إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[... حكاية قلب قد هرم ...] قضية مجتمع

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [... حكاية قلب قد هرم ...] قضية مجتمع

    عنوان الموضوع : [... حكاية قلب قد هرم ...] قضية مجتمع
    مقدم من طرف منتديات أميرات








    خرجت يوما و أنا على عجلة من أمري .. شاهدتها ...
    إنها جارتنا المسنة تجر نفسها بصعوبة حتى وصلت باب شقة ابنها.. فهي تقطن معه و عائلته
    دقت الباب مرارا و لم يرد أحد يبدو أنه لم يكن أحد منهم موجودا في المنزل ..
    كانت تعبة تلهث أنفاسها هي امرأة مريضة ومسنة جدا..
    بدأت أستغرب و أتساءل ...
    كيف لا يوجد أحد ليستقبلها !
    ألا يعرف أحد منهم أنها قد تكون قبلهم في المنزل !
    طيب ألم يتركوا معها نسخة من مفاتيح البيت ..!
    ماذا لو تدهورت و هي بهذا التعب و المرض !!



    بعدها رأيتها تعود متجهة لباب العمارة لتخرج ...
    عرضت عليها المساعدة فاتكأت علي و خرجت تنتظر في الخارج ..
    مررت أنا على محل قريب ووجدت فيه زوجة ابنها ..
    و كأني فرحت جدا لرؤيتها فأسرعت لإخبارها أن حماتها بقيت وحيدة في الخارج تعبة مريضة ..
    لكنني فوجئت بنظرتها الباردة و أسلوبها العادي في الرد ..
    حيث قالت : نعم لقد ذهبت لقضاء بعض الحاجيات ...
    و عندما قلت لها أن حماتها تبدو مريضة جدا ...
    قالت لي : نعم فهي امرأة عجوز لقد كبرت و أصبحت أكثر تعبا و مرضا ...!




    خرجت و أنا مندهشة ..
    هم ليسوا عاقين أبدا و الله أعلم ...
    فهي تعيش معهم دوما و لا أسمع لهم صوت شجار أو سوء معاملة ...
    فابنها ليس صغير و أحفادها منهم من أنجب يعني حتى ابنها و زوجته أصبحوا أجداد ...




    فكرت كثيرا
    كيف يكون شعور إنسان في هذا العمر
    لا أحد يهتم لمشاعره لا أحد يرى لوجوده أهمية
    يخرج الجميع و هو باق وحيدا في المنزل ..
    فهو يعطلهم عن مشوارهم و يفسد عليهم متعتهم ...

    كيف يكون شعوره هو في نظر الآخرين مجرد عبء
    له الأكل و الشرب و المبيت فقط ..

    و كأنه ينتظر بل كأنهم م ينتظرون له الموت
    و لو لم يصرحوا بها .........




    الحقيقة أن أفكاري تلك ضيقت صدري
    فكل منا لو مد الله في عمره سيوضع في نفس الموقف
    أو ضمن أحدنا الشباب و القوة و الصحة الأبدية !
    طبعا لا و لا أحد مهما كبر سنه يحب أن يشعر بالعجز و اللا مبالاة

    و خطرت في ذهني أقوال آبائنا و أقاربنا الكبار
    كيف كان كبر السن في الماضي دليل الحكمة و العقل الرزين
    كيف كان للمسنين مكانتهم الكبيرة ...
    فيلجأ لهم أصحاب المشاكل ليشيروا عليهم بالرأي السديد..
    كيف كان كبير العائلة هو أب كل العائلة
    يجتمع عنده الكبير قبل الصغير
    الجميع يقبل يده و يكن له الاحترام و التقدير
    لا يجرؤ أحد على رفع صوته في مقامه
    و لا يمكن أن يرد له طلب ..
    فإن أمر بالصلح كان به ..إن نادى تزاحم الجميع تلبية لندائه
    فمن يفعل أولا نال شرف خدمته و القرب منه




    لكن للأسف هذه الصورة المشرقة لكبارنا
    تلاشت لا عدنا نراها و لا عاد للكبير قيمته و احترامه
    فهو إما أن يجلس مع أبنائه منبوذا يتأففون منه و من وجوده في حياتهم .. وربما يعقونه
    و إما أن يقبلوه على مضض كأنه جزء من أثاث ليس له إلا غرفته و طعامه
    لا يشارك العائلة أي نشاط و لا اعتبار له في أي قرار ...

