عنوان الموضوع : >>>>> حبيبي مـعـاند كبير <<<<< الأمومة و الطفل
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كيفكم يا أحلى أمهات
...صار لي زمان ما عملتلكم زيارة على ركن الطفل , و قلت لازم ما أرجع و إيدي فاضية ... المهم وجدت في أرشيفي مقال رائع جدا و للحقيقة لا أعرف من أي منتدى و لكن أعرف فقط اسم كاتبته ( أ/مديحة حسين ), و أحببت أن تشاركوني فيه لما فيه من نقاط رائعة و عملية استفدت منها الكثير :
بسم الله الرحمن الرحيم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه أحفظه أم ضيعه" (أخرجه ابن حبان وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه).
لا بد بدءاً أن نسلم بقاعدتين أساسيتين في التربية،
الأولى: هي التي علَّمنا إياها الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم..." (الرعد: 11). فبالمغالبة والتعود ووسائل التربية الصحيحة يمكن أن يتحول الإنسان من طبع إلى طبع أفضل منه، وقد قيل قديمًا: "الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم".
الثانية: ضرورة استصحاب الصبر أثناء التربية بصورة عامة، وأثناء التعامل مع الأمور العقائدية والتعبيرية بصورة أخص. وهذه القاعدة هي التي أرشدتنا إليها الآية الكريمة:"وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها..." (طه: 132).
إنما قصدنا بهذه المقدمة أن حل مشاكلنا التربوية المرتبطة بالسلوكيات، والأخلاقيات، وحتى العبادات من الأمور الممكنة، ولكنها تحتاج إلى التسلح بالصبر، والدعاء المستمرين وليس العارضين.
ابنك أيها الأب الفاضل عمره 3.5، أي إنه يمر بمرحلة "المراهقة الصغرى"؛ لتشابها مع سمات مرحلة المراهقة في أنها تتسم برغبة الأبناء لإثبات ذواتهم عن طريق الاستقلال والانفصال عن الوالدين بقدر الإمكان، ويترتب على ذلك عادة عدم الانصياع إلى أوامر الوالدين، حتى أن إحدى الدراسات أثبتت أن الأطفال في هذه السن لا يستجيبون لأكثر من ثلثي الطلبات الموجهة إليهم من قبل الوالدين.
ماذا نصنع تجاه ذلك العصيان؟
1 – الأخذ بقاعدة (الاتفاق المسبق): فكما أن هناك قاعدة فقهية اسمها: (العقد شريعة المتعاقدين)، فهناك في التربية قاعدة اسمها (الاتفاق المسبق)، بمعنى أنى لا بد أن يكون هناك دومًا اتفاق بين الطرفين: الوالدين من ناحية والأبناء من ناحية أخرى، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أو الغموض ما هو المطلوب، وما هو المسموح، وما هو المرغوب فيه، وما هو غير المسموح وغير المرغوب فيه من سلوكيات.
مثال: إذا لم تأكل طعامك كاملاً فلن يكون هناك حلوى بعد الطعام (أي بذكر الحرمان من شيء يحبه الابن): الحرمان من اللعب على الكمبيوتر اليوم.. لا بد من أسلوب العقاب بشيء محدد، والبُعْد عن أساليب التهديد الغامضة المبهمة التي تشيع في نفسية الأبناء الغموض والشكوك، هذا الاتفاق يتضمن بوضوح كافة السلوكيات، بحيث لا يترك سلوك ما "لتخيل الابن".
2 - قاعدة: (حسن اختيار ساحة المعركة)، فالتربية كلها صراعات بين رغبات الأبناء وطلبات الكبار، علينا اختيار ساحة المعركة المناسبة، بمعنى اختيار ما هي الأمور التربوية التي تستحق الأولوية في بذل الجهد والأعصاب، ويحتاج منك إلى دوام التذكير، وإلى تكرار للأوامر والتعليمات، فلتختزن طاقتك وجهدك لهذه الساحة وغض الطرف عن السلوكيات "المعوجة" الأقل أهمية مثل: ترتيب حجرة النوم، أو الرغبة في أن يكون أول من يرد على الهاتف، حتى لا يتحول عالم الابن إلى عالم من اللاءات وسيول من الأوامر اللانهائي.
3 - قد يكون عدم الانصياع سببه هو عدم وضوح وعدم تحديد الأوامر والتعليمات، فالأوامر والتعليمات لا بد أن تكون دومًا:
أ - إيجابية: "رجاء - لو سمحت – لو تكرمت...".
