عنوان الموضوع : " طالب سعودي يكشف عالم المراهقين من خلال مذكراته " - رائعة
مقدم من طرف منتديات أميرات

راابــــط ...
كنت كتبت عدة مقدمات لهذا العمل فالمقدمة الأولى في أول يوم من شهر رمضان وقد كانت قبل الشروع في العمل بعد عودتي من صلاة التراويح, وأخذت المقدمة طابعا مأساويا حزينا, ثم إني بعد فترة مزقتها وكتبت أخرى, ولكنها بقدرة قادر أصبحت خطبة سياسية هوجاء, فمزقتها هي الأخرى وحاولت كتابة مقدمة فلم انجح في كتابتها بدون طفرات أدبية أو أخلاقية أو علمية ولم لا ؟ فنحن في عصر ازدحمت فيه الأشعة الكونية وتكاثرت فيه المركبات الكيميائية المسببة لكل أنواع الطفرات و . . . لا .. سأتوقف عند هذا الحد فليس هذا مكان مناسب لمقال بيئي .
أنا لا أقلل من أهمية المقدمة, ولكن بعد التفكير وجدتني لا أريد أن يكون عملي مؤخرة, فوجود المقدمة يدل على وجود مؤخرة أيضا.
وقد أطلت ظلال آخر اختبارات مدرسية .
. .
محمد بن فهد بن هويمل
ثانوية الإمام الشاطبي
4\4\1427هـ
المرحلة التمهيدية 1414هــ
بعد أن فشلت في المقدمة حاولت أن أبدأ بداية متفائلة, بداية جميلة, مريحة, لم أنجح في ذلك أيضا, فلما استعرضت الأحداث المدرسية منذ البداية, ورأيتها تتدافع أمامي حاولت تمييزها واختراق النقع الذي أثارته من غبار القدم لم أرى في المقدمة سوى المشكلات والمآسي أما الأحداث الجميلة والأكثر تفاؤلا فقد تكون استوحشت لغربتها في الذاكرة وأصيبت بالهرب !! .
أولى المشاكل المعجزة التي واجهتني في المرحلة التمهيدية كانت مشكلة عدم اقتناع أمي بمسمى التمهيدي, ففي البداية سمعتها وقد سئلت عني مرة تقول : سجلناه في الروضة, فأنتظر حتى تنهي محادثتها, ثم أذكرها بكل رحابة صدر بأنني في التمهيدي ولست في روضة للأطفال, واحسب أن الأمر قد انتهى, لكنني أمر بها وهي تتكلم في الهاتف وتخبر محادثتها في نهاية المكالمة بأن روضتي جميلة ومعلماتها طيبات جدا!!, فأشير لها بفمي كأنني أنطق : تمهيدي . . . فتشير برأسها أن نعم وأرى أن المسألة قد حلت فنحن طبقنا تطبيقا مباشرا, ولكن بعد عدة أيام أسمعها تقع في الخطأ نفسه, فأبدا أشعر بالخطر!!, فأمي تخبر الناس بأنني في الروضة وهذا لا ينبغي, والناس سوف يصدقون طبعا وهذه مشكلة . . . يجب أن أضع حدا !! , فأعقد جلسة مغلقة مع أمي, وأشرح لها التتابع التصاعدي للمراحل التعليمية, ففي البداية هذه الروضة ثم تأتي المرحلة المتقدمة التي أنا فيها وهي التمهيدي, فتبدي لي أنها متفهمة تماما ومقتنعة جدا الآن, وهنا أحسست أن هما ثقيلا قد انزاح عني, وأجلس بجانبها صباح خميس منصتا لحديثها إلى جارتنا في الهاتف عن بعض فنون التربية الحديثة, فارتعت لما سمعتها توضح مدى الفائدة التي سأخرج بها من انضمامي للروضة, ثم تؤكد في محادثة هاتفية أخرى على أن الروضة مفيدة جدا بالنسبة لي لكسر حاجز ما. . .!! , فلا أجد في النهاية أمامي سوى أن أقنع نفسي بأن التمهيدي ليس إلى مرحلة متطورة من الروضة, وأن هذا هو سبب إصرار أمي !!
T T T T
أنا ومعلماتي
((المعلمات)) في المرحلة التمهيدية عطوفات رقيقات مرحات ظريفات أحيانا , كسولات, قاسيات, خائنات للأمانة في أحيان أخرى.
