عنوان الموضوع : الحسد والعين يعطلان سير اموري ( رد مميز ) للنقاش
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم
نحن عائلة مسنا العين والحسد كثير جدتي رحمها الله تعبت ومرضت بسبب السحر ووالدتي ايضا اصابها سحر ومرت بفترة صعبة
واختي المسكينة كادت تجن بسبب الوسواس وقال الراقي عين ولان الحمد لله تحسن الوضع .
انا اريد ان اقوم بافعال ما تقول عائلتي تريدين ان تموتي لا تظهري كذا وما تفعلي كذا ولازم ما نقول كذا
وصحيح اصلا انا لاحضتها في نفسي لما اقول اي شيء وحتى لوكان تافه يتخلبط هذا الامر و انا اقرا الاذكار والحمد لله.
المشكلة ان الحولينا هم الحاسدين هم اشخاص لاصقين بنا مايمكن نقطعهم
الذي اريد ان اقول اني اريد الذهاب لبيت الله امي وابي لاسباب مايمكن يذهبو معي ماعندي اخ كبير يعني لازم خالي
عائلتي تقول لا تذهبي رح تمرضي....قلتلهم الله يحميني انا رايحة في عبادة ورح استخير واذا سهلت الامور والله ما اسال احد
الله يجعل كيدهم في نحرهم
مارايكم في وضعي ؟
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________

يا إخوة ويا خوات احذروا الشيطان فإنه يعمل جاهدا (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يُخطِر ذكريات أليمة واحتمالات سيئة ..
الشيطان يجعل الناس تشك فى كل عمل فيه ضرر أنه حسد من الذي حولنا ليجعل بينا البغضاء .
استنباط ابن هبيرة رحمه الله تعالى في قوله تعالى :
ونسو أنه قدر من الله
( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )
[التوبة:51]
قال : لم يقل ما كُتِب علينا ، أو كَتَب علينا ؛ لأنه أمرٌ يتعلق بالمؤمن ، أي : الآن المصيبة تُكْتَب على الشخص مثلاً ، لماذا قال : ( مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : ما كتب الله علينا ؟.
يقول :
لأن المصيبة للمؤمن دائماً تكون له ، أي : في حسناته ؛ لأنه يصبر ، فلا يصيب المؤمن شيء إلا وهو خيرٌ له ، ولذلك قال في الآية : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : علينا . أ.هـ
نقل ذلك الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( الإمام الوزير ابن هبيرة ) .
ومما يدل على ذلك أيضا :
حديث أبي يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سرء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئه )) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
أسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يلطف بنا ، ويستر علينا .
===========================
فقرة مفيدة للشيخ :
قال الشيخ محمد الحمد حفظه الله :
[
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فإن الحديث ههنا سيدور حول هداية قول الله -تعالى-: ( ليحزن الذين امنوا ).
فأنت إذا تأملتَ هذه الآية وجَدْتَ أن من أعظم مقاصدِ الشيطانِ إدخالَ الحزنِ على المؤمن، وأدركت أن من أعظم مقاصد الشريعة إسعادَ المؤمن، وطَرْدَ الحزنِ عنه.
قال الله -عز وجل- : ( إنما النجوى من الشيطن ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) المجادلة:10.
وفي هذا إشارة إلى أن الشيطانَ لا يَقِفُ ولا يُقْصِر عن محاولة تكدير صفو المؤمن، وإزعاجه في كل حال؛ فتراه يذكِّره بما يسوؤه، ويمنيه بالأماني الباطلة التي تجلب له الشقاء.
وتراه يُخْطِر بباله الذكرياتِ الأليمةَ والاحتمالاتِ السيئةَ، والخيالاتِ المثبطةَ عن العمل.
فإذا استجاب الإنسان لذلك؛ فصار يستدعي تلك الخواطر، ويجتر تلك المآسي، ويسترسل مع الاحتمالات الرديئة، والظنون السيئة - عاش في ألم، وضِيْق، وحَصْر، وصار يأكل بعضُه بعضاً، ويعذب نَفْسَه بنفسه.
أما إذا قطع تلك الواردات، ودرأها عن نفسه ما استطاع، واشتغل بما يعنيه، ونظر إلى الجوانب المشرقة في الحياة، وفي سيرته، واستعاذ من الشيطان ووساوسه - كَبُرَتْ نَفْسُه، وعَلَتْ هِمَّتُه، وزاد نشاطه وإقباله على الجد، وانشرح صدره، وعظم إنتاجه.
