عنوان الموضوع : الشيخ سلمان العوده يتحدث عن تجربة شخصية مع ابنه المراهق -للامومة و الطفل
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
تَحَدَّث فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- عن تجربة شخصية مع ابنه المراهق، وسألَه عن السلبيات والإيجابيات في أسلوبه كأبٍ في التعامل مع ابنِه.
وفي حلقة من برنامج "حجر الزاوية" على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "المراهقة" قال الشيخ سلمان: "قلت لابني: أريد أن تتحدث معي بصراحة عن الأخطاء التي تراها؟ فردَّ الابن: إن من أهم الأخطاء قلة الرقابة، وأن كثيرًا من الأمور أنت لا تدري عنها، إضافة إلى كثرة الأسفار والغياب والانشغال، وكذلك أحيانًا أنت في وادٍ والأمُّ في وادٍ وكلاكما في انشغال، وكثيرًا ما تعوِّضنا عن ذلك بأن تلبِّي لنا الاحتياجات والطلبات.
وعلَّق الشيخ سلمان قائلًا: إنني أوافق ابني في ذلك، فطبعِي أن تكون الرقابة معتدلةً، وألا نحرِمَ أولادَنا من كل شيء، إضافةً إلى كثرة انشغالي، وفي الواقع إنني أحاول أن أعوِّض عن غيابي بهذا المعنى الذي قاله بمعنى آخر، ألا وهو الحب والاحتضان والحنان الذي هو إحساس حقيقي لهم في الحضور والغياب.
وأردف الدكتور العودة: لقد سألته أيضًا عن الإيجابيات؟ فقال: إن الايجابيات تتمثَّل في أنك لا تفرض رأيَك، كذلك أنك تتابعني في المدرسة حتى عندما تكون مسافرًا، مشيرًا إلى أنه كان يشعر في بعض الأحيان أنه لا داعٍ لذلك، لكنَّه الآن يقول أصبحت أدرك أنَّ هذا كان شيئًا صائبًا؛ لأنه -والحمد لله- تخرَّج وتفوَّق.
عدم المصادمة
وأوضح فضيلته أنه يرى أن من الإيجابيات أيضًا عدم المصادمة بيني وبينه، حيث كان يذهب إلى شيخٍ أو إلى طالبِ علمٍ أو واعظ، وكان هذا الواعظ ليس على وفاقٍ معي وربما يتناولني أحيانًا، وعرفتُ ذلك ورأيت بعضَ الكتب عنده، فقلت له: ليس عندي مشكلة أن تذهب، لكن لا أريد أن تلغِيَ عقلَك وأن تلغي تفكيرك ولكن كن مستقلًّا وفكِّر فيما تسمعُ.
كذلك يقول: يعجبني أنه في ظلِّ تزايدِ ظاهرة الأفكار المتشدِّدة والعنف الذي انتشر في أوساط الشباب، حيث يقول: كنت أجلس مع شباب فأجدُ أنهم يتكلَّمون بشدة وبانفعال وبحوار ونقاش وجدل، وأخرج من هذا المكان وأنا مقتنع أكثرَ بضدِّ ما يقولون، بينما أنت كنت تحادثني في نقاطٍ سهلة وسريعة وهادئة وخفيفةٍ، ولكنها مع الوقت أحدثت تأثيرًا كبيرًا وقويًّا في نفسي، وفي النهاية يقول: أنت أقدرُ واحدٍ على توجيهي للقراءة وعلى توجيهي للحياة، فهو قارئ ومتطلِّع للحياة.
الأسرة الفاعلة
وردًّا على سؤال يقول: كيف يجب أن تكون لغة الأبوَيْن البيتوتية مع المراهق؟ قال الشيخ سلمان: إن الأسرة الفاعلة هي أول وأعظم حلول المراهقة، وذلك على خلاف الأسرة النابذة، والتي تنبِذ المراهق وهي مستعدة لأن تخوض حربًا معه، بينما الفاعلية وَقفٌ على تماسك الأسرة، مشيرًا إلى أن إحدى الدراسات التي أُجرِيَت على أكثر من أربعمائة أسرة في بريطانيا، أوضحت أن الأُسَر المتماسكة يكون مراهقوها في الغالب أكثر اتِّزانًا وأكثر نجاحًا في حياتهم وفي دراستهم وفي زواجهم فيما بعد، على حين تفتقد الأسرة المشتَّتَة ذلك بشدة.
وأضاف فضيلته: من المهمِّ جدًّا أن يكون بين الأبوَيْن تضامنٌ، لافتًا إلى أنه من الخطأ أن يهاجمَ الأب الأمَّ أو أن الأمُّ تهاجم الأبَ أمام المراهق.
