إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حينما يصبح الإنسان عدو نفسه! مجابة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حينما يصبح الإنسان عدو نفسه! مجابة

    عنوان الموضوع : حينما يصبح الإنسان عدو نفسه! مجابة
    مقدم من طرف منتديات أميرات

    بعض الناس لا يهدأ لهم بال ولا يرتاحون إلا إذا حَرَموا الآخرين من ميزة ما.. أو عامل من عوامل النجاح والتفوق.. فبعضهم يسعده أن يُحرِم غيره من «النعم».. حتى إذا لم يكن مستفيداً من هذا الحرمان أي شيء.. فهو يعلم أن «النعمة» لن تنتقل إليه ولا هو بحاجة إليها.. مع ذلك تجده مصراً على حسد غيره من نعم وميزات حباهم الله إياها. لقد رأيت بعينيْ رأسي.. أن الإنسان الذي لا يغار ولا يحسد الآخرين على ما حباهم الله من نعم.. بل ويساعدهم على أي خير يمكن أن يقدمه لهم.. فإن هذا الإنسان يُسخّر له الله الكثيرين ممن يخدمونه ويسوق إليه النعم على أيديهم تباعاً.. وجرِّب بنفسك لترى.. إن الله فعلاً في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.. وإن الله ينصر هذا العبد من حيث لا يدري ولا يحتسب.. وأنه عز وجل ينقذه من العثرات وعوامل الضياع والفشل ويسوق إليه النجاح ومن يساعدونه عليه.

    أحزن جداً حين أرى بعض الناس يضيّع عمره ـ وهو أمانة لديه ـ يُضيّعه في حقد وحسد وغلّ.. لا بقلبه فقط بل بيديه وعقله.. ماذا يضيرني إن استفاد الآخرون بشيء ما لا أملكه؟ ماذا أستفيد أو تستفيد إن حرمناهم من هذا الشيء الذي يسعدون به وتتكدر حياتهم إن افتقدوه؟ لماذا يتزعم بعضنا أسلوب الوصول على أكتاف غيره وعلى أحزانهم وأشلائهم وطموحاتهم.. لماذا أساليب الشكاوى الكيدية «من تحت لتحت» والهدم النفسي للناجحين والإساءة إليهم وكأن المرء لا ينجح إلا إذا فشل الآخرون؟

    ليس في هذه الدنيا أجمل من السلام مع النفس ومع الآخرين ولعل سلامنا مع أنفسنا وقلوبنا وأعماقنا التي لا يراها إلا الله.. لعل هذا هو الأهم من سلامنا مع أعدائنا.. ولعلنا نسأل أنفسنا: لماذا ينتصر أحياناً أعداؤنا وهم أشتات وليسوا إخوة في الإيمان مثلنا؟ والجواب لأن هذه الأشتات اجتمعت ونبذت الفرقة والخلاف والأحقاد.. بينما نحن مازلنا نفتقد للسلام والحب لأنفسنا.. ولإخواننا وجيراننا وأقاربنا وأنظر للبيوت كم من خلاف بين الإخوة الأشقاء.. والآباء والأعمام.. وأهل الأم وأهل الأب.. والأقارب من الجانبين.. وكم من خلاف بين زملاء العمل في المهنة الواحدة.. وكم من خصومات وصلت للمحاكم وكم من أبناء على قمة العقوق لآبائهم وأمهاتهم من أجل أغراض دنيوية زائلة.. بربك كيف ننتصر ونحن نفتقد للحب.. حتى حب أنفسنا وديننا وإخواننا في الدين والعقيدة؟

    إن الله تعالى يقول في كتابه الكريم: {إن تمسسكم حسنة تسؤهم وإن تصبكم سيئة يفرحوا بها}. وقال تعالى: {ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض}.

    في كتاب «موعظة المؤمنين» فقرة تقول: «الحسد من الأمراض العظيمة للقلوب>>

    وأما كونه ضرراً في الدنيا فهو أنك تتألم بحسدك في الدنيا وتتعذب به ولاتزال في كمد وغم وبذا فقد نزل بك ما يشتهيه الأعداء وتشتهيه لأعدائك فقد كنت تريد المحنة لعدوك فتنجزت في الحال محنتك ولاتزول النعمة عن المحسود بحسدك.. ومنفعة المحسود بحسدك في الدين فهو أنه مظلوم من جهتك لاسيما إذا أخرجك الحسد إلى القول والفعل بالغيبة والقدح فيه وهتك ستره وذكر مساوئه فهذه هدايا تهديها إليه إذ تُهدي إليه حسناتك حتى تلقاه يوم القيامة مفلساً محروماً كما حُرمت في الدنيا عن النعمة»(1).

    في الواقع إن الكثيرين ممن يحسدون غيرهم على نعم الله ينسون أو يتناسون ما حباهم الله من نعم أخرى ربما لا توجد عند غيرهم.. كما أن الحاسد أو الكاره للخير للآخرين معرض للإصابة بأشد الأمراض فتكاً لأن عملية «الغليان النفسي الداخلي» والغمّ والهمّ اللذين يعتريانه للنعم التي ينالها غيره ما أكثرها.. قد تؤدي لإصابته بأمراض خطيرة فيتسمم دمه وتمرض أعضاؤه ولا يجد له الأطباء علاجاً.. إن مقاومة الشر في النفس هو لمصلحة صاحبه في المقام الأول.. فإذا أردت أن تعيش سعيداً معافى بإذن الله.. فلا تجعل المشاعر الشيطانية تجاه الغير تقودك إلى إيذائهم أو حرمانهم من نعم أرادها ربك لهم.. أو حزنك لسعادتهم.. والبعض من الناس تجده سلبياً.. فهو لا يكره الخير للآخرين وكذلك هو لا يحبه.. مشاعره حيادية.. إن لجأت إليه في شيء تطلبه رفض مساعدتك.. نوع من الناس يعيش لنفسه فقط.. ولا يعلم أن السعي في قضاء حوائج الناس مما دعا إليه الدين الحنيف.

    عن النبي صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى يقول: «حقّت محبتي للذين يتزاورون من أجلي وحقت محبتي للذين يتحابون من أجلي وحقت محبتي للذين يتباذلون من أجلي وحقت محبتي للذين يتناصرون من أجلي».

    وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أكبر ما يُدخل الناس الجنة تقوى الله وحُسن الخلق». وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحاسدوا ولا تقاطعوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله».



    موعظة المؤمنين: للشيخ جمال الدين القاسمي. وهو تهذيب لكتاب (منهاج القاصدين) لابن الجوزي

    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================

    بارك الله فيكِ أختي وسام على هذا الموضوع القيّم ...

    __________________________________________________ __________
    جزاك الله خير الجزاء
    من الناس من ينسى أن رزقه و أجله ... مقسوم له في اليوم 40 من تكونه الجنيني
    مثل هذه الآفات هي التي أضعفتنا ...أصلح الله قلوب المسلمين

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك أختى الغالية وسام ......

    __________________________________________________ __________
    بارك الله فيك أخيتى على هذا النقل الطيب .

    __________________________________________________ __________
    اخواتي الغاليات
    حمامة الجنه
    زهرة الحديقه
    ام بدر
    شمس الحق
    الله يبارك فيكم ويسعدكم




يعمل...
X