وهذا مما يفسر لنا سرَّ النجاح عند بعض الناس، وسرَّ الإخفاق عند آخرين؛ فالنجاح يَكْمُنُ في كون الناجحين يتوكلون على الله، ويستحضرون أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
والإخفاق يكمن في كون المخفقين يسترسلون مع الأوهام، ويَدَعُون كيد الشيطان يستحوذ على أفكارهم، ويأخذ بمجامع قلوبهم، فيقعدهم عن العمل، ويُفْضي بهم إلى البطالة والكسل.
فالآية الكريمة تشير إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يكون مشرق النفس، مبتهجاً بالحياة، مطمئن الخاطر، بعيداً عن كلِّ ما يكدر عليه صفوه؛ فذلك مما يبعثه إلى قوة الإقبال على الله، والحرصِ على ما ينفعه في أمور دينه ودنياه؛
ذلك أن المبتهج بالحياة يزيده ابتهاجه قوةً إلى قوته، فيكون أقدر على الجد، وحسن الإنتاج، ومقابلة الصعاب من الرجل المنقبض الصدر، الممتلئ بالهم والغم.
والتجربة شاهد على أن المستبشرين الباسمين للحياة خير الناس صحة، وأقدرهم على الجد والنشاط، وأقربهم إلى النجاح والفلاح، وأكثرهم سعادة واستفادة مما في أيديهم ولو كان قليلاً.
فالابتسام للحياة يضيؤها، ويعين على احتمال متاعبها؛ فالعمل الشاق العسير يَخِفُّ حمله بالنفس المشرقة المتفائلة؛ لذا كان من النعم الكبرى على الإنسان أن يعتاد النظر إلى الجانب المشرق في الحياة لا المظلم منها، وأن يُمْنَحَ القدرةَ على السرور يستمتع به متى وُجِدَتْ أسبابُه، فإن لم تكن كذلك سعى سعيه في إيجادها.
ويخطئ كثير من الناس حين يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية، فيشترط؛ لِيُسَرَّ مالاً، وبنين، وصحة ونحو ذلك؛ فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف الخارجية، وفي الناس من يش��ى في النعيم، وفيهم من ينعم في الشقاء، وفيهم من لا يستطيع التبسم بكل ماله، وفيهم من يتبسم دائماً من أعماقه بأتفه ثمن وبلا ثمن.
وهناك نفوس تستطيع أن تجعل من كل شيء شقاءً ونكداً، وهناك نفوس تستطيع أن تُوْجِدَ من كل شيء سعادةً وأنساً.
وهناك من ينغص على نفسه وعلى مَنْ حوله مِنْ كلمة يسمعها، أو يؤوِّلها تأويلاً سيئاً، أو من عملٍ تافه حدث له أو منه، أو من مالٍ خسره، أو من ربحٍ كان ينتظره فلم يحدث، أو نحو ذلك، فتراه بعد ذلك وقد اسودت الدنيا في نظره، ثم هو يُسَوِّدُهَا على مَنْ حوله.
وهؤلاء عندهم قدرة على المبالغة في الشر، فيجعلون من الحبة قُبَّةً، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم قدرة على الخير؛ فلا يفرحون بما أوتوا ولو كان كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو كان عظيماً.
فالمبتسمون للحياة ليسوا أسعد الناس حالاً لأنفسهم ومن حولهم فحسب، بل هم مع ذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، وأجدر بالإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس.
ولهذا إذا أراد الأدباء أن يبالغوا في الثناء على الممدوح، ويبينوا عظم همته، واستسهاله للصعاب - وَصَفُوْهُ بأنه يبتسم في أحلك المواقف وأشدها خطراً.
قال أبو الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم
ويُقال: إن أحكم بيت قالته العرب:
ولربما ابتسم الكريم من الأذى * وفؤاده من حرِّه يتأوَّه
فذو النفس الباسمة المشرقة يرى الصعاب، فَيَلَذُّ له التغلبُ عليها؛ ينظرها فيبسم، ويعالجها فيبسم، وينجح فيبسم، ويخفق فيبسم.
وذو النفسِ العابسةِ المتجهمةِ لا يرى صعاباً فيوجدها، وإذا رآها أكبرها، واستصغر همته بجانبها، فهرب منها، وطفق يسب الدهر، ويعاتب القدر، ويتعلل بـ( لو وإذا وإن).
وهكذا ترشد تلك الآية العظيمة وهي قوله -تعالى-: ( ليحزن الذين ءامنوا ) إلى تلك المعاني السامية الكفيلة بطرد الهم، وجلب السعادة، وتَحَمُّلِ المصاعب.
