقابٍ واسعةٍ تظهر أكثر ممّا تُخفي ؟
- لماذا تضعينَ
عطراً تزعمين لنفسكِ أنّ رائحته لا تدوم ؟
وأنتِ بطبيعةِ الحال ستعتادين على الرّائحة فلن تشمّيها ولكن غيركِ سيشمّها !
وما هو المبرّر لكِ في هذا ؟ ألأنّك لاتريدين أن تظهر رائحة غير جيدةٍ منك ؟!
- لماذا تظهر
الأقدام بغير ساتر أو جوارب ؟
وأنتِ توهمين نفسكِ أنّه ليس في قدميك ما يلفت النّظر ؟
والله سبحانه لم يشرّع ستر القدمين لجميلات الأقدام دون غيرهن !
- لماذا تظهر
اليدان مُزيّنتان بالسّلاسل والخواتم وطلاء الأظافر
وقد ترتفع الأكمام أحياناً ليظهر السّاعد ؟




- ثمّ تابعي ما تفعلينه
بعد خروجك
فتأمّلي في
مخاطبتك للرّجال : هل راقبتِ خضوع صوتكِ ؟
أم انتبهتِ
لضحكاتكِ ؟
- وهل راعيتِ وجودكِ مع
سائقٍ يُعتبر رجلاً غريباً عنكِ ؟
أم أنّه أصبح بنظركِ شيئاً معتاداً عليه ؛ ففقد رجولته بنظركِ !
وربّما أصبح عندكِ من
المحارم تضحكين وتمزحين معه ،
وتتضاحكينَ مع من حولكِ في وجودهِ بلا مبالاة ؟!

- وقد تتعامل بعض النّساء مع الرّجال في نطاق عملها
مُضطرّةً
لكن مع الوقت والاعتياد تبدأ
التّنازلات والتبسّط والخضوع في القول
وبعض الابتسامات
والضّحكات المتناثرة
وفي قرارة نفسها أنّها تعتبر هذا مثل أخيها ، وهذا مثل أبيها
وهذا مثل عمّها وآخر مثل خالها !
وأصبح كلّ الرّجال
محارم لها من غير ما نسب !




وربّما ترى بعض النّساء أنّ هذا الأمر
منكرٌ عظيمٌ عند الفتيات
لكنّها
تتهاونُ فيه هي شخصياً معتقدةً أنّ الأمر لا يخصّها
إذ أنّها زوجةً وأمّاً لأولادٍ كبار
فلا مشكلة في
التّساهل في بعض هذه الأمور عندها
ولا مشكلة في
التّبسّط مع الرّجال الأجانب
إذ - بنظرها - لن يلتفت إليها أحد فهي
محصّنة وعاقلة !
فلتحذري أخيتي من
مداخل الّشيطان عليكِ وتهوينه لكثيرٍ من الأمور
فإنّما هي
خطواتٍ متتابعة متلاحقة تُرديكِ من حيث لا تحتسبي !




- قفي وقفةً
صادقةً مع نفسكِ أخيتي
حاسبيها قبل أن تقفي بين يدي الله في يوم الحساب الطويل
-
راجعي ما ترتديه أمام الرّجال وانظري لطريقة كلامكِ معهم
-
حاسبي نفسك على كلّ صغيرةٍ وكبيرة
و
انجي بنفسكِ من عذاب الآخرة
-
قيّدي شهواتكِ في دنياك القصيرة التّافهة
حتّى
تحلّقي بحريتكِ الحقيقية في جنّة الرّحمن في الآخرة

فإنّما الدّنيا أيام .. فلا يفوتكِ
تقوى الله فيها
فتخسري
جنّة فيها مالا عينٌ رأت ولا أذنٌ سمعت ولا خطر على قلب بشر
جنّةٌ ستزدادينَ فيها جمالاً يوماً بعد يوم
جنّةٌ ستلبسينَ فيها أجملَ الثّياب وأحلى الزّينة
جنةٌ ستنسين فيها عناء جهادكِ من أجل تمسّككِ بحجابكِ الذّي يرضى عنه ربّكِ
في زمنٍ تفشّى فيهِ
التّبرجُ والسّفور
وأصبحت فيه العفيفات المتسترات غريبات
جنّةٌ لو أنعم الله عليكِ بها فستكونين فيها خيرٌ وأفضل من الحور العين
فاثبتي ،
وجاهدي ، وكوني غريبةً بحجابكِ وعفافكِ
لتكوني في أعالي الدّرجات وأرفع المنازل


هدانا الله وإيّاكِ لما فيه الخير والصّلاح
ورزقنا
طاعته وتقواه في الدّنيا
و
جنّته وعفوه في الآخرة
اللهم آآآمين

:

بقلم
وقلب : قطرات

()





:

__________________________________________________ __________
ما شاء الله ولا قوة الا بالله يا حبيبة
والله أعجز أمام هذا الجمال الذي سطره
يمينك أجزل الله لك العطاء ونفع بكم ربي

__________________________________________________ __________


__________________________________________________ __________