عنوان الموضوع : اعذروني أنا جاهلة !! - نقاش حر
مقدم من طرف منتديات أميرات
اعذروني ، أنا جاهلة !!!!!
حدث معي هذا الموقف حينما كنا في زيارة لإحدى صديقات أمي . كانت امرأة طيبة القلب و تحب عمل الخير . و أثناء تجاذبنا أطراف الحديث قادتنا دفة النقاش إلى الحديث عن الانترنت والمواقع المتنوعة ، ومواقع البريد الالكتروني المختلفـة ، فألفينـا أنـا وأختي نستوضح منها عدة أشياء (كمستخدمين جدد للإنترنت) و من بينها كيفية عمل بريد الكتروني على الشبكة ، فما كان منها إلا أن حانت منها التفاتة تجاه ابنتها وقالت بعيون ملؤها الحزن والتوسل : " أخبريهم أنت يا ابنتي ، فإنا جاهلة !! "
قالتها بكل براءة وألم ارتسمت أماراتهما سريعا على وجهها ، قالتها ، و ظل سؤال يلح في أعماقي على أثر مقولتها : هل من الواجب ، أو حتى من الصواب على الإنسان أن يعترف بجهله ؟ و هل الاعتراف بالجهل ينتقص من قدر المرء ؟ و سرعان ما تبادر إلى ذهني قول الإمام ابن القيم الجوزية : " من قال لا أعرف فقد أفتى " . كما أنني قرأت في أحد الكتب التي تروي سير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أنه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه ، بالغ النساء في مقدار المهور فخطب عمر بن الخطاب في الناس خطبة حدد فيها مقدارا معينا للمهر ، فقامت واحدة من النساء و قالت لعمر بن الخطاب : إن الله سبحانه و تعالى يقول : " وإن أردتم استبـدال زوج مكـان زوج
و آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينـا " سورة النسـاء ( الآية :20 ) . فما كان منه رضي الله عنه وأرضاه إلا أن قال : " أصابت امرأة و أخطأ عمر " ، وفي رواية : " كل الناس أفقه منك يا عمر " . هكذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و هو واحد من أعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ومن العشرة المبشرين بالجنة ، وخليفة المسلمين و أميرهم آنذاك . قالها بكل و قوة و شجاعة و دونما جبن و ارتباك : " أصابت امرأة وأخطأ عمر " ، و لم يقل لتلك المرأة ـ مثلا ـ : " كيف تجرئين و تجادليني و أنا الخليفة ، وأنت امرأة ؟! "
تالله إننا لنفتقد في زماننا ذاك النمط من الشجاعة والصدق في الاعتراف بالخطأ ، سواء في المدارس ، أو الجامعات أو ، في أماكن العمل أو ، حتى داخل الأسرة . كل مدرس ، أو أستاذ ، أو مدير ، أو أم ، أو أب يظن نفسه علامة و يرفض نقض الآخرين وآرائهم ، ويعد هذا انتقاصا لقدرة و مركزه( المرموق ) . و في الوا قع ، لا أدري من أفتى لهم بذلك ، فلم يحدث مثلا أن أحدا قال عن عمر بن الخطاب رضي الله عنـه أنـه
( وحاشا لله ) رجل جاهل أو أن النساء أفقه منه عندما قال مقولته تلك . فعندما يعترف الإنسان بأنه جاهل بشئ ما أو أنه على غير دراية تامة بموضوع معين فإن هذا لا يدخله البتة في زمرة الجاهلين أو الأغبياء ! وإلا ما حدا هذا بابن القيم الجوزية وهو الإمام العلامة أن يقول مقولته السابق ذكرها : " من قال لا أعرف فقد أفتى " . وقال صلى الله عليه و سلم : " لا يدخل الجنة من فيه مثقال ذرة من كبر " .
و كثير من التابعين ، والصحابة ، والعلماء لم يستنكفوا أبدا الاعتراف بجهلهم ، أو قل بقلة علمهم (و هم فطاحل العلم و اللغة ) ، فقد قال الإمام السيوطي و اصفا علمـه
" إنما علمي هذا قطرة في بحر علم الله سبحانه ، لقوله تعالى : " و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " . قال هذا وهو واحد من كبار العلماء الذين تفوقوا في علوم الإسلام وبرزوا فيها و لكن علمه ـ مع هذا كله ـ لا يكاد يعد شيئا من علم الله سبحانه .
