إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رِفقاً بطفلِي !

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رِفقاً بطفلِي !

    عنوان الموضوع : رِفقاً بطفلِي !
    مقدم من طرف منتديات أميرات









    موقفُ عابرَ أختزنتهُ بالذاكرة ، لنّ أنساه فقد وقع بالقلبّ عبرة وتذكرة ،
    مُنذ حدوثِه والبوح يصر أن يترجمهُ هُنا فيضاً متفجراً من حادثة ذلكِ المساء
    الممزوج بكومة فرح عظيم وحزن عابر يبور فأقدارُ الله لنّا خيرٌ رغم مرارتها ستحلو ،




    ستعود الحروف حيث ذلك المساء حيثُ كُنتْ أسير فِي خُطوات متَقاربة أتخطف نظرات يمنة ويسرة ،
    أبحثُ عن دورة مياه للنَساءْ لأغسلَ يدي لتناول طعام العشاءْ برفقة أحبتِي ،
    حتى وقف بِي قدر الله ومشيئته لأشاهدَ مَشهداً لمْ أعهده ،


    *


    طِفل في الخامسة من عمره أو الرابعة شَدنِي إليه شُعورٌ في دَاخلي يدفعني لمراقبتِه ،
    فجسده النحيل أضَعف من أن يستطيع أن يجر عربة التنظيف الثقيلة التِي تفوق حجمه ،
    فكان يرجع للخلف ويجري راكضاً لدفعها قليلاً ليصل إلي ليقوم بالتنظيف من بعدي ،


    جمدت أطراف جسدي عن الحراك أستعاباً لمَا يقومُ بِه !


    وكأنَهُ كتَم أنَفاسَي ولجم لسانِي ،


    *


    فقال لِي : يا خاله هُناك مَنديلُ لتجففي يَداك ،


    لم أرد عليه لإني لمْ أستطيع الحراك فأحضر لِي ذاكَ المنديل وهو يبتسم ،


    فطأطأتُ برأسِي وتدنيتُ قليلاً لإشَكرهُ ،


    فقال لي : إدعي لي أن ألعب بالكرة مع أمِي !


    فرددتُ : ولمّاذا لا تعلبُ بالكرة وأيَن هي والدتكَ ؟!


    فقال لي : الكرة تَطلبُ مِني مالاً فأعملُ هنا أنظَف حتى أقبض مالاً فالكرة غالية الثمن وكل شيء بمالَ وأمي ... - فصمتُ خيم عليه -


    فشعرتُ أنِي طرحتُ عليه أوجاعاً الجمتَ حزنهَ ،


    فقلت لهَ : يَا بُني قُل أمينّ فدعوت له فأبتسم كثيراً ،


    وفر مني بعفوية وبراءة قائلا :
    الآن يأتي السيد ويُبوخنِي " لماذا لا تعمل بإخلاص سأطردك في المرة القادمة " - بنبرة إستهزاء وضجر -


    فراقبتُه قليلاً وتثاقلتُ خطواتِي لأخرج من هنا ،


    *


    تساؤولات تتساقط في رأسي لماذا يتمنى تلكِ الأمنية وأين هي أمهُ ؟
    هل رحلتْ وودعته أم هِي في سفرٍ مُنقطعَ ؟
    ماذا لو كَان أبنٌ لِي وقطعة من جسدي ولمحتُ مَصيرهُ هنا في الوقت المتأخر من الليل ؟
    ماذا سأصنع ؟ هل سأتركهُ هُنا ؟
    وماذا لو كانّ أخٌ لِي صغير ؟
    وماذا لو كنتُ أنَا هُو ؟!



    *



    لربما تألمتْ وهتفتُ : رفقاً ، رفقاً بِضعفه ، رفقاً بطفولتِه ،


    تتبعتُ الخطواتْ وكأن مشاعر غريبة تصتنعُ فِي !
    وددت حقاً لو ضممتِه بقوة لأنتزع تلك النظرات البائسة !
    وددت لو أنتزَعهُ من ذاك المكان غير الملائم لهَ !


