عنوان الموضوع : الباب الأخير..... خاطرة
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
استيقظ فهد على صوت الهاتف المزعج ولعلع صداه غرفة انتظار مستشفى الولادة,
حيث كان فهد مستلقيا بظهره على الكرسي وأرجله بالكرسي الآخر ليغفو دقائق...
- ألو هلا عبير بشري.
- أبشرك يافهد سماهر بخير والله رزقك بولد صحته,مبروك مبروك
سمع فهد هذه البشرى بعد خمسة عشر عاما من الانتظار,ذهب يمشي مسرعا في ممرات المستشفى لغرفة سماهر زوجته التي رافقته طيلة هذه المدة وكان أملهم في هذه الحياة أن يرزقهم الله بذرية صالحة.
واصل المشي مسرعا ولكن سرعان مااكتشف أن خطواته بدأت بالركض وشعر بأن خده مبلل ولم يستغرب بأنها دموعه التي بللته بفرحها.
التقى أخته عبير عند باب الغرفة حين منعته من الدخول بحجة أن سماهر لاتزال بتأثير المخدر.
*******
بعد ساعات قليلة أفاقت سماهر ورأت أمامها فهد حينها ابتسمت وحمدت الله على ما رزقها وشعرت بفخر على ماحدث هذا النهار,اقترب فهد منها أطبق بكفيه على كفها الأيمن وجلس بقربها...
- بالطبع يشبهك!!
- لا بل جميل كأبيه...
وهنا تنطلق عبير كيف تقولون ذلك فأنت يافهد كنت بغرفة الانتظار وأنت يا سماهر كنت تحت تأثير المخدر
كيف شاهدتم الطفل؟
سماهر هذه الإنسانة الرقيقة كم يحبها فهد ,والتي رغم كل هذه السنين حين فقدوا الأمل بإنجاب الأطفال, واتهم الأطباء فهد بأنه سبب ذلك,لكنها أصرت على البقاء بجانبه لحبها له...
تعود عبير للسؤال,ماذا تقترحون أسما لطفلكم؟
فلا تنتظر ردهم وتجيب بأن اسم علي جميل,فقالت سماهر أبي اسمه حسن وأفضل هذا الاسم , ولكن تظهر النزوة الذكورية في فهد ويصدر قرارا بأن اسم الطفل بندر على اسم أبيه...ورضخ الجميع لهذا القرار.
********
بندر الوسيم كان هبة من الله لهذين الأبوين,فهد الذي بلغ عمره 35عاما وسماهر التي تقاربه بالعمر, كان كالقطعة الثمينة التي تتجول في المنزل,يرغبون بتغليفه وحفظه في خزائن وسراديب لا يصلها أحد, كان يأمر فقط وبعدها تأتيه طلباته بل وتزيد عن حدها,ترعرع بندر في هذه الأحضان وتوالت السنين, وذات يوم في رحلة لشاليه العائلة كان بندر الطفل بندر يبلغ من العمر أربع سنوات لايفا رق عين والدته, وان فارقها فلا تهدأ حتى تضمه سماهر بأحضانها وتغلق أبواب قلبها عليه..
انشغلت سماهر بأحاديث جانبيه مع بعض النسوة فخرج بندر الطفل من باب الدار متوجها لساحة الشاليه,
هو ذلك الشاليه التي تفضله سماهر لأنه يحتوي على حوض سباحه صغير بخلاف الشاليهات الأخرى التي بها أحواض عميقة ومخيفة ,خرج بندر مسرعا للساحة حيث مكان الحوض, التفتت سماهر تبحث عن قلبها فلم تجده فصاحت باسمه وخرجت مسرعه ووجدت ملابسه الحمراء الجديدة تطفو فوق السطح الحوض الصغير,سقطت على ركبتيها تحاول أن تسحب الجثة التي بداخل هذه الملابس ,فسحبته ووضعته بجانب الحوض وهو يغرغر بالماء ويلفظ أنفاسه الأخيرة,صاحب غرغرته صيحة سماهر بالنجدة وجلست تشد بشعرها الحريري الذي لطالما داعبها بندر أبنها وهو نائم , ونزلت دموع من محاجر لم تعرف حرارة بقدر هذه الحرارة التي خرجت لبندر ,شعرت بأن بندر هو ذلك الجزء المهم في الجسم وبقده نفقد معه الحياة.
