السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيفكم بنات ان شاء الله بخير



رحلتنا الإيمانية مع خواطر إمام الدعاة فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله. في هذا العدد يحدثنا فضيلته عن رزق المولود وكيف ان تحديد رزقه مرتبط بالرضا أو بالسخط حين استقبالك له..

كما يتناول الإمام الراحل الآية القرآنية "إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" وكيف ان المستشرقين قد اتهموا المسلمين بالتواكل والتراخي اعتمادا علي هذه الآية.
بعض الناس حينما يرزق بمولود يقول هذا الولد رزقه واسع أو هذا الولد رزقه ضيق علي حسب الأحوال فهل هذا صحيح؟ نقول ان هذا مرهون باستقبالك للمولود بالرضا حين يولد أو بالسخط. فإن استقبلته علي أنه سيأتي لك بالضيق في الرزق فإن الأمر سيكون كذلك. وقد يكون في الطفل حين يولد خير ورضا من الله فيأتي رزقه واسعاً وأحياناً يكون الأب ضائقاً بالمولود الجديد كأن يكون عنده أربع أو خمس بنات ثم يرزق بأنثي. حينئذ يحس الأب بضيق شديد. والله سبحانه وتعالي يريد ان يزيل هذا الضيق من نفسه فيجعل الخير علي يد المولودة الجديدة ليعرف هذا الأب من حوله أنه اخطأ التفكير حينما استقبل قضاء الله بالتبرم.
وقد يكون هذا المولود أو المولودة سيسير علي خط من الصلاح والتقوي. والله بعلمه الأزلي يعلم ذلك. فيجعله "بشرة خير" منذ ساعة ولادته فيأتي الخير علي يديه. أما ذلك الذي يسرف علي نفسه منذ البداية ويقول حين يولد إبنه ان هذا ابني الذي سيفعل كذا وكذا.. وسيكون له مستقبل باهر ويقول ما ليس له به علم عن قدر الله بالنسبة لابنه يجعل هذا الابن عليه نكدا.
والله سبحانه وتعالي أقسم علي الرزق وقال: "وفي السماء رزقكم وما توعدون. فورب السماء والأرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون" [22. 23 الذاريات]
والقسم يأتي عادة بتأكيد المقسم عليه ولذلك لا يأتي قسم من فراغ. والله سبحانه وتعالي حين يقسم علي شيء. معناه أنه سبحانه يؤكده. وباجمال نقول: ان كل شيء أعطاه الله لك هو رزق لأنك تنتفع به وأن الرزق ليس المال وحده. ولكن الكرم رزق والبخل رزق والشجاعة رزق والقوة رزق وان الناس تنظر إلي الرزق علي أنه ما يزيد ما عندك ولكن هناك رزق سلب ورزق إيجاب.. رزق السلب يغلق مصارف كثيرة تهلك المال.
لقد بينا أن الله سبحانه وتعالي لم يفضل أحداً علي أحد في الرزق. بل لكنا مفضل وكلنا مفضل عليه. وان مفتاح الرزق هو اتقان العمل وكل عمل تتقنه يعطيك رزقاً وفيراً لانك تحترم عطاء الله لك. وكل عمل لا تتقنه يضيع منك الرزق.
بقي بعد ذلك أن نتكلم عن قوله تعالي "ان الله يرزق من يشاء بغير حساب" [37 آل عمران] ومعني ذلك أن الرزق يرتبط بطلاقة قدرة الله أكثر من ارتباطه بالأسباب وقد حرص القرآن الكريم علي أن يبين لنا أنه لا قيود علي مشيئة الله ولكي نتأدب مع الله لابد أن نضع المشيئة أولاً في كل أمر من أمور دنيوية كانت أو أخروية فإذا شاء الله حدث وأن لم يشاء لا يحدث إن إبراهيم عليه السلام كان يعلم أن هذه الأصنام التي يعبدها قومه لا تضر ولا تنفع وليست لها قوة يخشاها أحد إلا أنه احترم طلاقة قدرة الله سبحانه وتعالي في كونه فقال "إلا أن يشاء الله" لانه لو شاء الله سبحانه وتعالي لتغير كل شيء.
فالحق تبارك وتعالي حينما يقول "يرزق من يشاء بغير حساب" يعطي لطلاقة قدرة الله حقها في كون الله. والرزق كما قلنا يخضع لطلاقة القدرة أكثر مما يخضع للأسباب. المستشرقون قالوا ان سبب تأخر المسلمين هو هذه الآية الكريمة فما دام الله سبحانه وتعالي يرزق من يشاء بغير حساب فلماذا العمل؟ انهم يقولون أن هذه الآية قد علمت المسلمين التواكل والكسل وحرضتهم علي عدم العمل وانهم يجلسون في بيوتهم ينتظرون مشيئة الله في رزقه رغم أن هذا الادعاء علي المسلمين غير صحيح لانه ليس من تعاليم الإسلام.
إن الله سبحانه وتعالي يريد أن يؤمن كل إنسان أن له رباً ان توقفت الأسباب يعطيه ويعطيه بغير حساب.. وإلا ماذا يكون موقف ذلك العاجز الذي جاء إلي الدنيا وهو يفتقد أسباب القدرة علي الرزق. الله تبارك وتعالي برحمته يقول له لا تنزعج لقد فرضت علي القادر علي الحركة أن يعمل لما يتسع لحاجته وحاجتك. وأمرته بالزكاة والصدقة ليعطيك. إذن فهذا القادر سخره الله تبارك وتعالي لرزق غير القادر وجعله يسعي له ويعمل من أجله

تحياتي للجميع
منقووووووول

جزاك الله خيراعلى النقل المفيد وننتظر منك المزيد

بارك الله فيك
هذه رسالة لكل الأمهات و الحوامل

سبحان الله العظيم

كلام جميل

بارك الله فيكي