عنوان الموضوع : السـِّــياج خاطرة
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
السـِّــياج
كانت الظلمة لا تزال مستعصية على الغروب ، زنزانتي تتلبسها العتمة التي احــتوتني ، أثرتُ أن أدعي تلك الخصوصية ، شعرتُ أنها تعنيني ، فقد أينعت أفكاري الجــنــونــية فيها ، تقلصت رائحة العدم في أرجائها ، كنت متيقناً أنها ستلفظني إلى زنزانة أخرى ، ربما أجدُ بها ذات الخصوصية .
شعرت بأقدام تتلعثمُ في مشيها باتجاه زنزانتي ، صوتُ الأقدام خبا بــجوار بـــابـــي ، دخل السجان ، صرخ باسمي فالتفتُ للوجوه من حولي التي لا يعنيها الاسم ، نهضتُ من مكاني فأمسك بيديَّ وكبلهما بقيوده .
أُدخلتُ إلى حجرة صغيرة يقبع داخلها ضابط ، وقفتُ بجانب الباب ، أنهيا إجراءات لم أجهد نفسي في معرفتها .
اتجه بي للخارج وبيده الأُخرى ملفٌ محشوٌ بالأوراق ، أُخذتُ إلى عربة ذات سياج حديدي على النوافذ ، كان فيها من يؤنس وحدتي ، يفصلُ بيننا وبين السائق ومرافقه نفس السياج ، أيقنتُ حينها أنَّ زنزانتي ، عذراً من كانت كذلك ، قد لفضتني إلى بحر سيمجني إلى المجهول .
أشعلتُ سيجارة كنت قد طلبتها من السائق فأعطانيها بكل ود ، رحتُ أتنفسها مخترقاً بنشوتها سياج العربة إلى عالم روحاني مختلف عن الحاضر الــمــقـــيــــت ، تمددتُ بعدها لأسبح في نوم تخللته انتباهات .
انتبهتُ من العربة لأجدني في مكان يُشبه تماماً السجن الذي كنت أقبع فيه ، ربما أكثر اتساعاً منه ، خمنتُ أن تكون الزنزانات فيه أكثر اتساعاً أيضاً ، كانت تجمعني بمن في العربة قيود حديدية ، أُخرجنا بعد دقائق من توقفنا من الــــعـــربة ، كان السجّان يدخلنا واحداً تلو الأخر كلٌ إلى زنزانته ، انتهى الدور بي في واحدة لا تختلفُ عن زنزانتي ، أيقنت حينها أيضاً أنَّ مقاول الزنزانات شخص واحد .
الوجوه لا زالت تحدِّق بي كأني زائر مرّيخي ، الأسرَّة مملوءة إلاّ واحداً ، فاتجهتُ إليه غير عابئ بالنظرات ، ارتميتُ عليه مُجهداً وغفوتُ غفوة أبدلت النشاط بالإجهاد ، كانت الوجوه لا تزال تتفرس في وجهي ، أشغلتُ نفسي بالتجول في أرجاء الزنزانة ، أمارسُ هوايتهم في التحديق بوجوههم ، وجـــــــدتُ الـــمـــتــعة في ذلك .
كان يجلسُ بجانبي رجل يكبرني بكثير سناً ، يطالعُ المدى البعيد عبر سياج النافذة ، شعرتُ بأنَّه لا يألف السجن ولا يألفه ، رجلٌ أسمرُ الوجه ممتدُ القامة ذو شعرٍ أسود وذقن كث .
بدأ حينها شيطاني المولود في أودية الــــظلال بممارسة هواية الــــــتطفل ، التفـتُ إليه وناديته يا عم .
أشار بيده إلى صدره ، أومأ قائلاً : إياي تعني ؟
بادرته قائلاً : نعم .. كنتُ قبل أن أبدأ الحديث معه قد أعددتُ للبداية ..
قلتُ : ما اسم هذه المدينة ؟ مع أني كنتُ أعرفها .
أجابني أنها تُدعى ( وعْرَه ) ، فــنما إلى ذاكرتي ما حــــصل في طــريــقــنــا إلــى هنا ، بأننا حين إحدى إنتباهاتي كُنّا نصعدُ جبالاً ، استملحتُ لذلك اسمها .
شعرتُ حينها بشيطاني يتربع على عرش التطفل ، قمتُ بإعداد كوبين من الشاي دون شعور مني بالحرج لقرب وصولي ، أعددته تهيئةً لحوار جديد ، مددتُ إليه كوبه .
