عنوان الموضوع : قلب خلقه الرحمن خاطرة
مقدم من طرف منتديات أميرات
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
__________________________________________________ __________
يارب .. املأ قلبى بحبك .. وامنحنى القدرة على التسامح والعفو عمن أساء لى .. يارب .. يا رحمن .. يا من خلقت لى هذا القلب .. اجعله ينبض بالحب للناس أجمعين.
اللهم آمين ... اللهم آمين
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
__________________________________________________ __________
مقدم من طرف منتديات أميرات
طوت السيدة صفاء الجريدة بعد انتهائها من قرائتها ثم رفعت صوتها قائلة .. كريمة .. كريمة .. جائتها كريمة مسرعة وهى تقول .. نعم يا سيدتى .. سألتها السيدة صفاء .. هل استيقظت جميلة؟ .. أجابتها كريمة .. ليس بعد يا سيدتى .. مازالت نائمة .. نظرت السيدة صفاء إلى ساعتها التى أشارت إلى الواحدة والنصف ظهرا ثم قالت .. حسنا يا كريمة تفضلى انت.
مضت نحو الساعة قبل أن تظهر جميلة وهى تهبط درجات السلم قائلة .. كريمة حضرى لى الإفطار .. ثم ابتسمت حين وقع نظرها على والدتها وقالت .. صباح الخير يا أمى .. أجابتها أمها .. أى صباح .. ان الساعة تقترب من الثالثة عصرا .. ضحكت جميلة قائلة .. ليس على أن أستيقظ مبكرا يا أمى .. ثم نظرت حولها وقالت بسخرية .. أين الطبيبة العبقرية ؟ نظرت لها والدتها بعتاب وهى تقول .. أنت تعرفين أنها تذهب مبكرا إلى المستشفى .. أجابتها جميلة .. أرأيت انها تتصرف بغرابة .. تذهب إلى المستشفى مبكرا كالموظفين رغم انها ابنة صاحب المستشفى .. لا أدرى ما الذى تحاول إثباته هذه الفتاة ؟ .. تنهدت والدتها وقالت .. انها نسخة طبق الأصل من والدها رحمه الله لقد كان يهتم بعمله كثيرا وكان طبيبا ناجحا ومحبوبا من الجميع .. أجابتها جميلة .. أعلم القصة كلها يا أمى .. وقد وقع الطبيب الكبير الأرمل فى حب الممرضة الجميلة ثم تزوجها وأنجب فتاة جميلة اسمها جميلة ... يااه يا أمى كانت حياتنا ستصبح أكثر روعة لولا وجود تلك الفتاة .. نظرت لها والدتها ثم قالت .. لا أدرى لماذا تكرهين ندى إلى هذه الدرجة ..ان الفتاة لم تسىء إليك إطلاقا بل تحبك كثيرا .. ضحكت جميلة قائلة .. أتصدقين هذه الفتاة .. انها تتصنع ذلك وهى تكرهنا بالتأكيد .. أجابتها أمها .. لا يا ابنتى .. لقد ربيتها منذ كانت فى الثامنة من عمرها ولم أفرق بينكما أبدا وانت التى كنت تسيئين معاملتها دائما وتغارين منها .. قاطعتها جميلة مستنكرة .. أنا أغار منها ... ثم لمست خصلات شعرها الأشقر فى زهو وهى تقول .. لماذا .. هل هى أجمل منى .. أنا أجمل منها مائة مرة .. أجابتها والدتها .. ولكنها متفوقة وطبيبة ناجحة ومحبوبة من الجميع بعكسك انت فشلت فى الحصول على الثانوية العامة .. ولا تعملين شيئا نافعا .. ولا تهتمين إلا بمظهرك وتبذير النقود فيما لا يفيد .. ابتسمت جميلة فى برود قائلة .. وماذا فى هذا يا أمى .. اننى صغيرة وثرية ومن حقى التمتع بحياتى وشبابى .. آه تذكرت اننى بحاجة لبعض النقود ... تنهدت والدتها فى ضيق .. لا يوجد نقود الآن .. إذا أردتى اذهبى إلى أختك فى المستشفى .. قامت جميلة وهى تقول .. حسنا يا أمى ..سأذهب
انتهت الدكتورة ندى من المرور على بعض الحالات فى المستشفى قبل أن تتوقف أمام احدى الحجرات ثم طرقت الباب بلطف قبل أن تدخل وعلى وجهها إبتسامة ملائكية تنير وجهها الصبوح وهى تقول .. صباح الخير .. كيف حالك الآن ؟ .. التفت إليها الشاب الممدد فى الفراش تلف ذراعه وصدره الضمادات .. وابتسم قائلا .. الحمد لله .. الفضل لك يا دكتورة .. أجابته بل الفضل لله سبحانه .. قد كتب لك النجاة .. أجابها .ز الحمد لله .. ولكن الله قد جعل شفائى على يديك بعد ذلك الحادث .. نظرت ندى إلى التقارير الطبية الخاصة به ثم ابتسمت له قائلة .. حمدا لله على سلامتك .. بامكانك مغادرة المستشفى قريبا إن شاء الله .. بعد إذنك .. توجهت لباب الحجرة استوقفها الشاب قائلا .. دكتورة .. التفتت له ندى .. أجابها .. هل يمكننى التحدث إليك قليلا إذا سمحتى
أوقفت جميلة سيارتها أمام المستشفى .. ثم نزلت منها وتوجهت إلى مبنى الإدارة واتجهت لمكتب الدكتورة ندى ولكنها لم تجد أحدا هناك ثم توجهت إلى حجرة الممرضات فاستقبلتها الممرضة فاطمة قائلة .. أهلا آنسة جميلة ..قالت جميلة .. أين هى ؟ .. أجابتها فاطمة .. الدكتورة ندى تمر على بعض الحالات وهى الآن عند الأستاذ حسين كامل و .. قاطعتها جميلة .. حسين كامل .. رجل الأعمال المعروف .. المليونير .. أجابتها فاطمة .. نعم هو .. لقد أصيب فى حادث سيارة منذ عدة أيام وقد أجرت له الدكتورة ندى عملية جراحية ناجحة و .. قاطعته جميلة قائلة .. أين هو ؟ أجابتها فاطمة فى الحجرة رقم 20 تركتها جميلة وتوجهت إلى الحجرة رقم 20 ومن ثم فتحتها دون استئذان وهى تقول .. ندى .. لقد .. ثم قطعت عبارتها فجأة وهى تقول ..آسفة .. ها قاطعتكما .. ابتسمت لها ندى وهى تقول .. أهلا جميلة .. ثم عرفت كلا من جميلة والأستاذ حسين ببعضهما .. ابتسمت جميلة للأستاذ حسين قائلة .. الأستاذ حسين كامل غنى عن التعريف .. تشرفت بمعرفتك كثيرا .. ابتسم لها بهدوء قبل ان ينقل بصره لندى قائلا .. أشكرك ثانية يا دكتورة .. احتقن وجه جميلة غضبا كونه تجاهلها على هذا النحو وكاد لسانها يسبقها كعادتها لولا دخول الممرضة فاطمة وهى تقول للأستاذ حسين .. موعد الحقنة .. جذبت ندى جميلة من يدها بلطف و استأذنت الأستاذ حسين وخرجتا من الحجرة .