    تناولت الطعام سريعاً لأعود إليهْ فشيءٌ ما يشدني لأقدم أي شيءْ ،
    فعدتُ إليه لإراهٌ يُلاعبُ طفلة مقاربة لسنه فرحاً بأجر عمله ، فأقتبستُ تطفلاً منِي عليهم حديثهُ لها


    " سأعطي أمي المال لتشتري تذكرة سفر كي تعود لنا من قبرها ونذهب معاً للجنة "




    أراهٌ طِفلٌ يَبكي بصمتْ ويواسي أوجاعهُ بأمنيات باهته ،


    أراهٌ طِفل يضيعُ طفولتَه لإرجاعِ شيءٌ لا يقدرٌ بثمن لشيء لا يعود ولا يستبدل ،




    لو سمعت أمه صوتَه لصرختْ : رفقاً بطفلي ، ولهمسة بإذنِه صبراً بني فالجنة موعدنا الأجملَ ،




    *




    وددت أن أفجر كل بكاءاتي لأخبرهُ فقط :


    زادكَ وطاعتكَ لله بإذن الله ستمنحكَ تذكرة للعبور للجنة ،




    ينتهي المشهد وتتابع مشاهدُ أخرى ،
    فذاك طفل يعمل في حمل كومة كبيرة من الطحين والشعير ، لا يقوى جسدهُ على حملها
    وذاك طفل يبيع طوال الشتاء بلا راحة وتوقف بلباس لا يقي من البرد ،






    فرفقاً بطفلي !



    موقف عابرٌ من الحياة
    بقلمَ : هَنوف





    >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
    ==================================



    وعليكم السلام ..

    أي حروف تملكين يارائعة
    هزت المشاعر .. وحركت القلوب

    تخيلت كل ماحدث
    دمعت العينان .. و بقي صمت يخيم
    أين نحن منهم ؟!!


    جزيت جنان الخلد , رااائعة وأكثر
    تقبلي مروري ()





    __________________________________________________ __________
    :


    أنَامَل ذهبيبة

    أيقظتِ شيء بِداخلي هُنا


    أين نحن منهم ؟!!




    لا أدري أيّن نحن وإلى أين هم سائرون !
    فِي زمنّ أصبح لإشباح الحَكايا وُجود ،


    دمعت العينان .. و بقي صمت يخيم





    بوركتِ لتخَطفكِ نظرةُ هُنا
    وإن لمْ أرد أن تنهمر دمعة من العِينين الغالية ،
    وددت أرسَال بوح ليطفو لـ أؤلئكِ المجهولينِ

    رفقاً بِهمْ وكَفى ()


    تقبل الله منكِ الدعواتِ ،
    وجمعني الله وإياكِ بجنات عدنّ




    :

    __________________________________________________ __________



    أَلَم وَأَمَل وَإِحسَاس بِالخَجَل

    كَمْ أَشْعُر بِالأَلَم لِرُؤيَة هَؤُلاء الأَطْفَال الضُعَفَاء

    يَقْضُون طُفُولَتهُم فِي العَمَل وَالكَد وَالاجْتِهَاد وَلَكِن مَاذَا يَجْنُون ؟!

    وَأَشْعُر بِالأَمَل فِي مُسْتَقْبَل أَفْضَل لَهُم

    وَأَشْعُر بِالخَجَل لِعَدَم تَمَكنِي مِن فِعْل الكَثِير

    عَلَى الرغْم مِن إِحْسَاسِي الشَدِيد بِالمَسْئُولِيَّة تِجَاههِم

    بُورِكْتِ وَبُورِكَت أَحْرُفِك الذَهبِيَّة التِي طَالَمَا حَرَّكَت الكَثِير وَالكَثِير مِنْ المَشَاعِر المُختلطَة



    __________________________________________________ __________
    :


    أم عُمرَ ،

    تواجدكِ بين نوافذ الفيض الأنيقة لها طابعٌ خاص من الجمالية والعذوبة ،


    حقاً وأي ألم لإجلهم يُسطر ،

    بوركتِ يا قلبّ ()



    :

    __________________________________________________ __________
    اااااااه احسست بوجع الحروف والموقف
    احرق وجنتي بماء عيني()*

    له الله ياغاليه وهو من يحميه
    سيحميه من كل هؤلاء البشر الظالمين
    سيتكفل بمستقبله

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    بارك الله في قلمكِ الذي احبه
    بالرغم من أوجاعه.
    حفظكِ المولى شقيقتي

    ابكيتي قلبي
    -
    -
    -
    -
    ربي يحفظك على كماتك المعبرة


يعمل...
X