عنوان الموضوع : " حلِّقـي عَـطَــــاءً ()
مقدم من طرف منتديات أميرات

عُصفورٌ صغير، في السَّماءِ يطير، يُحلِّقُ بين الأشجار،
يَجمعُ القَشَّ لِبناءِ عُشٍّ يأويه، ويَبحثُ عن طعامٍ يسُدُّ جوعه،
فيَجدُه وبفضل اللهِ يَكفيه.
لا يَدَعُ التَّحليقَ لبَردِ الشِّتاءِ، ولا لحرارةِ الصَّيف، بل يَغدُو ويَرُوحُ وهو يُزقزِق.
وهذه نَملةٌ تُحاولُ الصُّعودَ، لكنَّها تسقُطُ، فما تَمَلُّ، وما تستسلِمُ،
وما تتخلَّى عن الهَدفِ، بل تُحاولُ وتُحاولُ حتى تبلُغَ ما تُريد.
وهذه نَحلةٌ تتنقَّلُ بين الأزهار، تَمتصُّ رَحيقَها؛ لِتُخرِجَ لنا عَسلاً شَهِيًّا.

أمَّا هذه، فقد وقفَت، ورَفَعَت بَصرَها للسَّماءِ، وأخذَت تتأمَّلُها،
وتقولُ في نَفسِها: كم أنتِ بعيدةٌ! وكم هو صَعبٌ الوصولُ إليكِ!
شَمسُكِ تُضيءُ نَهارَنا، وقَمرُكِ يُنيرُ لَيلَنا، فهل يُمكِنُ أن أكونَ كأحدِهما؛
أُضيءُ حياتي بالطَّاعةِ، وأُنيرُها بالذِّكرِ وصالِحِ العَمل؟!
نُجُومُكِ تلمَعُ وتتلألأ، فهل يُمكِنُ أن أكونَ نَجمةً في بيتي وبين أهلي وعَشيرتي؟!
بالتَّأكيدِ لا، فأنا ضَعيفةٌ، وإمكانيَّاتي مَحدودةٌ، ولا أُتقِنُ شيئًا.

هذا حالُ بَعضِ الأشخاص؛ يَنظُرُونَ لأنفُسِهم نظرةً دُونِيَّةً،
يَحقِرونَ مَواهِبَهم، ويُقلِّلونَ مِن قُدراتِهم، ويَعيبونَ على أنفُسِهم.
قد تأتيهم الفُرَصُ، فلا يقتنصونها، وقد يُتقِنونَ أعمالاً كبيرةً،
فلا يُقبِلُونَ عليها، وقد يَرغبونَ في الخَيرِ، فلا يَفعلونَه.
ضَمائِرُهم تُؤنِّبُهم إذا تقدَّمُوا خُطوةً للأمام، وأنفُسُهم تلومُهم إذا فكَّروا
في الانطلاقِ نحو العَلياءِ، وأهواءُهم تَعوقُ تحليقَهم نحو السَّماءِ.
ضَعيفُو النُّفُوس، مُقَيَّدُو الحَركة، بَطيئو التَّقدُّم.
هؤلاءِ سيَظلُّونَ في أماكِنِهم، بلا حركةٍ ولا تقدُّمٍ، تَمُرُّ بهم الأيَّامُ وهم نِيامٌ،
ويتقدَّمُ بِهم الزَّمَنُ وتبقى حياتُهم بلا ثَمَن.

ليس شرطًا أن يكونَ لَكِ جناحان لِتُحلِّقي،
وليس من الضَّروريِّ أن تكوني نَجمةً في السَّماءِ لِتتألَّقي،
وليس شرطًا أن تمتلكي إمكانيَّاتٍ كبيرةً لتكوني في المُقدِّمةِ وتسبقي.
لِكُلِّ إنسانٍ إمكانيَّاتُه وقُدراتُه ومَواهِبُه، وهناك فُروقٌ في ذلك بين الأفراد.
وليس ضروريًّا أن يكونَ الإنسانُ شديدَ الذَّكاءِ لِيَستطيعَ التَّقدُّمَ
والسَّيرَ في طريق العَطاءِ.
فقط ضعي قَدَميكِ على الطريق، فَتِّشي في مَواهِبِكِ، ابحثي عَمَّا تُتقنيه،
ثُمَّ طَوِّريه ونَمِّيه، حَدِّدي هَدَفًا تُريدينَ الوصولَ إليه، وليَكُن هدفكِ الأكبر
والأَهَمّ ( رِضا اللهِ سُبحانه وتعالى، والفوز بجنَّتِهِ ) .