وضَرَب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: في إحدى المرَّات زُرت بلدًا، مع الأسف، بلد غربي واستقبلتني امرأة معها بنات مراهقات وهي تصرخ بأعلى صوتِها حتى أتيتُ إليها، فتحدَّثَت معي لمدة ساعة عن هؤلاء البنات المساكين وعن والدهم.. قلت لها: تخيَّلِي كم سيكون واقع هذا الكلام الذي تقولينه على بناتِك وهم يسمعون هذا الكلام منك مراتٍ ومرات، موضحًا أنه حتى لو كان الأبوان متباعدَيْن داخل البيت أو حتى مطلَّقَيْن ينبغي أن يكون بينهم تضامن واتفاق على كيفية التعامل مع المراهقين.
البيت والثقافة الجنسية
وأَكَّد الشيخ سلمان أن البيت هو أفضل وآمن مكان لتعلم الثقافة الجنسية الراشدة، مشددًا على أهمية التوجيه النبوي فيما يتعلق بتوعية البنات والأبناء تجاه السلوك والممارسة الجنسية.
وقال الشيخ سلمان: إن المراهق يجب أن يتعرَّفَ على جسده بشكل جيِّدٍ وأن يكتشفه، موضحًا أنه ليس مطلوبًا أن يظلَّ جاهلًا بمثل هذه الأمور، مشيرًا إلى أن المسئولية في هذه الحالة تُلقَى على عاتق الأب والأم والمدرسة.
وأضاف فضيلته: على الأم أن تفلحَ في تعريف ابنتها بالمعلومات المختلفة والمعلومات الجنسية، وكذلك الأب يُعرِّف ولدَه، فضلًا عن أهمية إعطاء معلومات واضحة وصافية بعيدة عن الإثارة وبعيدة عن الإغراء في داخل المدرسة، وأن يكون هناك تعليم معتدل لمثلِ هذه المعاني للأولاد والبنات؛ لأن هذا جزء من كينونتهم وجزء من شخصيتهم.
وأردف الدكتور العودة: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلاَة وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عليهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ» لافتًا إلى أن كثيرًا من الناس لم يكونوا يعرِفون هذا الحديث وهذا التوجيه، حتى وُجِدت دراسة في أمريكا أُجرِيَت على أكثر من اثني عشر ألف مواطن، حول السلوك الجنسي للمواطن الأمريكي، وتَبيَّن في هذه الدراسة أن 22% ممن أُجريت عليهم الدراسة وقعت لهم أول ممارسة في البيت وفي الفراش ذاته مع أحد المحارم، الأخ أو العم أو الخال، أو حتى مع من هو أقرب من ذلك، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد أهمية التوجيه النبوي فيما يتعلق بتوعية البنات والأبناء تجاه السلوك والممارسة الجنسية.
احترام.. ومديح
وأكد الدكتور العودة على ضرورة أن يحترمَ البيتُ المراهقَ، وأن يُقدِّم له عبارات التشجيع والثناء بدلًا من التحطيم والتدمير والتحقير والازدراء الذي ربما تعوَّدنا عليه ونقوله بمناسبة وبغير مناسبة لبناتنا وأولادنا، مشيرًا إلى أن هذا خطأٌ كبيرٌ، حيث ينبغي أن نستبدلَ ذلك بعبارات الثناء والإطراء، مثل: يا بنت يا بطلة يا ممتازة يا متفوقة ما شاء الله عليكِ أسلوبُكِ رائع كيف اخترتِ هذه الملابس، والثناء على شكلها وعلى عينيها وعلى شعرها وعلى ثغرِها وعلى طبخِها وعلى دراستها، وغير هذا كثير.
وقال فضيلته: إن المقصود من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « إِذَا لَقِيتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا في وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ» من لا همَّ له إلا المدح بالحق وبالباطل، مؤكدًا على أن المدح هو جزء من التربية وكم مدح النبي عليه الصلاة والسلام كثيرًا من المراهقين، كأمثال مالك بن الحويرث وأصحابه وغيرهم من الصحابة، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وجبة ثناء.. وحوار متوازٍ
وأردف الشيخ سلمان: إنه ينبغي علينا أن نقدِّم وجبة ثناء وتعزيز الثقة بمراهقينا ومراهقاتنا، مشيرًا إلى أنه لا يجوز للآباء والأمهات أن يستخدموا أسلوب القسوة، موضحًا أن المراهقين يضجُّون ألمًا من قسوة الآباء والأمهات عليهم، حيث تجد الأب الذي يضرب أولاده وبناتِه، والأم التي تسبُّهم بشكلٍ مستمرٍّ ربما يكون عند الأب والأم سببًا لذلك، لكن مع ذلك علينا أن نحافظَ على هذا الاستثمار، وأن لا يكون تعامُلُنا معهم دائمًا هو تعامل القسوة والضرب والسب؛ لأن هذا سوف يجعلهم يذهبون بعيدًا.