ابتسم حسين قائلا لفاطمة .. ان الدكتورة ندى ماهرة جدا .. ابتسمت فاطمة قائلة .. نعم الدكتورة ندى لا مثيل لها فهى كاسمها رقيقة وطيبة لا تغضب احد أبدا ولا تتعالى على أحد بعكس اختها المتعجرفة هذه تلك التى كانت معها منذ قليل .. انها مغرورة جدا ولا أحد يحبها ابدا أما الدكتورة ندى فهى ملكة القلوب هنا فعلا .. ثم تنحنحت فاطمة بحرج وقالت .. لابد اننى تسببت لك بصداع اننى ثرثارة جدا ولا اجد حلا لذلك .. بعد اذنك .. ابتسم حسين وشرد ببصره بعيدا..
أغلقت ندى باب حجرة مكتبها ثم ابتسمت لجميلة وهى تقول .. أهلا يا جميلة .. هل كنتى تريدين شيئا .. نظرت لها جميلة باحتقار وهى تقول .. انها مستشفى والدى ومن حقى ان آتى فى أى وقت .. ابتسمت لها ندى قائلة .. بالطبع يا أختى هى مستشفاك أيضا .. نظرت لها جميلة بغيظ قبل أن تخرج من حقيبتها علبة السجائر وأشعلت احدى السجائر ونقثت دخانها ببطء .. نظرت لها ندى مندهشة وهى تقول .. ألم تتوقفى عن هذه العادة البشعة .. أتريدين قتل نفسك ؟ .. ابتسمت جميلة بسخرية وهى تقول .. توقفى عن هذا التمثيل وهل تهمك صحتى حقا .. أنا لا أصدقك .. ان كان باستطاعتك خداع أمى فانتى لا تخدعينى انا أعرف انك تكرهينا .. تنهدت ندى قائلة .ز لا أدرى ما الذى يدفعك لقول هذا .. أنا أحبكما كثيرا أمك هى أمى وانتى اختى الصغيرة و .. قاطعتها جميلة قائلة .. كفى عن لعب دور الملاك البرىء .. أنا أعلم انك تغارين منى لانى أجمل منك .. أم تظنين اننى أصدقك حين تنتقدين ملابسى بحجة اننى أغضب الله .. أم تريدينى أن أرتدى الحجاب مثلك لأبدو كالعجائز .. كلا اننى أريد الاستمتاع بحياتى وانت لا سلطة لك على أبدا .. هل تفهمين ؟ .. نظرت لها ندى ثم قالت .. هل أنهيت كلامك .. نظرت لها جميلة بتلذذ المنتصر .. ثم قالت .. أريد نقود .. أجابتها ندى .. بامكانك الذهاب للحسابات خذى ما تريدين .. نظرت لها جميلة بتعالى ونفثت دخان سيجارتها فى وجهها قبل أن تخرج من مكتبها .. هزت ندى رأسها فى أسف وهى تقول .. هداك الله يا جميلة .. هداك الله.
فى صباح اليوم التالى .. استيقظت جميلة فى العاشرة صباحا خلاف عادتها وتزينت طويلا أمام المرآة قبل أن تنزل وتركب سيارتها متجهة إلى المستشفى .. ثم توجهت مباشرة إلى هدفها .. الحجرة 20 .. طرقت الباب بخفة ودخلت مباشرة وبادرت حسين قائلة .. صباح الخير يا حسين .. نظر لها حسين مندهشا لفترة قبل أن يقول .. أهلا آنسة جميلة .. قالت له بدلال .. أنا لا أفضل الألقاب يا حسين .. أجابها فى حزم .. أنا أفضلها يا آنسة جميلة .. رمقته بنظرة غاضبة سرعان ما زالت وهى تقول فى نعومة .. كيف حالك الآن .. هل يعتنون بك جيدا ؟ .. إذا ضايقك أحد هنا أخبرنى وأنا أقوم بطرده على الفور .. نظر لها قليلا قبل أن يقول .. بالعكس الجميع هنا لطفاء ولا يتدخلون فيما لا يعنيهم .. صمت لحظة قبل أن يقول .. أين الدكتورة ندى .. تغير وجه جميلة قائلة .. ولماذا تريدها .. أجابها انها طبيبتى .. أجابته جميلة .. ربما تكون فى القسم المجانى الذى تقضى فيه معظم وقتها .. لا أدرى لماذا أنشأ والدى هذا القسم اللعين .. اننا نقوم بالصرف عليه بلا مقابل .. وتلك الحمقاء تتمسك بهذا القسم ولا تريد إغلاقه .. نظر لها حسين قائلا .. إن الدكتورة ندى إنسانة عظيمة ذات قلب كبير .. قاطعته جميلة .. بل هى حمقاء لا تعرف كيف تدير مستشفى بهذه الضخامة .. ولولا اننى لا أفهم شيئا بالأمور الإدارية لما جعلتها تتولى إدارة المستشفى أبدا .. صمت حسين وشرد ببصره قليلا ثم سألها .. هل تقيمان معا ؟ .. أجابته .. نعم اننا نسكن فى فيلا كبيرة بحى راقى كما نملك أيضا .. قاطعها حسين قائلا .. هل يمكنك إعطائى عنوان الفيلا .. ابتسمت جميلة وهى تفكر ان خطتها قد نجحت تماما ولم تستغرق حتى الوقت الذى حددته لها.
عادت جميلة إلى البيت وهى تطير من السعادة وما ان رأت والدتها حتى احتضنتها بسعادة وهى تقول .. باركى لى يا أمى .. هنئينى .. سألتها أمها .. ماذا حدث ؟.. أجابتها .. غدا سيأتى حسين كامل رجل الأعمال المليونير . هل تعرفينه يا أمى ؟ .. سيأتى لخطبتى غدا .. أنا سعيدة يا أمى .. سأكون زوجة مليونير وسألف الدنيا و .. قاطعتها والدتها قائلة .. هل قال لك شيئا .. أجابتها .. لا يا أمى لقد طلب منى تحديد موعد له لمقابلتك .. ولكنى أعرف انه لم يستطع مقاومة جمالى .. أعرف ذلك جيدا يا أمى.
فى المساء أخبرت السيدة صفاء ندى بالخبر عند عودتها من المستشفى .. قالت ندى بسعادة .. حقا يا أمى .. ألف مبروك .. لقد سعدت لها كثيرا .. احتضنتها السيدة صفاء بحب وقالت .. بارك الله فيك يا ابنتى .. العاقبة عندك إن شاء الله .. أرجو أن تكونى موجودة بجوارى وقتها يا ابنتى .. ابتسمت ندى قائلة .. بالطبع يا أمى بالطبع .. ولكن أين جميلة ؟ .. أجابتها .. لقد ذهبت لشراء فستان جديد .. أجابتها ندى .. حسنا يا أمى .. سأذهب لحجرتى لأنى متعبة .. باركى لجميلة حين تعود .. تصبحين على خير.