لماذا يَسيرُ الاثنان في نَفس الطريق، فيَفشل أحدُهما ويَيأس من المُواصلَة،
ويتخلَّى عن الهَدف، في حِين يُكمِلُ الآخَرُ، ويَصِلُ ولا يَفقِدُ الأملَ؟!
السَّبَبُ أنَّ الأوَّلَ حينَ أخفَقَ، ظَنَّ أنَّ الحَياةَ توقَّفَت به عند ذاكَ الحَدِّ،
ولم يَستطِع الصَّبرَ والتَّحمُّل، فتخلَّى عن هَدفه بسُرعةٍ، وعاد مِن حيثُ بدأ.
أمَّا الآخَرُ، فحِينَ أخفَقَ، عَلِمَ أنَّ هذا بِدايةُ النَّجاح، فأكملَ المَسيرَ
على أمل الوصول، تَعِبَ قليلاً، وصَبَر وتحمَّلَ، فوَصَل.

إخفاقُنا مرَّةً أو مرَّاتٍ لا يَعني أنَّنا لم ننجَح، وفشلُنا في تحقيق أهدافِنا
من أوَّل مرَّةٍ لا يَعني أنَّنا لا نملُكُ القُدرةَ على تحقيقِها، فرُبَّما كان هذا
الفشلُ وذاكَ الإخفاقُ قُوَّةً تأخُذُ بأيدينا نحو النَّجاح والتَّفوُّق، وتضعُ
أقدامنا على طريق التَّقدُّم.

فحلِّقي- أُخيَّةَ- بعَطائِكِ ولو كان قليلاً؛ بكلمةٍ، بنُصحٍ، بتوجيهٍ، بمقالٍ،
بتقديمِ مُساعَدَة، بنَقلِ عِلمٍ نافِعٍ، بنَشر بَرنامَجٍ مُفيدٍ، بكُلِّ ما تستطيعين.
لا تقولي: لا أستطيع.
لا تمنحي الشَّيطانَ فُرصةَ تثبيطِكِ.
لا تجعلي نَفسَكِ الأمَّارة بالسُّوءِ تَحيدُ بِكِ عن طريق الخير.
نافِسي، وتجنَّبي الغَيْرةَ والمُقارنةَ والرَّغبةَ في سُرعةِ الوصولِ.
كُوني أنتِ، بشخصيتكِ، بجَمالِكِ، بعَطائِكِ الذي يُميِّزُكِ.
وحلِّقي بعيــدًا بعيــدًا.

كتَبه: الساعية إلى الجنة
صفر 1437-1436 هـ || ديسمبر 2016 م
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات

عُصفورٌ صغير، في السَّماءِ يطير، يُحلِّقُ بين الأشجار،
يَجمعُ القَشَّ لِبناءِ عُشٍّ يأويه، ويَبحثُ عن طعامٍ يسُدُّ جوعه،
فيَجدُه وبفضل اللهِ يَكفيه.
لا يَدَعُ التَّحليقَ لبَردِ الشِّتاءِ، ولا لحرارةِ الصَّيف، بل يَغدُو ويَرُوحُ وهو يُزقزِق.
وهذه نَملةٌ تُحاولُ الصُّعودَ، لكنَّها تسقُطُ، فما تَمَلُّ، وما تستسلِمُ،
وما تتخلَّى عن الهَدفِ، بل تُحاولُ وتُحاولُ حتى تبلُغَ ما تُريد.
وهذه نَحلةٌ تتنقَّلُ بين الأزهار، تَمتصُّ رَحيقَها؛ لِتُخرِجَ لنا عَسلاً شَهِيًّا.

أمَّا هذه، فقد وقفَت، ورَفَعَت بَصرَها للسَّماءِ، وأخذَت تتأمَّلُها،
وتقولُ في نَفسِها: كم أنتِ بعيدةٌ! وكم هو صَعبٌ الوصولُ إليكِ!
شَمسُكِ تُضيءُ نَهارَنا، وقَمرُكِ يُنيرُ لَيلَنا، فهل يُمكِنُ أن أكونَ كأحدِهما؛
أُضيءُ حياتي بالطَّاعةِ، وأُنيرُها بالذِّكرِ وصالِحِ العَمل؟!
نُجُومُكِ تلمَعُ وتتلألأ، فهل يُمكِنُ أن أكونَ نَجمةً في بيتي وبين أهلي وعَشيرتي؟!
بالتَّأكيدِ لا، فأنا ضَعيفةٌ، وإمكانيَّاتي مَحدودةٌ، ولا أُتقِنُ شيئًا.