وأكَّد فضيلته على أهمية أن يكون هناك جلسات الحوار؛ عن طريق الحوار المتوازي بين البنت مثلًا والأم، والاستماع الجيد للبنت للكلمات الطيبة المختارة، وكذلك تشجيع الولد والبنت على أن يبُوحوا بكل ما عندهم، وأن يعتادوا على المصارحة بدلًا من أن تحدث الأشياء من خلفِ ظهرِك، مشيرًا إلى أن ابنًا قد ابتُلِي بالتدخين وقال لوالده: "يا والدي أنا حقيقةً عندي مشكلة وأبغي أقولها لك، قال: تفضل، قال: والله إن فترة من الفترات صار عندي مشكلة وأصدقاء ودخَّنْت وأبغاك تساعدني، فغضب الأب وزمجر وقام وقال: عندك وجه تتكلم؟!".
هنا ينبغي أن تشجِّعَه على أن يبوحَ لك ويصارحك بدلًا من أن تكون الأشياء تقع بعيدًا عنك.
طموح.. وإقناع
وتعقيبًا على مداخلة تقول: نحن نقتل أبناءنا بقولِنا إنه لا طموح لهم رغم أن الذي ينمِّي طموحَهم حوارُنا معهم، قال الشيخ سلمان: إن الحوار ينمِّي الطموح من خلال نقلِ تجاربِنا للآخرين، مما يساعدُنا على إقناع الأبناء بدواخلهم، وليس فرض الرأي عليهم، لافتًا إلى أن من أكبر أخطاء الأُسَر العربية أنها تمارس دور الشرطي، وتعتقد أنَّ الشيءَ إذا لم يقع بسبب الفرض والإصرار فقد انتهت المشكلة.
وأضاف فضيلته أن هذا ليس صوابًا، وإنما ينبغي أن نمارس الإقناع، وإعداد هؤلاء الأبناء للحياة، ولذلك فإن المراهق المنزوي أو المنطوي دائمًا هو ذلك المراهق المدلَّل الذي يعطَى كلَّ شيءٍ ولم يتعود أن يعتمد على نفسه، أو المراهق المصادر الذي لم يعطَ أي دورٍ ليمارسَه في الحياة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون للمراهق دورٌ ورأي وألا يكون صفرًا على الشمال.
طوارئ جديدة
وتعقيبًا على مداخلة تقول: أيها الآباء والأمهات عندما يبلغ أبناؤكم لا تلعبوا معهم لعبة العسكر والحرامية، قال الشيخ سلمان: إن البيت لم يعُدْ هو الذي يُربِّي المراهق، صحيح أن الأسرة الفاعلة دورها أوَّلِي وأساسي، لكن الآن الحياة أصبحت مصبوغَة بصبغة عامة، حيث توجد هناك طوارئ جديدة أُضيفَتْ واقتحمت حتى البيت نفسه من عوالم جديدة ومجتمعات عربية وإسلامية أصبحت مندمجة ومتناهية في أشياء عديدة مع العالم الغربي.
وأضاف فضيلته أن بعض الموجات والصراعات والتقاليد قد تكون لها ما يبرِّرُها في الغرب ولها منطلقاتها ومدارس وأنماط حريات، لكنها بالنسبة للعالم العربي والإسلامي هي في الغالب أنماط وافدة يأخذها الناس من خلال مشاهدة الشاشة أو من خلال الإنترنت، وإن كان أصل هذه الدوافع موجودًا عند الناس، ولذلك فإنه لا بدَّ من تحقيق التوازن بين القدرة على إيجاد المحاضن المناسبة للمراهقين، مع منح المراهقين قدرًا من الحرية، لافتًا إلى أن المراهق لا يمكن أن تصادَرَ حريتُه، ولكن لا بدَّ أن يُمنَح قدرًا معتدلًا من الحرية.
وفيما يتعلَّق بتعاطي المراهق مع الإنترنت، قال الشيخ سلمان: هناك إمكانية وجود إنترنت آمن، بعيدًا عن الانخداع بإقامة علاقات مع الآخرين ويأتيه مجرمُون بصورة منقذِين أو يمكن أن يحمِّل أشياءً، ومن خلالها تدخل عليه كثير من الفيروسات، فضلًا عن أنه من خلال الإنترنت يمكن للمراهق والمراهقة أن يعطوا معلومات عن أنفسهم وعن مدرستهم وعن بيتهم وتُستخدَم هذه بطرقٍ مختلفة جدًّا، فهناك حالات ابتزاز كثيرة وقعت لبعض البنات.
