عنوان الموضوع : لندرس أنفسنا جيدا
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
أحوالنا بين الرخاء والشدة
إن من الملاحظ أنّك إذا أردت أن تطرح موضوع سنن الله ـ عز وجل ـ في الابتلاء وتقليب أحوال الناس بين الرخاء والشدة، والأمن والخوف، للنقاش مع بعض أفراد هذه المجتمعات فإن أذهانهم تنصرف فوراً إلى غير مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وكأن تلك المجتمعات لديها حصانة تمنعها من سنن الله عز وجل.
ولعلك تسمع من يردّد «الله لا يغيّر علينا!» يقولها وهو ينفض يده ورأسه كفعل من يريد طرد فكرة غير محبّبة.
إنّه حقاً لمن الخطورة بمكان أن نكون غير مستعدين حتى لمجرد التفكير بما يمكن أن يحصل إذا حقت فينا تلك السنن الربانية، خصوصاً إذا توافرت أسباب وقوعها.
فيصير الواحد لا يفكر إلا بيومه، ثم لا يهمُّه ما قد يحصل في الغد، ليس اتكالاً على الله وتسليماً لقضائه، وإنما بسبب الانغماس في الدنيا، والغفلة عن الطاعة.
إن كوننا مسلمين وحسب، مع كون إسلامنا منقوصاً وكثير من أعمالنا بعيدة عنه لا يعطي بحال ضماناً لنا بأننا لن نؤاخذ بما نفعل، أو أن الله ـ عز وجل ـ سيعاملنا معاملة خاصة؛ لأننا نردد كلمة التوحيد صباح مساء مع أننا قد نأتي بما يخدشها. والله ـ عز وجل ـ قد بين ووضح بأن سننه لا تحابي أحداً، وليس هناك أحد من خلقه فوق المساءلة. قال ـ عز وجل ـ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
[النساء: 123].
وقد ردّ الله على اليهود عندما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه بقوله: {فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم} [المائدة: 18].
ولقد تخلّف النصر عن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ يوم أحد، وهم خير الخلق بعد الأنبياء، وفيهم سيد ولد آدم عليه السلام، وكان ذلك بمعصية بعضهم، فتعلّم الصحابة الدرس وفهموه جيداً؛ إنه درس «احفظ الله يحفظك»، {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]؛ فليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب، وإنما هي الطاعة والتقوى.
ولقد روى ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية ـ الكثير الكثير عن أحوال دولة الخلافة الإسلامية بعد عهد الدولة الأموية والعباسية عندما رقَّ أمر الدين جداً في قلوب الناس فدهمهم التتار، ومن بَعْدِهم الصليبيون في عقر دارهم، وأزهقوا مئات الآلاف من الأنفس المسلمة من الرجال والنساء والأطفال في مذابح رهيبة، وخربوا بلادهم ونهبوها في الوقت الذي كان فيه أصحاب الترف المسلمون مشغولين في قصورهم بالجواري والفتيان، وفي غفلة عظيمة مستحكمة(1).
وفي العصر الحديث شواهد كثيرة أيضاً لمن كان يعتبر؛ فكم من أناس كانوا يتفرجون على غيرهم فأصبحوا مُتَفَرَّجاً عليهم!
إن ولوج الإنسان وخروجه يومياً في هدوء وأمان، وممارسته حياته بشكل اعتيادي، وركوب المراكب الفارهة، وسكنى البيوت المجهزة بمختلف أسباب الراحة، ذلك كله لا يعني أن «شيئاً ما» لن يحدث؛ فالله ـ عز وجل ـ يقول: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف: 97 - 99] .
ومن ثم فإن المؤمن لا يأمن مكر الله أبداً ونقمته إن هو خالف أمره، ولذلك فهو باستمرار خائف من ربه، ذاكر له سريع الأوبة إليه. وقد جاء في وصف أهل الجنة: {قَالُوا إنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26].
وهذا الإشفاق هو ما يجعل المؤمن في حال اتصال دائم بربه؛ لأنه يعلم جيداً أنه لا مفر من الله إلا إليه، وأن الأمان الذي يصبو إليه كل أحد ليس إلا في كنف المليك المقتدر سبحانه.
وإذا المَعيّةُ لاحظتك عيونها نَمْ، فالمخاوف كَلُّهنّ أَمانُ
ولذا فإننا نجد المؤمن عند الأزمات ثابت الجنان، وعند الصدمات راسخاً رسوخ الجبال؛ لأنه يأوي إلى ركن شديد.