لم أنس ضرب معلمة ((الأحرف)) الإنجليزية لي باللي الأحمر...!! هل يعقل هذا؟
طفل صغير في مرحلة تمهيدية يعاقب بضرب تبقى آثاره بصمات على الجسد و كأن جلاده يحمل حقدا يتعدى أهداف العقاب!
لم أشك لأحد وكانت الحادثة لتنسى لولا أنى قلت لأمي لما حدثتني عن المرحلة الابتدائية القادمة : إن كان في الابتدائي مدرسة إنجليزي فلن أدرس .
فسألتني عن السبب ,فقلت بأنها تضرب فاستجوبتني قليلا حتى أريتها آثار الضربات الباقية على كتفي والتي لا زالت تؤلمني, فذهبت أمي إلى المدرسة معي صباح الغد ولا اعرف ما لذي حصل بعد ذلك ولكن حسب قراءتي للأحداث كادت المعلمة أن تفصل من التدريس بسبب تلك الزيارة من أمي وقد يفسر ذلك كوني أصبحت أعز أصدقائها وأكثر من توليه اهتماما , فصارت تقربني من مقعدها وتتبسم في وجهي كل دقيقة وتستشيرني في كل صغيرة وكبيرة وأوكلت إلي إصدار الإذن لزملائي بالخروج لدورة المياه وألصقت كلمة صاحبي باسمي فأصبحت تناديني محمد صاحبي بدلا من محمد في إطار من النفاق المقزز الذي لا يخفى على الطفل, كانت هذه من أعنف الذكريات في تلك المرحلة .
ذات يوم استدعتني المديرة المصرية وهي امرأة في العقد السادس من العمر وكانت تناديني بـ محمد حبيبي فلم أكن مجرد صاحب لها فقط و لم أكن أعرف بالضبط سبب استدعائها لي, هل لأنني اعتديت على أحد من الزملاء أو الزميلات؟ أو من أجل تذكيري بوجوب دفع النقود التي لم تحن بعد وأقصد مستحقات الدراسة وليس شيئا آخر, وعموما دخلت عليها بحضرة بعض النساء الأخريات ولم تعد ذاكرتي تعي سوى ثوبها الفستقي ومكتبها الكبير وإناء به حساء خضروات من فاصوليا وكوسة وقرع وكل هذه الخضروات كنت أشعر بقشعريرة في أمعائي وانتفاضات داخلية في حلقي وبلعومي من مجرد التفكير في تقريبها من فمي, ولما وقفت أمامها يبدو أنها خجلت من وجود الإناء فوق مكتبها وعدم عرض الطعام علي فقالت لي : كل من ده ياحبيبي يا محمد, فلم أضع في خيارات رد الفعل المناسب خيار الرفض فأنا أمام المديرة ولكنني نظرت في قلق محتارا هل سآكل بالملعقة أو بالخبز الذي في الكيس والحقيقة هي أنني لم أعد أتذكر سوى أنني أكلت من الإناء متناسيا اللزوجة التي تقلب (كبدي) لكنني لما شعرت باختلاجات الفاصولياء بين طواحني و على جوانب حلقي وأحسست بدفء القرع, اختلجت أطرافي وسرى مثل التيار الكهربائي في الربع الأعلى من الحبل الشوكي فتأكدت من أن مراكز الإحساس بالامتعاض و (القرف) في الدماغ قد بلغت غاية الاستنفار وأصيبت بالجنون فأرسلت دفعة قوية صارمة من السيالات العصبية نحو أمعائي ومعدتي والمريء والبلعوم وإلى الجهاز الهضمي بأكمله وأنذرت بسوء العواقب إذا ما تلك اللقمة واصلت طريقها ففضل جميع الأعضاء التضحية بتحصيلي الغذائي طيلة اليوم وانصاعت للأوامر العصبية في سبيل تهدئة مراكز الإحساس النرجسية فتمت الاستعانة بالجهاز العضلي في تصريف كل ما يحتويه الجهاز الهضمي صعودا من الأمعاء مرورا بالمعدة والمريء ثم باللقمة المشئومة في فمي ولم يستقبل هذه المواد الممزوجة جيدا سوى سطح مكتب المديرة العزيزة التي أضن أنها بعد انفجاعها بالقنبلة الغذائية لم تعد تحرص على الكرم العربي والشهامة الحنونة ومشاعر الأمومة وخصوصا مع الأطفال .