بادرني بـ ( شكراً ) يا ولدي، بابتسامة مصطنعة يتساقط منها الذبول ، بدأته بالحديث عن زنزانتي والرحلة إلى هنا ، بأنني قد بنيتُ معها علاقة استصعبتُ أن أتركها إلى غيرها .
قاطعني قائلاً : ماذا عن من أمضى عشرين عاماً في زنزانته ؟
أردتُ سؤاله عن ذلك الشخص فقاطعني : أنا مثلاّ لم أتزحزح من مكاني هذا منذ عشـرين عاماً .
شعرتُ بقشعريرة تتسرى في جسدي ، بزوبعة أسئلة تتلوى على شفاهي ، بادرته بعدها سائلاً : هل أمضيتَ تلك المدَّة في السجن ؟!!
تنهدَ بحرقة تلمستها من الموقف ، أجابني بنعــم .
أحسستُ بعدها بشيطاني وقد استنعج بعد استئساده ، بأنَّ شِباكَهُ لم تستقر إلاَّ حول جسدي لا جسده .
حدَّق إلـيَّ وسألني عن سبب مجيئي إلى هنا ؟.
وبانقياد مغرض أجبته : إنني اختلستُ أموالاً كانت في عهدتي من عملي فبتُّ سجيناً دون أن أتلذذ بها .
بادرتُهُ قبل أن ينقطع الحديث عن سبب سجنه أيضاً ، حاول أن يتنصًّل عن إجابتي لكنني أصررتُ عليه بنظراتي .
أجابني بعد صمتٍ قصير وقال : ارتكبتُ جريمة قتلٍ ، وصَمَتْ …
انتابت أطرافي رعدة من كلماته ، لكني استرجعتُ رجولتي الذابلة وقُلتُ لماذا ؟.
أجابني : قتلته لأجل قطعة أرضٍ كلٌّ منَّا يريـدُ ضمّها إلى أملاكه ، ذات صباحٍ مضيتُ متأبطاً شرّاً ، لم أبذل جهداً في إثارته ، لم أشعر إلاّ ويــــدي تـــمــتــدُّ لجيبي ، تُخرج مسدساً وتضغطُ على الزناد ، أرديته قتيلا ، جُررتُ بعدها وإلى الآن هنا .
قال كلماته وانهار على سريره جسداً بلا حراك ويده على صدره متنفساً بصعوبة بالغة أسمعها من حشرجة صدره ، وتجاعيدُ وجهه تنقبضُ تارة وتــنــفـــرجُ أُخرى ، آثرتُ حينها أن أتركه ليرتاح بعد أن أحرق الأخضر واليابس من تطفلي بكلماته .
مرَّ ذلك اليوم وقوافلُ الأفكار ترتحلُ بي من قفرٍ إلى قفرٍ ، حتى أنّي نسيتُ ما قذفتُ بسببه في السجن .
في اليوم التالي ، كان الرجل يجولُ بنظراته إلى المدى البعيد ، بادرتُ لعمل كوبين من الشاي وأنا أُفكرُ أنه ينتظرُ ، سألتُ نفسي لم إلى الآن لم يُــنفذ فيه الحكم ؟ انتهيتُ من عمل الشاي ، مددتُ له كوباً ، أخذهُ متردداُ ، طفقتُ أرتشف من الشاي ، بادرتُهُ فجأة بسؤالي دون أن أُفكر في قسوة السؤال ، قلتُ له : كم حُكم عليك بالسجن ؟ مع تيقني أنَّ الحكم في هذه الأحوال هو الموت .
فاجأني بإجابته : أنتظرُ الإعدام ، للرجل الذي قتلتُهُ ولدٌ بلغ الآن عشرين عاماً وسوف ينفذُ الحكم إذا لم يعفُ .
شعرتُ بأنّه يموتُ مع كل دقيقة انتظار . مضت أيامٌ كنتُ قد تخلصتُ فيها من شيطاني تماماً ، وكذلك كان الرجل قد قذف بلُغته عبر سياج النافذة ليستردها حين يشاء .
صبيحة يوم دخل سجانان واقتادا الرجل خارجاً ، شعرتُ أنّه الموت قد أتى يـــطــلبه .
كان أبي قد قدم إلى المدينة ، قدّم إلى إدارة السجن تقريراً يتهمني فيه بالجنون ليس حباً في المرض لي ولكنها أحد الحلول لخلاصي من براثن السجن ، وبأنه قد أعاد الأموال التي اختلستها ، وحمل إلـيَّ فصلاً نهائياً من محل عملي وتنازلاً عن الإدعاء ، وخرجتُ ...
سألتُ ضابطاً : إلى أين اقتادوا ذلك الرجل ؟.