وأكَّد فضيلته على ضرورة الحفاظ على خصوصية المراهق، وعدم اقتحام غرفتِه بشكل دائم وتفتيشها، لافتًا إلى أنه ليس بالضرورة أنه عندما يُخفِي المراهق شيئًا أن يكون هذا الشيء سلبيًّا، هذا جزءٌ من تعبيرِه عن استقلاليته، ولذلك ينبغي أن تحترمَ هذه الاستقلالية وأن لا يشعر الأب أو الأم أن من حقِّه أن يقومَ بتفتيش مفاجئٍ، وكذلك تفتيش ملابس البنت والشنطة والورق وماذا كتبت وهذه الكلمة ماذا تعني.
وضَرَب فضيلتُه مثالًا لذلك، قائلًا: إنه في إحدى المرات وجدت أمٌّ من الأمهات في شنطة ابنتها خطابَ حبٍّ مليئًا بالجماليات والغرام والكلام والشعر والمشاعر، وغضبت الأم جدًّا، وبعد ذلك تبيَّن أن هذا لم يكن أكثر من محاولة منها لكتابة مقالٍ أو موضوعٍ في التعبير، أو أنها تعبِّر عن جانبها الأنثوي الفطري، وأنه ليس هناك أيَّة شبهة فيه أو انحراف.
مؤسسات لرعاية المراهقين
وأكد الدكتور العودة أننا بحاجة إلى وجود مؤسسات اجتماعية تستوعب هؤلاء المراهقين، عن طريق تنظيمِ بعض الرحلات لهم، والتي ربما تأخذهم من الإنترنت أو الإكس بوكس أو الجلوس المستديم الذي يسبب السمنة، ويسبب أضرارًا صِحيَّة لهم، وقد يتحوَّل إلى إدمان ويضرُّ بالجهاز العصبي وبالظهر، مشيرًا إلى أنه يجب أن نساعد المراهقين على تفريغ الطاقة الهائلة الاستثنائية الموجودة المحتدِمة في دواخلهم.
نموذج للتعايش
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إنه من الخطأ أن يتمَّ تحفيز المراهقين عن طريق وضع نموذج يُحتذَى به، بغضِّ النظر عما إذا كان هذا النموذج يتوافق مع شخصية هذا المراهق أم لا، قال الشيخ سلمان: إن كلَّ نمطٍ لاستثمار المراهقين مرتبطٌ بالقِيَم وبالأخلاقيات والتقاليد الموجودة في هذا المجتمع، فينبغي أن نبتكرَ وأن نخترعَ أنماطًا لتعايش المراهقين في مجتمعاتنا تتناسب مع تاريخنا، وقِيَمنا، وواقعنا، وأحلامنا المستقبلية في البناء والنهوض والتنمية والتقنية.
يجب أن يكون هناك استعداد سريع للغضب والزَّعل، وهذا ينمُّ عن أن الأبوين ليسا مهيَّأَيْن للتعامل مع المرحلة هذه.
قدر من الخطأ
وعلق الشيخ العودة على مداخلة تقول: إن الآباء يطلبون من أبنائهم المثالية دائمًا، فهل يمكن السماح بنسبة خطأ معينة، قائلًا: هذا أمر حتمي لا بدَّ منه، فالإنسان الذي لا يريد أن يقع في الخطأ ربما يكسر الأمر نهائيًّا؛ ولذلك من أهم الأشياء أن يكون هناك تقدير أنه يوجد قدر من الخطأ، يقول تعالى: "كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" (النساء آية 94).
وأضاف فضيلته: علينا أن نتذكَّر أيام مراهقتنا، وكم من الأشياء نعملها من وراء ظهور والدَيْنا، وكم من الأشياء التي وقانا الله منها، لافتًا إلى أنه من الخطأ أن يفترض الأبوان أن المراهق لا يمكن أن يخطئَ أو أن يواجه الخطأ دائمًا بحالة من الزعل.
وأوضح الدكتور العودة أن بعض الأبناء يشتكون أحيانًا من ظلم الآباء، مشيرًا إلى أن كثرة العقاب تُفقدُه قيمتَه، فكون الأب يهجر ابنَه شهرًا كاملًا مثلًا وأيضًا هو قابل أن يعود للهجران بعد أسبوع واحد، وكذلك الأم تهجر ابنتها من أجل أدنى سبب إذا لم تقُم باللازم أو لم تقم بالخدمة أو لم تقم بحمل الطعام من السفرة أو طهي الطعام أو غسيل الملابس، حيث يكون هناك استعداد سريع للغضب والزعل، وهذا ينمُّ عن أن الأبوين ليسا مهيَّأين للتعامل مع المرحلة هذه كما أسلفنا.