T T T T
الانتقام -1-
في ذات غفلة من المعلمات والإداريات جاءني ابن عمي الذي كان في يومه الثالث أو الثاني في الروضة وقد احتبس دموعه في محاجرها يبلغني بتعرضه للضرب لكما أو صفعا , نسيت, لكن قراءتي لعينيه وتعبيرات وجهه أفادتني بأنه يطالب بانتقام عاجل, فنزلت معه إلى فصله وسألته عن الذي ضربه فأشار إلى طفل كان يقف صدفة مقابلا لي مباشره وبدون تفكير أو رجوع إلى عقل لمعرفة العواقب صفعته صفعة أبكته وأطلقت العنان لدموع ابن عمي الحبيسة وأيقظت مخاوفي فسارعت بالاختفاء ولم يقنع ابن العم بالانتقام بل صرف النظر تماما عن الدراسة إلى عام آخر .
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات

راابــــط ...
كنت كتبت عدة مقدمات لهذا العمل فالمقدمة الأولى في أول يوم من شهر رمضان وقد كانت قبل الشروع في العمل بعد عودتي من صلاة التراويح, وأخذت المقدمة طابعا مأساويا حزينا, ثم إني بعد فترة مزقتها وكتبت أخرى, ولكنها بقدرة قادر أصبحت خطبة سياسية هوجاء, فمزقتها هي الأخرى وحاولت كتابة مقدمة فلم انجح في كتابتها بدون طفرات أدبية أو أخلاقية أو علمية ولم لا ؟ فنحن في عصر ازدحمت فيه الأشعة الكونية وتكاثرت فيه المركبات الكيميائية المسببة لكل أنواع الطفرات و . . . لا .. سأتوقف عند هذا الحد فليس هذا مكان مناسب لمقال بيئي .
أنا لا أقلل من أهمية المقدمة, ولكن بعد التفكير وجدتني لا أريد أن يكون عملي مؤخرة, فوجود المقدمة يدل على وجود مؤخرة أيضا.
وقد أطلت ظلال آخر اختبارات مدرسية .
. .
محمد بن فهد بن هويمل
ثانوية الإمام الشاطبي
4\4\1427هـ
المرحلة التمهيدية 1414هــ
بعد أن فشلت في المقدمة حاولت أن أبدأ بداية متفائلة, بداية جميلة, مريحة, لم أنجح في ذلك أيضا, فلما استعرضت الأحداث المدرسية منذ البداية, ورأيتها تتدافع أمامي حاولت تمييزها واختراق النقع الذي أثارته من غبار القدم لم أرى في المقدمة سوى المشكلات والمآسي أما الأحداث الجميلة والأكثر تفاؤلا فقد تكون استوحشت لغربتها في الذاكرة وأصيبت بالهرب !! .
أولى المشاكل المعجزة التي واجهتني في المرحلة التمهيدية كانت مشكلة عدم اقتناع أمي بمسمى التمهيدي, ففي البداية سمعتها وقد سئلت عني مرة تقول : سجلناه في الروضة, فأنتظر حتى تنهي محادثتها, ثم أذكرها بكل رحابة صدر بأنني في التمهيدي ولست في روضة للأطفال, واحسب أن الأمر قد انتهى, لكنني أمر بها وهي تتكلم في الهاتف وتخبر محادثتها في نهاية المكالمة بأن روضتي جميلة ومعلماتها طيبات جدا!!, فأشير لها بفمي كأنني أنطق : تمهيدي . . . فتشير برأسها أن نعم وأرى أن المسألة قد حلت فنحن طبقنا تطبيقا مباشرا, ولكن بعد عدة أيام أسمعها تقع في الخطأ نفسه, فأبدا أشعر بالخطر!!, فأمي تخبر الناس بأنني في الروضة وهذا لا ينبغي, والناس سوف يصدقون طبعا وهذه مشكلة . . . يجب أن أضع حدا !! , فأعقد جلسة مغلقة مع أمي, وأشرح لها التتابع التصاعدي للمراحل التعليمية, ففي البداية هذه الروضة ثم تأتي المرحلة المتقدمة التي أنا فيها وهي التمهيدي, فتبدي لي أنها متفهمة تماما ومقتنعة جدا الآن, وهنا أحسست أن هما ثقيلا قد انزاح عني, وأجلس بجانبها صباح خميس منصتا لحديثها إلى جارتنا في الهاتف عن بعض فنون التربية الحديثة, فارتعت لما سمعتها توضح مدى الفائدة التي سأخرج بها من انضمامي للروضة, ثم تؤكد في محادثة هاتفية أخرى على أن الروضة مفيدة جدا بالنسبة لي لكسر حاجز ما. . .!! , فلا أجد في النهاية أمامي سوى أن أقنع نفسي بأن التمهيدي ليس إلى مرحلة متطورة من الروضة, وأن هذا هو سبب إصرار أمي !!