*********
خرج الرجال مسرعين من المجلس على صوت سماهر وشاهدوا الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة, حملوه مسرعين إلى أقرب مستشفى, سقطت سماهر وسقطت معها أحلام رسمتها على ملامح السراب لهذا البندر,
صوت الهاتف كان ذبذبة جديدة تنبض في قلب الأم هذه الكتلة من الحنان, وكان مع هذه الذبذبة بشرى لمن يجاور سماهر ويطببها من النساء بأن بندر استعاد وعيه ويحتاج لعدة أيام بالمستشفى ويكون على أتم حال وهذا بفضل الله عزوجل ثم بفضل من أنقذه بأسرع وقت, من غيرها التي أخرجته بسرعة..
هي فقط((حلوة اللبن)) التي أنجبته....
شب بندر في أجواء مليئة بخدمة ال VIP كيف لا وهو ذلك الشئ النفيس في هذا المنزل, كبر وكبرت معه أحلام والديه...
كلمة لأ, كان لايعرفها بندر , كانت كلمة تجعله يستعمل أساليب أخرى للقضاء عليها بسلاح(الحب)....
فكان يملك ذخيرة ضخمة من الدلال لتزويد سلاحه كلما احتاج إلى رماية الوالدين المحبين,بندر الذي أصبح مراهقا,وجد بأن كلمة لأ بدأت تتسلل لحياته,رويدا رويدا تمنعه من رغباته العارمة,سهر,سفر,أصدقاء لايعرفهم الأب ولاتعرف أهلهم الأم , تصرفات جديدة يتصرفها هذا المراهق,يحاول فهد الجلوس مع ابنه بندر لوقت قصير ولكنه لايستطيع لكثرة مشاغل ابنه,والذي جدوله من(ازدحام فارغ), أبو بندر لايهون عليه منع ابنه من سعادته الظاهرة على وجنتيه عند خروجه من المنزل مسرعا بعد تبديل ملابسه, فهذه اللحظة الوحيدة التي يتمتع فهد بمشاهدة ابنه يتحرك أمامه,فقد طرق فهد باب الخامسة والخمسين من العمر وأصبح يقول لنفسه ,لعلي أجهل تفكير هذا الجيل ,وحين تعاتبه أم بندر يجيبها بأننا لانستطيع التفاهم معهم لاختلاف التفكير والثقافات المختلفة بين الأجيال...
تدنو سماهر من فهد لتقول له كائننا الجميل كبر وقد كبرنا نحن كذلك, وأحلم بعرسه سريعا ليمكنني الفرح بعرسه,فيجيبها فهد(يا أم بندر هل مازال لك طاقة بعد كل هذه السنين للقيام بأعباء العرس)فتجيب سماهر بابتسامة(لازلت بجمالي وأناقتي ولست ممن يعجزون عن صعود السلم)وراح يركض للصعود ولحقته سماهر لتبرهن له أنها لا تزال قوية وأصوات ضحكاتهم تتردد بزوايا المنزل....
فهد وسماهر يعانون من التعب في قضاء حاجاتهم المعيشية ,ولكنهم ينسون ذلك التعب في سبيل عدم تعطيل ابنهم من الاستمتاع بوقته مع أصدقائه ,فكان من بندر بأن يواعدهم بالذهاب وكثيرا ما ينتظرونه بالوقت المحدد بعد أن يجهزوا,ولكن يخيب أملهم بعدم حضوره ولامبالاته حتى بالاتصال بهم والاعتذار ,كثيرا ما كانت تطلب منه والدته الذهاب لقضاء بعض حاجيات المنزل ,حتى اضطروا لجلب سائق يقوم بمهمة الابن ,فهد يحاول تقليص الفوهة الشاسعة التي اصبحت بينه وبين ابنه,حين رأى بندر يخرج من المنزل بعد تبديله ملابسه فصرخ عليه ليجلس معه
- ألا تشعر يابندر بنا,ألا تشعر بأن لك والدين يعشقون مداسك.
- أبي هون عليك ماذا فعلت حتى تقول لي ذلك,ألا يكفي أنني أعمل من الفجر حتى الظهر,أتبخل علي بقليل من الفسحة مع أصدقائي.
- فارتفع صوت فهد:يابني أنا أبوك مالذي يمنع استمتاعك وفسحتك معي.