__________________
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نصائح مفيدة وتذكير لنا جميعا .
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم
نحن عائلة مسنا العين والحسد كثير جدتي رحمها الله تعبت ومرضت بسبب السحر ووالدتي ايضا اصابها سحر ومرت بفترة صعبة
واختي المسكينة كادت تجن بسبب الوسواس وقال الراقي عين ولان الحمد لله تحسن الوضع .
انا اريد ان اقوم بافعال ما تقول عائلتي تريدين ان تموتي لا تظهري كذا وما تفعلي كذا ولازم ما نقول كذا
وصحيح اصلا انا لاحضتها في نفسي لما اقول اي شيء وحتى لوكان تافه يتخلبط هذا الامر و انا اقرا الاذكار والحمد لله.
المشكلة ان الحولينا هم الحاسدين هم اشخاص لاصقين بنا مايمكن نقطعهم
الذي اريد ان اقول اني اريد الذهاب لبيت الله امي وابي لاسباب مايمكن يذهبو معي ماعندي اخ كبير يعني لازم خالي
عائلتي تقول لا تذهبي رح تمرضي....قلتلهم الله يحميني انا رايحة في عبادة ورح استخير واذا سهلت الامور والله ما اسال احد
الله يجعل كيدهم في نحرهم
مارايكم في وضعي ؟
==================================
وعليكم السلام ورحمة الله
مرحباً ملاين بك
لا شك أن الحسد يدخل الجمل القدر
ويدخل ابن آدم القبر، هذه مسألة لا يختلف
عليها اثنين، لذا يا غالية علينا أن نحصن أنفسنا
كما جاء في الكتاب والسنة، استعيني بالله وارتدي
معطف الأذكار، وابعدي عنك وساوس الشيطان وتوكلي
على الله، ربما هو ابتلاء ليقربك الله منه ليسمع صوتك بالدعاء
ودوماً يا قلب تعاوني على قضاء جميع حاجاتك بالسر والكتمان
ومن ناحية سفرك لوحدك أليس بصعب؟!
يجب أن يكون معك وبرفقتك مُحرم في سفرك
كوني مع الله ولا تبالي،. والله سيحفظك بإذن الله
حماك الله وسلمك وعائلتك من كل ذي عين
والله الموفق
مرحباً ملاين بك
لا شك أن الحسد يدخل الجمل القدر
ويدخل ابن آدم القبر، هذه مسألة لا يختلف
عليها اثنين، لذا يا غالية علينا أن نحصن أنفسنا
كما جاء في الكتاب والسنة، استعيني بالله وارتدي
معطف الأذكار، وابعدي عنك وساوس الشيطان وتوكلي
على الله، ربما هو ابتلاء ليقربك الله منه ليسمع صوتك بالدعاء
ودوماً يا قلب تعاوني على قضاء جميع حاجاتك بالسر والكتمان
ومن ناحية سفرك لوحدك أليس بصعب؟!
يجب أن يكون معك وبرفقتك مُحرم في سفرك
كوني مع الله ولا تبالي،. والله سيحفظك بإذن الله
حماك الله وسلمك وعائلتك من كل ذي عين
والله الموفق
__________________________________________________ __________
شكرا على الرد اختي كتبت اني لازم مع خالي يعني هو المحرم
__________________________________________________ __________
أعتذر أختي لم انتبه
حفظك الله وسلمك من كل شر
حفظك الله وسلمك من كل شر
__________________________________________________ __________
حياك الله
نصيحة مني افتحوا سورة البقرة يوميا وبصوت عال يصل لكل غرفة يوميا ولا تنسوا التحصين واذا ممكن يكون في البيت عسل مقري وزيت مقري
وربنا يبعد عنكم شياطين الانس والجن
والعين حق وسبحان الله فعلا في بعض الحالات يكون شيطان الشخص الحاسد قوي فيتمكن من المحسود حتى لو كان يقرا الاذكار ويحصن نفسه
وربي يكتب لك عمرة لبيت الله الحرام
Sent from my GT-I9100 using منتديات لكي mobile app
نصيحة مني افتحوا سورة البقرة يوميا وبصوت عال يصل لكل غرفة يوميا ولا تنسوا التحصين واذا ممكن يكون في البيت عسل مقري وزيت مقري
وربنا يبعد عنكم شياطين الانس والجن
والعين حق وسبحان الله فعلا في بعض الحالات يكون شيطان الشخص الحاسد قوي فيتمكن من المحسود حتى لو كان يقرا الاذكار ويحصن نفسه
وربي يكتب لك عمرة لبيت الله الحرام
Sent from my GT-I9100 using منتديات لكي mobile app
__________________________________________________ __________

يا إخوة ويا خوات احذروا الشيطان فإنه يعمل جاهدا (لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا ) يُخطِر ذكريات أليمة واحتمالات سيئة ..