ظلت جميلة طوال النهار فى محل الكوافير تتزين فى حين ذهبت ندى إلى عملها على ان تعود مبكرا لتلحق بالمقابلة كما وعدت السيدة صفاء .. وفى المساء فى الثامنة مساء حضر السيد حسين فى موعده تماما على الرغم من انه خرج من المستشفى فى اليوم ذاته .. وقابلته كلا من السيدة صفاء والدكتورة ندى بترحاب وجلس ثلاثتهم يتحدثون قبل أن تنزل جميلة وهى تتبختر فى ثوب حريرى لامع يكشف مفاتنها ومدت يدها بدلال لحسين الذى سلم عليها ببرود قبل أن يتوجه بحديثه إلى السيدة صفاء قائلا .. يسعدنى يا صفاء هانم أن أتقدم لطلب يد ابنتك .. ازدادت ابتسامة جميلة ثقة وهى ترتكن على ظهر مقعدها .. وابتسمت السيدة صفاء قائلة .. انه لشرف لنا يا أستاذ حسين .. ابتسم حسين بدوره قائلا .. بل الشرف كله لى أنا يا سيدتى ..
ثم نظر نحو الدكتورة ندى قائلا .. وما رأيك يا دكتورة ؟ .. عقدت جميلة حاجبيها فى غضب قائلة .. وما دخلها بهذا الشأن . انه أمر يخصنى أنا وأمى فقط .. خفضت ندى عينيها فى خجل .. وقالت السيدة صفاء .. ماهذا الذى تقولينه يا جميلة .. فى حين نقل حسين نظره بينهن وهو يقول .. معذرة يا سيدتى أليست الدكتورة ندى ابنتك ؟ .. أجابته السيدة صفاء .. بل هى كابنتى وأكثر .. ولكنها ابنة زوجى الراحل ... تنحنح حسين قائلا .. أنا آسف يا سيدتى .. يبدو أننى ارتكبت خطأ فادحا .. فى الواقع لقد جئت طلبا ليد الدكتورة ندى .. شهقت جميلة ونظرت له صفاء بدهشة فى حين احمر وجه ندى خجلا .. قبل ان تقوم جميلة بغضب قائلة .. ماهذا الذى تقوله نظر لها حسين قائلا .. يبدو أنه حصل سوء تفاهم .. نظرت له جميلة بغيظ ثم توجهت لندى وجذبتها من ذراعها فى عنف وهى تقول .. ماذا فعلت أيتها الساحرة ؟ كيف سرقتيه منى .. كيف ؟ .. قامت السيدة صفاء وجذبت جميلة بعيدا عن ندى وهى تقول .. هل جننتى يا جميلة ؟ .. أجابتها فى ثورة .. أرأيتى يا أمى ؟ لقد سرقته منى .. أجابتها والدتها فى حزم .. هيا اذهبى إلى غرفتك الآن .. هيا .. نظرت جميلة بحقد نحو ندى وهى تقول .. سأجعلك تدفعين الثمن أيتها اللعينة .. ثم توجهت لحجرتها بخطوات غاضبة .. فى حين نظرت السيدة صفاء إلى الأستاذ حسين قائلة .. أنا آسفة يا أستاذ حسين .. أجابها .. بل أنا الذى أعتذر عن هذا الخطأ الفادح .. أرجو أن تسامحينى .. ثم توجه نحو ندى قائلا .. أرجو أن تسامحينى أيضا يا دكتورة فلم أكن أقصد ذلك .. كما أرجو أن تفكرى بعرضى جيدا عندما تهدأ الأمور .. هزت ندى رأسها دون أن ترفع له عينيها ..
انصرف الأستاذ حسين وبقيت كلا من السيدة صفاء وندى تجلسان فى صمت قبل أن تقول السيدة صفاء لندى .. يا ابنتى أرجو ألا تغضبى من جميلة .. ان الموقف كان فوق احتمالها .. اعذريها. نظرت لها ندى وهى تقول .. أنا لا أغضب من جميلة أبدا فهى أختى .. بعد إذنك سأذهب لغرفتى لاستريح قليلا .. قالت السيدة صفاء بتأثر .. انتظرى يا ابنتى.
فى حجرتها كانت جميلة تدور وتدور كالأسد الهائج وهى تردد .. الساحرة .. اللعينة .. السارقة .. لقد سرقته منى .. لابد أن أنتقم منها .. لابد أن تختفى من الوجود .. وأشعلت احدى السجائر ونفثت دخانها فى غضب وبدأ عقلها الشيطانى فى التفكير .. ومن ثم لمعت عيناها حين وجدت الحل .. فتحت باب حجرتها ونادت على كريمة وعندما جائتها قالت لها .. احضرى لى انبوب غاز جديد .. فقد نفذ الغاز من السخان .. أجابتها كريمة .. ولكنى قمت بتغييره منذ أيام و .. قاطعتها فى ثورة .. نفذى ما آمرك به واحضريه الآن .. أسرعت كريمة لتنفيذ الأمر ثم جائتها تحمل أنبوب الغاز .. قالت لها جميلة .. اتركيه هنا .. بعد انصراف كريمة قامت جميلة بجر الأنبوب حتى حجرة ندى وأخفته خلف أحد الستائر الكبيرة وقامت بفتح الأنبوب ثم خرجت من الحجرة مسرعة ..
همت بالنزول على درجات السلم فوجدت والدتها وهى تحتضن ندى بتأثر .. فنزلت السلم بصوت مسموع ثم قالت دون أن تلتفت لهما .. سوف أخرج مع بعض الأصدقاء . وخرجت وأغلقت الباب ورائها فى عنف.
دخلت ندى حجرتها وألقت بجسدها على فراشها فى انهاك .. قبل أن يرن جرس الهاتف وحين ردت ندى أخبروها أنهم بحاجة إليها فى المستشفى لوصول حالة عاجلة .. قامت ندى مرة أخرى واستعدت للخروج وفتحت باب حجرتها فوجدت السيدة صفاء التى بادرتها قائلة .. إلى أين يا ابنتى .. أجابتها ندى .. لقد اتصلوا بى فى المستشفى يجب أن أذهب الآن .. قالت لها السيدة صفاء .. أنا أشعر بصداع شديد يا ابنتى هل أجد عندك دواء ما .. قالت لها ندى .. انك مرهقة .. يجب ان تحصلى على قسط من النوم .. أجابتها .. لا أستطيع يا ندى .. اجابتها ندى وهى تخرج أحد الأقراص من الدرج .. خذى هذا القرص سيساعدك على النوم .. ثم ذهبت ندى للمستشفى على الفور.