ب - محدَّدة: رجاء أن تعيد لعبتك مكانها.
جـ – واضحة: رجاء أن تدخل الحمام الآن قبل الخروج.
د – مقنعة: لا بد أن نأكل حتى نكبر ونصبح أقوياء.
هـ – مشبعة بالحب والحنان: رجاء حبيب بابا سوف يغسل أسنانه ليكون قويًّا مثل بابا الذي يحبه.
و - مشبعة بالتشجيع: ماما سوف تذهب لشراء بعض الأشياء…، وحبيبي كبر مثل بابا، وسوف يجلس معه حتى تعود ماما دون أن يبكي.
4 - تجنَّب أسلوب: ماذا قلت لك الآن؟ لماذا لم تفعل كذا وكذا؟ ماذا بك؟ أنا لا أفهمك، فهذه كلها أساليب تفقد الابن الثقة بالنفس، وبالتالي لا يستجيب ويجنح إلى سلوكيات العند والعصيان.
5 - أعطِ لابنك وقتًا للاستجابة، ولا تنهال عليه بالطلبات دفعة واحدة.
6- حاول دومًا أن تفهم أسباب رفض الانصياع إلى أوامرك ومطالبك. هل هذا نابع من إحساس الابن بنوع من عدم العدل في توزيع المطالب والأوامر، أم أن غموض الأوامر وراء عدم الانصياع؟
7- التحفيز: المدح عند الاستجابة، ويندرج المدح مع سرعة الاستجابة.
8- الجداول:
وإليك هذه الحادثة الواقعية. منذ 15 عامًا تقريبًا كان هناك شاب على مشارف الزواج، ولكن قلة خبرته في تربية الأبناء أهمته كثيرًا، ففكَّر في أمثل الطرق لتعلم فن الوالدية، فأخذ بقول الله سبحانه وتعالى: "وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير" (فاطر: 14).
فاختار رجلاً صالحًا فاضلاً ربَّى 6 من خيرة الشباب وحده -حيث تُوفِّيت زوجته منذ سنوات- فأخذ على عاتقه مهمة التربية، ووفقه الله تعالى في ذلك، فقد كان أولاده الست من خيرة الشباب المسلم الملتزم، الحافظ لدينه، الداعي لله في بقاع الأرض. فدلَّه الرجل الفاضل على أسلوب الجداول؛ حيث كان يعلِّق للأبناء جداول للتسابق على عمل الخير، وللتسابق في مجال العبادة، وفي نهاية كل أسبوع كان هناك هدية للفائز، تتدَّرج الجداول حسب أعمار الأبناء وحسب قدراتهم وتختلف حسب الحاجة.
هناك الجداول المبسَّطة التي تحتوي على الصلاة وورد القرآن الكريم، ثم تتدرج لتشمل الصلاة في جماعة، وأعمال الخير كصلة الرحم، والتصدق، ثم تتدرج لتشمل الأدعية المأثورة وكافة السلوكيات الحميدة. ظلَّ الرجل مستخدمًا لأسلوب الجداول سنين وسنين دونما كلل، فقد كان شعاره "وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا". اصطبر على أمر الصلاة، على أمر العبادة بصورة عامة، وعلى أمور التربية بصورة أعم أشمل.
ثم يقول البعض: إن هذه الطريقة تؤدي في النهاية إلى تحويل الحافز الأصلي (رضى الله تعالى) إلى حافز مادي (الهدية)، فلا يتحرك الابن إلا بنية نيل الهدية؛ لتفادي ذلك لا بد من مداومة ذكر فضل أعمال الخير، وذكر ثوابها عند الله سبحانه وتعالى، وذكر ضرورة اصطحاب النيَّة في أعمال الخير حتى تقبل عند الله عز وجل، ويمكنك استخدام نفس الأسلوب مع طفلك الغالي، مع استخدام نظام العلامات أو النجوم الملوَّنة، بحيث يتضمن الجدول الذي يمكن وضعه على لوحة على شكل الحيوان المفضل للطفل مثلاً في مكان بارز في حجرته، بحيث يتضمن الجدول السلوكيات التي تريد إصلاحها أو غرسها فيه.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
كيفكم يا أحلى أمهات

بسم الله الرحمن الرحيم :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله سائل كل راعٍ عما استرعاه أحفظه أم ضيعه" (أخرجه ابن حبان وأبو نعيم عن أنس رضي الله عنه).
