عنوان الموضوع : .:"^.:" خـــواطـــر .... بـيـن زخـــات الـمـطـر .:"^.:" جميلة
مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيم
.:"^.:" خـــواطـــر .... بـيـن زخـــات الـمـطـر .:"^.:"
في ليلةً رطبة .. وجد الملل طريقهُ نحوي .. وعلى أنقاض الملل .. نمى نعاسٌ هناك و" أينع " .. .:" ملل & نعاس "
كانا كفيلين بأن يرغماني على إلقاءِ كتابٍ طبي كان يترنحُ بين يدي لساعاتٍ طوال ..
أومأتُ رأسي على راحة كفي .. ووجهتُ أنظاري صوبَ النافذة .. حيثُ تراكمت سحبٌ قاتمة .. حجبت السماء .. ومنعتها عن معانقة الأرض ... لتعصف ريحٌ باردة .. ولتتناثر زخات المطر بين أروقة المساء
وعلى هذه الـأجواء .. اشتعلت فيني رغبةٌ في التأمل .. والإبحار في مراكب الفكر العميق .. حيث تسافر الروح .. لتنخر عباب البحار .. حيث اللا نهاية ..
لم يكن ينقصني هذا الجو الرائع ليشغلني عن معانقة كتبي الطبية المُصمتة .. حيث نظرةٌ واحدةٌ بين طياتها .. كفيلةٌ بأن تجلب لك الشعور بالمرض ..
حاولت مراراً أن أهرب من جو الكآبة الذي يعشش فوق رأسي عندما أعانق هذه الكتب .. قررت بعد ذلك أن أزين هوامشها بالأبيات الجهادية .. لعلّ الفتور أن يجد طريقهُ إلى غيري .. عندما أهم بالدراسة ..
وفي إحدى زوايا الكتب الأعجمية.. وعلى الهامش نقشت أبياتاً ..:"
أخي إننا ما أسأننا الظنون *** بوعد الإله القوي المتين
وما زادنا السجنُ إلا ثباتاً *** وما زادنا القيدُ إلا يقين
وما زاد تعذيبُ إخواننا *** وقتلُ الدعاةِ ولو بالمئين
سوى رفعِ رايةِ إيماننا *** وتوحيد رايةِ حقٍ ودين
في الواقع لم يعد لدي شك .. في أنني سأنال " بكالوريوس " سجون *أربع سنوات * على الأقل إذا تسرب هذا الكتاب إلى جهةٍ أمنيه معنية بقطع جذور الإرهاب .. سيراودك الشك بطبـيـة هذا الكتاب عندما تتأمل زخم هذه الأشعار الجهادية ... تشك أن أناملك وقعت على كتاب أدبي بالخطأ .. أو هكذا ..
لمرضاةٍ رب ونصرة دين *** تطيبُ السجون وتحلوا المنون
لمرضاة رب عزيـــز كريم *** تهــون الحياة وكلٌ يهـون
هكذا وبدون مقدمات ... ألقيت هذه الكتب الغبية ... لقد شعرت أن هرمون الكتابة قد وصل إلى ذروته .. ولن أفوت على نفسي فرصة تفريغ هذة الكلمات التي تزاحمت في صدري ... تأملت زخات المطر في الخارج ... التي أثارت حفيظة مشاعري ...
عادت بي الذاكرة إلى ذلك الصباح .. وأنا في طريقي إلى الكلية .. حيث كنت منهمكة بالدراسة وأنا بالسيارة .. رفعت رأسي بإعياء .. لتشد انتباهي حافلة كبيرة .. لم أشاهد مثلها في حياتي .. كانت نوافذ الحافلة مُشبّكة بحيث لا تستطيع تمييز ملامح الركاب فيها ... " شكلها كان مريباً " .. لكنني استطعت أن ألمح بين شبك النوافذ ملامح بشرية .. يبدو لي أنه رجل .. لقد كانت ملابسة قاتمة اللون .. استطعت بعد ذلك أن أتعرف على المزيد من الملامح البشريه التي كانت تقبع خلف تلك الأقفاص .. أيقنتُ بعد ذلك أنهم سجناء .. وهم الآن ينقلون من سجن إلى آخر ..
مازلت أحتفظ بصورة في ذاكرتي لذلك المشهد ..
تذكرت حينها " شقيقي " خـالد " الذي كان يقبعُ بين أسياج حظائر كوبا ..
عانقت دفتراً ... وامتشقت قلمي " المغترب " ونقشت على صدر الورق كلمات متزاحمة ..
" خـالد " .. مارفرفت ذكراك إلا حشرجت روحي .. ونزت أدمعاً مسكوبة ..