وفي حلقة من برنامج "حجر الزاوية" على فضائية mbc ، والتي جاءت تحت عنوان "المراهقة" قال الشيخ سلمان: "قلت لابني: أريد أن تتحدث معي بصراحة عن الأخطاء التي تراها؟ فردَّ الابن: إن من أهم الأخطاء قلة الرقابة، وأن كثيرًا من الأمور أنت لا تدري عنها، إضافة إلى كثرة الأسفار والغياب والانشغال، وكذلك أحيانًا أنت في وادٍ والأمُّ في وادٍ وكلاكما في انشغال، وكثيرًا ما تعوِّضنا عن ذلك بأن تلبِّي لنا الاحتياجات والطلبات.
وعلَّق الشيخ سلمان قائلًا: إنني أوافق ابني في ذلك، فطبعِي أن تكون الرقابة معتدلةً، وألا نحرِمَ أولادَنا من كل شيء، إضافةً إلى كثرة انشغالي، وفي الواقع إنني أحاول أن أعوِّض عن غيابي بهذا المعنى الذي قاله بمعنى آخر، ألا وهو الحب والاحتضان والحنان الذي هو إحساس حقيقي لهم في الحضور والغياب.
وأردف الدكتور العودة: لقد سألته أيضًا عن الإيجابيات؟ فقال: إن الايجابيات تتمثَّل في أنك لا تفرض رأيَك، كذلك أنك تتابعني في المدرسة حتى عندما تكون مسافرًا، مشيرًا إلى أنه كان يشعر في بعض الأحيان أنه لا داعٍ لذلك، لكنَّه الآن يقول أصبحت أدرك أنَّ هذا كان شيئًا صائبًا؛ لأنه -والحمد لله- تخرَّج وتفوَّق.
عدم المصادمة
وأوضح فضيلته أنه يرى أن من الإيجابيات أيضًا عدم المصادمة بيني وبينه، حيث كان يذهب إلى شيخٍ أو إلى طالبِ علمٍ أو واعظ، وكان هذا الواعظ ليس على وفاقٍ معي وربما يتناولني أحيانًا، وعرفتُ ذلك ورأيت بعضَ الكتب عنده، فقلت له: ليس عندي مشكلة أن تذهب، لكن لا أريد أن تلغِيَ عقلَك وأن تلغي تفكيرك ولكن كن مستقلًّا وفكِّر فيما تسمعُ.
كذلك يقول: يعجبني أنه في ظلِّ تزايدِ ظاهرة الأفكار المتشدِّدة والعنف الذي انتشر في أوساط الشباب، حيث يقول: كنت أجلس مع شباب فأجدُ أنهم يتكلَّمون بشدة وبانفعال وبحوار ونقاش وجدل، وأخرج من هذا المكان وأنا مقتنع أكثرَ بضدِّ ما يقولون، بينما أنت كنت تحادثني في نقاطٍ سهلة وسريعة وهادئة وخفيفةٍ، ولكنها مع الوقت أحدثت تأثيرًا كبيرًا وقويًّا في نفسي، وفي النهاية يقول: أنت أقدرُ واحدٍ على توجيهي للقراءة وعلى توجيهي للحياة، فهو قارئ ومتطلِّع للحياة.
الأسرة الفاعلة
وردًّا على سؤال يقول: كيف يجب أن تكون لغة الأبوَيْن البيتوتية مع المراهق؟ قال الشيخ سلمان: إن الأسرة الفاعلة هي أول وأعظم حلول المراهقة، وذلك على خلاف الأسرة النابذة، والتي تنبِذ المراهق وهي مستعدة لأن تخوض حربًا معه، بينما الفاعلية وَقفٌ على تماسك الأسرة، مشيرًا إلى أن إحدى الدراسات التي أُجرِيَت على أكثر من أربعمائة أسرة في بريطانيا، أوضحت أن الأُسَر المتماسكة يكون مراهقوها في الغالب أكثر اتِّزانًا وأكثر نجاحًا في حياتهم وفي دراستهم وفي زواجهم فيما بعد، على حين تفتقد الأسرة المشتَّتَة ذلك بشدة.
وأضاف فضيلته: من المهمِّ جدًّا أن يكون بين الأبوَيْن تضامنٌ، لافتًا إلى أنه من الخطأ أن يهاجمَ الأب الأمَّ أو أن الأمُّ تهاجم الأبَ أمام المراهق.
وضَرَب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: في إحدى المرَّات زُرت بلدًا، مع الأسف، بلد غربي واستقبلتني امرأة معها بنات مراهقات وهي تصرخ بأعلى صوتِها حتى أتيتُ إليها، فتحدَّثَت معي لمدة ساعة عن هؤلاء البنات المساكين وعن والدهم.. قلت لها: تخيَّلِي كم سيكون واقع هذا الكلام الذي تقولينه على بناتِك وهم يسمعون هذا الكلام منك مراتٍ ومرات، موضحًا أنه حتى لو كان الأبوان متباعدَيْن داخل البيت أو حتى مطلَّقَيْن ينبغي أن يكون بينهم تضامن واتفاق على كيفية التعامل مع المراهقين.