    لذا أصبحنا نرى كم من المسنين أصبحوا يتلهفون و يصرون على إظهار أنهم أصحاب الرأي السديد
    و يفرحون بأقل كلمات الاطراء ...
    يتمسكون بآرائهم بشكل متعنت لآخر لحظة ...
    و نحن نحتار..لا نفهمهم و لا نفهم نفسيتهم..نتذمر من عنادهم و نستاء من بنية عقولهم
    و ما كل ذلك إلا نتيجة الألم الداخلي الدفين ...
    الذي يسكن قلوبهم ........




    لذلك نرى كم من طاعن في السن مريض غير قادر حتى على المشي
    لكن نراه في الشارع يركب المواصلات في عز الشمس أو البرد
    ليأخذ معاشه بنفسه رغم أنه يمكن أن يجد و بكل سرور من يسحب له نقوده
    لكنه يضغط على نفسه و يقوم بذلك فقط
    ليثبت لنفسه أنه فاعل و أنه يشارك الناس نشاطاتهم
    و أنه لا زال يعيش ........

    لو وضع أحدنا نفسه مكانهم و شعر بشعورهم
    فسنرى كم هو مؤلم و صعب
    فمهما كبر الإنسان فهو إنسان يبقى عنده حب الحياة
    و الأمل فيها و الرغبة في المعيشة عيشة حقيقة
    و ليس عيشة من ينتظر الموت




    لا يكفي أن نأويهم و لا يكفي أن لا نعقهم
    بل يجب أن نشعر بمشاعرهم و نقدرها
    يجب أن نراعي ما استطعنا طريقة تفكيرهم
    نسري عنهم نأخذهم في نزهات و نبدي استمتاعنا معهم
    نظهر لهم في كل وقت حبنا و نهتم لأمورهم الصحية
    علاجاتهم و أدويتهم و مواعيدها
    نراعي اهتماماتهم التي قد تبدو لنا مملة أو تافهة
    فلا نسخر منهم أو نضحك فلربما نعتقد أنهم لا يميزون
    إلا أنهم في الحقيقة يتألمون

    نأخذ آراءهم في المواضيع و المشاكل المختلفة
    فحتى لو لم نرغب في تنفيذها فإن مجرد سماعهم كلمات الإعجاب برأيهم الحكيم
    يفرحهم و يبعث فيهم الأمل و النور و السعادة

    هذا على الصعيد الشخصي و ما يستطيع الأفراد عمله بأنفسهم




    أما على صعيد الحكومات والدول
    فبالطبع يجب أن يكون هناك خدمات و مؤسسات خاصة ترعى المسنين
    بخلاف دار المسنين الوجه الأسود لتلك الخدمات
    و الذي على الرغم من ضرورته إلا أنه ساهم في نشر الفكرة
    و اعتبار ترك الأم و الأب فيه أمرا عاديا
    و إدخال ذلك في ثقافة الشعوب

    هناك الكثير من الدول تهتم بشكل خاص بالمسنين و تخصص لهم مراكز خاصة بهم
    فيها ما يحبون من نشاطات و فعاليات
    يدمجونهم في المجتمع بشكل مفيد و فاعل
    فيفيدون و يستفيدون

    و من قال أن المسن لا ينفع سوى لشرب الشاي و قراءة الجريدة على أحسن حال ?