- فارتفع صوت بندر معه: وليييييييييييييييين يبا هذا وقت محاضرات الحين وحسابات خلني أرجوك بطلع وبعدين الله يسلمك انتوا تحتاجون راحة ومابي أتعبكم معي وينكم ووين الطلعات.
- قتأثر فهد بحديثه : أو تستهزء بالجلوس معنا؟قل لي أين تريد أن تذهب,فنذهب معك,قل لي والله أذهب معك ونستمتع سويا.
- يبه أرجوك وين أروح يعني أنا,الشغل والديوانية ولا نروح كم قهوة نستانس فيهم يعني شلون نروح مع بعض,والشباب ياخذون راحتهم إذا بتروح وياي أنت يعني اسمحلي بتكون الجلسة رسمية يبه.
- فغرقت عين فهد: إلى هذه الدرجة تلتزم معهم دون والديك؟ونحن ألا نحتاجك لتجلس معنا وتسولف ونسامر.
- أبي لاتزعل مني أرجوك ولكن أصدقائي بنفس عمري وتصرفاتهم قريبة من تصرفاتي,خلوني على راحتي وخلص أنا ماشي تآمرني بشي؟
- أراد فه أن يستعمل الشدة(فصرخ بوجهه):أنا آمرك أن تجلس هذا اليوم في المنزل ولن تخرج وهذا أمر.
- استشاط بندر غضبا (فعلا صوته) :لماذا تكلمني هكذا , لست بالطفل حتى تقوم بتوبيخه بهذه الطريقة وأنا مسؤول عن نفسي وأكرر بأن لي خصوصياتي.
فخرج بندر مسرعا ولم يكترث بصراخ والده الذي كان يناديه بكل ما فيه,فوقع الوالد على الأريكة ينفث زفيرا
زفيرا جديدا في حياته, أهذا بندر الذي انتظرته؟
هل هذا الذي جعلته حلم مستقبلي؟
لماذا يا بندر أدخلت رأس خنجرك بعلاقتنا أتحاول قطعها؟
فدخلت سماهر وهي تقول لن يستطيع يافهد صدقني ,فابننا لايزال مراهقا ولايعرف مايقول أرجوك هون عليك أرجوك لاتفعل هكذا بنفسك.
سماهر لم تفقد الأمل واقترحت أن تذهب للعمرة بعد عدة شهور من فعلة بندر لأبيه,ذهبت لتطلبه أن يذهب معها ابنها للعمرة وهي بنفس الوقت تطمع أن تكون هذه بوادر الهداية لبندر.وأن تدعو له بالمسجد الحرام,حاولت مرارا وكان دائما يؤجل السفر لبعض مشاغله,(ولكن لكون سماهر امرأة فلن يكون صعبا عليها أن تقنع رجلا)
حتى وافق بندر بشروط وهي أن تكون مدة السفر يومين وبالسيارة حتى يعود مبكرا,رغم ذلك وافقت سماهر وقالت((عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم))
ذهب بندر بعد وعد والدته بالسفر صباحا والاستعداد لذلك ,ذهب في المساء لأصدقائه وأبلغهم بالسفر وعاتبه البعض لأنه رفض أن يسافر معهم بحجة العمل ولكنه برر ذلك بأن سفرته لن تأخذ أكثر من يومين,بذلك أقنعه أصدقائه بأن يجلس معهم كونها ليلة السفر ويستمتعون بوقتهم قبل أن يغادر,فلم يستطع أن يردهم وجلس حتى الصباح.
عاد للمنزل فوجد والدته مستعدة وتجلس في صالة المنزل بحقائبها تنتظره, وعند خروجه أكتشفت أنه لم يبيت تلك الليلة فرفضت السفر معه,ولكنه أصر على الذهاب لأن إجازته يومين فقط وقال إن لم نذهب الآن فلن نسافر بعدها ,فرضخت الأم وتضع كل آمالها بولدها بهذه السفرة وأن الله لن يخيب أملها بالدعاء,وتردد اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا لهداية ابني.اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا لهداية ابني..