عادت جميلة إلى البيت .. ثم جلست على أحد المقاعد وأشعلت سيجارتها بتلذذ وهى تنظر إلى الساعة وتفكر انها الآن فى عداد الأموات أخيرا .. ولن يكون أما حسين سوى الزواج بى أنا .. ثم رفعت صوتها قائلة .. كريمة .. كريمة .. جائتها كريمة قائلة .. نعم يا سيدتى .. سألتها جميلة .. هل نامت ندى ؟ .. أجابتها .. لا لقد ذهبت إلى المستشفى .. سألتها جميلة غاضبة .. متى ؟ .. أجابتها .. بعد أن خرجت بقليل .. نظرت جميلة نحو غرفة ندى فى غيظ وهى تقول .. لم تنم فى غرفتها إذن .. أجابتها كريمة .. لا .. السيدة صفاء تنام بها .. اتسعت عينا جميلة وهى تقول .. ماذا .. أمى .. وجرت على درجات السلم وفتحت باب الحجرة .. ثم أخذت تسعل بقوة وألقت بسيجارتها بعيدا .. وأخذت تهز أمها فى عنف قائلة .. أمى .. أمى .. ردى على يا أمى .. لا تموتى أرجوك.. ونسيت جميلة أن سيجارتها كانت مشتعلة وما هى إلا لحظات واشتعلت النيران فى الحجرة ..
خرجت ندى من حجرة العمليات بعد إجراء إحدى العمليات .. وما ان دخلت مكتبها .. حتى دخلت فاطمة وقد تغير وجهها وهى تقول .. دكتورة ندى .. مصيبة يا دكتورة .. مصيبة.
انحدرت الدموع ساخنة على وجنتى ندى والطبيب يخبرها انهم عجزوا عن إنقاذ السيدة صفاء وانها توفت نتيجة الاختناق بالغاز قبل اندلاع الحريق .. مسحت ندى دموعها وسألته .. وجميلة .. ماذا عن جميلة ؟ .. أجابها .. ان حالتها خطرة وحروقها شديدة خاصة فى وجهها .. وبحاجة لعلاج طويل جدا .. أجابته ندى .. أرجوك يا دكتور .. اسمح لى بنقل جميلة إلى مستشفانا لتكون تحت رعايتى .. هز الطبيب رأسه موافقا.
ظلت ندى شهورا تتابع علاج جميلة بالمستشفى وتقضى معظم وقتها معها .. وفى أحد الأيام بينما كانت ندى تجلس بجوار جميلة فإذا بها تفيق وتتمتم بخفوت .. أمى .. أمى .. لقد قتلتها .. لقد قتلت أمى .. سامحينى يا أمى .. أمسكت ندى بيدى جميلة وهى تقول .. جميلة حبيبتى .. هل تسمعينى ؟ .. نظرت لها جميلة وهى تقول .. أرأيتى يا ندى .. لقد انتقم الله لك منى .. وقد قتلت أمى بيدى .. قتلتها .. ثم أجهشت بالبكاء .. ربتت ندى على يديها قائلة ..ترفقى بنفسك يا جميلة .. لقد تلاعب بك الشيطان .. استغفرى الله يا جميلة .. ادعى الله أن يسامحك يا أختى .. تمتمت جميلة من بين دموعها .. وهل سيغفر الله لى .. انا مجرمة .. قاتلة .. لن يغفر الله لى ابدا .. لق عاقبنى وانتقم منى .. قبلت ندى وجه جميلة المحترق وقالت .. يا حبيبتى .. ان الله يغفر الذنوب جميعا .. استغفريه يا جميله .. تمتمت جميلة وهى تبكى .. استغفر الله العظيم .. أدعى لى يا أختى .. قالت لها ندى .. سأدعو الله لك يا أختى .. وسأساعدك حتى يكتب لك الشفاء .. وبعدها سنجرى لك جراحة لتعيد لك جمالك و .. قاطعتها جميلة قائلة .. لا يا ندى .. لم أعد أريد هذا الجمال .. أريد الله أن يسامحنى .. أريد أن أرتدى الحجاب أريد أن أصلى أريد أن أكون مثلك .. طاهرة .. نقية .. سامحينى يا أختى .. سامحينى.
دخلت ندى مكتبها ففوجئت بحسين كامل يتحدث مع فاطمة التى انسحبت من المكتب فور دخول ندى .. بادرها حسين قائلا .. البقاء لله .. لقد جئت لتعزيتك فور علمى بعد رجوعى من السفر .. أجابته ندى .. انه قضاء الله سألها حسين .. وكيف حال أختك ؟ .. أجابته .. الحمد لله .. انها تتحسن .. وما زلت أتابعها .. شفاها الله .. ارتفعا حاجبا حسين فى دهشة قائلا .. بعد كل ما فعلته بك .. لقد كانت تنوى قتلك .. أجابته ندى .. من فضلك يا أستاذ حسين .. انها أختى .. ولن يغير ذلك شىء .. ستظل أختى الصغيرة التى أحبها وأصبحت مسئولة عنها بعد رحيل أمنا .. هز حسين رأسه وابتسم وهو يقول .. انك إنسانة رائعة .. وأنا مازلت أتمنى أن توافقى على الزواج بى .. أجابته ندى .. لن أستطيع التفكير فى الزواج قبل أن أطمئن على أختى .. نظر لها حسين قائلا .. ان لك قلبا من ذهب .. أجابته ندى .. ان قلبى خلقه الرحمن لا يهمنى أن يكون ذهبا ولا جواهر المهم أن يمتلىء بالرحمة والحب والحنان .. فتح حسين باب مكتبها ثم قال .. سأذهب الآن ولكنى لن أفقد الأمل أن توافقى ذات يوم .. وسأنتظر ذلك اليوم .. ثم انصرف من مكتبها.
وقفت ندى بالقرب من النافذة .. ثم نظرت إلى السماء وقالت .. يارب .. املأ قلبى بحبك .. وامنحنى القدرة على التسامح والعفو عمن أساء لى .. يارب .. يا رحمن .. يا من خلقت لى هذا القلب .. اجعله ينبض بالحب للناس أجمعين.