لا بد بدءاً أن نسلم بقاعدتين أساسيتين في التربية،
الأولى: هي التي علَّمنا إياها الله سبحانه وتعالى: "إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم..." (الرعد: 11). فبالمغالبة والتعود ووسائل التربية الصحيحة يمكن أن يتحول الإنسان من طبع إلى طبع أفضل منه، وقد قيل قديمًا: "الحلم بالتحلم، والعلم بالتعلم".
الثانية: ضرورة استصحاب الصبر أثناء التربية بصورة عامة، وأثناء التعامل مع الأمور العقائدية والتعبيرية بصورة أخص. وهذه القاعدة هي التي أرشدتنا إليها الآية الكريمة:"وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها..." (طه: 132).
إنما قصدنا بهذه المقدمة أن حل مشاكلنا التربوية المرتبطة بالسلوكيات، والأخلاقيات، وحتى العبادات من الأمور الممكنة، ولكنها تحتاج إلى التسلح بالصبر، والدعاء المستمرين وليس العارضين.
ابنك أيها الأب الفاضل عمره 3.5، أي إنه يمر بمرحلة "المراهقة الصغرى"؛ لتشابها مع سمات مرحلة المراهقة في أنها تتسم برغبة الأبناء لإثبات ذواتهم عن طريق الاستقلال والانفصال عن الوالدين بقدر الإمكان، ويترتب على ذلك عادة عدم الانصياع إلى أوامر الوالدين، حتى أن إحدى الدراسات أثبتت أن الأطفال في هذه السن لا يستجيبون لأكثر من ثلثي الطلبات الموجهة إليهم من قبل الوالدين.
ماذا نصنع تجاه ذلك العصيان؟
1 – الأخذ بقاعدة (الاتفاق المسبق): فكما أن هناك قاعدة فقهية اسمها: (العقد شريعة المتعاقدين)، فهناك في التربية قاعدة اسمها (الاتفاق المسبق)، بمعنى أنى لا بد أن يكون هناك دومًا اتفاق بين الطرفين: الوالدين من ناحية والأبناء من ناحية أخرى، يوضح بما لا يدع مجالاً للشك أو الغموض ما هو المطلوب، وما هو المسموح، وما هو المرغوب فيه، وما هو غير المسموح وغير المرغوب فيه من سلوكيات.
مثال: إذا لم تأكل طعامك كاملاً فلن يكون هناك حلوى بعد الطعام (أي بذكر الحرمان من شيء يحبه الابن): الحرمان من اللعب على الكمبيوتر اليوم.. لا بد من أسلوب العقاب بشيء محدد، والبُعْد عن أساليب التهديد الغامضة المبهمة التي تشيع في نفسية الأبناء الغموض والشكوك، هذا الاتفاق يتضمن بوضوح كافة السلوكيات، بحيث لا يترك سلوك ما "لتخيل الابن".
2 - قاعدة: (حسن اختيار ساحة المعركة)، فالتربية كلها صراعات بين رغبات الأبناء وطلبات الكبار، علينا اختيار ساحة المعركة المناسبة، بمعنى اختيار ما هي الأمور التربوية التي تستحق الأولوية في بذل الجهد والأعصاب، ويحتاج منك إلى دوام التذكير، وإلى تكرار للأوامر والتعليمات، فلتختزن طاقتك وجهدك لهذه الساحة وغض الطرف عن السلوكيات "المعوجة" الأقل أهمية مثل: ترتيب حجرة النوم، أو الرغبة في أن يكون أول من يرد على الهاتف، حتى لا يتحول عالم الابن إلى عالم من اللاءات وسيول من الأوامر اللانهائي.
3 - قد يكون عدم الانصياع سببه هو عدم وضوح وعدم تحديد الأوامر والتعليمات، فالأوامر والتعليمات لا بد أن تكون دومًا:
أ - إيجابية: "رجاء - لو سمحت – لو تكرمت...".
ب - محدَّدة: رجاء أن تعيد لعبتك مكانها.
جـ – واضحة: رجاء أن تدخل الحمام الآن قبل الخروج.
د – مقنعة: لا بد أن نأكل حتى نكبر ونصبح أقوياء.
هـ – مشبعة بالحب والحنان: رجاء حبيب بابا سوف يغسل أسنانه ليكون قويًّا مثل بابا الذي يحبه.