أي شموخٍ شموخك ..أي كبرياء قد تنعمت به روحك الأبية .. حاولت أن أرحل عبر الزمان .. عبر المكان .. إلى حيث أنت .. قطعت القارات .. بل المحيطات .. نخرت البحار والجزر .. لأحط رحالي أخيراً حيث ..
" غوانتانامو " كلية التعذيب الأمريكية .." الحظيرة الكوبية " ..
لم تُشكل علي مسألة الدخول عبر البوابة الرئيسية كما حصل مع مراسل البي بي سي عندما زار غوانتانامو يوماً .. حيث كان يقبع مجموعة من رعاة البقر عند بوابة الحظائر ..
تجاوزت الخطوط الأمامية بسلام ..
وبدأت أتجول بين جدران الزنازين .. أتجول كالهائمة .. أبحث عن جدران الوصول .. الوصول إلى خالد ..
وبينما أنا كذلك .. أبحث عن ضائع بين الجدران .. اكتشفت باباً خلفياً ، بعد البوابة الداخلية الثانية .. أخذني هذا الباب السري إلى سراديب تحت الأرض .. وجدت نفسي بعد ذلك .. أغوص في أعماق كهوف مظلمة .. مخيفة .. تنبعث منها رائحة الموت ..قادتني الكهوف إلى ممرات ضيقة .. متاهات .. لا تكاد ترى فيها شيئاً .. لا تسمع إلا وقع أقدام الجلادين .. وجوه مظلمة كظلمة المكان .. أصبحت في عمق السراديب .. شد سمعي بعد ذلك أصوات رجالية عالية .. بدت كأصوات عائمة بين أمواج الألم .. وعلى أصداءها .. ارتعدت أطرافي .. لم أستطع أن أميز ماهية الأصوات .. أزيز تأوهات .. صراااخ ... أنين .. أسعفينا يا قواميس العرب .. ماذا أيضاً .. إنها أعماق الألم .. من الصميم .. لكن صخب أصوات الغناء كان واضحاً .. اندمج في لحظات بين طيات صراخهم .. أثير صمتٍ قاتل ..
لم أصبر أكثر .. هرولت مسرعة إلى حيث الصوت .. وقد كان قادماً من أحد الأقفاص البعيدة .. هرولت أكثر فأكثر .. ووصلت إلى الـــ ...
في الواقع .. لم تقوى أقدامي على حملي ..ما هذا المنظر!!! "رباااه" ماذا أرى ..
لقد كان المنظر أقوى من أن تتحملة أعصاب من يشاهد .. فكيف بالمُعذب ..
لخيالك .. الحرية مطلقة .. رجل معلق بالسقف .. رأس في الأسفل .. وأطراف في الأعلى .. " شبه عاري " .. وأسياط البقر تنهش من لحمه الممزق .. وهو يلهث .. ويلهث .. لا يقوى على الصراخ .. صوته المتحشرج .. وأطرافه الممزقة تخبرك بأنه كان هنا منذ زمن طويل .. دماؤه التي تلطخت بها زوايا الزنزانه .. تؤكد بأنه على وشك النهاية ..
تحشرجت الكلمات في صدري وأنا أرقب نهاية هذا الشاب المسلم على يد هؤلاء المجرمين .. كيف يكون حال المعذب ، عندما يتعب الجلاد من جلده ؟! .. ضاعت الإجابة .. بل أنا التي هربت منها .. تسارعت دقات قلبي .. أسرعت بالخروج من هذا القفص اللعين .. لأبحث عن " خالد " .. ليت شعري أين أنت .؟؟
انهمكت بعد ذلك في البحث بين أروقة الزنازين الإنفرادية ..
أبحث .. وأبحث ..
.. شد انتباهي أحد الشباب .. في أحد القبور الإنفرادية .. سبحان الله .. قبر .. بمعنى الكلمة .. عندما تتمدد فيه .. فإن أقدامك ستغلق الباب حتماً .. لا نوافذ للتهوية .. ظلاااام دامس يجبر سكان القبور على غمض الأجفان .. فلا يوجد هنا ما ترونه .. ظلام في ظلام مستمر ..
عاد السؤال إلى ذهني .. كيف يصبر كائن من جنس بشري على هذا الإحتضار البطيء .. الموت أمنية هنا .... ولكن العقيدة .. عندما تعانق قلوب المؤمنين .. تطرب الأرواح .. وتدندن أناشيد السجون ..