خرجوا بسيارتهم حتى بدا النعاس يغلب عليه ويتغلغل في عينيه,بعد أن واصل المسير لمسافة 1000 كيلو مترا, بدأ التعب واضحا في عينيه وهو يقود السيارة,حاولت والدته إقناعه بالراحة لبضع ساعات ولكنه رفض بحجة الوقت قصير, واصل المسير, بدا يغفو...ثم انحرفت سيارتهم عن الطريق حاول الإمساك بالمقود لكنه بالوقت غير المناسب ,حتى تعثرت بعد انحرافها وبدت بالانقلاب لعدة مرات مما أدى لفقد ركابها لوعيهم.
إنها هناك نعم,يحاول الوصول إلى الباب الآخر للوصول لوالدته في السيارة المقلوبة ,هذه الأم التي انتظرت أعواما دون الإنجاب لترى بندر أمامها في هذه الدنيا, هذه الانسانه التي وهبت روحها لابنها, تعلقت بنسماته تبيع كل ماتملك لأجل ابتسامته ,يأتيها الآن وهو يكتسي بلون الدماء اللون الأحمر هو ذلك اللون الذي كان يلبسه حين كان في حوض السباحة عندما أنقذته والتي تدعو طوال الرحلة(اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا في هداية ابني)
هذه الإنسانة محبوسة في الصندوق الحديدي,اقترب بندر لايعرف مايفعل, فيرى والدته خرج نصف جسمها من الشباك الأمامي للسيارة ونصفها الآخر بالداخل , حاول أن ينقذها وضع يداه التي كانت تلاعب خصلات شعرها وضعها حيث كان رأسه على كتفها, حاول شدها ببطء للخروج من السيارة, أفاقت والدته وصوتها محبوس بداخلها لاتستطيع رفع لسانها من شدة الضربات المتتالية التي أتتها من انقلاب السيارة, حاول شدها ولكنه وجد صعوبة بذلك , أعتقد بأن قوته لاتسمح له وزاد من قوته في شدها, وأمه تحاول أن تقول له بأن هناك قطعة زجاجية مكسورة تعلقت بخصرها تمنعها من الخروج , ولكنها لم تستطع الكلام , وبندر يحاول إنقاذها خوفا من حريق السيارة بعد انقلابها , المكان مجهول مظلم أتربة من حولهم, يشدها بندر مرة أخرى حتى فقدت وعيها , انتفض وصرخ ثم شدها بقوة حتى جرها جرا للخارج وكان يتبعها سيل أحمر بدماء من أنجبته.....
شاهد بندر هذا المنظر فلم يحتمل حتى دارت به الأرض فوقع.
فشاهد أنه يجري بصحراء قاحلة ليجد بابا ينبع الخير ورائه فحاول الوصول إليه, حتى اقترب من ليدخله, ولكنه أغلق الباب قبل وصوله, فلم يجد حوله سوى صحراء قاحلة وباب آخر يجاوره فستبشر خيرا وهم بالتحرك له إلا أنه أفاق فجأة يصرخ: فوجد أباه يجلس بجانبه وهو على سرير المستشفى , فسأل عن والدته, فأخبره أبوه بوفاتها,
فكانت هي الباب المغلق ولم يبقى له سوى الباب الأخير ليبر بوالده, فنهار بندر من جديد فما كان منه سوى استغلال هذا الباب والحفاظ عليه واستجابة دعاء أمه.
الكاتب:راشد الفهد
نقلت من إحدى قصص حملة (ركاز) بصحبتهم جنة....
أثرت فيني فأحببت أن تستفيدوا منها....
لكم مني كل الحب...
أختكم:ماريا
حيث كان فهد مستلقيا بظهره على الكرسي وأرجله بالكرسي الآخر ليغفو دقائق...
- ألو هلا عبير بشري.
- أبشرك يافهد سماهر بخير والله رزقك بولد صحته,مبروك مبروك
سمع فهد هذه البشرى بعد خمسة عشر عاما من الانتظار,ذهب يمشي مسرعا في ممرات المستشفى لغرفة سماهر زوجته التي رافقته طيلة هذه المدة وكان أملهم في هذه الحياة أن يرزقهم الله بذرية صالحة.
واصل المشي مسرعا ولكن سرعان مااكتشف أن خطواته بدأت بالركض وشعر بأن خده مبلل ولم يستغرب بأنها دموعه التي بللته بفرحها.
التقى أخته عبير عند باب الغرفة حين منعته من الدخول بحجة أن سماهر لاتزال بتأثير المخدر.