    أسال الله أن يمد في أعمارنا و أحبابنا في الخير و أن لا يردنا إلى أرذل العمر
    و أن يمتعنا بأسماعنا و أبصارنا و قواتنا ما حيينا آمين


    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    احسنتي اختي في التعبير عن مشاعر الكبار وعن بيان دورنا في الاحساس بهم وانه لا يكفي ان نقضي حوائجهم فعلا كم هو مؤلم ان يشعر الانسان انه ام يعد مرغوبا فيه وانه لا احد يشعر به

    ان مما يغفل عنه الكثيرون عن جد ان الكبير يحتاج للحب والحنان والكلمة الطيبة واللمسة الحانيه

    يحتاج طبطبه ولمسه وقبله وحنان يحتاج جو الاسرة الذي كان يوفره لمن يحتاجونه

    نحتاج نتعلم ان نصبر عليهم ونتغافل عن زلاتهم وان نحسن الى اساءتهم

    جزاك الله خيرا اختنا الفاضله ونفع بما قلتي

    __________________________________________________ __________
    ابدعت غاليتي في التعبير عن معاناة هذه الفئة من المجتمع

    التي ينظر إليها بمنظار النّفعية ،

    فما دام الشخص يعمل ويصرف ،

    تكون له سلطة واحترام ، وبمجرّد ما يدبّ التعب في أوصاله ،

    ترى الكلّ منصرفا عنه ،

    كثير من الأبناء يعتقدون خطأ أنّ مجرّد إيواء الوالدين

    والتكفّل بأكلهم ولبسهم هو الواجب ،

    وينسون أو يتناسون في غمرة انشغالاتهم

    أنّ للأب أو الأم حاجات عاطفية -وجدانية لا تغطّيها


    تلبية المتطلّبات المادّية .

    موضوعك إنجي بالغ التّأثير فشكرا لك

    ودمت مبدعة ..

    __________________________________________________ __________

    الشيخوخة من المراحل العامرة بالعطاء

    فالرجل او المراة يكاد يتفجر من نظرات الاخرين له


    التي تقطر زهدا به وبوجوده


    واستهانة بما يملكه من فائدة للمجتمع


    لو عاش كل منا تلك اللحظات في خياله

    ورسم صورة لما يريده في تلك الفترة

    ثم سعى لتحقيقها فيمن حوله

    لعاش الكبار حالة من الرضا والتسلية والعطاء

    والاحساس بكيانهم ووجودهم


    لان المرء بلا عمل لا قيمة له

    والمرء بلا عطاء ميت


    بوركتِ اختي

    __________________________________________________ __________

    كتبت بواسطة عيون123
    احسنتي اختي في التعبير عن مشاعر الكبار وعن بيان دورنا في الاحساس بهم وانه لا يكفي ان نقضي حوائجهم فعلا كم هو مؤلم ان يشعر الانسان انه ام يعد مرغوبا فيه وانه لا احد يشعر به

    ان مما يغفل عنه الكثيرون عن جد ان الكبير يحتاج للحب والحنان والكلمة الطيبة واللمسة الحانيه

    يحتاج طبطبه ولمسه وقبله وحنان يحتاج جو الاسرة الذي كان يوفره لمن يحتاجونه

    نحتاج نتعلم ان نصبر عليهم ونتغافل عن زلاتهم وان نحسن الى اساءتهم

    جزاك الله خيرا اختنا الفاضله ونفع بما قلتي




    حبيبتي عيون نورت الموضوع
    معك حق غاليتي كبار السن يحتاجون حب و حنان و رعياة و عطف غير عاديين
    كالاطفال بالضبط
    و سبحان الله نجدهم يتأثرهن بأقل كلمة
    على الجانب الايجابي او السلبي