هذا حالُ بَعضِ الأشخاص؛ يَنظُرُونَ لأنفُسِهم نظرةً دُونِيَّةً،
يَحقِرونَ مَواهِبَهم، ويُقلِّلونَ مِن قُدراتِهم، ويَعيبونَ على أنفُسِهم.
قد تأتيهم الفُرَصُ، فلا يقتنصونها، وقد يُتقِنونَ أعمالاً كبيرةً،
فلا يُقبِلُونَ عليها، وقد يَرغبونَ في الخَيرِ، فلا يَفعلونَه.
ضَمائِرُهم تُؤنِّبُهم إذا تقدَّمُوا خُطوةً للأمام، وأنفُسُهم تلومُهم إذا فكَّروا
في الانطلاقِ نحو العَلياءِ، وأهواءُهم تَعوقُ تحليقَهم نحو السَّماءِ.
ضَعيفُو النُّفُوس، مُقَيَّدُو الحَركة، بَطيئو التَّقدُّم.
هؤلاءِ سيَظلُّونَ في أماكِنِهم، بلا حركةٍ ولا تقدُّمٍ، تَمُرُّ بهم الأيَّامُ وهم نِيامٌ،
ويتقدَّمُ بِهم الزَّمَنُ وتبقى حياتُهم بلا ثَمَن.

ليس شرطًا أن يكونَ لَكِ جناحان لِتُحلِّقي،
وليس من الضَّروريِّ أن تكوني نَجمةً في السَّماءِ لِتتألَّقي،
وليس شرطًا أن تمتلكي إمكانيَّاتٍ كبيرةً لتكوني في المُقدِّمةِ وتسبقي.
لِكُلِّ إنسانٍ إمكانيَّاتُه وقُدراتُه ومَواهِبُه، وهناك فُروقٌ في ذلك بين الأفراد.
وليس ضروريًّا أن يكونَ الإنسانُ شديدَ الذَّكاءِ لِيَستطيعَ التَّقدُّمَ
والسَّيرَ في طريق العَطاءِ.
فقط ضعي قَدَميكِ على الطريق، فَتِّشي في مَواهِبِكِ، ابحثي عَمَّا تُتقنيه،
ثُمَّ طَوِّريه ونَمِّيه، حَدِّدي هَدَفًا تُريدينَ الوصولَ إليه، وليَكُن هدفكِ الأكبر
والأَهَمّ ( رِضا اللهِ سُبحانه وتعالى، والفوز بجنَّتِهِ ) .

لماذا يَسيرُ الاثنان في نَفس الطريق، فيَفشل أحدُهما ويَيأس من المُواصلَة،
ويتخلَّى عن الهَدف، في حِين يُكمِلُ الآخَرُ، ويَصِلُ ولا يَفقِدُ الأملَ؟!
السَّبَبُ أنَّ الأوَّلَ حينَ أخفَقَ، ظَنَّ أنَّ الحَياةَ توقَّفَت به عند ذاكَ الحَدِّ،
ولم يَستطِع الصَّبرَ والتَّحمُّل، فتخلَّى عن هَدفه بسُرعةٍ، وعاد مِن حيثُ بدأ.
أمَّا الآخَرُ، فحِينَ أخفَقَ، عَلِمَ أنَّ هذا بِدايةُ النَّجاح، فأكملَ المَسيرَ
على أمل الوصول، تَعِبَ قليلاً، وصَبَر وتحمَّلَ، فوَصَل.

إخفاقُنا مرَّةً أو مرَّاتٍ لا يَعني أنَّنا لم ننجَح، وفشلُنا في تحقيق أهدافِنا
من أوَّل مرَّةٍ لا يَعني أنَّنا لا نملُكُ القُدرةَ على تحقيقِها، فرُبَّما كان هذا
الفشلُ وذاكَ الإخفاقُ قُوَّةً تأخُذُ بأيدينا نحو النَّجاح والتَّفوُّق، وتضعُ
أقدامنا على طريق التَّقدُّم.