مضت نحو الساعة قبل أن تظهر جميلة وهى تهبط درجات السلم قائلة .. كريمة حضرى لى الإفطار .. ثم ابتسمت حين وقع نظرها على والدتها وقالت .. صباح الخير يا أمى .. أجابتها أمها .. أى صباح .. ان الساعة تقترب من الثالثة عصرا .. ضحكت جميلة قائلة .. ليس على أن أستيقظ مبكرا يا أمى .. ثم نظرت حولها وقالت بسخرية .. أين الطبيبة العبقرية ؟ نظرت لها والدتها بعتاب وهى تقول .. أنت تعرفين أنها تذهب مبكرا إلى المستشفى .. أجابتها جميلة .. أرأيت انها تتصرف بغرابة .. تذهب إلى المستشفى مبكرا كالموظفين رغم انها ابنة صاحب المستشفى .. لا أدرى ما الذى تحاول إثباته هذه الفتاة ؟ .. تنهدت والدتها وقالت .. انها نسخة طبق الأصل من والدها رحمه الله لقد كان يهتم بعمله كثيرا وكان طبيبا ناجحا ومحبوبا من الجميع .. أجابتها جميلة .. أعلم القصة كلها يا أمى .. وقد وقع الطبيب الكبير الأرمل فى حب الممرضة الجميلة ثم تزوجها وأنجب فتاة جميلة اسمها جميلة ... يااه يا أمى كانت حياتنا ستصبح أكثر روعة لولا وجود تلك الفتاة .. نظرت لها والدتها ثم قالت .. لا أدرى لماذا تكرهين ندى إلى هذه الدرجة ..ان الفتاة لم تسىء إليك إطلاقا بل تحبك كثيرا .. ضحكت جميلة قائلة .. أتصدقين هذه الفتاة .. انها تتصنع ذلك وهى تكرهنا بالتأكيد .. أجابتها أمها .. لا يا ابنتى .. لقد ربيتها منذ كانت فى الثامنة من عمرها ولم أفرق بينكما أبدا وانت التى كنت تسيئين معاملتها دائما وتغارين منها .. قاطعتها جميلة مستنكرة .. أنا أغار منها ... ثم لمست خصلات شعرها الأشقر فى زهو وهى تقول .. لماذا .. هل هى أجمل منى .. أنا أجمل منها مائة مرة .. أجابتها والدتها .. ولكنها متفوقة وطبيبة ناجحة ومحبوبة من الجميع بعكسك انت فشلت فى الحصول على الثانوية العامة .. ولا تعملين شيئا نافعا .. ولا تهتمين إلا بمظهرك وتبذير النقود فيما لا يفيد .. ابتسمت جميلة فى برود قائلة .. وماذا فى هذا يا أمى .. اننى صغيرة وثرية ومن حقى التمتع بحياتى وشبابى .. آه تذكرت اننى بحاجة لبعض النقود ... تنهدت والدتها فى ضيق .. لا يوجد نقود الآن .. إذا أردتى اذهبى إلى أختك فى المستشفى .. قامت جميلة وهى تقول .. حسنا يا أمى ..سأذهب
انتهت الدكتورة ندى من المرور على بعض الحالات فى المستشفى قبل أن تتوقف أمام احدى الحجرات ثم طرقت الباب بلطف قبل أن تدخل وعلى وجهها إبتسامة ملائكية تنير وجهها الصبوح وهى تقول .. صباح الخير .. كيف حالك الآن ؟ .. التفت إليها الشاب الممدد فى الفراش تلف ذراعه وصدره الضمادات .. وابتسم قائلا .. الحمد لله .. الفضل لك يا دكتورة .. أجابته بل الفضل لله سبحانه .. قد كتب لك النجاة .. أجابها .ز الحمد لله .. ولكن الله قد جعل شفائى على يديك بعد ذلك الحادث .. نظرت ندى إلى التقارير الطبية الخاصة به ثم ابتسمت له قائلة .. حمدا لله على سلامتك .. بامكانك مغادرة المستشفى قريبا إن شاء الله .. بعد إذنك .. توجهت لباب الحجرة استوقفها الشاب قائلا .. دكتورة .. التفتت له ندى .. أجابها .. هل يمكننى التحدث إليك قليلا إذا سمحتى
أوقفت جميلة سيارتها أمام المستشفى .. ثم نزلت منها وتوجهت إلى مبنى الإدارة واتجهت لمكتب الدكتورة ندى ولكنها لم تجد أحدا هناك ثم توجهت إلى حجرة الممرضات فاستقبلتها الممرضة فاطمة قائلة .. أهلا آنسة جميلة ..قالت جميلة .. أين هى ؟ .. أجابتها فاطمة .. الدكتورة ندى تمر على بعض الحالات وهى الآن عند الأستاذ حسين كامل و .. قاطعتها جميلة .. حسين كامل .. رجل الأعمال المعروف .. المليونير .. أجابتها فاطمة .. نعم هو .. لقد أصيب فى حادث سيارة منذ عدة أيام وقد أجرت له الدكتورة ندى عملية جراحية ناجحة و .. قاطعته جميلة قائلة .. أين هو ؟ أجابتها فاطمة فى الحجرة رقم 20 تركتها جميلة وتوجهت إلى الحجرة رقم 20 ومن ثم فتحتها دون استئذان وهى تقول .. ندى .. لقد .. ثم قطعت عبارتها فجأة وهى تقول ..آسفة .. ها قاطعتكما .. ابتسمت لها ندى وهى تقول .. أهلا جميلة .. ثم عرفت كلا من جميلة والأستاذ حسين ببعضهما .. ابتسمت جميلة للأستاذ حسين قائلة .. الأستاذ حسين كامل غنى عن التعريف .. تشرفت بمعرفتك كثيرا .. ابتسم لها بهدوء قبل ان ينقل بصره لندى قائلا .. أشكرك ثانية يا دكتورة .. احتقن وجه جميلة غضبا كونه تجاهلها على هذا النحو وكاد لسانها يسبقها كعادتها لولا دخول الممرضة فاطمة وهى تقول للأستاذ حسين .. موعد الحقنة .. جذبت ندى جميلة من يدها بلطف و استأذنت الأستاذ حسين وخرجتا من الحجرة .
ابتسم حسين قائلا لفاطمة .. ان الدكتورة ندى ماهرة جدا .. ابتسمت فاطمة قائلة .. نعم الدكتورة ندى لا مثيل لها فهى كاسمها رقيقة وطيبة لا تغضب احد أبدا ولا تتعالى على أحد بعكس اختها المتعجرفة هذه تلك التى كانت معها منذ قليل .. انها مغرورة جدا ولا أحد يحبها ابدا أما الدكتورة ندى فهى ملكة القلوب هنا فعلا .. ثم تنحنحت فاطمة بحرج وقالت .. لابد اننى تسببت لك بصداع اننى ثرثارة جدا ولا اجد حلا لذلك .. بعد اذنك .. ابتسم حسين وشرد ببصره بعيدا..