ومن الجانب الآخر، نرى كبار المسؤوليين والرؤساء وممثلى الدول لا يحسنون التحدث بلغتهم الأم ( العربية ) ، ولا التعبير عن مطالب شعوبهم ، ويعدون من كبار الجهلة في العالم ، ومع هذا يضعون أنفسهم في مصاف العلماء و السادة ، أناس يستنكفون الاعتراف بجهلهـم ( و هـم كذلك ) . وقـد حكى لـي أخي الصغيـر مـرة ( وهو تلميذ في المرحلة الابتدائيـة ) أن مـدرس اللغة الإنجليزية أخطأ فـي نطق كلمة فأخبـره أخي ( بـأدب ) بالنطق الصحيح للكلمة ، فما كـان مـن المدرس إلا أن احمر و جهه من الغضب ، ورد عليه قائـلا : " هو أنـا حمار يا ولد ! " . و من وقتها لم يفكر أخي أبدا بمناقشة أي مـن أساتذتـه ( الجاهلين ) فيمـا تلا ذلـك من سنوات الدراسة ، فقد علمه ذلك الموقف درسـا مهما ، و قاسيا في آن واحد ألا وهو : لا تجادل أبدا إنسانا علامة في نظر ( نفسه ) جاهلا كل الجهل في نظر من هم أعلم منه . كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه " .
و في الختام أدعو الله تبارك و تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و تذكروا دائما إخواني و أخواتي في الله أن " الله يعلم و أنتم لا تعلمون " سورة البقرة ( الآية : 216 ) .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
اعذروني ، أنا جاهلة !!!!!
حدث معي هذا الموقف حينما كنا في زيارة لإحدى صديقات أمي . كانت امرأة طيبة القلب و تحب عمل الخير . و أثناء تجاذبنا أطراف الحديث قادتنا دفة النقاش إلى الحديث عن الانترنت والمواقع المتنوعة ، ومواقع البريد الالكتروني المختلفـة ، فألفينـا أنـا وأختي نستوضح منها عدة أشياء (كمستخدمين جدد للإنترنت) و من بينها كيفية عمل بريد الكتروني على الشبكة ، فما كان منها إلا أن حانت منها التفاتة تجاه ابنتها وقالت بعيون ملؤها الحزن والتوسل : " أخبريهم أنت يا ابنتي ، فإنا جاهلة !! "
قالتها بكل براءة وألم ارتسمت أماراتهما سريعا على وجهها ، قالتها ، و ظل سؤال يلح في أعماقي على أثر مقولتها : هل من الواجب ، أو حتى من الصواب على الإنسان أن يعترف بجهله ؟ و هل الاعتراف بالجهل ينتقص من قدر المرء ؟ و سرعان ما تبادر إلى ذهني قول الإمام ابن القيم الجوزية : " من قال لا أعرف فقد أفتى " . كما أنني قرأت في أحد الكتب التي تروي سير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين أنه في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أرضاه ، بالغ النساء في مقدار المهور فخطب عمر بن الخطاب في الناس خطبة حدد فيها مقدارا معينا للمهر ، فقامت واحدة من النساء و قالت لعمر بن الخطاب : إن الله سبحانه و تعالى يقول : " وإن أردتم استبـدال زوج مكـان زوج
و آتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينـا " سورة النسـاء ( الآية :20 ) . فما كان منه رضي الله عنه وأرضاه إلا أن قال : " أصابت امرأة و أخطأ عمر " ، وفي رواية : " كل الناس أفقه منك يا عمر " . هكذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و هو واحد من أعظم صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، ومن العشرة المبشرين بالجنة ، وخليفة المسلمين و أميرهم آنذاك . قالها بكل و قوة و شجاعة و دونما جبن و ارتباك : " أصابت امرأة وأخطأ عمر " ، و لم يقل لتلك المرأة ـ مثلا ـ : " كيف تجرئين و تجادليني و أنا الخليفة ، وأنت امرأة ؟! "
تالله إننا لنفتقد في زماننا ذاك النمط من الشجاعة والصدق في الاعتراف بالخطأ ، سواء في المدارس ، أو الجامعات أو ، في أماكن العمل أو ، حتى داخل الأسرة . كل مدرس ، أو أستاذ ، أو مدير ، أو أم ، أو أب يظن نفسه علامة و يرفض نقض الآخرين وآرائهم ، ويعد هذا انتقاصا لقدرة و مركزه( المرموق ) . و في الوا قع ، لا أدري من أفتى لهم بذلك ، فلم يحدث مثلا أن أحدا قال عن عمر بن الخطاب رضي الله عنـه أنـه
( وحاشا لله ) رجل جاهل أو أن النساء أفقه منه عندما قال مقولته تلك . فعندما يعترف الإنسان بأنه جاهل بشئ ما أو أنه على غير دراية تامة بموضوع معين فإن هذا لا يدخله البتة في زمرة الجاهلين أو الأغبياء ! وإلا ما حدا هذا بابن القيم الجوزية وهو الإمام العلامة أن يقول مقولته السابق ذكرها : " من قال لا أعرف فقد أفتى " . وقال صلى الله عليه و سلم : " لا يدخل الجنة من فيه مثقال ذرة من كبر " .