البيت والثقافة الجنسية
وأَكَّد الشيخ سلمان أن البيت هو أفضل وآمن مكان لتعلم الثقافة الجنسية الراشدة، مشددًا على أهمية التوجيه النبوي فيما يتعلق بتوعية البنات والأبناء تجاه السلوك والممارسة الجنسية.
وقال الشيخ سلمان: إن المراهق يجب أن يتعرَّفَ على جسده بشكل جيِّدٍ وأن يكتشفه، موضحًا أنه ليس مطلوبًا أن يظلَّ جاهلًا بمثل هذه الأمور، مشيرًا إلى أن المسئولية في هذه الحالة تُلقَى على عاتق الأب والأم والمدرسة.
وأضاف فضيلته: على الأم أن تفلحَ في تعريف ابنتها بالمعلومات المختلفة والمعلومات الجنسية، وكذلك الأب يُعرِّف ولدَه، فضلًا عن أهمية إعطاء معلومات واضحة وصافية بعيدة عن الإثارة وبعيدة عن الإغراء في داخل المدرسة، وأن يكون هناك تعليم معتدل لمثلِ هذه المعاني للأولاد والبنات؛ لأن هذا جزء من كينونتهم وجزء من شخصيتهم.
وأردف الدكتور العودة: إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلاَة وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ وَاضْرِبُوهُمْ عليهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرِ سِنِينَ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ في الْمَضَاجِعِ» لافتًا إلى أن كثيرًا من الناس لم يكونوا يعرِفون هذا الحديث وهذا التوجيه، حتى وُجِدت دراسة في أمريكا أُجرِيَت على أكثر من اثني عشر ألف مواطن، حول السلوك الجنسي للمواطن الأمريكي، وتَبيَّن في هذه الدراسة أن 22% ممن أُجريت عليهم الدراسة وقعت لهم أول ممارسة في البيت وفي الفراش ذاته مع أحد المحارم، الأخ أو العم أو الخال، أو حتى مع من هو أقرب من ذلك، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد أهمية التوجيه النبوي فيما يتعلق بتوعية البنات والأبناء تجاه السلوك والممارسة الجنسية.
احترام.. ومديح
وأكد الدكتور العودة على ضرورة أن يحترمَ البيتُ المراهقَ، وأن يُقدِّم له عبارات التشجيع والثناء بدلًا من التحطيم والتدمير والتحقير والازدراء الذي ربما تعوَّدنا عليه ونقوله بمناسبة وبغير مناسبة لبناتنا وأولادنا، مشيرًا إلى أن هذا خطأٌ كبيرٌ، حيث ينبغي أن نستبدلَ ذلك بعبارات الثناء والإطراء، مثل: يا بنت يا بطلة يا ممتازة يا متفوقة ما شاء الله عليكِ أسلوبُكِ رائع كيف اخترتِ هذه الملابس، والثناء على شكلها وعلى عينيها وعلى شعرها وعلى ثغرِها وعلى طبخِها وعلى دراستها، وغير هذا كثير.
وقال فضيلته: إن المقصود من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: « إِذَا لَقِيتُمُ الْمَدَّاحِينَ فَاحْثُوا في وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ» من لا همَّ له إلا المدح بالحق وبالباطل، مؤكدًا على أن المدح هو جزء من التربية وكم مدح النبي عليه الصلاة والسلام كثيرًا من المراهقين، كأمثال مالك بن الحويرث وأصحابه وغيرهم من الصحابة، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهم أجمعين.
وجبة ثناء.. وحوار متوازٍ
وأردف الشيخ سلمان: إنه ينبغي علينا أن نقدِّم وجبة ثناء وتعزيز الثقة بمراهقينا ومراهقاتنا، مشيرًا إلى أنه لا يجوز للآباء والأمهات أن يستخدموا أسلوب القسوة، موضحًا أن المراهقين يضجُّون ألمًا من قسوة الآباء والأمهات عليهم، حيث تجد الأب الذي يضرب أولاده وبناتِه، والأم التي تسبُّهم بشكلٍ مستمرٍّ ربما يكون عند الأب والأم سببًا لذلك، لكن مع ذلك علينا أن نحافظَ على هذا الاستثمار، وأن لا يكون تعامُلُنا معهم دائمًا هو تعامل القسوة والضرب والسب؛ لأن هذا سوف يجعلهم يذهبون بعيدًا.