الشيطان يجعل الناس تشك فى كل عمل فيه ضرر أنه حسد من الذي حولنا ليجعل بينا البغضاء .
استنباط ابن هبيرة رحمه الله تعالى في قوله تعالى :
ونسو أنه قدر من الله
( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )
[التوبة:51]
قال : لم يقل ما كُتِب علينا ، أو كَتَب علينا ؛ لأنه أمرٌ يتعلق بالمؤمن ، أي : الآن المصيبة تُكْتَب على الشخص مثلاً ، لماذا قال : ( مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : ما كتب الله علينا ؟.
يقول :
لأن المصيبة للمؤمن دائماً تكون له ، أي : في حسناته ؛ لأنه يصبر ، فلا يصيب المؤمن شيء إلا وهو خيرٌ له ، ولذلك قال في الآية : ( قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا ) ولم يقل : علينا . أ.هـ
نقل ذلك الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان : ( الإمام الوزير ابن هبيرة ) .
ومما يدل على ذلك أيضا :
حديث أبي يحي صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( عجبا لأمر المؤمن ، إن أمره كله له خير ؛ وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن : إن أصابته سرء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ) رواه مسلم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئه )) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح .
أسأل الله أن يصلح أحوالنا ، وأن يلطف بنا ، ويستر علينا .
===========================
فقرة مفيدة للشيخ :
قال الشيخ محمد الحمد حفظه الله :
[
لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا]
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد.
فإن الحديث ههنا سيدور حول هداية قول الله -تعالى-: ( ليحزن الذين امنوا ).
فأنت إذا تأملتَ هذه الآية وجَدْتَ أن من أعظم مقاصدِ الشيطانِ إدخالَ الحزنِ على المؤمن، وأدركت أن من أعظم مقاصد الشريعة إسعادَ المؤمن، وطَرْدَ الحزنِ عنه.
قال الله -عز وجل- : ( إنما النجوى من الشيطن ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) المجادلة:10.
وفي هذا إشارة إلى أن الشيطانَ لا يَقِفُ ولا يُقْصِر عن محاولة تكدير صفو المؤمن، وإزعاجه في كل حال؛ فتراه يذكِّره بما يسوؤه، ويمنيه بالأماني الباطلة التي تجلب له الشقاء.
وتراه يُخْطِر بباله الذكرياتِ الأليمةَ والاحتمالاتِ السيئةَ، والخيالاتِ المثبطةَ عن العمل.
فإذا استجاب الإنسان لذلك؛ فصار يستدعي تلك الخواطر، ويجتر تلك المآسي، ويسترسل مع الاحتمالات الرديئة، والظنون السيئة - عاش في ألم، وضِيْق، وحَصْر، وصار يأكل بعضُه بعضاً، ويعذب نَفْسَه بنفسه.
أما إذا قطع تلك الواردات، ودرأها عن نفسه ما استطاع، واشتغل بما يعنيه، ونظر إلى الجوانب المشرقة في الحياة، وفي سيرته، واستعاذ من الشيطان ووساوسه - كَبُرَتْ نَفْسُه، وعَلَتْ هِمَّتُه، وزاد نشاطه وإقباله على الجد، وانشرح صدره، وعظم إنتاجه.
وهذا مما يفسر لنا سرَّ النجاح عند بعض الناس، وسرَّ الإخفاق عند آخرين؛ فالنجاح يَكْمُنُ في كون الناجحين يتوكلون على الله، ويستحضرون أن كيد الشيطان ضعيف، وأنه ليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله.
والإخفاق يكمن في كون المخفقين يسترسلون مع الأوهام، ويَدَعُون كيد الشيطان يستحوذ على أفكارهم، ويأخذ بمجامع قلوبهم، فيقعدهم عن العمل، ويُفْضي بهم إلى البطالة والكسل.