*******
بعد ساعات قليلة أفاقت سماهر ورأت أمامها فهد حينها ابتسمت وحمدت الله على ما رزقها وشعرت بفخر على ماحدث هذا النهار,اقترب فهد منها أطبق بكفيه على كفها الأيمن وجلس بقربها...
- بالطبع يشبهك!!
- لا بل جميل كأبيه...
وهنا تنطلق عبير كيف تقولون ذلك فأنت يافهد كنت بغرفة الانتظار وأنت يا سماهر كنت تحت تأثير المخدر
كيف شاهدتم الطفل؟
سماهر هذه الإنسانة الرقيقة كم يحبها فهد ,والتي رغم كل هذه السنين حين فقدوا الأمل بإنجاب الأطفال, واتهم الأطباء فهد بأنه سبب ذلك,لكنها أصرت على البقاء بجانبه لحبها له...
تعود عبير للسؤال,ماذا تقترحون أسما لطفلكم؟
فلا تنتظر ردهم وتجيب بأن اسم علي جميل,فقالت سماهر أبي اسمه حسن وأفضل هذا الاسم , ولكن تظهر النزوة الذكورية في فهد ويصدر قرارا بأن اسم الطفل بندر على اسم أبيه...ورضخ الجميع لهذا القرار.
********
بندر الوسيم كان هبة من الله لهذين الأبوين,فهد الذي بلغ عمره 35عاما وسماهر التي تقاربه بالعمر, كان كالقطعة الثمينة التي تتجول في المنزل,يرغبون بتغليفه وحفظه في خزائن وسراديب لا يصلها أحد, كان يأمر فقط وبعدها تأتيه طلباته بل وتزيد عن حدها,ترعرع بندر في هذه الأحضان وتوالت السنين, وذات يوم في رحلة لشاليه العائلة كان بندر الطفل بندر يبلغ من العمر أربع سنوات لايفا رق عين والدته, وان فارقها فلا تهدأ حتى تضمه سماهر بأحضانها وتغلق أبواب قلبها عليه..
انشغلت سماهر بأحاديث جانبيه مع بعض النسوة فخرج بندر الطفل من باب الدار متوجها لساحة الشاليه,
هو ذلك الشاليه التي تفضله سماهر لأنه يحتوي على حوض سباحه صغير بخلاف الشاليهات الأخرى التي بها أحواض عميقة ومخيفة ,خرج بندر مسرعا للساحة حيث مكان الحوض, التفتت سماهر تبحث عن قلبها فلم تجده فصاحت باسمه وخرجت مسرعه ووجدت ملابسه الحمراء الجديدة تطفو فوق السطح الحوض الصغير,سقطت على ركبتيها تحاول أن تسحب الجثة التي بداخل هذه الملابس ,فسحبته ووضعته بجانب الحوض وهو يغرغر بالماء ويلفظ أنفاسه الأخيرة,صاحب غرغرته صيحة سماهر بالنجدة وجلست تشد بشعرها الحريري الذي لطالما داعبها بندر أبنها وهو نائم , ونزلت دموع من محاجر لم تعرف حرارة بقدر هذه الحرارة التي خرجت لبندر ,شعرت بأن بندر هو ذلك الجزء المهم في الجسم وبقده نفقد معه الحياة.
*********
خرج الرجال مسرعين من المجلس على صوت سماهر وشاهدوا الطفل يلفظ أنفاسه الأخيرة, حملوه مسرعين إلى أقرب مستشفى, سقطت سماهر وسقطت معها أحلام رسمتها على ملامح السراب لهذا البندر,
صوت الهاتف كان ذبذبة جديدة تنبض في قلب الأم هذه الكتلة من الحنان, وكان مع هذه الذبذبة بشرى لمن يجاور سماهر ويطببها من النساء بأن بندر استعاد وعيه ويحتاج لعدة أيام بالمستشفى ويكون على أتم حال وهذا بفضل الله عزوجل ثم بفضل من أنقذه بأسرع وقت, من غيرها التي أخرجته بسرعة..
هي فقط((حلوة اللبن)) التي أنجبته....
شب بندر في أجواء مليئة بخدمة ال VIP كيف لا وهو ذلك الشئ النفيس في هذا المنزل, كبر وكبرت معه أحلام والديه...
كلمة لأ, كان لايعرفها بندر , كانت كلمة تجعله يستعمل أساليب أخرى للقضاء عليها بسلاح(الحب)....