T T T T
أنا ومعلماتي
((المعلمات)) في المرحلة التمهيدية عطوفات رقيقات مرحات ظريفات أحيانا , كسولات, قاسيات, خائنات للأمانة في أحيان أخرى.
لم أنس ضرب معلمة ((الأحرف)) الإنجليزية لي باللي الأحمر...!! هل يعقل هذا؟
طفل صغير في مرحلة تمهيدية يعاقب بضرب تبقى آثاره بصمات على الجسد و كأن جلاده يحمل حقدا يتعدى أهداف العقاب!
لم أشك لأحد وكانت الحادثة لتنسى لولا أنى قلت لأمي لما حدثتني عن المرحلة الابتدائية القادمة : إن كان في الابتدائي مدرسة إنجليزي فلن أدرس .
فسألتني عن السبب ,فقلت بأنها تضرب فاستجوبتني قليلا حتى أريتها آثار الضربات الباقية على كتفي والتي لا زالت تؤلمني, فذهبت أمي إلى المدرسة معي صباح الغد ولا اعرف ما لذي حصل بعد ذلك ولكن حسب قراءتي للأحداث كادت المعلمة أن تفصل من التدريس بسبب تلك الزيارة من أمي وقد يفسر ذلك كوني أصبحت أعز أصدقائها وأكثر من توليه اهتماما , فصارت تقربني من مقعدها وتتبسم في وجهي كل دقيقة وتستشيرني في كل صغيرة وكبيرة وأوكلت إلي إصدار الإذن لزملائي بالخروج لدورة المياه وألصقت كلمة صاحبي باسمي فأصبحت تناديني محمد صاحبي بدلا من محمد في إطار من النفاق المقزز الذي لا يخفى على الطفل, كانت هذه من أعنف الذكريات في تلك المرحلة .
ذات يوم استدعتني المديرة المصرية وهي امرأة في العقد السادس من العمر وكانت تناديني بـ محمد حبيبي فلم أكن مجرد صاحب لها فقط و لم أكن أعرف بالضبط سبب استدعائها لي, هل لأنني اعتديت على أحد من الزملاء أو الزميلات؟ أو من أجل تذكيري بوجوب دفع النقود التي لم تحن بعد وأقصد مستحقات الدراسة وليس شيئا آخر, وعموما دخلت عليها بحضرة بعض النساء الأخريات ولم تعد ذاكرتي تعي سوى ثوبها الفستقي ومكتبها الكبير وإناء به حساء خضروات من فاصوليا وكوسة وقرع وكل هذه الخضروات كنت أشعر بقشعريرة في أمعائي وانتفاضات داخلية في حلقي وبلعومي من مجرد التفكير في تقريبها من فمي, ولما وقفت أمامها يبدو أنها خجلت من وجود الإناء فوق مكتبها وعدم عرض الطعام علي فقالت لي : كل من ده ياحبيبي يا محمد, فلم أضع في خيارات رد الفعل المناسب خيار الرفض فأنا أمام المديرة ولكنني نظرت في قلق محتارا هل سآكل بالملعقة أو بالخبز الذي في الكيس والحقيقة هي أنني لم أعد أتذكر سوى أنني أكلت من الإناء متناسيا اللزوجة التي تقلب (كبدي) لكنني لما شعرت باختلاجات الفاصولياء بين طواحني و على جوانب حلقي وأحسست بدفء القرع, اختلجت أطرافي وسرى مثل التيار الكهربائي في الربع الأعلى من الحبل الشوكي فتأكدت من أن مراكز الإحساس بالامتعاض و (القرف) في الدماغ قد بلغت غاية الاستنفار وأصيبت بالجنون فأرسلت دفعة قوية صارمة من السيالات العصبية نحو أمعائي ومعدتي والمريء والبلعوم وإلى الجهاز الهضمي بأكمله وأنذرت بسوء العواقب إذا ما تلك اللقمة واصلت طريقها ففضل جميع الأعضاء التضحية بتحصيلي الغذائي طيلة اليوم وانصاعت للأوامر العصبية في سبيل تهدئة مراكز الإحساس النرجسية فتمت الاستعانة بالجهاز العضلي في تصريف كل ما يحتويه الجهاز الهضمي صعودا من الأمعاء مرورا بالمعدة والمريء ثم باللقمة المشئومة في فمي ولم يستقبل هذه المواد الممزوجة جيدا سوى سطح مكتب المديرة العزيزة التي أضن أنها بعد انفجاعها بالقنبلة الغذائية لم تعد تحرص على الكرم العربي والشهامة الحنونة ومشاعر الأمومة وخصوصا مع الأطفال .