فالآية الكريمة تشير إلى أنه ينبغي للمؤمن أن يكون مشرق النفس، مبتهجاً بالحياة، مطمئن الخاطر، بعيداً عن كلِّ ما يكدر عليه صفوه؛ فذلك مما يبعثه إلى قوة الإقبال على الله، والحرصِ على ما ينفعه في أمور دينه ودنياه؛
ذلك أن المبتهج بالحياة يزيده ابتهاجه قوةً إلى قوته، فيكون أقدر على الجد، وحسن الإنتاج، ومقابلة الصعاب من الرجل المنقبض الصدر، الممتلئ بالهم والغم.
والتجربة شاهد على أن المستبشرين الباسمين للحياة خير الناس صحة، وأقدرهم على الجد والنشاط، وأقربهم إلى النجاح والفلاح، وأكثرهم سعادة واستفادة مما في أيديهم ولو كان قليلاً.
فالابتسام للحياة يضيؤها، ويعين على احتمال متاعبها؛ فالعمل الشاق العسير يَخِفُّ حمله بالنفس المشرقة المتفائلة؛ لذا كان من النعم الكبرى على الإنسان أن يعتاد النظر إلى الجانب المشرق في الحياة لا المظلم منها، وأن يُمْنَحَ القدرةَ على السرور يستمتع به متى وُجِدَتْ أسبابُه، فإن لم تكن كذلك سعى سعيه في إيجادها.
ويخطئ كثير من الناس حين يظن أن أسباب السرور كلها في الظروف الخارجية، فيشترط؛ لِيُسَرَّ مالاً، وبنين، وصحة ونحو ذلك؛ فالسرور يعتمد على النفس أكثر مما يعتمد على الظروف الخارجية، وفي الناس من يش��ى في النعيم، وفيهم من ينعم في الشقاء، وفيهم من لا يستطيع التبسم بكل ماله، وفيهم من يتبسم دائماً من أعماقه بأتفه ثمن وبلا ثمن.
وهناك نفوس تستطيع أن تجعل من كل شيء شقاءً ونكداً، وهناك نفوس تستطيع أن تُوْجِدَ من كل شيء سعادةً وأنساً.
وهناك من ينغص على نفسه وعلى مَنْ حوله مِنْ كلمة يسمعها، أو يؤوِّلها تأويلاً سيئاً، أو من عملٍ تافه حدث له أو منه، أو من مالٍ خسره، أو من ربحٍ كان ينتظره فلم يحدث، أو نحو ذلك، فتراه بعد ذلك وقد اسودت الدنيا في نظره، ثم هو يُسَوِّدُهَا على مَنْ حوله.
وهؤلاء عندهم قدرة على المبالغة في الشر، فيجعلون من الحبة قُبَّةً، ومن البذرة شجرة، وليس عندهم قدرة على الخير؛ فلا يفرحون بما أوتوا ولو كان كثيراً، ولا ينعمون بما نالوا ولو كان عظيماً.
فالمبتسمون للحياة ليسوا أسعد الناس حالاً لأنفسهم ومن حولهم فحسب، بل هم مع ذلك أقدر على العمل، وأكثر احتمالاً للمسؤولية، وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب، وأجدر بالإتيان بعظائم الأمور التي تنفعهم وتنفع الناس.
ولهذا إذا أراد الأدباء أن يبالغوا في الثناء على الممدوح، ويبينوا عظم همته، واستسهاله للصعاب - وَصَفُوْهُ بأنه يبتسم في أحلك المواقف وأشدها خطراً.
قال أبو الطيب المتنبي يمدح سيف الدولة:
تمر بك الأبطال كلمى هزيمة * ووجهك وضاح وثغرك باسم
ويُقال: إن أحكم بيت قالته العرب:
ولربما ابتسم الكريم من الأذى * وفؤاده من حرِّه يتأوَّه
فذو النفس الباسمة المشرقة يرى الصعاب، فَيَلَذُّ له التغلبُ عليها؛ ينظرها فيبسم، ويعالجها فيبسم، وينجح فيبسم، ويخفق فيبسم.
وذو النفسِ العابسةِ المتجهمةِ لا يرى صعاباً فيوجدها، وإذا رآها أكبرها، واستصغر همته بجانبها، فهرب منها، وطفق يسب الدهر، ويعاتب القدر، ويتعلل بـ( لو وإذا وإن).
وهكذا ترشد تلك الآية العظيمة وهي قوله -تعالى-: ( ليحزن الذين ءامنوا ) إلى تلك المعاني السامية الكفيلة بطرد الهم، وجلب السعادة، وتَحَمُّلِ المصاعب.
__________________
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه نصائح مفيدة وتذكير لنا جميعا .