وما زادنا السجن إلا ثباتاً *** وما زادنا القيد إلا يقين
وما زاد تعذيب أخواننا *** وقتل الدعاة ولو بالمئين
سوى رفع راية إيماننا *** وتوحيد راية حق ودين
خالد .. أين أنت .. لقد أعياني البحث .. جلست على أحد المكاتب القريبة من غرف التعذيب الإنفرادية .. كان المكتب يعج بالملفات .. ذكرني بالملفات الطبية للمرضى عندنا في المستشفى .. لكل سجين ملف .. هذا يعني ... لحظه !!! " ملف خالد " ..نعم .. الملف .. بعثرت الملفات هنا وهناك .. والهدف .. ملف معنون باسم خالد .. شعرت بأنني على وشك الإنهيار .. كل هذه الملفات .. ولا يوجد ملف "خالد" !! .. رسائل خالد الأخيرة لنا كانت تأتي من هنا .. فأين هو الآن ؟؟ لم أنتهِ من البحث إلا وتقع عيني على قائمة أسماء ... كانت في آخر صفحة من سجل كبير يقبع فوق المكتب .. تفحصت الأسماء ..
.. آآ .. هاهو .. " خالد " .. هاهو .. لحظه ..!!
ماذا ؟؟!! تأملت العبارة جيداً .. ماذا ؟؟ .. لــا.. خالد ؟؟!! ..
وتاريخ الوفاة السابع من يوليو ...عام.. ..
يااه ... " خالد " .. لقد أغرقتني الدموع .. عندما وصلتنا رسالة من الجيش الأمريكي عن خبر استشهادك .. لقد كانت أكبر صدمة في حياتي .. أغبياء .. إنهم أغبياء يا خالد .. يظنون بأننا سنبكي حزناً عليك .. في حين أننا نبكي فرحاً وافتخاراً بأخينا البطل .. رفعت رأسنا يا خالد .. أبي .. كم هو فخور بك .. وأمي قد سطرت فيك الأشعار ..
فأنت تجدد العزمات فينا *** ولن ننسى جهادك ما حيينا
خذ العهد الأكيد علي أني *** سأمضي في طريقك لن ألينا
سنبحر بالسفينة في ثباتٍ *** ولن نرضى بغير النصر مينا
[RAM]http://www.anashed.net/audio/mawlay/rafeq_addarb.ram[/RAM]
خالد ..
قد أكثر المادحون .. وتمادى الواصفون .. وامتدت ألسنة الشعراء بالكذب والمدح والثناء .. وأجزل العاشقون ..ولا أجد أصدق من قول الحق تبارك وتعالى .
"( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) ".. لتتبدد العبارات .. وتمحق الشعارات .. ويطمس الكذب .. ويصمت الكذاب ..
أخي البطل ..
في ريعان حياتك .. شدني إليك ثباتك .. وسط الرياح العاتيه .. وتملكني الإعجاب والذهول لجرأتك الشامخة المتحدية في إشهار عزمك على نيل جنة بات سبيلها القهر والإذلال ..
خالد
.. اشتقنااا .. وبات الشوق فينا .. حتى أصبح حياً مدفونا .. ولا تعزيه .. فالشوق لن يرتوي إلا بلقياك في جنان الرحمن .. نسأل الله أن يكتبنا من أهلها .. اللهم آمين
"خالد " .. والله كادت مهجتي تتفطر حباً لهمتك العالية .. تسللت الدموع على وجنتي مؤنبةً ضميري ..
فواعجباً كيف ينتقي الله من عباده .. ويصطفي من أحبابه .. لتبقى راية الدين في علو ورفعة.. تسابق الثريا إبـاءً ..
عشنا معك سنوات حافلة .. لكنها قصيرة .. حفرت بداخلي معانٍ جهلتها لسنون ..
حيث تنطق الأفعال .: أنا مسلم هذا منهجي وسبيلي ،افعلوا ما تشاؤون، لن تنالوا من إبائي ..
أيها الفرسان سيروا في ثراه **** جددوا البيعة من بعد فناه
إنه الفارس للعلا شد الرحال **** لا قيود أشكلت درباً مشاه
باع دنيا هي ليست للبقاء **** واشترى الجنات من عند الإله
فداك روحي سامح واصافاً **** لو أطال الوصف دهراً ما كفاه
يبدو أن القلم المغترب قد بدأ يتثاقل بين أناملي ..
" إنه سلطان النعاس يا خالد " .. ألقيت قلمي
وأسلمت لنوم عميق ..
وفي الصباح .. انطلقت إلى الكلية كعادتي ..
شدتني لوحة على الطريق ..
( فلان الفلاني يدعوكم لحفل عشاء بمناسبة تخرج ابنه من الكليه العسكرية برتبة "ملازم " ) ..
ابتسمت .. وعادت طيف ذكراك " خالد " ..
وتخيلت نفسي أضع لوحة على جانب الطريق ..
( الطبيبة الإسلامية / حور الفردوس
تدعوكم لحفل عشاء بمناسبة تخرج أخيها " خالد"
من كلية غوانتانامو للتعذيب ، برتبة " شهيد " ) ..
نحسبه كذلك والله حسيبه .. ولا نزكي على الله أحدا ..