فكان يملك ذخيرة ضخمة من الدلال لتزويد سلاحه كلما احتاج إلى رماية الوالدين المحبين,بندر الذي أصبح مراهقا,وجد بأن كلمة لأ بدأت تتسلل لحياته,رويدا رويدا تمنعه من رغباته العارمة,سهر,سفر,أصدقاء لايعرفهم الأب ولاتعرف أهلهم الأم , تصرفات جديدة يتصرفها هذا المراهق,يحاول فهد الجلوس مع ابنه بندر لوقت قصير ولكنه لايستطيع لكثرة مشاغل ابنه,والذي جدوله من(ازدحام فارغ), أبو بندر لايهون عليه منع ابنه من سعادته الظاهرة على وجنتيه عند خروجه من المنزل مسرعا بعد تبديل ملابسه, فهذه اللحظة الوحيدة التي يتمتع فهد بمشاهدة ابنه يتحرك أمامه,فقد طرق فهد باب الخامسة والخمسين من العمر وأصبح يقول لنفسه ,لعلي أجهل تفكير هذا الجيل ,وحين تعاتبه أم بندر يجيبها بأننا لانستطيع التفاهم معهم لاختلاف التفكير والثقافات المختلفة بين الأجيال...
تدنو سماهر من فهد لتقول له كائننا الجميل كبر وقد كبرنا نحن كذلك, وأحلم بعرسه سريعا ليمكنني الفرح بعرسه,فيجيبها فهد(يا أم بندر هل مازال لك طاقة بعد كل هذه السنين للقيام بأعباء العرس)فتجيب سماهر بابتسامة(لازلت بجمالي وأناقتي ولست ممن يعجزون عن صعود السلم)وراح يركض للصعود ولحقته سماهر لتبرهن له أنها لا تزال قوية وأصوات ضحكاتهم تتردد بزوايا المنزل....
فهد وسماهر يعانون من التعب في قضاء حاجاتهم المعيشية ,ولكنهم ينسون ذلك التعب في سبيل عدم تعطيل ابنهم من الاستمتاع بوقته مع أصدقائه ,فكان من بندر بأن يواعدهم بالذهاب وكثيرا ما ينتظرونه بالوقت المحدد بعد أن يجهزوا,ولكن يخيب أملهم بعدم حضوره ولامبالاته حتى بالاتصال بهم والاعتذار ,كثيرا ما كانت تطلب منه والدته الذهاب لقضاء بعض حاجيات المنزل ,حتى اضطروا لجلب سائق يقوم بمهمة الابن ,فهد يحاول تقليص الفوهة الشاسعة التي اصبحت بينه وبين ابنه,حين رأى بندر يخرج من المنزل بعد تبديله ملابسه فصرخ عليه ليجلس معه
- ألا تشعر يابندر بنا,ألا تشعر بأن لك والدين يعشقون مداسك.
- أبي هون عليك ماذا فعلت حتى تقول لي ذلك,ألا يكفي أنني أعمل من الفجر حتى الظهر,أتبخل علي بقليل من الفسحة مع أصدقائي.
- فارتفع صوت فهد:يابني أنا أبوك مالذي يمنع استمتاعك وفسحتك معي.
- فارتفع صوت بندر معه: وليييييييييييييييين يبا هذا وقت محاضرات الحين وحسابات خلني أرجوك بطلع وبعدين الله يسلمك انتوا تحتاجون راحة ومابي أتعبكم معي وينكم ووين الطلعات.
- قتأثر فهد بحديثه : أو تستهزء بالجلوس معنا؟قل لي أين تريد أن تذهب,فنذهب معك,قل لي والله أذهب معك ونستمتع سويا.
- يبه أرجوك وين أروح يعني أنا,الشغل والديوانية ولا نروح كم قهوة نستانس فيهم يعني شلون نروح مع بعض,والشباب ياخذون راحتهم إذا بتروح وياي أنت يعني اسمحلي بتكون الجلسة رسمية يبه.
- فغرقت عين فهد: إلى هذه الدرجة تلتزم معهم دون والديك؟ونحن ألا نحتاجك لتجلس معنا وتسولف ونسامر.