فأجابني بعدم مبالاةٍ : إنَّ حكم الإعدام سينفذُ فيه اليوم .
كان أبي يُمسك بيدي وكأنني طفلٌ يخاف عليه أن يضيع في الزحام .
قلتُ له : إنني أرغبُ بزيارة صديق لي هنا ، أقنعته بذهابه إلى القرية بصعوبة بالغة وبأني سألحقه في الغد ، وقد كنتُ عازماً على الذهاب لـــحـــضــور الــقصاص ، سألتُ عن الساحة حتى وصلتُ إليها ، كان هنالك جمعٌ غفيرٌ من الناس يحيطون بالساحة ، وأيضاً كثيرٌ من رجال الأمن يحيطون بها ، وبعد دقائق حضرتْ عربة إلى الساحة ، وأُخرج منها الرجل يتعثر في خطواته لــوســط الساحة ، جال بنظراته المتعثرة إلى الوجوه فاستوقفه وجهي ، أشار لرجل أمـــن وحدثه قليلاً ، فعرفتُ أنَّه استردَّ لغته الآن .
أقبل رجل الأمن إلـيَّ ، قال بأنّه يريدني ، مضيتُ إليه .
بادرني قائلاً : إنني منذ عشرين عاماً لم تتجول عيناي إلاّ من عبر ســيـــاج الــنــافذة، اكتشفتُ أنَّي فقدتُ بصري ، لم أستعده سوى اليوم .
ثم أردف قائلا : استدعيتك كيلا تموت قصتي التي قلتها لأول مرة لك ، أستحق الموت ولم أعد أرهبه لأنّي ميتٌ منذ عشرين عاما .
عُدتُ بعدها إلى مكـــــاني ، اقـــترب رجل تلبسه وحشٌ يحملُ في يده (….) وقف بجانب الرجل ، جثا الرجل على ركبتيه ، رفع الوحش (….) ، هوى بها على رقبته ، تدحرجَ واستقر رأسهُ بجانبي ، عيناه متجهةٌ إلى وجهي ، تجاعيدُ وجهه تنقبض تارة وتـنـفـرج أُخـــــرى . .
كانت الظلمة لا تزال مستعصية على الغروب ، زنزانتي تتلبسها العتمة التي احــتوتني ، أثرتُ أن أدعي تلك الخصوصية ، شعرتُ أنها تعنيني ، فقد أينعت أفكاري الجــنــونــية فيها ، تقلصت رائحة العدم في أرجائها ، كنت متيقناً أنها ستلفظني إلى زنزانة أخرى ، ربما أجدُ بها ذات الخصوصية .
شعرت بأقدام تتلعثمُ في مشيها باتجاه زنزانتي ، صوتُ الأقدام خبا بــجوار بـــابـــي ، دخل السجان ، صرخ باسمي فالتفتُ للوجوه من حولي التي لا يعنيها الاسم ، نهضتُ من مكاني فأمسك بيديَّ وكبلهما بقيوده .
أُدخلتُ إلى حجرة صغيرة يقبع داخلها ضابط ، وقفتُ بجانب الباب ، أنهيا إجراءات لم أجهد نفسي في معرفتها .
اتجه بي للخارج وبيده الأُخرى ملفٌ محشوٌ بالأوراق ، أُخذتُ إلى عربة ذات سياج حديدي على النوافذ ، كان فيها من يؤنس وحدتي ، يفصلُ بيننا وبين السائق ومرافقه نفس السياج ، أيقنتُ حينها أنَّ زنزانتي ، عذراً من كانت كذلك ، قد لفضتني إلى بحر سيمجني إلى المجهول .
أشعلتُ سيجارة كنت قد طلبتها من السائق فأعطانيها بكل ود ، رحتُ أتنفسها مخترقاً بنشوتها سياج العربة إلى عالم روحاني مختلف عن الحاضر الــمــقـــيــــت ، تمددتُ بعدها لأسبح في نوم تخللته انتباهات .
انتبهتُ من العربة لأجدني في مكان يُشبه تماماً السجن الذي كنت أقبع فيه ، ربما أكثر اتساعاً منه ، خمنتُ أن تكون الزنزانات فيه أكثر اتساعاً أيضاً ، كانت تجمعني بمن في العربة قيود حديدية ، أُخرجنا بعد دقائق من توقفنا من الــــعـــربة ، كان السجّان يدخلنا واحداً تلو الأخر كلٌ إلى زنزانته ، انتهى الدور بي في واحدة لا تختلفُ عن زنزانتي ، أيقنت حينها أيضاً أنَّ مقاول الزنزانات شخص واحد .