T T T T
الانتقام -1-
في ذات غفلة من المعلمات والإداريات جاءني ابن عمي الذي كان في يومه الثالث أو الثاني في الروضة وقد احتبس دموعه في محاجرها يبلغني بتعرضه للضرب لكما أو صفعا , نسيت, لكن قراءتي لعينيه وتعبيرات وجهه أفادتني بأنه يطالب بانتقام عاجل, فنزلت معه إلى فصله وسألته عن الذي ضربه فأشار إلى طفل كان يقف صدفة مقابلا لي مباشره وبدون تفكير أو رجوع إلى عقل لمعرفة العواقب صفعته صفعة أبكته وأطلقت العنان لدموع ابن عمي الحبيسة وأيقظت مخاوفي فسارعت بالاختفاء ولم يقنع ابن العم بالانتقام بل صرف النظر تماما عن الدراسة إلى عام آخر .
==================================
الدمام: ميرزا الخويلدي
في سنته الجامعية الأولى، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يطل الطالب محمد بن فهد بن هويمل، على سنوات تعليمه العام منذ المرحلة التمهيدية حين سلمته أسرته إلى معلمات في الروضة، يشبعنه (علماً ورعباً) كما يقول حتى المرحلة الثانوية التي قضاها في إحدى المدارس الحكومية بحي السويدي جنوب الرياض. ويمر الهويمل بالمرحلة المتوسطة، حيث يقدم تجربته لعالم الطلاب في كتاب مثير يصدر الاسبوع المقبل، ويعرض في معرض الرياض الدولي للكتاب.
الكتاب الذي يتكون من 180 صفحة من الحجم الصغير، ويصدر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع، مرّ من أيدي الرقابة بشق الانفس، خاصة وهو يحمل عناوين مثيرة تحاكي ما يرمز له جيل المراهقين على مقاعد الدراسة.
في الكتاب، الذي تم تأليفه في المرحلة الثانوية، حين كان عمر مؤلفه 18 عاماً، يستدعي حكايات مرت به منذ المرحلة التمهيدية، ليؤشر إلى أن ما يعتقده الموجهون التربويون مجرد أطياف عابرة في خيال الصغار تبقى لصيقة حتى سن الفحولة والشباب. لكن المؤلف، يقول إنه لا يستهدف (تصفية الحساب) مع معلميه الذين أشهر في وجوههم سيف النقد منذ السطر الأول، وبدا متمرداً على الأساليب الكلاسيكية للعملية التعليمية، وكذلك، متمرساً في كشف عيوب اساتذته الذين يخلون بواجباتهم التعليمية.
لكن الكتاب الأنيق في صياغته وتبويبه، الذي تم تنضيده ليحاكي دفتر المذكرات الطلابية، يصدم الآباء والموجهين بنبرة اليقظة المبكرة لدى الطلاب، في هذا الكتاب يتذكر الطالب ملامح معلمته في المرحلة التمهيدية. ويقول محمد إنه يتذكر كذلك (اسماء معلماته ولون عيونهن وملامحهن.. كانت المعلمات يستخدمن إحداهن لاثارة الرعب، وقد كانت تمتلك عينين زرقاوين حادتين، وخدودا حمراء ورموشا اصطناعية طويلة).