وأكَّد فضيلته على أهمية أن يكون هناك جلسات الحوار؛ عن طريق الحوار المتوازي بين البنت مثلًا والأم، والاستماع الجيد للبنت للكلمات الطيبة المختارة، وكذلك تشجيع الولد والبنت على أن يبُوحوا بكل ما عندهم، وأن يعتادوا على المصارحة بدلًا من أن تحدث الأشياء من خلفِ ظهرِك، مشيرًا إلى أن ابنًا قد ابتُلِي بالتدخين وقال لوالده: "يا والدي أنا حقيقةً عندي مشكلة وأبغي أقولها لك، قال: تفضل، قال: والله إن فترة من الفترات صار عندي مشكلة وأصدقاء ودخَّنْت وأبغاك تساعدني، فغضب الأب وزمجر وقام وقال: عندك وجه تتكلم؟!".
هنا ينبغي أن تشجِّعَه على أن يبوحَ لك ويصارحك بدلًا من أن تكون الأشياء تقع بعيدًا عنك.
طموح.. وإقناع
وتعقيبًا على مداخلة تقول: نحن نقتل أبناءنا بقولِنا إنه لا طموح لهم رغم أن الذي ينمِّي طموحَهم حوارُنا معهم، قال الشيخ سلمان: إن الحوار ينمِّي الطموح من خلال نقلِ تجاربِنا للآخرين، مما يساعدُنا على إقناع الأبناء بدواخلهم، وليس فرض الرأي عليهم، لافتًا إلى أن من أكبر أخطاء الأُسَر العربية أنها تمارس دور الشرطي، وتعتقد أنَّ الشيءَ إذا لم يقع بسبب الفرض والإصرار فقد انتهت المشكلة.
وأضاف فضيلته أن هذا ليس صوابًا، وإنما ينبغي أن نمارس الإقناع، وإعداد هؤلاء الأبناء للحياة، ولذلك فإن المراهق المنزوي أو المنطوي دائمًا هو ذلك المراهق المدلَّل الذي يعطَى كلَّ شيءٍ ولم يتعود أن يعتمد على نفسه، أو المراهق المصادر الذي لم يعطَ أي دورٍ ليمارسَه في الحياة، مشيرًا إلى أنه يجب أن يكون للمراهق دورٌ ورأي وألا يكون صفرًا على الشمال.
طوارئ جديدة
وتعقيبًا على مداخلة تقول: أيها الآباء والأمهات عندما يبلغ أبناؤكم لا تلعبوا معهم لعبة العسكر والحرامية، قال الشيخ سلمان: إن البيت لم يعُدْ هو الذي يُربِّي المراهق، صحيح أن الأسرة الفاعلة دورها أوَّلِي وأساسي، لكن الآن الحياة أصبحت مصبوغَة بصبغة عامة، حيث توجد هناك طوارئ جديدة أُضيفَتْ واقتحمت حتى البيت نفسه من عوالم جديدة ومجتمعات عربية وإسلامية أصبحت مندمجة ومتناهية في أشياء عديدة مع العالم الغربي.
وأضاف فضيلته أن بعض الموجات والصراعات والتقاليد قد تكون لها ما يبرِّرُها في الغرب ولها منطلقاتها ومدارس وأنماط حريات، لكنها بالنسبة للعالم العربي والإسلامي هي في الغالب أنماط وافدة يأخذها الناس من خلال مشاهدة الشاشة أو من خلال الإنترنت، وإن كان أصل هذه الدوافع موجودًا عند الناس، ولذلك فإنه لا بدَّ من تحقيق التوازن بين القدرة على إيجاد المحاضن المناسبة للمراهقين، مع منح المراهقين قدرًا من الحرية، لافتًا إلى أن المراهق لا يمكن أن تصادَرَ حريتُه، ولكن لا بدَّ أن يُمنَح قدرًا معتدلًا من الحرية.
وفيما يتعلَّق بتعاطي المراهق مع الإنترنت، قال الشيخ سلمان: هناك إمكانية وجود إنترنت آمن، بعيدًا عن الانخداع بإقامة علاقات مع الآخرين ويأتيه مجرمُون بصورة منقذِين أو يمكن أن يحمِّل أشياءً، ومن خلالها تدخل عليه كثير من الفيروسات، فضلًا عن أنه من خلال الإنترنت يمكن للمراهق والمراهقة أن يعطوا معلومات عن أنفسهم وعن مدرستهم وعن بيتهم وتُستخدَم هذه بطرقٍ مختلفة جدًّا، فهناك حالات ابتزاز كثيرة وقعت لبعض البنات.
وأكَّد فضيلته على ضرورة الحفاظ على خصوصية المراهق، وعدم اقتحام غرفتِه بشكل دائم وتفتيشها، لافتًا إلى أنه ليس بالضرورة أنه عندما يُخفِي المراهق شيئًا أن يكون هذا الشيء سلبيًّا، هذا جزءٌ من تعبيرِه عن استقلاليته، ولذلك ينبغي أن تحترمَ هذه الاستقلالية وأن لا يشعر الأب أو الأم أن من حقِّه أن يقومَ بتفتيش مفاجئٍ، وكذلك تفتيش ملابس البنت والشنطة والورق وماذا كتبت وهذه الكلمة ماذا تعني.