الوجوه لا زالت تحدِّق بي كأني زائر مرّيخي ، الأسرَّة مملوءة إلاّ واحداً ، فاتجهتُ إليه غير عابئ بالنظرات ، ارتميتُ عليه مُجهداً وغفوتُ غفوة أبدلت النشاط بالإجهاد ، كانت الوجوه لا تزال تتفرس في وجهي ، أشغلتُ نفسي بالتجول في أرجاء الزنزانة ، أمارسُ هوايتهم في التحديق بوجوههم ، وجـــــــدتُ الـــمـــتــعة في ذلك .
كان يجلسُ بجانبي رجل يكبرني بكثير سناً ، يطالعُ المدى البعيد عبر سياج النافذة ، شعرتُ بأنَّه لا يألف السجن ولا يألفه ، رجلٌ أسمرُ الوجه ممتدُ القامة ذو شعرٍ أسود وذقن كث .
بدأ حينها شيطاني المولود في أودية الــــظلال بممارسة هواية الــــــتطفل ، التفـتُ إليه وناديته يا عم .
أشار بيده إلى صدره ، أومأ قائلاً : إياي تعني ؟
بادرته قائلاً : نعم .. كنتُ قبل أن أبدأ الحديث معه قد أعددتُ للبداية ..
قلتُ : ما اسم هذه المدينة ؟ مع أني كنتُ أعرفها .
أجابني أنها تُدعى ( وعْرَه ) ، فــنما إلى ذاكرتي ما حــــصل في طــريــقــنــا إلــى هنا ، بأننا حين إحدى إنتباهاتي كُنّا نصعدُ جبالاً ، استملحتُ لذلك اسمها .
شعرتُ حينها بشيطاني يتربع على عرش التطفل ، قمتُ بإعداد كوبين من الشاي دون شعور مني بالحرج لقرب وصولي ، أعددته تهيئةً لحوار جديد ، مددتُ إليه كوبه .
بادرني بـ ( شكراً ) يا ولدي، بابتسامة مصطنعة يتساقط منها الذبول ، بدأته بالحديث عن زنزانتي والرحلة إلى هنا ، بأنني قد بنيتُ معها علاقة استصعبتُ أن أتركها إلى غيرها .
قاطعني قائلاً : ماذا عن من أمضى عشرين عاماً في زنزانته ؟
أردتُ سؤاله عن ذلك الشخص فقاطعني : أنا مثلاّ لم أتزحزح من مكاني هذا منذ عشـرين عاماً .
شعرتُ بقشعريرة تتسرى في جسدي ، بزوبعة أسئلة تتلوى على شفاهي ، بادرته بعدها سائلاً : هل أمضيتَ تلك المدَّة في السجن ؟!!
تنهدَ بحرقة تلمستها من الموقف ، أجابني بنعــم .
أحسستُ بعدها بشيطاني وقد استنعج بعد استئساده ، بأنَّ شِباكَهُ لم تستقر إلاَّ حول جسدي لا جسده .
حدَّق إلـيَّ وسألني عن سبب مجيئي إلى هنا ؟.
وبانقياد مغرض أجبته : إنني اختلستُ أموالاً كانت في عهدتي من عملي فبتُّ سجيناً دون أن أتلذذ بها .
بادرتُهُ قبل أن ينقطع الحديث عن سبب سجنه أيضاً ، حاول أن يتنصًّل عن إجابتي لكنني أصررتُ عليه بنظراتي .
أجابني بعد صمتٍ قصير وقال : ارتكبتُ جريمة قتلٍ ، وصَمَتْ …
انتابت أطرافي رعدة من كلماته ، لكني استرجعتُ رجولتي الذابلة وقُلتُ لماذا ؟.
أجابني : قتلته لأجل قطعة أرضٍ كلٌّ منَّا يريـدُ ضمّها إلى أملاكه ، ذات صباحٍ مضيتُ متأبطاً شرّاً ، لم أبذل جهداً في إثارته ، لم أشعر إلاّ ويــــدي تـــمــتــدُّ لجيبي ، تُخرج مسدساً وتضغطُ على الزناد ، أرديته قتيلا ، جُررتُ بعدها وإلى الآن هنا .
قال كلماته وانهار على سريره جسداً بلا حراك ويده على صدره متنفساً بصعوبة بالغة أسمعها من حشرجة صدره ، وتجاعيدُ وجهه تنقبضُ تارة وتــنــفـــرجُ أُخرى ، آثرتُ حينها أن أتركه ليرتاح بعد أن أحرق الأخضر واليابس من تطفلي بكلماته .