- أبي لاتزعل مني أرجوك ولكن أصدقائي بنفس عمري وتصرفاتهم قريبة من تصرفاتي,خلوني على راحتي وخلص أنا ماشي تآمرني بشي؟
- أراد فه أن يستعمل الشدة(فصرخ بوجهه):أنا آمرك أن تجلس هذا اليوم في المنزل ولن تخرج وهذا أمر.
- استشاط بندر غضبا (فعلا صوته) :لماذا تكلمني هكذا , لست بالطفل حتى تقوم بتوبيخه بهذه الطريقة وأنا مسؤول عن نفسي وأكرر بأن لي خصوصياتي.
فخرج بندر مسرعا ولم يكترث بصراخ والده الذي كان يناديه بكل ما فيه,فوقع الوالد على الأريكة ينفث زفيرا
زفيرا جديدا في حياته, أهذا بندر الذي انتظرته؟
هل هذا الذي جعلته حلم مستقبلي؟
لماذا يا بندر أدخلت رأس خنجرك بعلاقتنا أتحاول قطعها؟
فدخلت سماهر وهي تقول لن يستطيع يافهد صدقني ,فابننا لايزال مراهقا ولايعرف مايقول أرجوك هون عليك أرجوك لاتفعل هكذا بنفسك.
سماهر لم تفقد الأمل واقترحت أن تذهب للعمرة بعد عدة شهور من فعلة بندر لأبيه,ذهبت لتطلبه أن يذهب معها ابنها للعمرة وهي بنفس الوقت تطمع أن تكون هذه بوادر الهداية لبندر.وأن تدعو له بالمسجد الحرام,حاولت مرارا وكان دائما يؤجل السفر لبعض مشاغله,(ولكن لكون سماهر امرأة فلن يكون صعبا عليها أن تقنع رجلا)
حتى وافق بندر بشروط وهي أن تكون مدة السفر يومين وبالسيارة حتى يعود مبكرا,رغم ذلك وافقت سماهر وقالت((عسى أن تكرهوا شيئا وهو خيرا لكم))
ذهب بندر بعد وعد والدته بالسفر صباحا والاستعداد لذلك ,ذهب في المساء لأصدقائه وأبلغهم بالسفر وعاتبه البعض لأنه رفض أن يسافر معهم بحجة العمل ولكنه برر ذلك بأن سفرته لن تأخذ أكثر من يومين,بذلك أقنعه أصدقائه بأن يجلس معهم كونها ليلة السفر ويستمتعون بوقتهم قبل أن يغادر,فلم يستطع أن يردهم وجلس حتى الصباح.
عاد للمنزل فوجد والدته مستعدة وتجلس في صالة المنزل بحقائبها تنتظره, وعند خروجه أكتشفت أنه لم يبيت تلك الليلة فرفضت السفر معه,ولكنه أصر على الذهاب لأن إجازته يومين فقط وقال إن لم نذهب الآن فلن نسافر بعدها ,فرضخت الأم وتضع كل آمالها بولدها بهذه السفرة وأن الله لن يخيب أملها بالدعاء,وتردد اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا لهداية ابني.اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا لهداية ابني..
خرجوا بسيارتهم حتى بدا النعاس يغلب عليه ويتغلغل في عينيه,بعد أن واصل المسير لمسافة 1000 كيلو مترا, بدأ التعب واضحا في عينيه وهو يقود السيارة,حاولت والدته إقناعه بالراحة لبضع ساعات ولكنه رفض بحجة الوقت قصير, واصل المسير, بدا يغفو...ثم انحرفت سيارتهم عن الطريق حاول الإمساك بالمقود لكنه بالوقت غير المناسب ,حتى تعثرت بعد انحرافها وبدت بالانقلاب لعدة مرات مما أدى لفقد ركابها لوعيهم.