استمر المطر .. وبين زخاته .. تناثرت تراتيل دعاء :
اللهم فرج عن أخواننا في سجون الطغاة
بقلمـــــــــــي
حور الفردوس
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
كوني مؤمنة ..راضية ..
محتسبة..صابرة
واعلمي ان الصابرين لهم اجر عظيم
واعلمي ان الموعد الجنة ان شاء الله مع الشهيد
لاتحزني فانة سيكون باذن الله في النعيم
هذة الدنيا لم يعدفيها مايطرب القلب
فلاتحزني لانة تركها فانة قد ارتاح من همومها
كم اتمنى ان يكون خالد ابني شهيد
وان اقدمة للاقصى
وحتي يشفع لي يوم القيمامة
من يدري ربما الاعمال لاتكفي لدخول الجنة
اتمنى لك التوفيق
مقدم من طرف منتديات أميرات
بسم الله الرحمن الرحيم
.:"^.:" خـــواطـــر .... بـيـن زخـــات الـمـطـر .:"^.:"
في ليلةً رطبة .. وجد الملل طريقهُ نحوي .. وعلى أنقاض الملل .. نمى نعاسٌ هناك و" أينع " .. .:" ملل & نعاس "
كانا كفيلين بأن يرغماني على إلقاءِ كتابٍ طبي كان يترنحُ بين يدي لساعاتٍ طوال ..
أومأتُ رأسي على راحة كفي .. ووجهتُ أنظاري صوبَ النافذة .. حيثُ تراكمت سحبٌ قاتمة .. حجبت السماء .. ومنعتها عن معانقة الأرض ... لتعصف ريحٌ باردة .. ولتتناثر زخات المطر بين أروقة المساء
وعلى هذه الـأجواء .. اشتعلت فيني رغبةٌ في التأمل .. والإبحار في مراكب الفكر العميق .. حيث تسافر الروح .. لتنخر عباب البحار .. حيث اللا نهاية ..
لم يكن ينقصني هذا الجو الرائع ليشغلني عن معانقة كتبي الطبية المُصمتة .. حيث نظرةٌ واحدةٌ بين طياتها .. كفيلةٌ بأن تجلب لك الشعور بالمرض ..
حاولت مراراً أن أهرب من جو الكآبة الذي يعشش فوق رأسي عندما أعانق هذه الكتب .. قررت بعد ذلك أن أزين هوامشها بالأبيات الجهادية .. لعلّ الفتور أن يجد طريقهُ إلى غيري .. عندما أهم بالدراسة ..
وفي إحدى زوايا الكتب الأعجمية.. وعلى الهامش نقشت أبياتاً ..:"
أخي إننا ما أسأننا الظنون *** بوعد الإله القوي المتين
وما زادنا السجنُ إلا ثباتاً *** وما زادنا القيدُ إلا يقين
وما زاد تعذيبُ إخواننا *** وقتلُ الدعاةِ ولو بالمئين
سوى رفعِ رايةِ إيماننا *** وتوحيد رايةِ حقٍ ودين
في الواقع لم يعد لدي شك .. في أنني سأنال " بكالوريوس " سجون *أربع سنوات * على الأقل إذا تسرب هذا الكتاب إلى جهةٍ أمنيه معنية بقطع جذور الإرهاب .. سيراودك الشك بطبـيـة هذا الكتاب عندما تتأمل زخم هذه الأشعار الجهادية ... تشك أن أناملك وقعت على كتاب أدبي بالخطأ .. أو هكذا ..
لمرضاةٍ رب ونصرة دين *** تطيبُ السجون وتحلوا المنون
لمرضاة رب عزيـــز كريم *** تهــون الحياة وكلٌ يهـون
هكذا وبدون مقدمات ... ألقيت هذه الكتب الغبية ... لقد شعرت أن هرمون الكتابة قد وصل إلى ذروته .. ولن أفوت على نفسي فرصة تفريغ هذة الكلمات التي تزاحمت في صدري ... تأملت زخات المطر في الخارج ... التي أثارت حفيظة مشاعري ...
عادت بي الذاكرة إلى ذلك الصباح .. وأنا في طريقي إلى الكلية .. حيث كنت منهمكة بالدراسة وأنا بالسيارة .. رفعت رأسي بإعياء .. لتشد انتباهي حافلة كبيرة .. لم أشاهد مثلها في حياتي .. كانت نوافذ الحافلة مُشبّكة بحيث لا تستطيع تمييز ملامح الركاب فيها ... " شكلها كان مريباً " .. لكنني استطعت أن ألمح بين شبك النوافذ ملامح بشرية .. يبدو لي أنه رجل .. لقد كانت ملابسة قاتمة اللون .. استطعت بعد ذلك أن أتعرف على المزيد من الملامح البشريه التي كانت تقبع خلف تلك الأقفاص .. أيقنتُ بعد ذلك أنهم سجناء .. وهم الآن ينقلون من سجن إلى آخر ..