مرَّ ذلك اليوم وقوافلُ الأفكار ترتحلُ بي من قفرٍ إلى قفرٍ ، حتى أنّي نسيتُ ما قذفتُ بسببه في السجن .
في اليوم التالي ، كان الرجل يجولُ بنظراته إلى المدى البعيد ، بادرتُ لعمل كوبين من الشاي وأنا أُفكرُ أنه ينتظرُ ، سألتُ نفسي لم إلى الآن لم يُــنفذ فيه الحكم ؟ انتهيتُ من عمل الشاي ، مددتُ له كوباً ، أخذهُ متردداُ ، طفقتُ أرتشف من الشاي ، بادرتُهُ فجأة بسؤالي دون أن أُفكر في قسوة السؤال ، قلتُ له : كم حُكم عليك بالسجن ؟ مع تيقني أنَّ الحكم في هذه الأحوال هو الموت .
فاجأني بإجابته : أنتظرُ الإعدام ، للرجل الذي قتلتُهُ ولدٌ بلغ الآن عشرين عاماً وسوف ينفذُ الحكم إذا لم يعفُ .
شعرتُ بأنّه يموتُ مع كل دقيقة انتظار . مضت أيامٌ كنتُ قد تخلصتُ فيها من شيطاني تماماً ، وكذلك كان الرجل قد قذف بلُغته عبر سياج النافذة ليستردها حين يشاء .
صبيحة يوم دخل سجانان واقتادا الرجل خارجاً ، شعرتُ أنّه الموت قد أتى يـــطــلبه .
كان أبي قد قدم إلى المدينة ، قدّم إلى إدارة السجن تقريراً يتهمني فيه بالجنون ليس حباً في المرض لي ولكنها أحد الحلول لخلاصي من براثن السجن ، وبأنه قد أعاد الأموال التي اختلستها ، وحمل إلـيَّ فصلاً نهائياً من محل عملي وتنازلاً عن الإدعاء ، وخرجتُ ...
سألتُ ضابطاً : إلى أين اقتادوا ذلك الرجل ؟.
فأجابني بعدم مبالاةٍ : إنَّ حكم الإعدام سينفذُ فيه اليوم .
كان أبي يُمسك بيدي وكأنني طفلٌ يخاف عليه أن يضيع في الزحام .
قلتُ له : إنني أرغبُ بزيارة صديق لي هنا ، أقنعته بذهابه إلى القرية بصعوبة بالغة وبأني سألحقه في الغد ، وقد كنتُ عازماً على الذهاب لـــحـــضــور الــقصاص ، سألتُ عن الساحة حتى وصلتُ إليها ، كان هنالك جمعٌ غفيرٌ من الناس يحيطون بالساحة ، وأيضاً كثيرٌ من رجال الأمن يحيطون بها ، وبعد دقائق حضرتْ عربة إلى الساحة ، وأُخرج منها الرجل يتعثر في خطواته لــوســط الساحة ، جال بنظراته المتعثرة إلى الوجوه فاستوقفه وجهي ، أشار لرجل أمـــن وحدثه قليلاً ، فعرفتُ أنَّه استردَّ لغته الآن .
أقبل رجل الأمن إلـيَّ ، قال بأنّه يريدني ، مضيتُ إليه .
بادرني قائلاً : إنني منذ عشرين عاماً لم تتجول عيناي إلاّ من عبر ســيـــاج الــنــافذة، اكتشفتُ أنَّي فقدتُ بصري ، لم أستعده سوى اليوم .
ثم أردف قائلا : استدعيتك كيلا تموت قصتي التي قلتها لأول مرة لك ، أستحق الموت ولم أعد أرهبه لأنّي ميتٌ منذ عشرين عاما .
عُدتُ بعدها إلى مكـــــاني ، اقـــترب رجل تلبسه وحشٌ يحملُ في يده (….) وقف بجانب الرجل ، جثا الرجل على ركبتيه ، رفع الوحش (….) ، هوى بها على رقبته ، تدحرجَ واستقر رأسهُ بجانبي ، عيناه متجهةٌ إلى وجهي ، تجاعيدُ وجهه تنقبض تارة وتـنـفـرج أُخـــــرى . .
==================================
أشكرك اختي جنة الخلود على سرد القصة
بس النهاية مؤلمة
نحن بالقرب دائما
بس النهاية مؤلمة
نحن بالقرب دائما
__________________________________________________ __________
مشكووووووووره اختي على القصه
بس انا كنت نعسانه وما قراته واذا قمت قريته طيب
مشكوووووره مررررررررره ثانيه
بس انا كنت نعسانه وما قراته واذا قمت قريته طيب
مشكوووووره مررررررررره ثانيه
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________