عناوين الكتاب حملت لغة صريحة وجريئة من قبيل (أنا ومعلماتي)، (فتيات الأرجوحة)، (حينما هزني شوق)، (موسم التفجير)، (همجية)، (كيف أصبحت ملحدا؟)، (أستاذنا الجزار)، (المومس في مدرستي)، (الكأس الأولى)، (أستاذي والعادة السرية)، (ملامح آيروسية!)، (قم للمعلم.. اذهب للمعلم.. اعط المعلم)، (الاغتصاب وضياع الشرف)، و(صديقتي وسجائري)، وتمت إجازته من وزارة الاعلام السعودية، مع ملاحظات جانبية من الرقيب تنصح المؤلف بالتريث في اطلالته الأولى.
يقول محمد بن هويمل، لم أتعمد الإثارة، لكني أعبر عن نفسي وعن جيلي بعفوية. ويضيف «التصورات الجنسية لدى الصغار هو ما لا يريد الكبار الاعتراف بوجودها، لكنها الحقيقة». وقال ايضا «في الكتاب تحدثت بصراحة عن التصورات الجنسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، تحت عنوان (ملامح آيروسية)»، وهي مناقشات حقيقية بين طلاب الفصل في هذه المرحلة المبكرة، ويقول عنها في كتابه «حصل في الصف الخامس أن اجتمعنا ـ وكنا حوالي خمسة طلاب ـ اجتماعا فريدا يحمل علامة سري للغاية وقد أدمن كل منا ذلك الاجتماع، كان الاجتماع لرواية الأكاذيب المحضة، وكان بعضنا يكتفي بالإنصات، وبعضنا الآخر يروي تفاصيل كاذبة لمغامرات عاطفية مرّ بها، والذي يحب الأقواس يستطيع وضع كلمة جنسية بين قوسين، كان الواحد يتحدث كما لو كان أحد نجوم هوليوود، الكذب كان مفضوحا وكل القصص من نسج الخيال الطفولي لكن لما خاض هذا الخيال دنيا الجنس، أتى بالمعجزات وكشف عن خبرة مخيفة لم أكن أتوقع أن أجد مثلها عند زملائي».
أما عن المرحلة الابتدائية والمتوسطة فيقول «كنا نراقب السلوك غير الطبيعي، ونراقب بعض المعلمين، حيث يشتبه بقيامهم بالاستغلال الأخلاقي تجاه الطلبة الصغار..».
يضيف «قصدت في هذا الفصل أن أثير اهتمام الآباء لضرورة ان ينفتحوا مع أبنائهم حتى في سن مبكرة كهذه، مع ملاحظة أن الكتاب كان يحاكي مرحلة زمنية تسبق ما نحن فيه اليوم من خمس إلى عشر سنوات، وربما أصبح الأمر ملحاً مع تطور وسائل الاتصال والانفتاح الاعلامي».
في الكتاب ايضاً يتهم المؤلف بأسلوب ساخر، معلميه بأنهم يؤدون دوراً (قمعياً) تجاه الأطفال الذين يعلمونهم مما يتسبب في إتلاف روحهم المعنوية، ويقول إن معلماً كان يضرب وجوهنا بالمطاط الصناعي في المرحلة الابتدائية، حتى أن احدنا في المرحلة الثانوية كان يتعذر عليه توجيه سؤال لمعلمه لعدم قدرته على مشافهة الجمهور. ويستطرد «القمع ليس فعلاً مكشوفاً يعتمد على العصا، حتى يمكن دحره بالتعليمات الوزارية، لكنه سلوك منهجي.. فأحد المعلمين شاهدني أقرأ قصيدة غزلية في ديوان شعر فنهرني ونصحني ألا أعود لقراءة هذا النوع من الشعر».