وضَرَب فضيلتُه مثالًا لذلك، قائلًا: إنه في إحدى المرات وجدت أمٌّ من الأمهات في شنطة ابنتها خطابَ حبٍّ مليئًا بالجماليات والغرام والكلام والشعر والمشاعر، وغضبت الأم جدًّا، وبعد ذلك تبيَّن أن هذا لم يكن أكثر من محاولة منها لكتابة مقالٍ أو موضوعٍ في التعبير، أو أنها تعبِّر عن جانبها الأنثوي الفطري، وأنه ليس هناك أيَّة شبهة فيه أو انحراف.
مؤسسات لرعاية المراهقين
وأكد الدكتور العودة أننا بحاجة إلى وجود مؤسسات اجتماعية تستوعب هؤلاء المراهقين، عن طريق تنظيمِ بعض الرحلات لهم، والتي ربما تأخذهم من الإنترنت أو الإكس بوكس أو الجلوس المستديم الذي يسبب السمنة، ويسبب أضرارًا صِحيَّة لهم، وقد يتحوَّل إلى إدمان ويضرُّ بالجهاز العصبي وبالظهر، مشيرًا إلى أنه يجب أن نساعد المراهقين على تفريغ الطاقة الهائلة الاستثنائية الموجودة المحتدِمة في دواخلهم.
نموذج للتعايش
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إنه من الخطأ أن يتمَّ تحفيز المراهقين عن طريق وضع نموذج يُحتذَى به، بغضِّ النظر عما إذا كان هذا النموذج يتوافق مع شخصية هذا المراهق أم لا، قال الشيخ سلمان: إن كلَّ نمطٍ لاستثمار المراهقين مرتبطٌ بالقِيَم وبالأخلاقيات والتقاليد الموجودة في هذا المجتمع، فينبغي أن نبتكرَ وأن نخترعَ أنماطًا لتعايش المراهقين في مجتمعاتنا تتناسب مع تاريخنا، وقِيَمنا، وواقعنا، وأحلامنا المستقبلية في البناء والنهوض والتنمية والتقنية.
يجب أن يكون هناك استعداد سريع للغضب والزَّعل، وهذا ينمُّ عن أن الأبوين ليسا مهيَّأَيْن للتعامل مع المرحلة هذه.
قدر من الخطأ
وعلق الشيخ العودة على مداخلة تقول: إن الآباء يطلبون من أبنائهم المثالية دائمًا، فهل يمكن السماح بنسبة خطأ معينة، قائلًا: هذا أمر حتمي لا بدَّ منه، فالإنسان الذي لا يريد أن يقع في الخطأ ربما يكسر الأمر نهائيًّا؛ ولذلك من أهم الأشياء أن يكون هناك تقدير أنه يوجد قدر من الخطأ، يقول تعالى: "كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ" (النساء آية 94).
وأضاف فضيلته: علينا أن نتذكَّر أيام مراهقتنا، وكم من الأشياء نعملها من وراء ظهور والدَيْنا، وكم من الأشياء التي وقانا الله منها، لافتًا إلى أنه من الخطأ أن يفترض الأبوان أن المراهق لا يمكن أن يخطئَ أو أن يواجه الخطأ دائمًا بحالة من الزعل.
وأوضح الدكتور العودة أن بعض الأبناء يشتكون أحيانًا من ظلم الآباء، مشيرًا إلى أن كثرة العقاب تُفقدُه قيمتَه، فكون الأب يهجر ابنَه شهرًا كاملًا مثلًا وأيضًا هو قابل أن يعود للهجران بعد أسبوع واحد، وكذلك الأم تهجر ابنتها من أجل أدنى سبب إذا لم تقُم باللازم أو لم تقم بالخدمة أو لم تقم بحمل الطعام من السفرة أو طهي الطعام أو غسيل الملابس، حيث يكون هناك استعداد سريع للغضب والزعل، وهذا ينمُّ عن أن الأبوين ليسا مهيَّأين للتعامل مع المرحلة هذه كما أسلفنا.
==================================
كلام رائع من شيخ فاضل ذو تجربة ومعرفة ...
بارك الله فيك على انتقاء هذه الدرر
وينقل لركن الامومة والطفولة .
بارك الله فيك على انتقاء هذه الدرر
وينقل لركن الامومة والطفولة .
__________________________________________________ __________
معلومات مهمة لأمهات الملراهقين
جزاك الله خيرا
جزاك الله خيرا
__________________________________________________ __________
اشكركن لمروركن الكريم شرفتن موضوعي
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________