إنها هناك نعم,يحاول الوصول إلى الباب الآخر للوصول لوالدته في السيارة المقلوبة ,هذه الأم التي انتظرت أعواما دون الإنجاب لترى بندر أمامها في هذه الدنيا, هذه الانسانه التي وهبت روحها لابنها, تعلقت بنسماته تبيع كل ماتملك لأجل ابتسامته ,يأتيها الآن وهو يكتسي بلون الدماء اللون الأحمر هو ذلك اللون الذي كان يلبسه حين كان في حوض السباحة عندما أنقذته والتي تدعو طوال الرحلة(اللهم اجعل سعينا لبيتك سببا في هداية ابني)
هذه الإنسانة محبوسة في الصندوق الحديدي,اقترب بندر لايعرف مايفعل, فيرى والدته خرج نصف جسمها من الشباك الأمامي للسيارة ونصفها الآخر بالداخل , حاول أن ينقذها وضع يداه التي كانت تلاعب خصلات شعرها وضعها حيث كان رأسه على كتفها, حاول شدها ببطء للخروج من السيارة, أفاقت والدته وصوتها محبوس بداخلها لاتستطيع رفع لسانها من شدة الضربات المتتالية التي أتتها من انقلاب السيارة, حاول شدها ولكنه وجد صعوبة بذلك , أعتقد بأن قوته لاتسمح له وزاد من قوته في شدها, وأمه تحاول أن تقول له بأن هناك قطعة زجاجية مكسورة تعلقت بخصرها تمنعها من الخروج , ولكنها لم تستطع الكلام , وبندر يحاول إنقاذها خوفا من حريق السيارة بعد انقلابها , المكان مجهول مظلم أتربة من حولهم, يشدها بندر مرة أخرى حتى فقدت وعيها , انتفض وصرخ ثم شدها بقوة حتى جرها جرا للخارج وكان يتبعها سيل أحمر بدماء من أنجبته.....
شاهد بندر هذا المنظر فلم يحتمل حتى دارت به الأرض فوقع.
فشاهد أنه يجري بصحراء قاحلة ليجد بابا ينبع الخير ورائه فحاول الوصول إليه, حتى اقترب من ليدخله, ولكنه أغلق الباب قبل وصوله, فلم يجد حوله سوى صحراء قاحلة وباب آخر يجاوره فستبشر خيرا وهم بالتحرك له إلا أنه أفاق فجأة يصرخ: فوجد أباه يجلس بجانبه وهو على سرير المستشفى , فسأل عن والدته, فأخبره أبوه بوفاتها,
فكانت هي الباب المغلق ولم يبقى له سوى الباب الأخير ليبر بوالده, فنهار بندر من جديد فما كان منه سوى استغلال هذا الباب والحفاظ عليه واستجابة دعاء أمه.
الكاتب:راشد الفهد
نقلت من إحدى قصص حملة (ركاز) بصحبتهم جنة....
أثرت فيني فأحببت أن تستفيدوا منها....
لكم مني كل الحب...
أختكم:ماريا
==================================
مرحباااااااااا حيائي
قصة مفيده
فعلاً رضى الله من رضى الوالدين .
قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة زقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا)
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -:
عليك ببر الوالدين كليهمــــــــــا ............ وبر ذوي القربى وبر الاباعـــــــد
جزاك الله خير
قصة مفيده
فعلاً رضى الله من رضى الوالدين .
قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة زقل ربي أرحمهما كما ربياني صغيرا)
قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -:
عليك ببر الوالدين كليهمــــــــــا ............ وبر ذوي القربى وبر الاباعـــــــد
جزاك الله خير
__________________________________________________ __________
الأخت / ماريا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
شكرا لك على هذا النقل الطيب المفيد لقصة جذبتني من أول كلمة لآخر كلمة .. شكرا لك على هذه الهدية الثمينة .. إنها قصة من العديدمن القصص الواقعية التى نشهدها كل يوم .. فها من متعظ ؟ بارك الله فيك .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .........
شكرا لك على هذا النقل الطيب المفيد لقصة جذبتني من أول كلمة لآخر كلمة .. شكرا لك على هذه الهدية الثمينة .. إنها قصة من العديدمن القصص الواقعية التى نشهدها كل يوم .. فها من متعظ ؟ بارك الله فيك .
__________________________________________________ __________
أختي **
جزيت خير على نقل هذه القصه المؤثره**والمفيده
أسأل الله بأن يعينني على طاعه والاداي والقيام بخدمتهما طالما حييت
حفظك الله ورعاك**وسلمــــت يمناك
جزيت خير على نقل هذه القصه المؤثره**والمفيده
أسأل الله بأن يعينني على طاعه والاداي والقيام بخدمتهما طالما حييت
حفظك الله ورعاك**وسلمــــت يمناك
__________________________________________________ __________
جزيتى خيرا اختى الفاضلة
__________________________________________________ __________
انا كتير بشكركم على المرور اللي هو شرف لي...
المحبة:ماريا
المحبة:ماريا