ولا يقتصر الأمر على البُعد الأخلاقي، للطلاب، والميول المثلية التي حاول ملاحظتها في المرحلة الثانوية، أو المناكفة بين المعلمين والطلاب، إنما يقدم الهويمل في مؤلفه تطلعات المراهقين ورؤيتهم للعالم من حولهم. الغلاف يحمل صورة نمطية للشباب الذين يتم تصنيفهم بأنهم (عرابجة) وهم مجموعة من الشلل التي تحترف سلوك الشارع، ويقول «لم أخش أن اظهر بهذا الشكل، فهذه كانت حقيقتي حين أدلف من المدرسة أضع شماغي على كتفي واحمل كتبي وقد أتضارب مع رفاقي، وما ذكرته في الكتاب لم يكن سوى الحقيقة، ولن أخشى من الحقيقة». ورداً على سؤال عن الرسالة التي يود أن يلحظها وزير التعليم في حال قرأ الكتاب، قال «لستُ أنا من يلفت انتباهه لشيء، على الوزير والجهاز التربوي، وكذلك الآباء، أن يلحظوا بأنفسهم ما يشعر به المراهقون».
كما ردّ على سؤال آخر اعتبر الكتاب بحد ذاته علامة لإنجاز النظام التعليمي الذي ساق طالباً في الثانوية لمقام المؤلفين، قال «هذا ليس صحيحاً، فالاهتمام بالمكتبات المدرسية يكاد يكون معدوماً».
في سنته الجامعية الأولى، بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران، يطل الطالب محمد بن فهد بن هويمل، على سنوات تعليمه العام منذ المرحلة التمهيدية حين سلمته أسرته إلى معلمات في الروضة، يشبعنه (علماً ورعباً) كما يقول حتى المرحلة الثانوية التي قضاها في إحدى المدارس الحكومية بحي السويدي جنوب الرياض. ويمر الهويمل بالمرحلة المتوسطة، حيث يقدم تجربته لعالم الطلاب في كتاب مثير يصدر الاسبوع المقبل، ويعرض في معرض الرياض الدولي للكتاب.
الكتاب الذي يتكون من 180 صفحة من الحجم الصغير، ويصدر عن دار الكفاح للنشر والتوزيع، مرّ من أيدي الرقابة بشق الانفس، خاصة وهو يحمل عناوين مثيرة تحاكي ما يرمز له جيل المراهقين على مقاعد الدراسة.
في الكتاب، الذي تم تأليفه في المرحلة الثانوية، حين كان عمر مؤلفه 18 عاماً، يستدعي حكايات مرت به منذ المرحلة التمهيدية، ليؤشر إلى أن ما يعتقده الموجهون التربويون مجرد أطياف عابرة في خيال الصغار تبقى لصيقة حتى سن الفحولة والشباب. لكن المؤلف، يقول إنه لا يستهدف (تصفية الحساب) مع معلميه الذين أشهر في وجوههم سيف النقد منذ السطر الأول، وبدا متمرداً على الأساليب الكلاسيكية للعملية التعليمية، وكذلك، متمرساً في كشف عيوب اساتذته الذين يخلون بواجباتهم التعليمية.
لكن الكتاب الأنيق في صياغته وتبويبه، الذي تم تنضيده ليحاكي دفتر المذكرات الطلابية، يصدم الآباء والموجهين بنبرة اليقظة المبكرة لدى الطلاب، في هذا الكتاب يتذكر الطالب ملامح معلمته في المرحلة التمهيدية. ويقول محمد إنه يتذكر كذلك (اسماء معلماته ولون عيونهن وملامحهن.. كانت المعلمات يستخدمن إحداهن لاثارة الرعب، وقد كانت تمتلك عينين زرقاوين حادتين، وخدودا حمراء ورموشا اصطناعية طويلة).
عناوين الكتاب حملت لغة صريحة وجريئة من قبيل (أنا ومعلماتي)، (فتيات الأرجوحة)، (حينما هزني شوق)، (موسم التفجير)، (همجية)، (كيف أصبحت ملحدا؟)، (أستاذنا الجزار)، (المومس في مدرستي)، (الكأس الأولى)، (أستاذي والعادة السرية)، (ملامح آيروسية!)، (قم للمعلم.. اذهب للمعلم.. اعط المعلم)، (الاغتصاب وضياع الشرف)، و(صديقتي وسجائري)، وتمت إجازته من وزارة الاعلام السعودية، مع ملاحظات جانبية من الرقيب تنصح المؤلف بالتريث في اطلالته الأولى.