مازلت أحتفظ بصورة في ذاكرتي لذلك المشهد ..
تذكرت حينها " شقيقي " خـالد " الذي كان يقبعُ بين أسياج حظائر كوبا ..
عانقت دفتراً ... وامتشقت قلمي " المغترب " ونقشت على صدر الورق كلمات متزاحمة ..
" خـالد " .. مارفرفت ذكراك إلا حشرجت روحي .. ونزت أدمعاً مسكوبة ..
أي شموخٍ شموخك ..أي كبرياء قد تنعمت به روحك الأبية .. حاولت أن أرحل عبر الزمان .. عبر المكان .. إلى حيث أنت .. قطعت القارات .. بل المحيطات .. نخرت البحار والجزر .. لأحط رحالي أخيراً حيث ..
" غوانتانامو " كلية التعذيب الأمريكية .." الحظيرة الكوبية " ..
لم تُشكل علي مسألة الدخول عبر البوابة الرئيسية كما حصل مع مراسل البي بي سي عندما زار غوانتانامو يوماً .. حيث كان يقبع مجموعة من رعاة البقر عند بوابة الحظائر ..
تجاوزت الخطوط الأمامية بسلام ..
وبدأت أتجول بين جدران الزنازين .. أتجول كالهائمة .. أبحث عن جدران الوصول .. الوصول إلى خالد ..
وبينما أنا كذلك .. أبحث عن ضائع بين الجدران .. اكتشفت باباً خلفياً ، بعد البوابة الداخلية الثانية .. أخذني هذا الباب السري إلى سراديب تحت الأرض .. وجدت نفسي بعد ذلك .. أغوص في أعماق كهوف مظلمة .. مخيفة .. تنبعث منها رائحة الموت ..قادتني الكهوف إلى ممرات ضيقة .. متاهات .. لا تكاد ترى فيها شيئاً .. لا تسمع إلا وقع أقدام الجلادين .. وجوه مظلمة كظلمة المكان .. أصبحت في عمق السراديب .. شد سمعي بعد ذلك أصوات رجالية عالية .. بدت كأصوات عائمة بين أمواج الألم .. وعلى أصداءها .. ارتعدت أطرافي .. لم أستطع أن أميز ماهية الأصوات .. أزيز تأوهات .. صراااخ ... أنين .. أسعفينا يا قواميس العرب .. ماذا أيضاً .. إنها أعماق الألم .. من الصميم .. لكن صخب أصوات الغناء كان واضحاً .. اندمج في لحظات بين طيات صراخهم .. أثير صمتٍ قاتل ..
لم أصبر أكثر .. هرولت مسرعة إلى حيث الصوت .. وقد كان قادماً من أحد الأقفاص البعيدة .. هرولت أكثر فأكثر .. ووصلت إلى الـــ ...
في الواقع .. لم تقوى أقدامي على حملي ..ما هذا المنظر!!! "رباااه" ماذا أرى ..
لقد كان المنظر أقوى من أن تتحملة أعصاب من يشاهد .. فكيف بالمُعذب ..
لخيالك .. الحرية مطلقة .. رجل معلق بالسقف .. رأس في الأسفل .. وأطراف في الأعلى .. " شبه عاري " .. وأسياط البقر تنهش من لحمه الممزق .. وهو يلهث .. ويلهث .. لا يقوى على الصراخ .. صوته المتحشرج .. وأطرافه الممزقة تخبرك بأنه كان هنا منذ زمن طويل .. دماؤه التي تلطخت بها زوايا الزنزانه .. تؤكد بأنه على وشك النهاية ..
تحشرجت الكلمات في صدري وأنا أرقب نهاية هذا الشاب المسلم على يد هؤلاء المجرمين .. كيف يكون حال المعذب ، عندما يتعب الجلاد من جلده ؟! .. ضاعت الإجابة .. بل أنا التي هربت منها .. تسارعت دقات قلبي .. أسرعت بالخروج من هذا القفص اللعين .. لأبحث عن " خالد " .. ليت شعري أين أنت .؟؟
انهمكت بعد ذلك في البحث بين أروقة الزنازين الإنفرادية ..
أبحث .. وأبحث ..
.. شد انتباهي أحد الشباب .. في أحد القبور الإنفرادية .. سبحان الله .. قبر .. بمعنى الكلمة .. عندما تتمدد فيه .. فإن أقدامك ستغلق الباب حتماً .. لا نوافذ للتهوية .. ظلاااام دامس يجبر سكان القبور على غمض الأجفان .. فلا يوجد هنا ما ترونه .. ظلام في ظلام مستمر ..