أغلقت ندى باب حجرة مكتبها ثم ابتسمت لجميلة وهى تقول .. أهلا يا جميلة .. هل كنتى تريدين شيئا .. نظرت لها جميلة باحتقار وهى تقول .. انها مستشفى والدى ومن حقى ان آتى فى أى وقت .. ابتسمت لها ندى قائلة .. بالطبع يا أختى هى مستشفاك أيضا .. نظرت لها جميلة بغيظ قبل أن تخرج من حقيبتها علبة السجائر وأشعلت احدى السجائر ونقثت دخانها ببطء .. نظرت لها ندى مندهشة وهى تقول .. ألم تتوقفى عن هذه العادة البشعة .. أتريدين قتل نفسك ؟ .. ابتسمت جميلة بسخرية وهى تقول .. توقفى عن هذا التمثيل وهل تهمك صحتى حقا .. أنا لا أصدقك .. ان كان باستطاعتك خداع أمى فانتى لا تخدعينى انا أعرف انك تكرهينا .. تنهدت ندى قائلة .ز لا أدرى ما الذى يدفعك لقول هذا .. أنا أحبكما كثيرا أمك هى أمى وانتى اختى الصغيرة و .. قاطعتها جميلة قائلة .. كفى عن لعب دور الملاك البرىء .. أنا أعلم انك تغارين منى لانى أجمل منك .. أم تظنين اننى أصدقك حين تنتقدين ملابسى بحجة اننى أغضب الله .. أم تريدينى أن أرتدى الحجاب مثلك لأبدو كالعجائز .. كلا اننى أريد الاستمتاع بحياتى وانت لا سلطة لك على أبدا .. هل تفهمين ؟ .. نظرت لها ندى ثم قالت .. هل أنهيت كلامك .. نظرت لها جميلة بتلذذ المنتصر .. ثم قالت .. أريد نقود .. أجابتها ندى .. بامكانك الذهاب للحسابات خذى ما تريدين .. نظرت لها جميلة بتعالى ونفثت دخان سيجارتها فى وجهها قبل أن تخرج من مكتبها .. هزت ندى رأسها فى أسف وهى تقول .. هداك الله يا جميلة .. هداك الله.
فى صباح اليوم التالى .. استيقظت جميلة فى العاشرة صباحا خلاف عادتها وتزينت طويلا أمام المرآة قبل أن تنزل وتركب سيارتها متجهة إلى المستشفى .. ثم توجهت مباشرة إلى هدفها .. الحجرة 20 .. طرقت الباب بخفة ودخلت مباشرة وبادرت حسين قائلة .. صباح الخير يا حسين .. نظر لها حسين مندهشا لفترة قبل أن يقول .. أهلا آنسة جميلة .. قالت له بدلال .. أنا لا أفضل الألقاب يا حسين .. أجابها فى حزم .. أنا أفضلها يا آنسة جميلة .. رمقته بنظرة غاضبة سرعان ما زالت وهى تقول فى نعومة .. كيف حالك الآن .. هل يعتنون بك جيدا ؟ .. إذا ضايقك أحد هنا أخبرنى وأنا أقوم بطرده على الفور .. نظر لها قليلا قبل أن يقول .. بالعكس الجميع هنا لطفاء ولا يتدخلون فيما لا يعنيهم .. صمت لحظة قبل أن يقول .. أين الدكتورة ندى .. تغير وجه جميلة قائلة .. ولماذا تريدها .. أجابها انها طبيبتى .. أجابته جميلة .. ربما تكون فى القسم المجانى الذى تقضى فيه معظم وقتها .. لا أدرى لماذا أنشأ والدى هذا القسم اللعين .. اننا نقوم بالصرف عليه بلا مقابل .. وتلك الحمقاء تتمسك بهذا القسم ولا تريد إغلاقه .. نظر لها حسين قائلا .. إن الدكتورة ندى إنسانة عظيمة ذات قلب كبير .. قاطعته جميلة .. بل هى حمقاء لا تعرف كيف تدير مستشفى بهذه الضخامة .. ولولا اننى لا أفهم شيئا بالأمور الإدارية لما جعلتها تتولى إدارة المستشفى أبدا .. صمت حسين وشرد ببصره قليلا ثم سألها .. هل تقيمان معا ؟ .. أجابته .. نعم اننا نسكن فى فيلا كبيرة بحى راقى كما نملك أيضا .. قاطعها حسين قائلا .. هل يمكنك إعطائى عنوان الفيلا .. ابتسمت جميلة وهى تفكر ان خطتها قد نجحت تماما ولم تستغرق حتى الوقت الذى حددته لها.
عادت جميلة إلى البيت وهى تطير من السعادة وما ان رأت والدتها حتى احتضنتها بسعادة وهى تقول .. باركى لى يا أمى .. هنئينى .. سألتها أمها .. ماذا حدث ؟.. أجابتها .. غدا سيأتى حسين كامل رجل الأعمال المليونير . هل تعرفينه يا أمى ؟ .. سيأتى لخطبتى غدا .. أنا سعيدة يا أمى .. سأكون زوجة مليونير وسألف الدنيا و .. قاطعتها والدتها قائلة .. هل قال لك شيئا .. أجابتها .. لا يا أمى لقد طلب منى تحديد موعد له لمقابلتك .. ولكنى أعرف انه لم يستطع مقاومة جمالى .. أعرف ذلك جيدا يا أمى.
فى المساء أخبرت السيدة صفاء ندى بالخبر عند عودتها من المستشفى .. قالت ندى بسعادة .. حقا يا أمى .. ألف مبروك .. لقد سعدت لها كثيرا .. احتضنتها السيدة صفاء بحب وقالت .. بارك الله فيك يا ابنتى .. العاقبة عندك إن شاء الله .. أرجو أن تكونى موجودة بجوارى وقتها يا ابنتى .. ابتسمت ندى قائلة .. بالطبع يا أمى بالطبع .. ولكن أين جميلة ؟ .. أجابتها .. لقد ذهبت لشراء فستان جديد .. أجابتها ندى .. حسنا يا أمى .. سأذهب لحجرتى لأنى متعبة .. باركى لجميلة حين تعود .. تصبحين على خير.
ظلت جميلة طوال النهار فى محل الكوافير تتزين فى حين ذهبت ندى إلى عملها على ان تعود مبكرا لتلحق بالمقابلة كما وعدت السيدة صفاء .. وفى المساء فى الثامنة مساء حضر السيد حسين فى موعده تماما على الرغم من انه خرج من المستشفى فى اليوم ذاته .. وقابلته كلا من السيدة صفاء والدكتورة ندى بترحاب وجلس ثلاثتهم يتحدثون قبل أن تنزل جميلة وهى تتبختر فى ثوب حريرى لامع يكشف مفاتنها ومدت يدها بدلال لحسين الذى سلم عليها ببرود قبل أن يتوجه بحديثه إلى السيدة صفاء قائلا .. يسعدنى يا صفاء هانم أن أتقدم لطلب يد ابنتك .. ازدادت ابتسامة جميلة ثقة وهى ترتكن على ظهر مقعدها .. وابتسمت السيدة صفاء قائلة .. انه لشرف لنا يا أستاذ حسين .. ابتسم حسين بدوره قائلا .. بل الشرف كله لى أنا يا سيدتى ..
