وهذه رائعة أخرى حبيباتي,

وهذه المرة من روائع الدكتور:هاشم عبده هاشم..



**إنهم ينتحرون**



** يعز علينا كثيراً.. أن نفقد انساناً غالياً..

** لكننا لا نملك في بعض الأحيان إلا التضحية بهذا الأغلى.. والأقرب.. والألصق بنا.. وبمشاعرنا..

** ليس لأننا كرهناه..

** وليس لأننا مللناه..

** وليس لأننا آثرنا غيره عليه..

** وليس لأننا (عفناه)..

** وإنما لأننا لا نريد الوصول معه الى حالة من تلك الحالات..

** وإنما لأننا قد نفقده الى الأبد.. إن نحن لم نتخل عنه في وقت من الأوقات..

** وإنما لأننا لا نريد للأمور أن تصل بيننا وبينه الى درجة (الخصومة).. وتقترب من (العدائية) وتتحول الى (مأساة) لا انسانية.. بعد أن جمعتنا أجمل وأحلى أيام العمر.. وأكثرها عمقاً..

** وإنما لأننا.. أوشكنا أن نصل معه الى طرق مسدودة.. لا يمكن التوقف عندها.. أو القبول بما دونها..

** وإنما لأننا قد وصلنا الى قناعة تامة بأن الموقف وصل الى حد المفاضلة بين (الصبر) و(القبر).. وهي مفاضلة صعبة بل ومستحيلة..

** فنحن وان تحملنا الكثير من الألم.. إلا أننا مضطرون في بعض الأحيان لأن نتجنب هذا الأغلى.. ونتخلى عنه.. ونتركه يكتشف (المجهول).. ويصطدم بالحقيقة.. ويعيش مرارات الخسران.. ويتجرع أنواعاً مختلفة من تعذيب الضمير.. وقسوة الحياة.. وامتهان الأحياء.. ورداءتهم.. ويذوق طعم الانتحار البطيء..

** عندها.. وعندها فقط.. قد يعرف طريقه الصحيح.. وقد لا يكتشفه إلا بعد أن يتحول الى سراب في ذاكرتنا..

* فاصلة:



(كثيرة هي الأحلام الجميلة التي يقتلها الطيش ويقضي عليها الجحود في مهدها).


---------------------------------------------------------

منقـــــــــــــول::