الزواج هو السبب الرئيسي للطلاق

قرأت هذه الجملة كشعار لأحد أصدقائي المقربين على ماسنجره الخاص وتعجبت من دلالته العقلية ومنطقيتها وما تحتويه من الواقعية
ورغم صدمة اكثر اصدقاء صديقي بل وانزعاجهم من هذه الكلمة فهم قد اسروه بها واعلونها
كيف يكون اجمل اجتماع مع اسواء افتراق "لأنهم كما يقولون الطلاق شر افتراق"
الا ان هذه الجملة بما تحتويها من الواقعية "ونحن كعرب ومسلمون لانحب الواقعية ونهرب من المنطق ولا نتفق على تعريفه"
ورغم ان من معاني الطلاق السماحة والرفق والرقة كما في قوله سبحانه"أو سرحوهن بإحسان"
وهي تكملة لقوله سبحانه "امسكوهن بمعروف " فجعل الزواج معروفا والطلاق احسانا
ورغم ان الاحسان المقصود هنا ان لا يكون بقسوة ولا بإجبار ولا قهر ولا ذلة
فهذا يدعم قولنا بأن الزواج السبب الرئيسي للطلاق
وقد يتهكم المتهكمون كعادتهم مع كل مقال اقوله وانقله وهذا من دواعي السرور ان يعارضني بعض ويوافقني اخر
وقد يتسائل متسائل ان كان ولابد فإن السبب الرئيسي للموت هو الحياة
فأقول بثقة ديكارت وصلابة ستيفاني وهل لديك سبب غير هذا السبب
وهل يموت غير الحي وكيف يموت الميت اما سمعت للمثل المصري "الضرب في الميت حرام"
نعم ان الحياة سبب الموت والزواج سبب الطلاق
الا ان الثاني يمكن تلافيه بينما الاول كل نفس ذائقة الموت
وهذا الحديث الفلسفي ذا الطابع التراجيدي يعيدني لحديث قديم ومقال عتيق انتقدت فيه فكرت الزواج بنية الطلاق قبل تحريمه من قبل المجمع الفقهي واصدرت فيها احكاما عقلية بينت فيها احترامي لاراء العلماء الا ان الدين لا يتعارض مع الفكر كما قال ابن تيمية في كتابه ذا المجلدات الهائلة"درء تعارض العقل مع النقل" وليس كما ادعى الباقلاني في كتابه "الانصاف" المشكلة ان بعض الاحبة هاجموني فور انتهائهم من قرآة المقال دون ان يقارنوا الوضع بالحال
وقد قلت في مقالي العتيق
انني لم اسمع من قبل في عصور الصحابة تسمية الزواج بنية الطلاق الا اذا ارتأينا رأي المالكية
بأن عمل اهل المدينة حجة بعد الاجماع
ولم اجد اجماعا ولا حتى خلافا ولم اقع على اصل كلام عالم مؤصل او نقل كلام عالم مفصل
وكل ما قرأته هو سؤال له مغزى واجابة بلا معنى
والذي اقصده بلا انتقاص اني لم اجد دليلا واحدا من الكتاب والسنة فكيف يقنعوني بكلام وكلام
فاذا كان الموضوع كلاما في كلام
فما قلته ايضا كلام الا انه من وجهة نظري يحترم العقل ولايعارض النقل
كيف يكون الزواج بنية الطلاق زواجا وهو يجمع في مسماه ما ينقضه فهو ينوي الطلاق قبل الزواج وقد قال اهل الاصول ما كان قبل ان يحل فلا يحل
وهو يصنع الأصل وينقضه فهو كالذي يبكي ويضحك وينام ويستيقظ ويتوقف ويتحرك
وهي كما قلت امور لا تجتمع با ..................
ولذلك سألت احد مبتدعة هذا الزواج حينما سألني كيف تحرم ما احل الله
فقلت له اتحداك ان تعرف ما تصنع
هل تتزوج لتطلق ام تطلق لتتزوج وبينهما فرق كبير