فحلِّقي- أُخيَّةَ- بعَطائِكِ ولو كان قليلاً؛ بكلمةٍ، بنُصحٍ، بتوجيهٍ، بمقالٍ،
بتقديمِ مُساعَدَة، بنَقلِ عِلمٍ نافِعٍ، بنَشر بَرنامَجٍ مُفيدٍ، بكُلِّ ما تستطيعين.
لا تقولي: لا أستطيع.
لا تمنحي الشَّيطانَ فُرصةَ تثبيطِكِ.
لا تجعلي نَفسَكِ الأمَّارة بالسُّوءِ تَحيدُ بِكِ عن طريق الخير.
نافِسي، وتجنَّبي الغَيْرةَ والمُقارنةَ والرَّغبةَ في سُرعةِ الوصولِ.
كُوني أنتِ، بشخصيتكِ، بجَمالِكِ، بعَطائِكِ الذي يُميِّزُكِ.
وحلِّقي بعيــدًا بعيــدًا.

كتَبه: الساعية إلى الجنة
صفر 1437-1436 هـ || ديسمبر 2016 م

==================================
كل الشكر والامتنان على روعهـ بوحـكـ ..
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميزه في الانتقاء
سلمت اختى الغاليه على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودامت لنا روعه مواضيعك
لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ
وروعهـ مانــثرت .. وجماليهـ طرحكـ ..
دائما متميزه في الانتقاء
سلمت اختى الغاليه على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودامت لنا روعه مواضيعك
لكـ مني كل التقدير على جمالية طرحكـ
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك غاليتي
موضوعك رائع ومتميز
وننظر دائما جديدك
موضوعك رائع ومتميز
وننظر دائما جديدك
__________________________________________________ __________
بوركتِ على الطرح المميز غاليتي
__________________________________________________ __________
كلام جميل بارك الله فيك
__________________________________________________ __________
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله _ تبارك الرحمن
قلم رائع خطّ أجمل الكلام بأروع الصيغ
جميل أن نحلّق عطاء ونملأ الدنيا بهاء بسعينا وجهدنا وحرفنا ولو كان قليل
لا نتوقف ولا نتكاسل عن العطاء .. لأننا نرجو في الآخرة بناء وحصاد ما جنيناه في الدنيا
نريد أن نُذكر بخير بعد رحيلنا
وتبقى بصماتنا شاهدا لنا لا علينا
هذا ما نتمنّاه .. فلنسعى لجنان الخلد ونجتهد ما دُمنا في الأرض وقادرين على العطاء
كثير ممّن غادروا الدُنيا بذلوا جهودا جميلة وما زالت بذرة الخير تنبت وتكبر كلّ يوم
وتُسقى بعذوبة أعمالهم التي تركوها ونسأل الباري أن يكتب أجرهم مضاعف بموازين حسناتهم
وترتفع درجاتهم في الجنان
ونسأل الباري أن نكون من أهلها ()*
:
:
جزاكِ الله جنّة الفردوس
ولا حرمنا منك ومن كلماتك الموقدة للهمّة .. بُشّرتِ بأجرها يوم الحساب ()*
ودمتِ برقيّ ساعيتنا الحبيبة ()*
ماشاء الله _ تبارك الرحمن
قلم رائع خطّ أجمل الكلام بأروع الصيغ
جميل أن نحلّق عطاء ونملأ الدنيا بهاء بسعينا وجهدنا وحرفنا ولو كان قليل
لا نتوقف ولا نتكاسل عن العطاء .. لأننا نرجو في الآخرة بناء وحصاد ما جنيناه في الدنيا
نريد أن نُذكر بخير بعد رحيلنا
وتبقى بصماتنا شاهدا لنا لا علينا
هذا ما نتمنّاه .. فلنسعى لجنان الخلد ونجتهد ما دُمنا في الأرض وقادرين على العطاء
كثير ممّن غادروا الدُنيا بذلوا جهودا جميلة وما زالت بذرة الخير تنبت وتكبر كلّ يوم
وتُسقى بعذوبة أعمالهم التي تركوها ونسأل الباري أن يكتب أجرهم مضاعف بموازين حسناتهم
وترتفع درجاتهم في الجنان
ونسأل الباري أن نكون من أهلها ()*
:
أضفت ردّي على عجالة .. فاعذري ركاكة الحرف ()*
:
جزاكِ الله جنّة الفردوس
ولا حرمنا منك ومن كلماتك الموقدة للهمّة .. بُشّرتِ بأجرها يوم الحساب ()*
ودمتِ برقيّ ساعيتنا الحبيبة ()*
جزيتِ خيرا غاليتي