عاد السؤال إلى ذهني .. كيف يصبر كائن من جنس بشري على هذا الإحتضار البطيء .. الموت أمنية هنا .... ولكن العقيدة .. عندما تعانق قلوب المؤمنين .. تطرب الأرواح .. وتدندن أناشيد السجون ..
وما زادنا السجن إلا ثباتاً *** وما زادنا القيد إلا يقين
وما زاد تعذيب أخواننا *** وقتل الدعاة ولو بالمئين
سوى رفع راية إيماننا *** وتوحيد راية حق ودين
خالد .. أين أنت .. لقد أعياني البحث .. جلست على أحد المكاتب القريبة من غرف التعذيب الإنفرادية .. كان المكتب يعج بالملفات .. ذكرني بالملفات الطبية للمرضى عندنا في المستشفى .. لكل سجين ملف .. هذا يعني ... لحظه !!! " ملف خالد " ..نعم .. الملف .. بعثرت الملفات هنا وهناك .. والهدف .. ملف معنون باسم خالد .. شعرت بأنني على وشك الإنهيار .. كل هذه الملفات .. ولا يوجد ملف "خالد" !! .. رسائل خالد الأخيرة لنا كانت تأتي من هنا .. فأين هو الآن ؟؟ لم أنتهِ من البحث إلا وتقع عيني على قائمة أسماء ... كانت في آخر صفحة من سجل كبير يقبع فوق المكتب .. تفحصت الأسماء ..
.. آآ .. هاهو .. " خالد " .. هاهو .. لحظه ..!!
ماذا ؟؟!! تأملت العبارة جيداً .. ماذا ؟؟ .. لــا.. خالد ؟؟!! ..
وتاريخ الوفاة السابع من يوليو ...عام.. ..
يااه ... " خالد " .. لقد أغرقتني الدموع .. عندما وصلتنا رسالة من الجيش الأمريكي عن خبر استشهادك .. لقد كانت أكبر صدمة في حياتي .. أغبياء .. إنهم أغبياء يا خالد .. يظنون بأننا سنبكي حزناً عليك .. في حين أننا نبكي فرحاً وافتخاراً بأخينا البطل .. رفعت رأسنا يا خالد .. أبي .. كم هو فخور بك .. وأمي قد سطرت فيك الأشعار ..
فأنت تجدد العزمات فينا *** ولن ننسى جهادك ما حيينا
خذ العهد الأكيد علي أني *** سأمضي في طريقك لن ألينا
سنبحر بالسفينة في ثباتٍ *** ولن نرضى بغير النصر مينا
[RAM]http://www.anashed.net/audio/mawlay/rafeq_addarb.ram[/RAM]
خالد ..
قد أكثر المادحون .. وتمادى الواصفون .. وامتدت ألسنة الشعراء بالكذب والمدح والثناء .. وأجزل العاشقون ..ولا أجد أصدق من قول الحق تبارك وتعالى .
"( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) ".. لتتبدد العبارات .. وتمحق الشعارات .. ويطمس الكذب .. ويصمت الكذاب ..
أخي البطل ..
في ريعان حياتك .. شدني إليك ثباتك .. وسط الرياح العاتيه .. وتملكني الإعجاب والذهول لجرأتك الشامخة المتحدية في إشهار عزمك على نيل جنة بات سبيلها القهر والإذلال ..
خالد
.. اشتقنااا .. وبات الشوق فينا .. حتى أصبح حياً مدفونا .. ولا تعزيه .. فالشوق لن يرتوي إلا بلقياك في جنان الرحمن .. نسأل الله أن يكتبنا من أهلها .. اللهم آمين
"خالد " .. والله كادت مهجتي تتفطر حباً لهمتك العالية .. تسللت الدموع على وجنتي مؤنبةً ضميري ..
فواعجباً كيف ينتقي الله من عباده .. ويصطفي من أحبابه .. لتبقى راية الدين في علو ورفعة.. تسابق الثريا إبـاءً ..
عشنا معك سنوات حافلة .. لكنها قصيرة .. حفرت بداخلي معانٍ جهلتها لسنون ..
حيث تنطق الأفعال .: أنا مسلم هذا منهجي وسبيلي ،افعلوا ما تشاؤون، لن تنالوا من إبائي ..
أيها الفرسان سيروا في ثراه **** جددوا البيعة من بعد فناه
إنه الفارس للعلا شد الرحال **** لا قيود أشكلت درباً مشاه
باع دنيا هي ليست للبقاء **** واشترى الجنات من عند الإله
فداك روحي سامح واصافاً **** لو أطال الوصف دهراً ما كفاه
يبدو أن القلم المغترب قد بدأ يتثاقل بين أناملي ..
" إنه سلطان النعاس يا خالد " .. ألقيت قلمي
وأسلمت لنوم عميق ..