ثم نظر نحو الدكتورة ندى قائلا .. وما رأيك يا دكتورة ؟ .. عقدت جميلة حاجبيها فى غضب قائلة .. وما دخلها بهذا الشأن . انه أمر يخصنى أنا وأمى فقط .. خفضت ندى عينيها فى خجل .. وقالت السيدة صفاء .. ماهذا الذى تقولينه يا جميلة .. فى حين نقل حسين نظره بينهن وهو يقول .. معذرة يا سيدتى أليست الدكتورة ندى ابنتك ؟ .. أجابته السيدة صفاء .. بل هى كابنتى وأكثر .. ولكنها ابنة زوجى الراحل ... تنحنح حسين قائلا .. أنا آسف يا سيدتى .. يبدو أننى ارتكبت خطأ فادحا .. فى الواقع لقد جئت طلبا ليد الدكتورة ندى .. شهقت جميلة ونظرت له صفاء بدهشة فى حين احمر وجه ندى خجلا .. قبل ان تقوم جميلة بغضب قائلة .. ماهذا الذى تقوله نظر لها حسين قائلا .. يبدو أنه حصل سوء تفاهم .. نظرت له جميلة بغيظ ثم توجهت لندى وجذبتها من ذراعها فى عنف وهى تقول .. ماذا فعلت أيتها الساحرة ؟ كيف سرقتيه منى .. كيف ؟ .. قامت السيدة صفاء وجذبت جميلة بعيدا عن ندى وهى تقول .. هل جننتى يا جميلة ؟ .. أجابتها فى ثورة .. أرأيتى يا أمى ؟ لقد سرقته منى .. أجابتها والدتها فى حزم .. هيا اذهبى إلى غرفتك الآن .. هيا .. نظرت جميلة بحقد نحو ندى وهى تقول .. سأجعلك تدفعين الثمن أيتها اللعينة .. ثم توجهت لحجرتها بخطوات غاضبة .. فى حين نظرت السيدة صفاء إلى الأستاذ حسين قائلة .. أنا آسفة يا أستاذ حسين .. أجابها .. بل أنا الذى أعتذر عن هذا الخطأ الفادح .. أرجو أن تسامحينى .. ثم توجه نحو ندى قائلا .. أرجو أن تسامحينى أيضا يا دكتورة فلم أكن أقصد ذلك .. كما أرجو أن تفكرى بعرضى جيدا عندما تهدأ الأمور .. هزت ندى رأسها دون أن ترفع له عينيها ..
انصرف الأستاذ حسين وبقيت كلا من السيدة صفاء وندى تجلسان فى صمت قبل أن تقول السيدة صفاء لندى .. يا ابنتى أرجو ألا تغضبى من جميلة .. ان الموقف كان فوق احتمالها .. اعذريها. نظرت لها ندى وهى تقول .. أنا لا أغضب من جميلة أبدا فهى أختى .. بعد إذنك سأذهب لغرفتى لاستريح قليلا .. قالت السيدة صفاء بتأثر .. انتظرى يا ابنتى.
فى حجرتها كانت جميلة تدور وتدور كالأسد الهائج وهى تردد .. الساحرة .. اللعينة .. السارقة .. لقد سرقته منى .. لابد أن أنتقم منها .. لابد أن تختفى من الوجود .. وأشعلت احدى السجائر ونفثت دخانها فى غضب وبدأ عقلها الشيطانى فى التفكير .. ومن ثم لمعت عيناها حين وجدت الحل .. فتحت باب حجرتها ونادت على كريمة وعندما جائتها قالت لها .. احضرى لى انبوب غاز جديد .. فقد نفذ الغاز من السخان .. أجابتها كريمة .. ولكنى قمت بتغييره منذ أيام و .. قاطعتها فى ثورة .. نفذى ما آمرك به واحضريه الآن .. أسرعت كريمة لتنفيذ الأمر ثم جائتها تحمل أنبوب الغاز .. قالت لها جميلة .. اتركيه هنا .. بعد انصراف كريمة قامت جميلة بجر الأنبوب حتى حجرة ندى وأخفته خلف أحد الستائر الكبيرة وقامت بفتح الأنبوب ثم خرجت من الحجرة مسرعة ..
همت بالنزول على درجات السلم فوجدت والدتها وهى تحتضن ندى بتأثر .. فنزلت السلم بصوت مسموع ثم قالت دون أن تلتفت لهما .. سوف أخرج مع بعض الأصدقاء . وخرجت وأغلقت الباب ورائها فى عنف.
دخلت ندى حجرتها وألقت بجسدها على فراشها فى انهاك .. قبل أن يرن جرس الهاتف وحين ردت ندى أخبروها أنهم بحاجة إليها فى المستشفى لوصول حالة عاجلة .. قامت ندى مرة أخرى واستعدت للخروج وفتحت باب حجرتها فوجدت السيدة صفاء التى بادرتها قائلة .. إلى أين يا ابنتى .. أجابتها ندى .. لقد اتصلوا بى فى المستشفى يجب أن أذهب الآن .. قالت لها السيدة صفاء .. أنا أشعر بصداع شديد يا ابنتى هل أجد عندك دواء ما .. قالت لها ندى .. انك مرهقة .. يجب ان تحصلى على قسط من النوم .. أجابتها .. لا أستطيع يا ندى .. اجابتها ندى وهى تخرج أحد الأقراص من الدرج .. خذى هذا القرص سيساعدك على النوم .. ثم ذهبت ندى للمستشفى على الفور.
عادت جميلة إلى البيت .. ثم جلست على أحد المقاعد وأشعلت سيجارتها بتلذذ وهى تنظر إلى الساعة وتفكر انها الآن فى عداد الأموات أخيرا .. ولن يكون أما حسين سوى الزواج بى أنا .. ثم رفعت صوتها قائلة .. كريمة .. كريمة .. جائتها كريمة قائلة .. نعم يا سيدتى .. سألتها جميلة .. هل نامت ندى ؟ .. أجابتها .. لا لقد ذهبت إلى المستشفى .. سألتها جميلة غاضبة .. متى ؟ .. أجابتها .. بعد أن خرجت بقليل .. نظرت جميلة نحو غرفة ندى فى غيظ وهى تقول .. لم تنم فى غرفتها إذن .. أجابتها كريمة .. لا .. السيدة صفاء تنام بها .. اتسعت عينا جميلة وهى تقول .. ماذا .. أمى .. وجرت على درجات السلم وفتحت باب الحجرة .. ثم أخذت تسعل بقوة وألقت بسيجارتها بعيدا .. وأخذت تهز أمها فى عنف قائلة .. أمى .. أمى .. ردى على يا أمى .. لا تموتى أرجوك.. ونسيت جميلة أن سيجارتها كانت مشتعلة وما هى إلا لحظات واشتعلت النيران فى الحجرة ..
خرجت ندى من حجرة العمليات بعد إجراء إحدى العمليات .. وما ان دخلت مكتبها .. حتى دخلت فاطمة وقد تغير وجهها وهى تقول .. دكتورة ندى .. مصيبة يا دكتورة .. مصيبة.
انحدرت الدموع ساخنة على وجنتى ندى والطبيب يخبرها انهم عجزوا عن إنقاذ السيدة صفاء وانها توفت نتيجة الاختناق بالغاز قبل اندلاع الحريق .. مسحت ندى دموعها وسألته .. وجميلة .. ماذا عن جميلة ؟ .. أجابها .. ان حالتها خطرة وحروقها شديدة خاصة فى وجهها .. وبحاجة لعلاج طويل جدا .. أجابته ندى .. أرجوك يا دكتور .. اسمح لى بنقل جميلة إلى مستشفانا لتكون تحت رعايتى .. هز الطبيب رأسه موافقا.