و - مشبعة بالتشجيع: ماما سوف تذهب لشراء بعض الأشياء…، وحبيبي كبر مثل بابا، وسوف يجلس معه حتى تعود ماما دون أن يبكي.
4 - تجنَّب أسلوب: ماذا قلت لك الآن؟ لماذا لم تفعل كذا وكذا؟ ماذا بك؟ أنا لا أفهمك، فهذه كلها أساليب تفقد الابن الثقة بالنفس، وبالتالي لا يستجيب ويجنح إلى سلوكيات العند والعصيان.
5 - أعطِ لابنك وقتًا للاستجابة، ولا تنهال عليه بالطلبات دفعة واحدة.
6- حاول دومًا أن تفهم أسباب رفض الانصياع إلى أوامرك ومطالبك. هل هذا نابع من إحساس الابن بنوع من عدم العدل في توزيع المطالب والأوامر، أم أن غموض الأوامر وراء عدم الانصياع؟
7- التحفيز: المدح عند الاستجابة، ويندرج المدح مع سرعة الاستجابة.
8- الجداول:
وإليك هذه الحادثة الواقعية. منذ 15 عامًا تقريبًا كان هناك شاب على مشارف الزواج، ولكن قلة خبرته في تربية الأبناء أهمته كثيرًا، ففكَّر في أمثل الطرق لتعلم فن الوالدية، فأخذ بقول الله سبحانه وتعالى: "وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير" (فاطر: 14).
فاختار رجلاً صالحًا فاضلاً ربَّى 6 من خيرة الشباب وحده -حيث تُوفِّيت زوجته منذ سنوات- فأخذ على عاتقه مهمة التربية، ووفقه الله تعالى في ذلك، فقد كان أولاده الست من خيرة الشباب المسلم الملتزم، الحافظ لدينه، الداعي لله في بقاع الأرض. فدلَّه الرجل الفاضل على أسلوب الجداول؛ حيث كان يعلِّق للأبناء جداول للتسابق على عمل الخير، وللتسابق في مجال العبادة، وفي نهاية كل أسبوع كان هناك هدية للفائز، تتدَّرج الجداول حسب أعمار الأبناء وحسب قدراتهم وتختلف حسب الحاجة.
هناك الجداول المبسَّطة التي تحتوي على الصلاة وورد القرآن الكريم، ثم تتدرج لتشمل الصلاة في جماعة، وأعمال الخير كصلة الرحم، والتصدق، ثم تتدرج لتشمل الأدعية المأثورة وكافة السلوكيات الحميدة. ظلَّ الرجل مستخدمًا لأسلوب الجداول سنين وسنين دونما كلل، فقد كان شعاره "وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا". اصطبر على أمر الصلاة، على أمر العبادة بصورة عامة، وعلى أمور التربية بصورة أعم أشمل.
ثم يقول البعض: إن هذه الطريقة تؤدي في النهاية إلى تحويل الحافز الأصلي (رضى الله تعالى) إلى حافز مادي (الهدية)، فلا يتحرك الابن إلا بنية نيل الهدية؛ لتفادي ذلك لا بد من مداومة ذكر فضل أعمال الخير، وذكر ثوابها عند الله سبحانه وتعالى، وذكر ضرورة اصطحاب النيَّة في أعمال الخير حتى تقبل عند الله عز وجل، ويمكنك استخدام نفس الأسلوب مع طفلك الغالي، مع استخدام نظام العلامات أو النجوم الملوَّنة، بحيث يتضمن الجدول الذي يمكن وضعه على لوحة على شكل الحيوان المفضل للطفل مثلاً في مكان بارز في حجرته، بحيث يتضمن الجدول السلوكيات التي تريد إصلاحها أو غرسها فيه.



==================================
جزيت خيرا ياغالية , موضوع مفيد ورائع .
__________________________________________________ __________
فعلاً رائع رائع، الله يبارك فيك وفي كاتبته

__________________________________________________ __________
شكرا غاليتي ام سهيل على مرورك الحلو
...............
أمونة حبيبتي : أسعدني مرورك و ردك كثيرا , جزاك الله خيرا ..............


أمونة حبيبتي : أسعدني مرورك و ردك كثيرا , جزاك الله خيرا ..............

__________________________________________________ __________
بارك الله فيك عزيزتي ..
__________________________________________________ __________
جزاك الله خير أختي *منى* .. موضوع رائع ..