وفي الصباح .. انطلقت إلى الكلية كعادتي ..
شدتني لوحة على الطريق ..
( فلان الفلاني يدعوكم لحفل عشاء بمناسبة تخرج ابنه من الكليه العسكرية برتبة "ملازم " ) ..
ابتسمت .. وعادت طيف ذكراك " خالد " ..
وتخيلت نفسي أضع لوحة على جانب الطريق ..
( الطبيبة الإسلامية / حور الفردوس
تدعوكم لحفل عشاء بمناسبة تخرج أخيها " خالد"
من كلية غوانتانامو للتعذيب ، برتبة " شهيد " ) ..
نحسبه كذلك والله حسيبه .. ولا نزكي على الله أحدا ..
استمر المطر .. وبين زخاته .. تناثرت تراتيل دعاء :
اللهم فرج عن أخواننا في سجون الطغاة
بقلمـــــــــــي
حور الفردوس
==================================
:
:
إلى الجنة إن شاء الله ياخالد ..
لئن نائت بنا الأجساد فالأرواح تتصل ..
/
.. (( النورملء عيوني والحور ملكْ يميني )) ..
نال ماتمنى بإذنه تعالى ..
نال الجنة ..
ياه ..
( ماأروع الشهادة ) ..
/
أخيه ..
حُق لكِ أن تفخرين باأخاكِ البطل ..
وحق لنا أن نفخر به ..
وحُق لأمتنا أن تفخر به وأمثاله ..
/
حوري الـ غ ـالية ..
تشجعي وكوني الأقوى فالموعد الجنة إن شار ربي ..
لالا لن نبكي !
فهو الآن في جنة عرضها السموات والأرض ..
نال ماتمنى ياغاليه ..
فلنبكي فرحاً لاحزنا !
فليسوا هم من حالهم يُحزن لا والله ..
/
هم أسود العقيدة .. هم من باعو أنفسهم رخيصة وأشتروا الجنة ..
هم من انتفضوا من الرقاد .. وغيرهم شخيرهم يملء الآفاق ..
هم من تخطوا الحدود .. وتحدوا الظروف والقيود ..
وأبوا إلا أن يسيروا في ركب الجهاد فإما نصر وإما شهاده !
/
وكانت مقالتهم ..
((( كفى خُطباً منمقةً مقالاتٍ على أسطر .. سنعيد مجد أمتنا بحبرٍ لونه أحمر )))
/
وقالو: الموت يخطفكم وما عرفوا
بإن الموت أمنية بها مولو دنا احتفلا
وأن الموت في شرف نطير له إذا نزلا
ونتبعه دموع الشوق إن رحلا
فقل للخائف الرعديد إن الجبن
لن يمدد له أجلا
وذرنا نحن أهل الموت ما عرفت
لنا الأيام من أخطاره وجللا
/
يارب ثبت أسود العقيدة .. وترصد لكل من آذاهم وأتهمهم ..
ويارب ارحم من أستشهد منهم وارزق أهله الصبر ..
/
حوري الحبيبة ..
تقبلي ودي وكوني بخير ياحبيبة ..
أُمنياتي ..
أختكِ / ... أنين الأمة
/
مشتااااااااقة لكِ والله مشتاقة ياغالية
الله يجمعنا قريب يارب ..
( هنا لأجلكِ ورب الفلق )
/
__________________________________________________ __________
بارك الله فيك أخيتي ولا حرمني من مسك حرفك الطاهر
أشكرك من الصميم غاليتي
أخيتك
حووور
أشكرك من الصميم غاليتي
أخيتك
حووور
__________________________________________________ __________
يا الله ما أجمل الشهادة من أجل الحق
أختى الفردوس عسى أن يكتب الله الفردوس لخالد وأمثاله من الصامدون
كتابتك جميلة لأنها واقعية بعيدة عن الخيال
دام حبر قلمك لقول الحق
جزاك ِ الله خيراً أختى فى الله
أختى الفردوس عسى أن يكتب الله الفردوس لخالد وأمثاله من الصامدون
كتابتك جميلة لأنها واقعية بعيدة عن الخيال
دام حبر قلمك لقول الحق
جزاك ِ الله خيراً أختى فى الله
__________________________________________________ __________
حور الفردوس
مؤثر جداً ما خطته أناملك ...
عشت مع كلماتك حرفاً حرفاً ..
حتى صدمتني في النهاية ....
كل هذه الملفات .. ولا يوجد ملف "خالد" !!
هل اشاطرك البكاء عليه ...أم أكتفي بالدعاء له
لله درك ودر الشهيد خالد
نسأل الله لنا وله الفردوس الأعلى
مؤثر جداً ما خطته أناملك ...
عشت مع كلماتك حرفاً حرفاً ..
حتى صدمتني في النهاية ....
