أول ورقة سطّرتها بمداد قلبي
اليوم سأكتب التأبين،،،،، سيأخذ أكثر من ورقة !
وستستمعون، فلا تنتظرون سماع النهاية من أول ورقة!
إلى أبي ...
هذه ورقة أكتبها إليك ... إنه يوم تأبين لأحلامي التي خذلتني .... وحدي الآن أنا .... حيث لا أنت ...
أخبرك أبي ...

في هذه اللحظة .... إنها لحظة انهمار الحبر دمعاً غزيراً يبدأ بدمعة حارّة ثم تليها السيول الجارفة وظلام تسكنه أنفاسي المختنقة.... قد أفل نجمك المضيء ... وحزنت ... فرأيت جراحي ترسم بدموعي ... ودعت كل ألوان قوس قزح الملوّنة وظل الثوب الأسود يلازمني... وطعم الموت المر ...
زهرة_ربيعك....

تلك الزهرة... كانت ذات يوم طفلة اعتادت الدلال، كنت ترعاها بنور عينيك وتسقيها بدموعك... والآن تحاصرها العاصفة... وكذلك المطر حتى الفراشات تريد أن تنهل العسل .. ورغم ذلك تصر على البقاء ... تجاهد كي تحوّل عذاباتها إلى غضب صامت ... فلم تعد تلك الطفلة ، بل امرأة تعبت لتملك الجرأة والصدق!
في تلك الأراضي الخضراء .... كانت تسكن ... كائن رقيق ... تلاشى ربيعها ... فلا ترى إلاّ الخريف ..
الخريف طويل ... وأوراقه كثيرة ، وهذا ما كانت تحتاجه !
زمن أطول لنسيان أطول!!
الشتاء...

أبي... أتعرف أن الشتاء زارني باكراً !

ونثر الثلج في ليل شعري !
حتى العصافير هاجرت ... !!!
هذا الشتاء أستشرس في عدوانه ... تلطمني الرياح الزمهريرية بعدوانية مرة ... وتكاد الأمطار والسيول أن تقتلعني أن تبتلعني ...
إنها الطبيعة في عريها المهووس ... في شبقها المحموم ...
وحيدة كنت في هذا المدى اللا متناهي ... أرصد الزوابع والرعود ، وأشاكس نزف السماء وهيجان الرياح .. ما أعظم تلك اللحظة وكم هي حقيقة وحية هذه الرياح كأنها ألف عفريت ، يعول ويئن ويعزف بألف معزوفة نشزاء وذلك الوهج والوميض الخاطف للبرق .. كل هذا حقيقي إلى الحد الذي لم الاحظ إلاّ الساعة أن الكون تخلى عن كل ألوان الطيف البلهاء ، وتلون بلا شيء ... لونه الحقيقي الممسوخ بأصوات الرعد ، والريح ، المطر ... والعبث المنظم ... شيء لا يصدق ، انه أكبر من أن يصدق ...
غربة ....

غربة الروح والزمان والمكان .........
هي غربتي أنا ... كغربة الطير للشجر .. وكغربة الزهر ....
فحين رحلت امتدت ساعات الليل ... وأدركت أن حديقتي نقصت زهرة....
كنت أشعر وأنا اتفحص هذا المكان بأن يداً حديدية تقتلع أحشائي من الأعماق بقسوة عمياء وأصبح الفرار من هذا المكان ، خلاصاً يغريني بنبيل شيء من الطمأنينة ...ولكني أدركت انني فقدت زمام ارادتي الحره ، وبشيء من الحدس الذي كثيراً ما يصدق معي ، أدركت بأنني ساسمع ما يصلب الفرح إلى جذوة ألم متقدة بقية عمري ... كمن طلق الأمل والمرح إلى الأبد ..
صرخة وأنين.....
ظلمة كيف تتبدد ؟؟!
جرح ...كيف يتداوى؟؟!
دمع من يمسحه ؟؟!
درب من ينيره؟؟!
لو تدري أبي ما أصعب هذا الزمن !
لم أكن أعلم أنه سيؤدي بي إلى هذه المرارة على هذا الكوكب !
لكنه القدر ذاك الذي لا نعرف إليه طريقاً ، والذي يهزمنا !!
الرموش مبللة من المد في المآقي والعيون نارت في أغوارها العميقة
والناس وحدهم من يرسمون الابتسامة للقادم من رحلة الأحزان والأيام المفاجئة!
في الورقة الأولى كانت الكاتبة انهمارا، أمطارا ، وانتظارا يتدفق فيها الحبر !
وحين كان لابد من انتظار آخر ورقة جفت أقلام المحابر... وانتهت الكتابة..

======================
زهرة _ الربيع ..

بورك فيكِ..
حروف رائعه نسجت بخيوط من ذهب..
رغم تأصل الحزن بين سطورها..
غاليتي..هذه هي الحياة دوماً..
فعليكِ أن تكوني أقوى بكثير عند مثل هذه الحالات..

رحم الله أباكِ..
وأقر عينكِ برؤيته في جنان الخلد..

سننتظر جديدكِ دوماً..
دمتِ بهناء..وسعادة