بينما تجد غير المؤمن أو ضعيف الإيمان يفقد اتزانه ويطيش عقله عند أقرب امتحان، كما جاء في الصورة التي افتتحنا بها.
ولا يتبادر إلى ذهن أحد أننا نريد من الناس أن يعيشوا في خوف وقلق وترقب لكل شيء، لا؛ وإنما الذي نريده ونحتاجه هو نوع خاص من الخوف خوفٌ إيجابي يدفع المؤمن إلى العمل دفعاً حثيثاً حتى يصل إلى مراد الله منه، وهو خوف يجعل المؤمن لا يهاب شيئاً إلا ربه؛ لأنه يؤمن بأنه أقوى من كل شيء، القـوة التـي تغـدو معها قـوى الأرض كلها هزيلة خاوية لا تضـر ولا تنفع.
وذلك عن طريق تفقُّد مواضع الخلل في النفس، ومن ثمَّ تشخيصها ومعالجتها بالوسائل الشرعية التي تزيد التقوى في القلوب.
إن علينا ألا نستسلم للأوهام؛ فنحن إذ لم نكن اليوم مستعدين للأيام القادمة سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً، فلا أقلّ من أن نستعد نفسياً.
وخير لنا أن نكون مستعدين نفسياً على الأقل، من أن تدهمنا الخطوب، وتبهتنا الأحداث، وعندها قد يكون من المتأخر جداً استدراك ما فات إلا بتكاليف باهظة.
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا ويكفينا أعداءنا.
إن من الملاحظ أنّك إذا أردت أن تطرح موضوع سنن الله ـ عز وجل ـ في الابتلاء وتقليب أحوال الناس بين الرخاء والشدة، والأمن والخوف، للنقاش مع بعض أفراد هذه المجتمعات فإن أذهانهم تنصرف فوراً إلى غير مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وكأن تلك المجتمعات لديها حصانة تمنعها من سنن الله عز وجل.
ولعلك تسمع من يردّد «الله لا يغيّر علينا!» يقولها وهو ينفض يده ورأسه كفعل من يريد طرد فكرة غير محبّبة.
إنّه حقاً لمن الخطورة بمكان أن نكون غير مستعدين حتى لمجرد التفكير بما يمكن أن يحصل إذا حقت فينا تلك السنن الربانية، خصوصاً إذا توافرت أسباب وقوعها.
فيصير الواحد لا يفكر إلا بيومه، ثم لا يهمُّه ما قد يحصل في الغد، ليس اتكالاً على الله وتسليماً لقضائه، وإنما بسبب الانغماس في الدنيا، والغفلة عن الطاعة.
إن كوننا مسلمين وحسب، مع كون إسلامنا منقوصاً وكثير من أعمالنا بعيدة عنه لا يعطي بحال ضماناً لنا بأننا لن نؤاخذ بما نفعل، أو أن الله ـ عز وجل ـ سيعاملنا معاملة خاصة؛ لأننا نردد كلمة التوحيد صباح مساء مع أننا قد نأتي بما يخدشها. والله ـ عز وجل ـ قد بين ووضح بأن سننه لا تحابي أحداً، وليس هناك أحد من خلقه فوق المساءلة. قال ـ عز وجل ـ: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ}
[النساء: 123].
وقد ردّ الله على اليهود عندما زعموا أنهم أبناء الله وأحباؤه بقوله: {فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم} [المائدة: 18].
ولقد تخلّف النصر عن الصحابة الكرام ـ رضي الله عنهم ـ يوم أحد، وهم خير الخلق بعد الأنبياء، وفيهم سيد ولد آدم عليه السلام، وكان ذلك بمعصية بعضهم، فتعلّم الصحابة الدرس وفهموه جيداً؛ إنه درس «احفظ الله يحفظك»، {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30]؛ فليس بين الله وبين أحد من خلقه نسب، وإنما هي الطاعة والتقوى.
ولقد روى ابن كثير في كتابه «البداية والنهاية ـ الكثير الكثير عن أحوال دولة الخلافة الإسلامية بعد عهد الدولة الأموية والعباسية عندما رقَّ أمر الدين جداً في قلوب الناس فدهمهم التتار، ومن بَعْدِهم الصليبيون في عقر دارهم، وأزهقوا مئات الآلاف من الأنفس المسلمة من الرجال والنساء والأطفال في مذابح رهيبة، وخربوا بلادهم ونهبوها في الوقت الذي كان فيه أصحاب الترف المسلمون مشغولين في قصورهم بالجواري والفتيان، وفي غفلة عظيمة مستحكمة(1).