    لذا يجب معرف كيفية التعامل معهم و مراعاة المرحلة التي يمرون بها

    جزاك الله خيرا

    __________________________________________________ __________







    ياااااااااااااه يا انجي ياااااااااااااااااه

    جزاك الله خيرا حبيبتي على موضوعك الاكثر من رائع

    بارك الله فيك وفي قلمك وجعلك نواة للتغير

    والله يا نوران هذا ما حدث معي ثاني ايام عيد الفطر الماضي

    جاءت والدة جارنا الذي يسكن في الشقة التي بجواري

    وظلت الام ترن الجرس وتدق على الباب

    لدرجة اني سمعت الصوت من شقتي

    خرجت لها وسالتها من انت فقالت ام جاركم لانهم ساكنين جداد من شهرين

    طلبت مني كرسي تستريح عليه الى ان يفتح لها احد الباب

    ورفضت بشدة وطلبت منها الدخول عندي الى ان يفتحوا

    وظلت ابنتي ترن الجرس وتدق على الباب وما من مجيب

    واخذت منها رقم تليفونهم وراتصلت بهم كثييييييييييييرا جدا ولم يرد احد

    ضحكت السيدة بخجل وقالت اليوم عيد ميلاد بنت ابني واتيت كي اهنئها


    واكتشفت ان السيدة باعت بيت العائلة ووزعت فلوسه على اولادها

    ومن بعدها اصبحت تذهب لكل ابن وابنة اسبوع حتى ابنتها التي في سفر تذهب اليها

    رغم كبر سنها الواضح عليها جدا ومرضها


    وقالت لي شكلهم سافروا لابنتي , مع ان المفروض كنا متفقين نسافروا كلنا غدا !!!!!!!!

    وذهبت السيدة من حيث اتت الى ابنتها مرة اخرى وتركتني ابكي من القلب قبل العين

    وانا اقول لا احب ان اصل الى تلك المرحلة العمرية وان يعتبرني اولادي عبء على كاهلهم

    وخاصة اني من صغري اخشى تلك المرحلة العمرية

    فكما قلتي يا انجي زمان كنا بنقول عن الكبار بركة البيت والمكان والراي

    اما الان فلا

    فهم الان موظفين عند ابنائهم بدرجة اباء لهم وظيفة ادوها وانتهى دورهم

    فاليستقيلوا او يرموا بالرصاص كما الخيول المسنة


    انجي اثرت شجوني الذي بداخلي منذ صغري

    جزاك الله خيرا حبيبتي


    عارفة كنت بفكر اكتب عن تلك السيدة موضوع

    لكن نسيت من زحمة الشغل الفترة الماضية وضيق الوقت

    وكتبتي انت يا قمر








    الى كل مسن ومسنة


    كتبت بواسطة zineb gharbia
    ابدعت غاليتي في التعبير عن معاناة هذه الفئة من المجتمع

    التي ينظر إليها بمنظار النّفعية ،

    فما دام الشخص يعمل ويصرف ،

    تكون له سلطة واحترام ، وبمجرّد ما يدبّ التعب في أوصاله ،

    ترى الكلّ منصرفا عنه ،

    كثير من الأبناء يعتقدون خطأ أنّ مجرّد إيواء الوالدين

    والتكفّل بأكلهم ولبسهم هو الواجب ،

    وينسون أو يتناسون في غمرة انشغالاتهم

    أنّ للأب أو الأم حاجات عاطفية -وجدانية لا تغطّيها


    تلبية المتطلّبات المادّية .

    موضوعك إنجي بالغ التّأثير فشكرا لك

    ودمت مبدعة ..




    زينوب الحبيبة اسعدني و نورني مرورك الجميل
    و كلماتك البليغة فيها المختصر المفيد
    فعلا و الله كأن قيمة الاهل اصبحت تقاس بمدى النفع المادي العائد منهم
    و الله انه امر محزن جدااااا
    ربنا يعافينا و لا يحوجنا لآحد
    و يرزقنا العمر المديد في طاعته و في الخير بصحة و سعادة امين

    جزاك الله خيرا غاليتي


يعمل...
X