كل هذه الملفات .. ولا يوجد ملف "خالد" !!
هل اشاطرك البكاء عليه ...أم أكتفي بالدعاء له
لله درك ودر الشهيد خالد
نسأل الله لنا وله الفردوس الأعلى
__________________________________________________ __________
اختي الغالية
لقد شعرت بمزيج من المشاعر لا استطيع وصفها
حزن وفرح
الفرح لانة شهيد
حملوو الدعوة ورفعوو رؤوس امتنا
حق لنا ان نفتخر بهم
هم رجال ولكن هم تاج على الرؤوس
/
خالد وامثالة رفض ان يترك هذة الدنيا
قبل ان يضع بصمتة
ثم رحل ودع الدنيا ودور والقصور وتركها لغيرة
::::::
لينعم بها ويستمتع بنعيمها وملذات الدنيا
رحل ولكن هل يوجد خالد الان
هل نجد من يحمل همومنا ويدافع عن ارضنا
نقول مزال هناك امل وخالد وغيرة الكثيرين
لايرضون با الذل والهوان
""""""
لقد شعرت بمزيج من المشاعر لا استطيع وصفها
حزن وفرح
الفرح لانة شهيد
حملوو الدعوة ورفعوو رؤوس امتنا
حق لنا ان نفتخر بهم
هم رجال ولكن هم تاج على الرؤوس
/
خالد وامثالة رفض ان يترك هذة الدنيا
قبل ان يضع بصمتة
ثم رحل ودع الدنيا ودور والقصور وتركها لغيرة
::::::
لينعم بها ويستمتع بنعيمها وملذات الدنيا
رحل ولكن هل يوجد خالد الان
هل نجد من يحمل همومنا ويدافع عن ارضنا
نقول مزال هناك امل وخالد وغيرة الكثيرين
لايرضون با الذل والهوان
""""""
لَعَمرُك هذا مَماتُ الرجالِ
وَمَنْ رامَ موتاٌ شريفاٌ فذا
وَمَنْ رامَ موتاٌ شريفاٌ فذا
لايسمعون النداء فلا يبالون وكانة لايعنيهم
ولكن هم اسود يهبون لدافع عن امتهم
ولكن هل نجد خالد يمسح دموع الايتام
ويساعد الارمل ويكفكف دموع شيخ كبيرا
نعم برغم الالم نتظر الامل المنشود
نتظر..بترقب..بشوق..ننتظر...ولكن الى متى؟؟
اختي الغالية
انتي اخت الشهيد
كَسَا دَمُهُ الأرضَ بالأرجُوانِ
وأثْقَلَ بالعِطْرِ ريحَ الصَّبا
وَعَفَّرَ منهُ بَهيَّي الجبينِ
ولكن عُفاراً يَزيد البَها
وَبَانَ على شَفَتَيْهَ ابتسامٌ
مَعَانِيه هُزْءٌ بِهذي الدُّن
ولكن هم اسود يهبون لدافع عن امتهم
ولكن هل نجد خالد يمسح دموع الايتام
ويساعد الارمل ويكفكف دموع شيخ كبيرا
نعم برغم الالم نتظر الامل المنشود
نتظر..بترقب..بشوق..ننتظر...ولكن الى متى؟؟
اختي الغالية
انتي اخت الشهيد
كَسَا دَمُهُ الأرضَ بالأرجُوانِ
وأثْقَلَ بالعِطْرِ ريحَ الصَّبا
وَعَفَّرَ منهُ بَهيَّي الجبينِ
ولكن عُفاراً يَزيد البَها
وَبَانَ على شَفَتَيْهَ ابتسامٌ
مَعَانِيه هُزْءٌ بِهذي الدُّن
ونام .. ليحلَمَ حُلْم الخلودِ
وَيَهْنأ فية بأحلى الرُّوْى
فكيف اصِطباري لِكَيْدِ الحَقُودِ
وكيف احتمالي لِسَوْم الأذى؟
غاليتي
وَيَهْنأ فية بأحلى الرُّوْى
فكيف اصِطباري لِكَيْدِ الحَقُودِ
وكيف احتمالي لِسَوْم الأذى؟
غاليتي
كوني مؤمنة ..راضية ..
محتسبة..صابرة
واعلمي ان الصابرين لهم اجر عظيم
واعلمي ان الموعد الجنة ان شاء الله مع الشهيد
لاتحزني فانة سيكون باذن الله في النعيم
هذة الدنيا لم يعدفيها مايطرب القلب
فلاتحزني لانة تركها فانة قد ارتاح من همومها
كم اتمنى ان يكون خالد ابني شهيد
وان اقدمة للاقصى
وحتي يشفع لي يوم القيمامة
من يدري ربما الاعمال لاتكفي لدخول الجنة
اتمنى لك التوفيق