ظلت ندى شهورا تتابع علاج جميلة بالمستشفى وتقضى معظم وقتها معها .. وفى أحد الأيام بينما كانت ندى تجلس بجوار جميلة فإذا بها تفيق وتتمتم بخفوت .. أمى .. أمى .. لقد قتلتها .. لقد قتلت أمى .. سامحينى يا أمى .. أمسكت ندى بيدى جميلة وهى تقول .. جميلة حبيبتى .. هل تسمعينى ؟ .. نظرت لها جميلة وهى تقول .. أرأيتى يا ندى .. لقد انتقم الله لك منى .. وقد قتلت أمى بيدى .. قتلتها .. ثم أجهشت بالبكاء .. ربتت ندى على يديها قائلة ..ترفقى بنفسك يا جميلة .. لقد تلاعب بك الشيطان .. استغفرى الله يا جميلة .. ادعى الله أن يسامحك يا أختى .. تمتمت جميلة من بين دموعها .. وهل سيغفر الله لى .. انا مجرمة .. قاتلة .. لن يغفر الله لى ابدا .. لق عاقبنى وانتقم منى .. قبلت ندى وجه جميلة المحترق وقالت .. يا حبيبتى .. ان الله يغفر الذنوب جميعا .. استغفريه يا جميله .. تمتمت جميلة وهى تبكى .. استغفر الله العظيم .. أدعى لى يا أختى .. قالت لها ندى .. سأدعو الله لك يا أختى .. وسأساعدك حتى يكتب لك الشفاء .. وبعدها سنجرى لك جراحة لتعيد لك جمالك و .. قاطعتها جميلة قائلة .. لا يا ندى .. لم أعد أريد هذا الجمال .. أريد الله أن يسامحنى .. أريد أن أرتدى الحجاب أريد أن أصلى أريد أن أكون مثلك .. طاهرة .. نقية .. سامحينى يا أختى .. سامحينى.
دخلت ندى مكتبها ففوجئت بحسين كامل يتحدث مع فاطمة التى انسحبت من المكتب فور دخول ندى .. بادرها حسين قائلا .. البقاء لله .. لقد جئت لتعزيتك فور علمى بعد رجوعى من السفر .. أجابته ندى .. انه قضاء الله سألها حسين .. وكيف حال أختك ؟ .. أجابته .. الحمد لله .. انها تتحسن .. وما زلت أتابعها .. شفاها الله .. ارتفعا حاجبا حسين فى دهشة قائلا .. بعد كل ما فعلته بك .. لقد كانت تنوى قتلك .. أجابته ندى .. من فضلك يا أستاذ حسين .. انها أختى .. ولن يغير ذلك شىء .. ستظل أختى الصغيرة التى أحبها وأصبحت مسئولة عنها بعد رحيل أمنا .. هز حسين رأسه وابتسم وهو يقول .. انك إنسانة رائعة .. وأنا مازلت أتمنى أن توافقى على الزواج بى .. أجابته ندى .. لن أستطيع التفكير فى الزواج قبل أن أطمئن على أختى .. نظر لها حسين قائلا .. ان لك قلبا من ذهب .. أجابته ندى .. ان قلبى خلقه الرحمن لا يهمنى أن يكون ذهبا ولا جواهر المهم أن يمتلىء بالرحمة والحب والحنان .. فتح حسين باب مكتبها ثم قال .. سأذهب الآن ولكنى لن أفقد الأمل أن توافقى ذات يوم .. وسأنتظر ذلك اليوم .. ثم انصرف من مكتبها.
وقفت ندى بالقرب من النافذة .. ثم نظرت إلى السماء وقالت .. يارب .. املأ قلبى بحبك .. وامنحنى القدرة على التسامح والعفو عمن أساء لى .. يارب .. يا رحمن .. يا من خلقت لى هذا القلب .. اجعله ينبض بالحب للناس أجمعين.
==================================
بدااااااااااااع
هذا ما قلته لقلبي بعد مروري بكلماتكِ ..
أنت في الفيض نجمة تسير لتننثر الدرر
ولكن المشكلة
أن دررك أكثر من قدرة أيدينا على الالتقاط ..
ترفقي بنا يا arwy
دررك رائعة الجمال
هذا ما قلته لقلبي بعد مروري بكلماتكِ ..
أنت في الفيض نجمة تسير لتننثر الدرر
ولكن المشكلة
أن دررك أكثر من قدرة أيدينا على الالتقاط ..
ترفقي بنا يا arwy
دررك رائعة الجمال

__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمه الله
دام ابداع قلمك
جزاك الله خيرا
دام ابداع قلمك
جزاك الله خيرا
يارب .. املأ قلبى بحبك .. وامنحنى القدرة على التسامح والعفو عمن أساء لى .. يارب .. يا رحمن .. يا من خلقت لى هذا القلب .. اجعله ينبض بالحب للناس أجمعين.
اللهم آمين ... اللهم آمين
__________________________________________________ __________
السلام عليكم ورحمة الله
طرح رائع اختي
سجلي اعجابي به
حفظك الله ورعاك ومدك بالمزيد
طرح رائع اختي
سجلي اعجابي به
حفظك الله ورعاك ومدك بالمزيد
__________________________________________________ __________
أحبتى ..
أخجلتمونى بتعليقاتكم الرائعة .. لا تسعنى سعادة الدنيا بوجودى بينكم وبتقبلكم لكتاباتى .. أشعر كما لو كنت مسافرة سفر طويل أحمل حروف كلماتى ثم نثرتها فى فيضكم فاصبحت زهور وأشجار تلون أيام حياتى بألوان السعادة.
شكرا لكم ...
أخجلتمونى بتعليقاتكم الرائعة .. لا تسعنى سعادة الدنيا بوجودى بينكم وبتقبلكم لكتاباتى .. أشعر كما لو كنت مسافرة سفر طويل أحمل حروف كلماتى ثم نثرتها فى فيضكم فاصبحت زهور وأشجار تلون أيام حياتى بألوان السعادة.
شكرا لكم ...
__________________________________________________ __________
أسجل
تأثري الشديد
اتعاظي
و جل إعجابي
و .... بريق دمعة
والكلام بعد ذلك ... تقصير
أدامك الله لنا يا arwy
أدامك الله لنا وحفظك من كل سوء
قطعة من النور أنت
أختك في الله ... محبتك من القلب ... شموخ الاسلام
تأثري الشديد
اتعاظي
و جل إعجابي
و .... بريق دمعة
والكلام بعد ذلك ... تقصير
أدامك الله لنا يا arwy
أدامك الله لنا وحفظك من كل سوء
قطعة من النور أنت
أختك في الله ... محبتك من القلب ... شموخ الاسلام
تسجيل إعجاب
رائع ما أجمل هذه القصة..
بارك الله فيك يا أروى
تقبلي أطيب تحية
أختك قمة
رائع ما أجمل هذه القصة..
بارك الله فيك يا أروى
تقبلي أطيب تحية
أختك قمة