وفي العصر الحديث شواهد كثيرة أيضاً لمن كان يعتبر؛ فكم من أناس كانوا يتفرجون على غيرهم فأصبحوا مُتَفَرَّجاً عليهم!
إن ولوج الإنسان وخروجه يومياً في هدوء وأمان، وممارسته حياته بشكل اعتيادي، وركوب المراكب الفارهة، وسكنى البيوت المجهزة بمختلف أسباب الراحة، ذلك كله لا يعني أن «شيئاً ما» لن يحدث؛ فالله ـ عز وجل ـ يقول: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ} [الأعراف: 97 - 99] .
ومن ثم فإن المؤمن لا يأمن مكر الله أبداً ونقمته إن هو خالف أمره، ولذلك فهو باستمرار خائف من ربه، ذاكر له سريع الأوبة إليه. وقد جاء في وصف أهل الجنة: {قَالُوا إنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} [الطور: 26].
وهذا الإشفاق هو ما يجعل المؤمن في حال اتصال دائم بربه؛ لأنه يعلم جيداً أنه لا مفر من الله إلا إليه، وأن الأمان الذي يصبو إليه كل أحد ليس إلا في كنف المليك المقتدر سبحانه.
وإذا المَعيّةُ لاحظتك عيونها نَمْ، فالمخاوف كَلُّهنّ أَمانُ
ولذا فإننا نجد المؤمن عند الأزمات ثابت الجنان، وعند الصدمات راسخاً رسوخ الجبال؛ لأنه يأوي إلى ركن شديد.
بينما تجد غير المؤمن أو ضعيف الإيمان يفقد اتزانه ويطيش عقله عند أقرب امتحان، كما جاء في الصورة التي افتتحنا بها.
ولا يتبادر إلى ذهن أحد أننا نريد من الناس أن يعيشوا في خوف وقلق وترقب لكل شيء، لا؛ وإنما الذي نريده ونحتاجه هو نوع خاص من الخوف خوفٌ إيجابي يدفع المؤمن إلى العمل دفعاً حثيثاً حتى يصل إلى مراد الله منه، وهو خوف يجعل المؤمن لا يهاب شيئاً إلا ربه؛ لأنه يؤمن بأنه أقوى من كل شيء، القـوة التـي تغـدو معها قـوى الأرض كلها هزيلة خاوية لا تضـر ولا تنفع.
وذلك عن طريق تفقُّد مواضع الخلل في النفس، ومن ثمَّ تشخيصها ومعالجتها بالوسائل الشرعية التي تزيد التقوى في القلوب.
إن علينا ألا نستسلم للأوهام؛ فنحن إذ لم نكن اليوم مستعدين للأيام القادمة سياسياً ولا عسكرياً ولا اقتصادياً، فلا أقلّ من أن نستعد نفسياً.
وخير لنا أن نكون مستعدين نفسياً على الأقل، من أن تدهمنا الخطوب، وتبهتنا الأحداث، وعندها قد يكون من المتأخر جداً استدراك ما فات إلا بتكاليف باهظة.
نسأل الله ـ عز وجل ـ أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شر أنفسنا ويكفينا أعداءنا.
==================================
بارك الله فيكِ ...
ما شاء الله على النشاط .... لا قوة إلا بالله ...
ما شاء الله على النشاط .... لا قوة إلا بالله ...
__________________________________________________ __________
جزاكِ الله خيراً
__________________________________________________ __________
جزاكي الله خيرا موضوع رائع يا اختي الغاليه ورقه ليمونه
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك اختي ورقة ليمونة
موضوع جميل جدااااا
موضوع جميل جدااااا

__________________________________________________ __________
الغالية حمامة الجنة بعض ماعندكم حبيبتي من النشاط ههههههههيخليلي ياك يارب
الغالية شمس بوركت حبيبتي عالمشاركة الحلوة
والاغلى رائدة الحبيبة تسلمي على مجاملتك اللطيفة
وسام الحبيبة والله انت الاجمل والاحلى شكرا لك على التواصل
الغالية شمس بوركت حبيبتي عالمشاركة الحلوة
والاغلى رائدة الحبيبة تسلمي على مجاملتك اللطيفة
وسام الحبيبة والله انت الاجمل والاحلى شكرا لك على التواصل