و كثير من التابعين ، والصحابة ، والعلماء لم يستنكفوا أبدا الاعتراف بجهلهم ، أو قل بقلة علمهم (و هم فطاحل العلم و اللغة ) ، فقد قال الإمام السيوطي و اصفا علمـه
" إنما علمي هذا قطرة في بحر علم الله سبحانه ، لقوله تعالى : " و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا " . قال هذا وهو واحد من كبار العلماء الذين تفوقوا في علوم الإسلام وبرزوا فيها و لكن علمه ـ مع هذا كله ـ لا يكاد يعد شيئا من علم الله سبحانه .
ومن الجانب الآخر، نرى كبار المسؤوليين والرؤساء وممثلى الدول لا يحسنون التحدث بلغتهم الأم ( العربية ) ، ولا التعبير عن مطالب شعوبهم ، ويعدون من كبار الجهلة في العالم ، ومع هذا يضعون أنفسهم في مصاف العلماء و السادة ، أناس يستنكفون الاعتراف بجهلهـم ( و هـم كذلك ) . وقـد حكى لـي أخي الصغيـر مـرة ( وهو تلميذ في المرحلة الابتدائيـة ) أن مـدرس اللغة الإنجليزية أخطأ فـي نطق كلمة فأخبـره أخي ( بـأدب ) بالنطق الصحيح للكلمة ، فما كـان مـن المدرس إلا أن احمر و جهه من الغضب ، ورد عليه قائـلا : " هو أنـا حمار يا ولد ! " . و من وقتها لم يفكر أخي أبدا بمناقشة أي مـن أساتذتـه ( الجاهلين ) فيمـا تلا ذلـك من سنوات الدراسة ، فقد علمه ذلك الموقف درسـا مهما ، و قاسيا في آن واحد ألا وهو : لا تجادل أبدا إنسانا علامة في نظر ( نفسه ) جاهلا كل الجهل في نظر من هم أعلم منه . كما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " ثلاث مهلكات : شح مطاع ، وهوى متبع ، و إعجاب المرء بنفسه " .
و في الختام أدعو الله تبارك و تعالى أن يجعلنا و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، و تذكروا دائما إخواني و أخواتي في الله أن " الله يعلم و أنتم لا تعلمون " سورة البقرة ( الآية : 216 ) .
==================================
موضوع جميل اختي
بارك الله فيكي
بارك الله فيكي
__________________________________________________ __________
موضوع رائع
مشكووووووووووره
مشكووووووووووره
__________________________________________________ __________
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك
ورحم الله أمرئ عرف قدره نفسه
مشكوووووووووورة
ورحم الله أمرئ عرف قدره نفسه
مشكوووووووووورة
__________________________________________________ __________
جزاكم الله خيرا اختى على موضوعك الجميل ده
انا دايما باعتبر ان اللى يعترف بخطؤه شجاع
اما اللى بينكره فهو انسان جبان خايف من ان الناس تلومه
انا دايما باعتبر ان اللى يعترف بخطؤه شجاع
اما اللى بينكره فهو انسان جبان خايف من ان الناس تلومه