يقول محمد بن هويمل، لم أتعمد الإثارة، لكني أعبر عن نفسي وعن جيلي بعفوية. ويضيف «التصورات الجنسية لدى الصغار هو ما لا يريد الكبار الاعتراف بوجودها، لكنها الحقيقة». وقال ايضا «في الكتاب تحدثت بصراحة عن التصورات الجنسية لدى طلاب المرحلة الابتدائية، تحت عنوان (ملامح آيروسية)»، وهي مناقشات حقيقية بين طلاب الفصل في هذه المرحلة المبكرة، ويقول عنها في كتابه «حصل في الصف الخامس أن اجتمعنا ـ وكنا حوالي خمسة طلاب ـ اجتماعا فريدا يحمل علامة سري للغاية وقد أدمن كل منا ذلك الاجتماع، كان الاجتماع لرواية الأكاذيب المحضة، وكان بعضنا يكتفي بالإنصات، وبعضنا الآخر يروي تفاصيل كاذبة لمغامرات عاطفية مرّ بها، والذي يحب الأقواس يستطيع وضع كلمة جنسية بين قوسين، كان الواحد يتحدث كما لو كان أحد نجوم هوليوود، الكذب كان مفضوحا وكل القصص من نسج الخيال الطفولي لكن لما خاض هذا الخيال دنيا الجنس، أتى بالمعجزات وكشف عن خبرة مخيفة لم أكن أتوقع أن أجد مثلها عند زملائي».
أما عن المرحلة الابتدائية والمتوسطة فيقول «كنا نراقب السلوك غير الطبيعي، ونراقب بعض المعلمين، حيث يشتبه بقيامهم بالاستغلال الأخلاقي تجاه الطلبة الصغار..».
يضيف «قصدت في هذا الفصل أن أثير اهتمام الآباء لضرورة ان ينفتحوا مع أبنائهم حتى في سن مبكرة كهذه، مع ملاحظة أن الكتاب كان يحاكي مرحلة زمنية تسبق ما نحن فيه اليوم من خمس إلى عشر سنوات، وربما أصبح الأمر ملحاً مع تطور وسائل الاتصال والانفتاح الاعلامي».
في الكتاب ايضاً يتهم المؤلف بأسلوب ساخر، معلميه بأنهم يؤدون دوراً (قمعياً) تجاه الأطفال الذين يعلمونهم مما يتسبب في إتلاف روحهم المعنوية، ويقول إن معلماً كان يضرب وجوهنا بالمطاط الصناعي في المرحلة الابتدائية، حتى أن احدنا في المرحلة الثانوية كان يتعذر عليه توجيه سؤال لمعلمه لعدم قدرته على مشافهة الجمهور. ويستطرد «القمع ليس فعلاً مكشوفاً يعتمد على العصا، حتى يمكن دحره بالتعليمات الوزارية، لكنه سلوك منهجي.. فأحد المعلمين شاهدني أقرأ قصيدة غزلية في ديوان شعر فنهرني ونصحني ألا أعود لقراءة هذا النوع من الشعر».
ولا يقتصر الأمر على البُعد الأخلاقي، للطلاب، والميول المثلية التي حاول ملاحظتها في المرحلة الثانوية، أو المناكفة بين المعلمين والطلاب، إنما يقدم الهويمل في مؤلفه تطلعات المراهقين ورؤيتهم للعالم من حولهم. الغلاف يحمل صورة نمطية للشباب الذين يتم تصنيفهم بأنهم (عرابجة) وهم مجموعة من الشلل التي تحترف سلوك الشارع، ويقول «لم أخش أن اظهر بهذا الشكل، فهذه كانت حقيقتي حين أدلف من المدرسة أضع شماغي على كتفي واحمل كتبي وقد أتضارب مع رفاقي، وما ذكرته في الكتاب لم يكن سوى الحقيقة، ولن أخشى من الحقيقة». ورداً على سؤال عن الرسالة التي يود أن يلحظها وزير التعليم في حال قرأ الكتاب، قال «لستُ أنا من يلفت انتباهه لشيء، على الوزير والجهاز التربوي، وكذلك الآباء، أن يلحظوا بأنفسهم ما يشعر به المراهقون».
كما ردّ على سؤال آخر اعتبر الكتاب بحد ذاته علامة لإنجاز النظام التعليمي الذي ساق طالباً في الثانوية لمقام المؤلفين، قال «هذا ليس صحيحاً، فالاهتمام بالمكتبات المدرسية يكاد يكون معدوماً».
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________