عاد ابني من المدرسة وأخبرني بأن معلمة اللغة الإنجليزية تصرخ في الأطفال ولا تحبهم

هكذا باقتضاب
وفجأة

سألته لماذا
فلم يبدِ رغبة بالكلام أكثر

ثم تفاجأت بان أظافره "مقروطة"!!! سألته لماذا ؟
قال:لم أنتبه أني فعلت ذلك كنت أفكر
أنا: بماذا تفكر؟
ابني: فيكِ / أشتاق إليك وأريدك في المدرسة !!!!

علمت أن امرا ما أحزنه او أقلقه ....
في اليوم الثاني ذهبت للمدرسة ...

ومن حظي وجدت معلمته اللغة الإنجليزية بمجرد دخولي
أنا: كيف عمر؟
المعلمة : ماشاء الله , ما بيحتاج سؤال!
أنا ضاحكة : أمس اخبرني انك لا تحبين الأطفال!
المعلمة : بالعكس انا أحبهم جدا, ولكني هاليومين شدّيت على عمر!!!
أنا : خيــــر؟
المعلمة : يتحرك من مكانه أثناء الدرس! من كثر تشجيعنا له وإعجابنا به شعر بان لديه حرية كبيرة ...
أنا: جيد أن تضبطيه ولكن ليس السبب كما تفضلتِ ، ابني عمر من النوع الحرك كثيرا ...وهو لا يهدأ ولا "يكنّ"!!
المعلمة وهي تضحك : أمسكت رقمك وقلت له سأتصل وأخبر ماما , فبكى عمر وترجاني الا أخبرك!!!!!!!!!!!!!!!!!
((كانت تقولها بقمة الحب لعمر وهي تخبرني لو تشوفي فمه الصغير وهو يقول لا تخبريها حبيبي هالفم الصغير ماأحلاه))

(أنا طبعا صُعقت)

أخبرتها أن ابني يتعلم ويتفاعل بالكلام والإقناع ولا يحتاج أساليب الضغط هذه لسبب بسيط كهذا .(وأكدت على ذلك معلمة الصف)
بل أنوي إرسال رسالة لها أؤكد عليها هذا المعنى.


وعلمت أن هذا سبب تكتمه على الامر/مع أني لم أربيه على ذلك !!!
لقد أوحت له دون ان تشعر أن الأصل هو إخفاء هذه المواقف عن أمه !!!!
وعلمت أن هذه بداية كل ابن في مشوار إخفاء خصوصياته عن أهله ،
فإن كانوا من النوع غير المتفهم زادت الطين بله وعاش الإبن في صراع بين أخطائه
والسعي بكل جهده لإخفائها عن أهله .... قد يعلم كل البشر عن الابن وأفعاله إلا الأهل!!!!

عدت للبيت ، وعاد عمر ، وأثناء تناول الطعام بدأت بالحديث عن الأمر بشكل طبيعي ،
حدثته عن جوانب شتى وسألته ببساطة عن أمور كثيرة ...

خرجنا الحمد لله وقد اتفقنا أن لا يخفي عن ماما شيء ,
ووصل لقناعة بفضل الله أن لو هددته
إحدى المعلمات بالاتصال بي فسيقول : اتصلي لا يهم ماما تحبني وتعلمني الصحيح ولا تغضب مني.
أكدت له أن الوقوع في الخطأ أول مرة لا يهم لأنك لا تعلم ، لكن تكرار الخطأ هو المشكلة .
وشرحت له أهمية البقاء جالسا في مكانه حتى يبقى النظام في الصف
وتقبل الفكرة من اول كلمتين دون داعي لضغط وقهر لهذا الطفل الصغير.
وأخبرني أنه يكره كلام المعلمات بصوت مرتفع وصراخهن أثناء الكلام .
(وأنا أعلم أن الصراخ يقلقه بشدة ويبكيه)
فأخبرته أن بعض الناس يخطؤون باستخدام الصراخ
وأردت أن يواجه هذا الأسلوب وأن يكون أقوى من خوفه
فأقنعته أن يقول لمن تصرخ: من فضلك لا أحب الصراخ تكلمي بهدوء.
فالصراخ والتكلم بشدة سمّة للمعلمات للأسف!!

معلمته رائعة في تدريسها ، وفي تعاملها مع الأطفال
ولكنها ارتكبت "كارثه" دون أن تشعر في محاولة لتسوية أمر بسيط جدا.
ظنت بأن أسلوب الضغط هذا قد يدفعه للانضباط في الصف
ولم تنتبه أنه سيوقعه في دوامة أعظم طوال عمره.

فالصراخ والتكلم بشدة سمّة للمعلمات للأسف!!

.